in

العريفي يثير الجدل مجدداً بعد مطالبته بمنع اللاعبين المسيحيين من القيام بإشارة الصليب بعد تسجيل الأهداف

العريفي يثير الجدل مجدداً بعد مطالبته بمنع اللاعبين المسيحيين من القيام بإشارة الصليب

بعد أن أصبحت المعتقدات الدينية وسيلة للتدخل في كل ميادين الحياة تقريباً، لاسيما الحريات الشخصية، لم يسلم الوسط الرياضي من فرض الفتاوى الدينية المثيرة للجدل رغم ابتعاد الرياضة عن كونها مجالاً مرتبطاً بالانتماءات الدينية.

فوسط جدل واسع حول استخدام الإشارات والرموز التي تحمل دلالات دينية في مضمونها أثناء المباريات الرياضية، دعا رجل الدين الإسلامي محمد العريفي اتحاد كرة القدم إلى التدخل لصياغة قانون جديد يمنع اللاعبين من القيام بإشارة الصليب، وذلك عبر تغريدة جديدة له على موقع تويتر بعد انتقاده للاعبين الذين يقومون بأداء إشارة الصليب أثناء المباريات لاسيما عند تسجيل الأهداف.

وقد نشر العريفي؛ وهو أستاذ في الدين في جامعة الملك سعود في الرياض، تغريدته على تويتر أمام متابيعه البالغ عددهم 17.4 مليون متابع، والتي جاء فيها: ”رأيت مقاطع لرياضيين (كرة قدم، سباق جري، إطلاق سهام …) إذا فاز أحدهم أشار لصدره إشارة الصليب! سؤالي: أليس نظام فيفا يمنع الإشارات الدينية؟“

لكنّ حجته سرعان ما قوبلت بمناهضة واسعة من قبل المتابعين من شتى الخلفيات الإيمانية لاسيما المسيحية والمسلمة، فردّ النقاد على مزاعم العريفي عبر الإشارة إلى ما يقوم به اللاعبون المسلمون غالباً بعد تسجيلهم الأهداف، كمن يركع على الأرض ويقبل الأرضية محاكاة للصلاة الإسلامية.

حيث رد المتابع سلطان الحسني على ادّعاءات العريفي مشيراً إلى اللاعب المصري محمد صلاح الذي يلعب حالياً مع نادي روما الإيطالي قائلاً: ”لا أستطيع الكذب، محمد صلاح وآخرون يركعون للصلاة عندما يسجلون الأهداف ولا أحد يعاقبهم. دعوا الرياضة لأصحابها“.

إضافة للعديد من الردود الأخرى التي حملت طابع السخرية، كتغريدة أحد المتابعين الذي يعرّف عن نفسه باسم كابيتانو: ”نظام داعش يمنع إشارة الصليب، اذا أصبح البغدادي رئيس للفيفا سينظر في طلب سماحتكم“.

لكن قضية تدخل الدين في كرة القدم ليست بظاهرة جديدة، فقد كشف نادي ريال مدريد مؤخراً أن الصليب المسيحي التقليدي في شعاره سوف يزال عن القمصان الرسمية التي ستباع في بعض دول الشرق الأوسط بموجب اتفاق إقليمي جديد.

يذكر أن مجموعة ”ماركا“؛ وهي مجموعة تجارة التجزئة في الإمارات العربية المتحدة، تمتلك حقوقاً حصرية لتصنيع وتوزيع وبيع منتجات ريال مدريد في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت والبحرين وعمان. حيث صرّح نائب رئيس مجلس إدارة ”ماركا“ خالد المهيري أن نادي ريال مدريد لديه نسختين من الطقوم الرسمية في الشرق الأوسط، إحداها بالشعار الرسمي والأخرى دون الصليب، وقد قررت ”ماركا“ استعمال النسخة التي لا تحوي الصليب في الشرق الأوسط نظراً لوجود الحساسيات الثقافية.

كما قال المهيري الذي يملك مقهى لريال مدريد في دبي: ”علينا أن نراعي الأجزاء الأخرى من الخليج، والتي تشعر بحساسية كبيرة تجاه المنتجات التي تحمل الصليب“. حيث تعدّ دول الخليج العربي الست التي تبيع فيها الماركا منتجات ريال مدريد ذات أغلبية مسلمة.

كما أنّه وفي عام 2014، عمد نادي ريال مدريد إلى إزالة الصليب المسيحي من شعاره الأساسي على قمصانه الرسمية عند استخدامها من قبل الراعي الرسمي بنك أبو ظبي الوطني.

وتعتبر شركة طيران دبي الإماراتية الراعي الرسمي لقميص ريال مدريد حالياً، في حين أن النادي يُرعى أيضاً من قبل صندوق الاستثمار في أبوظبي IPIC.

وفي المملكة المتحدة أيضاً، تعدّ إشارة الصليب موضع إثارة للجدل على حد سواء. حيث تم تحذير حارس مرمى نادي سيلتيك أرتور بوروك بعد أن قُدمت شكاوى حول سلوكه في ملعب إبروكس في مدينة غلاسكو أمام جماهير نادي رانجرز عام 2006. وقد حققت شرطة ستراثكلايد فى الإدعاءات التي تقول بأن بوروك -ذي 26عاماً- قد أثار غضب قسماً من الجمهور بعد القيام بإشارة الصليب في بداية الشوط الثاني من المباراة.

كما تم توجيه تحذير من قبل اتحاد كرة القدم الاسكتلندي للاعب نادي رينجرز بول غاسكوين، بعد أن قام بحركة ”العزف على آلة الفلوت“ بطريقة استهزائية، حيث تعد تلك الحركة إيماءة طائفية، وذلك في إحدى المباريات ضد فريق سيلتيك.

بول غاسكوين، بعد أن قام بحركة ”العزف على آلة الفلوت“ بطريقة استهزائية
بول غاسكوين، بعد أن قام بحركة ”العزف على آلة الفلوت“ بطريقة استهزائية

فمع وجود اثنين من الجذور الدينية المختلفة في نوادي مدينة غلاسكو الاسكتلاندية، تبقى قضية استخدام الرموز الدينية موضع اختلاف دائم ومستمر. ويُزعم أنّه قد طُلب من اللاعبين أن يباركوا أنفسهم في غرف تغيير الملابس بعيداً عن مرأى الجماهير، وخاصة أثناء اللعب في إبروكس، لعدم إثارة النعرات الطائفية.

مقالات إعلانية