لا شك بأن الاضطرابات النفسية والعقلية من أكثر الأشياء المساء فهمها بين الناس بشكل عام. حيث أن معظم الاضطرابات لا تزال تفهم بشكل خاطئ فالناس لا يميزون بين التوحد والوسواس القهري (OCD) وحتى الفصام فعلياً.
ومن بين الاضطرابات التي تصيب الأشخاص لا بد أن نوبات الهلع (أو نوبات الذعر أو نوبات الخوف) لها حصة كبيرة من المفاهيم الخاطئة والمعلومات المجهولة. لذلك سأذكر 5 أشياء غالباً ما لا يدركها الناس عن هذه النوبات:
قد تبدأ في أي وقت، وأي مكان
لا يوجد معيار حقيقي يحدد إذا كنت ستصاب بنوبات ذعر أو لا. فعلى الرغم من وجود بعض الصلات الوراثية حيث تنتشر نوبات الذعر في عدة اجيال من العائلة، فذلك لا يعني بالضرورة أنك ستصاب بها إن كان أحد أفراد عائلتك يعاني منها. وبالتأكيد لا يعني أنك بمأمن إن لم يكن أحد من أقربائك يعاني منها. ببساطة قد تأتي بأي عمر وأي مكان ودون أي إنذار مسبق.
الأمر أشبه بإيجاد نمر في منزلك
تخيل نهارك الطبيعي، تستيقظ صباحاً وتغسل وجهك وتنظف أسنانك، تعود إلى غرفتك وببساطة تجد نمراً جالساً على سريرك!
هذه هي الحال في نوبات الهلع، ببساطة خوف كبير جداً يجتاح الشخص ويتراوح الأمر من تسارع بنبضات القلب وعرق بارد، إلى حالات متطرفة تستوجب تدخلاً طبياً بإنقاذ حياة المصاب.
نوبات الهلع تصبح بسرعة سمتك المميزة
دائماً ما يتذكر أحدنا الأشخاص بسمة مميزة فيهم، فذاك هو الشاب الطويل وتلك الفتاة النحيلة والآخر هو الطفل حاد الذكاء مثلاً.
لكن عندما تصاب بنوبات الهلع لا تهم الصفات الأخرى، فأنت ببساطة لست الشاب الوسيم أو الفتاة المتفوقة بعد الآن، بل بسرعة تصبح الشخص الذي يصاب بنوبات هلع وتصبح تلك صفتك الملازمة التي قد يشير البعض بها لك، دون أن يعرفوا اسمك أو أي شيء عنك عداها.
ما من طريقة فعالة ومضمونة للتخلص منها
يوجد اليوم عشرات الأدوبة المهدئة إن لم يكن المئات منها، بالإضاقة للعديد من الأساليب الخاصة بالاسترخاء وتنظيم التنفس وسواها. لكن للأسف حتى أولئك الذين يأخذون العديد من الأدوية ويطبقون كل الأساليب المعروفة، ببساطة لا يمكنهم التحكم بها بشكل كامل.
فمع كل الاحتياطات والأدوية، نوبات الهلع ستكون دوماً على الزاوية التالية وقد تصيبك بأي وقت دون أن تستطيع منعها.
قد تقودك لمشاكل أكبر بكثير
حتى نكون واقعيين، ما من أحد قط يحب نوبات الهلع. وبالتأكيد لا أحد يكرهها بقدر الذين يعانون منها! وهنا تأتي المشكلة، فقد تفعل أي شيء للتخلص منها وببساطة قد تجد نفسك تدخن الماريجوانا بشكل مستمر لأنها تهدئ روعك، أو بشكل أخطر قد تجد ملاذك في الكحول أو العقاقير وتدخل في إدمان قد يتسبب بنتائج ومضاعفات كارثية قد تقتلك حتى.