in

شاب مسلم يشارك تفاصيل احتفاله بعيد الميلاد ”الكريسماس“ لأول مرة، ويشاركنا ملاحظاته عن هذه التجربة الممتعة

لاقت قصة محمد حسين صدى لدى كثير من الناس في غضون أيام قليلة، ورسمت البسمة على وجوههم، في عام نحن بأمس الحاجة فيه لأكبر قدر من الوجوه المبتسمة.

صورة: Mohammad Hussain/Twitter

تقوم العائلات المسيحية بغرس التقاليد والعادات المتبعة للاحتفال بالكريسماس في أطفالها منذ الصغر. وحتى وإن بات هؤلاء الأطفال في المستقبل بالغين عقلانيين فهم لن يناقشوا هذه الطقوس وسيظلون يمارسونها بحرفيتها. كل عضو من العائلة يعرف واجباته المنوطة به خلال هذه الطقوس وينفذها بالتزام تام كأنه عضو من عائلة ملكية.

لكن كيف سيكون الأمر فيما لو كنت لست مسيحياً، وفي عيد الميلاد الماضي كانت نشاطاتك فقط عبارة عن تناول وجبة طلبتها من محل الوجبات السريعة المجاور ومشاهدة فيلم ما، لتجد نفسك في هذا العام عالقاً مع أصدقائك في السكن بسبب الوباء؟

يمكنك أن تنأى بنفسك عن هذه الطقوس التي ترافق موسم الأعياد هذا، أو يمكنك أن تتعامل مع الأمر بعين فاحصة انثروبولوجية، ومشاركة ملاحظاتك عن هذه التجربة على «تويتر».

محمد حسين وجد نفسه بالضبط في مثل هذه الحالة. اختار الخيار الثاني، وقد وجدها تجربة ممتعة هو وأكثر من 300 ألف من الأشخاص على «تويتر».

يقول محمد حسين: ”ترعرعت ضمن عائلة مسلمة، وعائلتي لم تحتفل بالكريسماس من قبل أبداً. لكن هذا العام وبسبب الوباء لم أذهب إلى عائلتي، وأصدقائي في السكن عكفوا على تعليمي طقوس الاحتفال بالكريسماس كما يجب أن تتم بشكل صحيح. وتعاملت مع هذه التجربة وكأنني عالم انثروبولوجيا. إليكم ملاحظاتي عن هذه التجربة“.

صورة: Mohammad Hussain/Twitter

”الملاحظة الأولى: التحضير للكريسمس هو عبارة عن عمل بدوام جزئي عليك أن تلتزم به منذ منتصف شهر تشرين الثاني حتى نهاية شهر كانون الأول.

من نظرة غير مطلعة، يبدو الكريسمس بسيطاً للغاية، فدائماً ما اعتقدت أن الأمر هو عبارة عن وضع شجرة عيد الميلاد وتقديم الهدايا للعائلة فقط. تلك مجرد كذبة للأسف.“

صورة: Mohammad Hussain/Twitter

”هل تريد أن تتأخر في الاستيقاظ يوم السبت؟ هذه فكرة سيئة، استيقظ وقم بتجهيز الإنارة داخل المنزل وضع بعض المصابيح الإضافية.

هل تريد أن تتأخر في الاستيقاظ يوم الأحد؟ هذه فكرة سيئة أيضاً! استيقظ وقم بوضع مصابيح أخرى داخل المنزل.

ماذا عن عطلة الأسبوع القادمة؟ كلا. فكل لحظة فراغ تمتلكها يجب أن تقضيها في التفكير في الهدايا التي يجب أن تشتريها.“

صورة: Mohammad Hussain/Twitter

”الملاحظة الثانية: تعتبر العادات التي تتبعها عائلة ما للاحتفال بعيد الميلاد أمور مقدسة لا يجب التهاون فيها.

إذا أصر شخص ما على وجبة ما لتناولها صباح عيد الميلاد، فلا تحاول اقتراح وجبة أخرى عليه. فلن يعجبك ردّ فعله على الأرجح.“

صورة: Mohammad Hussain/Twitter

”الملاحظة الثالثة: يمكنك أن تشتري لنفسك هدية في عيد الميلاد، لكن أن تملأ جورب الكريسماس الخاص بك! هذا مستحيل!

لم أفهم هذه الجزئية، لكني أخبرت زميلي في السكن أن اشتريت أشياء ووضعتها في جورب الكريسماس الخاص بي، وقال لي أن لا أحد يقوم بهذا الشيء.

على أي حال، لقد اشتريت مرطب شفاه بطعم النعناع، وسأدّعي تفاجئي عند رؤيته.“

صورة: Mohammad Hussain/Twitter

”الملاحظة الرابعة: الميزانية التي تخصصها للهدية التي ستشتريها هي أمر غير مهم.

يمكنك أن تخصص ميزانية طائلة لهديتك هذه، لكن الهدية المثالية لن يتجاوز ثمنها 10 دولارات. ليس هناك منافسة على من سيشتري الهدية الأغلى.“

صورة: Mohammad Hussain/Twitter

”الملاحظة الخامسة: هناك نوعان من زينة عيد الميلاد: ”الزينة الأساسية“ و”الزينة الثانوية“.

الزينة الثانوية هي الزينة الموجودة في كل البيوت. أما الزينة الأساسية، فهي تكون بالعادة لها خصوصيتها وفريدة من بيت لآخر. وهذه الزينة تخبئ بين أغراض العائلة وتتوارثها الأجيال.“

صورة: Mohammad Hussain/Twitter

”زميلي في السكن شجعني على شراء زينة خاصة بي. قال لي أن علي إيجاد شيء يجعلني ابتسم كلما نظرت إليه، وأن يكون ذا خصوصية بالنسبة لي. لقد اشتريت شيء تنطبق عليه هذه الصفات. وهو عبارة عن خبزة البيغل.“

صورة: Mohammad Hussain/Twitter
صورة: Mohammad Hussain/Twitter

”الملاحظة السادسة: الزينة مكلفة للغاية.

خبزة البيغل هذه كلفتني 15.99 دولار، وهذا أكثر من ثمن ثلاثة خبزات بيغل حقيقية. أغضبتني هذه الحقيقة. وعليه فإنك لن تستغرب أني مصر على تمرير خبزتي هذه لحفيد حفيد حفيدي، وإن قام بكسرها أحدهم، فإن روحي ستلاحقه مدى حياته.“

صورة: Mohammad Hussain/Twitter

”الملاحظة السابعة: الجانب الديني من الاحتفال بعيد الميلاد هو اختياري.

أعجبتني هذه الجزئية. وفي المقابل إن فكرت أن اقترح على أمي أن نمضي الرمضان القادم بلا طقوس دينية، فلن يسرها سماع ذلك حتماً. على أي حال سأقترح على عائلتي أن نمتلك سانتا كلوز سري خاص بنا لعيدي الأضحى والفطر. لكني ما زلت أعمل على وضع اسم له.“

صورة: Mohammad Hussain/Twitter

”الملاحظة الثامنة: أنت بحاجة لقائمة طعام كتلك التي في المطاعم.

نعم.. هذه الجزئية مشوشة قليلاً. ففي عطلة عيد الميلاد السابق أنا وعائلتي طلبنا وجباتنا من محل وجبات سريعة مجاور لنا، وانتهى الأمر. زميلي في السكن هذه المرة سيعد قائمة طويلة من الوجبات والحلويات للاحتفال بهذه المناسبة، بالإضافة طبعاً لعبوات الخمر.“

الشجرة المزينة الخاصة بمحمد حسين. صورة: Mohammad Hussain/Twitter

في الختام، يرى محمد حسين الذي يعمل مساعداً خاصاً لوزير الابتكار الكندي (نافديب باينز) أن التحضير لاحتفالات عيد الميلاد أمرٌ متعبٌ للغاية ويستحق من يقوم به بعضاً من الامتنان.

وطلب حسين من الناس أن تحتفل معه بعيد الميلاد هذا من خلال التبرع للجمعيات الخيرية لمساعدة العائلات في هذه الأوقات الصعبة. وهو سعيد لأن قصته هذه لاقت صدى لدى كثير من الناس في غضون أيام قليلة، ورسمت البسمة على وجوههم، في عام نحن بأمس الحاجة فيه لأكبر قدر من الوجوه المبتسمة.

قال حساب باسم (thepoliticalcat): ”لقد اعتقدت أنها من القصص الجميلة النادرة عندما سمعت عن سيدة مسلمة اشترت شجرة عيد ميلاد لقطتها، وأخبرت أطفالها أن هذه القطة من الممكن أن تكون مسيحية ولا يمكنها الجزم بإسلامها. لكن ها أنت ذا. ويبدو أن هذه القصص ليست نادرة كما اعتقدت“.

قال حساب آخر باسم (Bourriquet): ”للأسف إن أهم ملاحظاتك هي أن الأعياد الدينية سرقت من قبل الرأسمالية. الكريسماس بات الآن فترة منعشة لحركة الأسواق خلافاً للسنين الخوالي“.

ردّ آخر باسم (John Score): ”هه! هذا ساخر للغاية. أولاً، قبل كل شيء، الكريسماس هو عيد مسروق من الطقوس الوثنية. يصعب علي فعلاً فهم كيف أن الناس المتدينين لا يمكنهم أن يدركوا أن معتقداتهم ليست فريدة وخاصة بدينهم، بل هي مزيج منوع من طقوس ومعتقدات الأديان السابقة“.

علّق أيضاً حساب باسم (MKG Copley)، طارحاً إحدى المشاكل التي  ترافق هذا العيد: ”أرجوك لا تركز على الجوانب المادية من هذه المناسبة. الكريسماس هو للاحتفال بمولد السيد المسيح. وإني أعلم أن المسلمين لا يعتقدون أن المسيح هو ابن الله، لكن المسيح يشكل جزءاً هاماً في قرآنهم. ركز على محبة المسيح للجنس البشري“.

قال آخر باسم (M.M. Schill): ”لا تقل لي أن أصحابك هؤلاء من المسيحيين الذين لا يضعون نجمة شجرة عيد الميلاد إلا في ليلة العيد أو صباح العيد! لأننا نحن “من نقوم بوضع النجمة منذ البداية” على حرب أبدية مع هؤلاء. (لا تدعوني آتي على ذكر من يضعون ملاكٍ بدل النجمة على الشجرة!)“.

وقال حساب آخر (Miki Fiegel Picinich) يبدو أن صاحبته تتفق مع محمد حسين بخصوص مظاهر عيد الميلاد: ”كوني يهودية، وفي هذه الفترة من السنة، فذلك تمرين على التسامح أخضع له مع باقي اليهود. فكل الجرائد تتحدث عن زينة عيد الميلاد، ووجبات عيد الميلاد، وقصص روحية عن عيد الميلاد… الخ. أين عيد الأنوار هنا من كل هذا! لذلك نحن ننتظر كانون الثاني بفارغ الصبر“.

هل أنت واحدٌ من الأشخاص غير المسيحيين الذين يحتفلون بعيد الميلاد أيضاً؟ وإن لم تحتفل به على الإطلاق، هل ترغب بخوض هذه التجربة ولو بدافع الفضول؟

مقالات إعلانية