in

وفقا لدراسة حديثة: فإن معرفتنا بأساسيات تشريح الجسم البشري سيئة للغاية

قلب بشري اصطناعي

هل سبق وتساءلت أين يتموقع قلبك بالتحديد؟ أو عن مكان تواجد معدتك؟ ماذا عن أمعائك الدقيقة، أو كليتيك؟ هل تعلم بمكان تواجد الحجاب الحاجز لديك؟ أو كبدك، أو مرارتك؟ قد يكون الأمر صعبا نوعا ما عليك، لكن الحظوظ في كونك تجهل بدقة تواجد تلك الأعضاء في جسمك هي كبيرة نسبيا، كما أن علمك بتشريح الجسم البشري قد لا يكون بالدقة التي تعتقدها.

أراد حديثا فريق في جامعة (لانكاستر) في المملكة المتحدة معرفة ما إذا كان الناس يعرفون مكان تواجد عشرين عضوا بارزا من أعضاء الجسم البشري، فتم منح مجموعة صغيرة تتكون من 63 متطوعا من كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار (معدل الأعمار 36.5 سنوات) رسما تخطيطيا لشخص؛ طلب منهم لاحقا تحديد مكان اعتقادهم بتواجد تلك الأعضاء، والعضلات، والأربطة على حسب معرفتهم.

قد تسعدك معرفة أنه، ووفقا للتقرير الذي نشر في مجلة (تعليم علوم التشريح)، أن نسبة مائة في المائة من المشاركين في الدراسة نجحوا في تحديد مكان الدماغ، أما بقية النتائج فقد جاءت مختلطة على غرار ذلك.

كانت قرنية العين واحدة من أسهل الأعضاء تحديدها، مع نسبة نجاح بين عينة المشاركين في تحديدها وصلت إلى تسعين في المائة من كلا الجنسين، كما علم ثمانون بالمائة منهم بمكان تواجد عضلة الذراع ثنائية الرؤوس (البايسبس)، وبمكان تواجد الغدة الدرقية.

كان أكثر من سبعين بالمائة من المشاركين يعلمون بمكان تواجد الرئتين، على الرغم من كوننا نرغب بشدة معرفة أين كان يعتقد الثلاثون بالمائة المتبقية بمكان تواجد أكياس التنفس خاصتهم.

كانت أمور على غرار المرارة والطحال والغدد الكظرية مستعصية على المشاركين معرفة مكان تواجدها بدقة، بنسبة 30 من المشاركين فقط ممن كانوا يعلمون بمكان تواجد الطحال على سبيل المثال.

بشكل ملفت للإنتباه، كان الرجال يحققون نتائج أفضل من النساء عندما كان الأمر يتعلق بتحديد أماكن العضلات وأسمائها، لكن ليس عندما تعلق الأمر بتحديد أماكن تموقع الأعضاء الحيوية البشرية بشكل عام.

كانت نسبة ثمانون بالمائة فقط من المشاركين الذكور تعلم بمكان تواجد عضلة الذراع ثلاثية الرؤوس (الترايسبس)، لكن نسبة خمسين في المائة من المشاركات الإناث كن يعرفن بمكان تواجد ذات العضلة، وعندما تعلق الأمر بتحديد مكان تواجد الطحال، كانت نسبة المشاركات الإناث اللواتي نجحن في ذلك تتجاوز نسبة المشاركين الذكور بالضعف تقريبا.

وكما كان متوقعا، ومما يدعو لارتياح الجميع، تفوق ممارسوا مهنة الصحة بأشواط على غيرهم من غير ذوي الاختصاص لدى مشاركتهم في ذات الاستبيان.

إلا أن معرفتنا بعلم التشريح البشري بشكل عام تبقى متدنية بشكل كبير، وهو الأمر الذي عنه فيه الباحثون عن عدم ارتياحهم.

صورة بنكرياس اصطناعي
إن هذا البنكرياس يشعر بخيبة كبيرة تجاهكم جميعا.

خلص الباحثون في دراستهم إلى: ”إن معرفة الناس بتشريح الجسم البشري ناقصة وتمثل دليلا كبيرا على ضرورة تنامي الحاجة إلى تعليم التشريح لعامة الناس“، ويضيفون: ”تظهر هذه الدراسة الحالية الرغبة الشديدة التي يبديها الناس في سبيل تعلم علم تشريح الجسم البشري على الرغم من معرفتهم المحدودة بالجسم البشري، كما أن ذات الدراسة تزيد من الوعي بحالة عدم المعرفة بعلم التشريح بين عامة الناس من غير ذوي الاختصاص، خاصة بين أطفال المدارس والشباب صغار السن“.

مقالات إعلانية