in

أهم إنجازات أوباما خلال ثمانية سنوات قضاها رئيسا للبيت الأبيض

اوباما

تعتبر ولاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما من أكثر الفترات الرئاسية التى مرت على الولايات المتحدة هدوء واستقرارا، وحتى نستطيع الحكم بتجرد على مدى نجاح إدارته خلال هذه الفترة؛ سوف نستعرض أهم الإنجازات التي حققها خلال ثمانية سنوات وعلى الصعيدين الداخلي والدولي.

1. السياسة الداخلية والاقتصادية:

– تعتبر السياسة الداخلية والاقتصادية هي الأهم بالنسبة للمواطن الأمريكي، وكما هو معروف عن المرشحين الديمقراطيين من انعاش للاقتصاد وتحريره من الكساد في عهدهم، وكان أوباما كذلك، فحينما وصل إلى سدة الحكم كانت الولايات المتحدة تعاني أزمة اقتصادية حادة لم تشهد مثلها منذ ازمة الكساد الكبيرعام 1929، فحاول من خلال سياسته الاقتصادية القائمة على حرية التبادل التجاري وخفض معدل الفائدة إلى إنعاش الاقتصاد.

كما انعكست هذه السياسة بشكل إيجابي على القطاع المصرفي والبنوك فعادت لها الحركة من جديد، مما جنب الولايات المتحدة أزمة اقتصادية كانت تهددها. لكن رغم إيجابية هذه السياسة إلا أنها أدت إلى زيادة حجم الاستدانة العامة بالنسبة لإجمالي الناتج المحلي.

– سوق البورصة أيضا انتعشت خلال فترة حكمه، انتعاشا جعل بعض الاقتصاديين يصفه بأنه أفضل رئيس أمريكي في التاريخ الحديث يزدهر في عهده ذلك السوق.

– اهتم أيضا بشكل خاص بالضمان الصحي والتأمين من خلال برنامج الضمان الصحي الشامل الذي أطلقه (أوباما كير)، غطاء صحي لاكثر من 25 مليون مواطن من ذوي الدخل المحدود والذين لم يكونوا متمتعين بأي شكل من أشكال الحماية الصحية.

– كما عمل على زيادة فرص العمل والتشغيل، حيث تهاوت في عهده معدلات البطالة إلى أقل من 5% لكن رغم تلك الايجابيات لانستطيع انكار انه خيب أمل الكثيرين في خلق أجواء اجتماعية أفضل، تقلل من فرص الصدام بين البيض والسود وتزيد من فرص الاندماج الاجتماعي استناداً إلى حوادث القتل التي راح ضحيتها شبان من السود على أيدي رجال شرطة بيض، وتظاهرات الاحتجاج الواسعة التي جاءت في أعقابها، واستناداً أيضاً إلى المفردات والإشارات العنصرية التي حفل بها الخطاب السياسي لرجل نجح بعده في انتخابات الرئاسة وهو دونالد ترامب.

2. السياسة الخارجية والدولية:

– بعد ثمان سنوات قضاها أوباما رئيسا لبلاد عادة ما تكون لسياساتها الخارجية تأثيرا كبيرا على الأوضاع في مختلف دول العالم، وخاصة بمنطقة الشرق الأوسط المتخمة بالأحداث الساخنة، نرى انقسام واضح في الرأي بشأن تقييم سياساته الخارجية.

– فبينما يرى محللون وخبراء سياسيون عرب أن السياسية الخارجية له هي الأسوأ على الإطلاق تجاه القضايا العربية بالمقارنة بتاريخ قاطني البيت الأبيض، ويعددون أهم مساوئ سياسته بـ: خذلان شعوب الربيع العربي والتخلي عنهم، والتردد في المواجهة التى أدت الى تنامي التنظيمات الإرهابية في المنطقة، فضلا عن تعاظم النفوذ الروسي والإيراني بقوة ليغطي الفراغ الذي تركه تراجع الدور الأمريكي، والفتور الذي شهدته العلاقات الخليجية – الأمريكية.

– لكن البعض الاخر يرى بعض الإيجابيات في سياساته والتي عادت على المنطقة ببعض النتائج، ومن أهمها إبرام الاتفاق النووي مع إيران، الذي قال إنه ”سيساهم في إيقاف مشروع طهران النووي، لفترة لا تقل عن 10 سنوات، كما يعتبرون خطاب اوباما في جامعة القاهرة يوم الخميس 4/6/2009 هي صفحة جديدة في تاريخ العلاقة بين الولايات المتحدة الاميركية والعالم الاسلامي، بعد أن مرّت هذه العلاقة خلال العقود الماضية بظروف سلبية جعلت العرب والمسلمين ينظرون للسياسة الاميركية على أنها معادية لطموحاتهم.

بينما يعتبر الكثير من الأمريكيين أن القضاء على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وسحب الجنود الامريكين من العراق إضافة إلى سياسته الدبلوماسية المتوازنة في القضايا الحساسة مثل سورية واليمن وأوكرانيا هي سياسة حكيمة، جنبت الولايات المتحدة والعالم حروبا جديدة.

في النهاية يرى المتابع لسياسة أوباما خلال فترة حكمه أن تركيزه انصب بدرجة كبيرة على السياسة الداخلية والاصلاح الاقتصادي، وغفل عن مسؤولياته الخارجية كرئيس أقوى دولة في العالم وتصرف بشكل يتناقض مع القيم الأمريكية في العدالة والحرية واحترام حقوق الإنسان. ويبقى السؤال الأهم في الوقت الحالي: هل سيحدث الرئيس الجديد (ترامب) تغييرات جذرية في السياسة الأمريكية على الصعيدين الداخلي والخارجي؟ أم أن الماكنة ستسير كالمعتاد، مع تغييرات طفيفة تتوائم مع المتغيرات التي تجري من حوله محليا ودوليا.

مقالات إعلانية