in

إليك بعضاً من أغرب الأساليب المتبعة للحد من الشائعات التي يتداولها الأهل حول فيروس كورونا

كثرت الشائعات الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء تفشي وباء الكورونا، لم تسبب هذه الشائعات أضراراً كبيرة ولكننا لا يمكننا إنكار مدى غرابة بعضها! فمثلاً انتشرت شائعة تقول إن روسيا قد أطلقت 500 أسد في شوارعها كوسيلة لإجبار الناس على البقاء في منازلهم، حتى أن رجل الأعمال البريطاني وعضو في حزب العمال (ألان شوغر) قد شارك هذا الخبر على صفحته الرسمية على التويتر.

هذه الصورة التي تم تداولها على نطاق واسع على الإنترنت هي في الواقع ملتقطة في مدينة جوهانسبرغ في دولة جنوب إفريقيا عام 2016، ووفقاً لموقع «سنوبس» قامت إحدى شركات الإنتاج باستعارة أسد من حديقة للحيوان في إطار مشاركته بتصوير إحدى الأفلام، فحتى الآن لم يتم تطبيق قوانين حظر التجوال في روسيا على الرغم من أن الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) كان قد أعلن الأسبوع المقبل عطلة وحث الناس على الالتزام بمنازلهم.

يمكن تصحيح مثل هذه الأخبار الكاذبة عندما تنتشر على مواقع الإنترنت، ولكن الشائعات التي تنتشر على مواقع وبرامج المراسلة قد يكون من الصعب تصحيحها، حيث تتم مشاركة مثل هذه الأخبار على شكل رسائل ونصوص عبر تطبيقات المراسلة دون إرفاقها بأي مصدر رقمي يثبت مدى صحتها.\

انتشرت مثل هذه الشائعات بشكل كبيرة في الآونة الأخيرة وخاصة في مجتمعاتنا العربية والأسوأ من هذا كله أنها قد نُشرت تحت اسم منظمة الصحة العالمية، إليك بعضاً منها:

1. فوائد الثوم

صورة: Pigeon Feed

انتشرا هكذا نوع من الأخبار على نطاق واسع: ”أخبار سارة! أثبت الطب الصيني القديم أنه يمكن علاج المصابين بفيروس ووهان التاجي عبر شرب وعاء من مياه الثوم المسلوق، فكل ما عليك فعله هو وضع 8 فصوص من الثوم المفروم في وعاء من الماء المغلي وستشعر بالتحسن“ ولكن للتوضيح فقط فإن هذا الحساء لن يعالجك!

فكروا بالموضوع قليلاً قبل نشر مثل هذه الإشاعات، ففي حال أثبت الطب الصيني قدرة الثوم على علاج هذا الفيروس فمن المتوقع أن مثل هكذا خبر سيتصدر عناوين الصحف العالمية بدلاً من انتشاره على شكل رسالة يتناقلها الناس بينهم وبين أصدقائهم.

صورة نشرتها منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى العديد من الصور التوضيحية الأخرى، توضح أن الثوم يعود بفوائد جيدة علينا، لكن لن يقينا الإصابة بفيروس كورونا الجديد. صورة: WHO

نشرت منظمة الصحة العالمية هذه الصورة لتصحيح هذه المعلومة وكتبت: ”الثوم غذاء صحي للغاية ويحتوي على خصائص مضادة للميكروبات، ولكن هذا لا يعني أن تناول الثوم قد يحميك من الإصابة بفيروس كورونا المستجد“.

2. استخدام ثاني أكسيد الكلور

صورة: Shutterstock

ساهم نجم موقع يوتيوب (جوردان ساثر) في نشر شائعة أخرى تنص على أن مشروب MMS المعدني الذي يحتوي على ثاني أكسيد الكلور، وهو عامل مبيض يستخدم لتنظيف الأقمشة والبقع يساعد في علاج المصابين فيروس كورنا، علماً أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية كانت قد حذرت من مخاطر شرب ثاني أكسيد الكلور في العام الماضي الذي يسبب الغثيان والقيء والإسهال والتجفاف.

3. صناعة معقمات اليدين في المنزل

يقول الخبراء أن الجل المنزلي المصنوع من خليط من الفودكا، أو أي نوع من الكحول، لن يساعد أبداً في التعقيم. صورة: LBC

بعد نفاذ عبوات التعقيم من المتاجر بدأ الناس يصنعون المعقمات في المنزل ونشر الطريقة على الإنترنت وهو أمر خطير نظراً لأن معقمات اليد تحتوي على مكونات تجعلها مناسبة للبشرة كما تحتوي على نسبة 60 إلى 70% من الكحول، فبحسب ما قالته الأستاذة الجامعية (سالي بلومفيلد) من كلية لندن للصحة والطب الجلدي فإن مثل هذه المعقمات لا يمكن صنعها في المنزل لعدم توفر نسبة الكحول المطلوبة، فحتى مشروب الفودكا الكحولي يحتوي على 40% فقط من الكحول.

4. شرب المياه مرة كل ربع ساعة

صورة: iStock

انتشرت دراسة مزيفة تنصح الناس بشرب المياه مرة كل ربع ساعة لطرد الفيروسات من الجسم ولكن أكدت (بلومفيلد) عدم وجود أي بحث أو دراسة عليمة تؤكد هذه المعلومة.

5. الحرارة تقتل الفيروس

أناس يتمشون في فلوريدا وهم مرتدين قناعاً واقياً. صورة: Getty Images

هذه الشائعة تعتبر الأخطر وذلك لأنها سببت باستهتار كبير ولعبت دوراً كبيراً في تفشي الفيروس، حيث اعتقد الناس أنه بمجرد قدوم فصل الصيف سيموت الفيروس ولكن للأسف هذه المعلومة خاطئة، فحتى الآن لا نعلم كيف تؤثر الحرارة على فيروس كورونا المستجد، لذلك فإن الاستحمام بالمياه الساخنة وشرب المشروبات الساخنة وتعريض جسدك لأشعة الشمس لن ينفعك بشيء.

6. حبس النفس لأكثر من عشر ثوانٍ

حسب النفس لتشخيص الإصابة بالفيروس هو أمر غير صحيح أبداً. صورة: Getty Images, stock

تمت مشاركة هذه المعلومات من قبل 30 ألف مستخدم على الفيسبوك وتقول: ”خذ نفساً عميقاً واحبس نفسك لأكثر من 10 ثوانٍ، ففي حال تمكنت من حبس نفسك دون سعال أو الشعور بالانزعاج أو انسداد أو ضيق في التنفس فهذا يعني عدم وجود تليف في رئتيك، أي أنك لست مصاب بالعدوى“.

قد يكون لمثل هذه الشائعة عواقب أكثر خطورة مما نعتقد، فهي تعطي الناس الحاملين للفيروس عذراً لعدم الذهاب لفحص أنفسهم أو الالتزام بإجراءات الحجر الصحي وبالتالي نقل العدوى لأشخاص آخرين وهو أمر بغاية الخطورة.

قال الدكتور فهيم يونس رئيس سم الأمراض المعدية في جامعة ميريلاند الأمريكية في تغريدة نشرها على صفحته على التويتر: ”يمكن للمرضى الصغار المصابين بالفيروس التاجي حبس أنفاسهم لمدة أطول من 10 ثوانٍ، أما الكبار في العمر لن يتمكنوا من حبس أنفاسهم هذه المدة حتى ولم يكونوا مصابين بالعدوى“.

كما انتشرت رسالة تناقلها الناس على تطبيق الواتساب تنص على أن بعض الحكومات تخطط لرش الشوارع بالمطهرات والمعقمات من المروحيات لمنع انتشار الوباء، ولكن كما ذكرنا سابقاً مثل هذه الأخبار يتم نشرها في الأخبار والصحف وليس عبر مجموعات الواتساب العائلية.

هكذا كانت ردود فعل الناس على التويتر على هذه الشائعة التي تناقلها الأهالي عبر مجموعات الواتساب:

”أخبرتني أمي أنه عليّ إغلاق جميع نوافذ المنزل لأن مروحية ستقوم برش المعقمات هذه الليلة…سأقوم بمصادرة هاتف أمي وحذف تطبيق الواتساب“.

اضطررت لنشر هذه التغريدة مزيفة من (ترامب) لأوقف هذه الشائعات التي ينشرها والداي: ”عقوبة كل من يقوم بنشر أخبار كاذبة هي السجن“.

وهذه تغريدة مزيفة أخرى لرئيس الوزراء البريطاني (بوريس جونسون): ”أرجوكم توقفوا عن نشر الأخبار المزيفة حول فيروس كورونا وإلا سيجد كل من ينشر هذه الشائعات على الواتساب نفسه في المحكمة“. كما تم نشر التغريدة ذاتها ولكن تحت اسم رئيس الوزراء الكندي (جاستن ترودو).

يمكننا أن نتحدث حول أخلاقيات هذه الطرق ولكن بحسب ما رواه هؤلاء الناس فإنهم قد حققوا نجاحاً في الحد من انتشار مثل هذه الإشاعات، ولكن تبقى أفضل طريقة هي التحقق من مصادر المعلومة قبل نشرها ونشر الوعي بين الناس للتأكد من مدى صحة ما يتداولونه.

مقالات إعلانية