in

دخلك بتعرف من هو كمال أتاتورك؟ الذي عمل على علمنة وتحديث تركيا

كمال أتاتورك

كان مصطفى كمال أتاتورك، المولود عام 1881 والمتوفي عام 1938، قائد الحركة التركية الوطنية السياسية والعسكرية وضابطًا في الجيش العثماني. أسس جمهورية تركيا المستقلة من أنقاض الإمبراطورية العثمانية المنهارة، فخدم كأول رئيس لتركيا منذ عام 1923 وحتى وفاته، في تلك الفترة قام بإصلاحات سرعان ما أدت إلى علمنة وتحديث البلاد، وتحت قيادته تقلص دور الإسلام في الحياة العامة بشكل كبير، وظهرت القوانين التي سُنّت على النمط الأوروبي، وتم إلغاء مكتب السلطان وفرض متطلبات جديدة في اللغة واللباس.

حياته المبكرة

ولد أتاتورك عام 1881 في مدينة (سالونيك) اليونانية والميناء الحيوي للإمبراطورية العثمانية باسم مصطفى. كان والده، علي رضا، ملازمًا في وحدة عسكرية محلية خلال الحرب الروسية التركية في الفترة 1877-1878، أما والدة مصطفى، زبيدة هانم، فقد جاءت من مجتمع زراعي من غربي (سالونيك)، مما يشير إلى أن عائلته كانت من طبقة متوسطة. كما كان لهذا الزعيم التركي المستقبلي عيون زرقاء وشعر ناعم على الرغم من قوله إنه منحدر من الأتراك البدو، إلا أن بعض المؤرخين يعتقدون أنه ذو أصول بلقانية على الأرجح.

توفي علي رضا عندما كان مصطفى في السابعة من عمره، لكن كان له تأثير كبير على تطور شخصية ابنه. عند ولادته، علّق علي رضا سيفه فوق مهد ابنه، أي أنه كرّسه للخدمة العسكرية. كما رأى علي رضا أن تعليم ابنه الأساسي يجب أن يكون في مدرسة علمانية حديثة، بدلاً من المدرسة الدينية التي كانت تفضلها زبيدة هانم. بهذه الطريقة وضع علي رضا ابنه على طريق التحديث، وهذا هو الأمر الذي شعر مصطفى دائمًا بأنه مدين لأبيه فيه.

بعد وفاة علي رضا انتقلت زبيدة هانم إلى مزرعة شقيقها خارج المدينة، لكن قلقها أن مصطفى قد لا ينال تعليمه اللازم أعادها إلى (سالونيك)، حيث التحق بمدرسة علمانية كانت ستعدّه لمهنة بيروقراطية. هنالك سُحر مصطفى بالزي الرسمي الذي يرتديه الطلاب العسكريون في حيه فصمم على الدخول في السلك العسكري. وعلى الرغم من اعتراض والدته، تقدم مصطفى لامتحان قبول المدرسة الثانوية العسكرية في عام 1893.

كمال أتاتورك

في المدرسة الثانوية تلقى مصطفى لقب كمال بمعنى ”الشخص المثالي“، من معلمه في مادة الرياضيات، فعرف بعد ذلك باسم مصطفى كمال. في عام 1895 تقدم إلى المدرسة العسكرية في ولاية (مناستر) –الآن (بيتولا) شمال مقدونيا–. وهنالك كوّن العديد من الصداقات الجديدة والأصدقاء المقربين، بما في ذلك علي فتحي أوكيار، الذي سينضم إليه لاحقًا في إنشاء وتطوير الجمهورية التركية، بعد إكمال تعليمه التحق مصطفى كمال بالكلية الحربية في إسطنبول في مارس عام 1899، تمتع بالحرية والتطور الذي قدّمه إليه صديقه وزميله الجديد علي فؤاد باشا في المدينة.

كان هناك قدر كبير من المعارضة السياسية تلوح في أجواء الكلية الحربية، جلها موجه ضد استبداد السلطان عبد الحميد الثاني. بقي مصطفى كمال بعيداً عن هذه الأجواء حتى عامه الثالث في الكلية، عندما شارك في إنتاج صحيفة سرية. تم الكشف عن أنشطتها وتورط كمال، لكنه قد سُمح له بإكمال الدورة التدريبية، وتخرج برتبة ملازم ثانٍ في عام 1902 بعدما احتل المرتبة الأولى بين طلاب الدورة البالغ عددهم أكثر من 450 طالبًا.

ثم التحق بكلية الأركان العامة وتخرج في عام 1905 برتبة رئيس أركان حرب في المركز الخامس من فئة فيها 57 ضابطًا، فكان أحد الضباط الشباب البارزين في الإمبراطورية، وقد اُرسل كرئيس الأركان إلى الجيش الخامس القائم بالعاصمة دمشق بعد التخرج من أجل التَدَرٌب، وهناك كان له دور رئيسي في صفوف المدفعية والفرسان وسلاح المشاة وقمع الثورات في المنطقة.

خلال الحرب العالمية الأولى التي بدأت في 28 يونيو عام 1914، تحالفت الدولة العثمانية مع ألمانيا والنمسا والمجر. بحلول هذا الوقت كانت الإمبراطورية القديمة قد فقدت معظم أراضيها تقريباً في أوروبا وإفريقيا. علاوة على ذلك، فإن ثورة الشباب التركي عام 1908 قد جردت السلطان من سلطته الاستبدادية وبشرت بعصر الحكم البرلماني. في عام 1915 ظهر تميّز مصطفى كمال طوال حملة شبه جزيرة (جاليبولي) التي دامت حوالي عام، والتي ساعد فيها على منع قوة كبيرة من القوات البريطانية والفرنسية من الاستيلاء على اسطنبول. سرعان ما تمت ترقيته من عقيد إلى عميد وأرسل للقتال في شرق تركيا وسوريا وفلسطين. مات ما يقدر بنحو 1.5 مليون أرمني وطُرد آخرون أثناء الحرب وفي أعقابها، لكن مصطفى كمال لم يكن ذا صلة بارتكاب تلك الإبادة الجماعية.

أتاتورك يتسلّم السلطة

كمال أتاتورك

بموجب معاهدة سلام عقابية بعد الحرب وقعت في أغسطس عام 1920، جردت قوات الحلفاء الإمبراطورية العثمانية من جميع المحافظات العربية، كما وفرت لأرمينيا المستقلة وكردستان التمتع بالحكم الذاتي، ووضعت اليونان مسؤولة عن المنطقة المحيطة بمدينة (سميرنا) –أزمير الآن– وأكدت السيطرة الاقتصادية على ما بقي من بلد صغير. ومع ذلك كان مصطفى كمال قد نظم حينها حركة استقلال مقرها أنقرة، وكان هدفها إنهاء الاحتلال الأجنبي للمناطق الناطقة باللغة التركية ومنع تقسيمها.

حكمت حكومة السلطان في إسطنبول على مصطفى كمال بالإعدام غيابياً، لكنها فشلت في منعه من زيادة وتعزيز الدعم العسكري والشعبي له، إضافة للمساعدة المالية والعسكرية من روسيا السوفيتية ما مكّنه من سحق قوات الأرمن في الشرق وإجبار الفرنسيين والإيطاليين على الانسحاب من الجنوب، ثم وجه انتباهه إلى اليونانيين الذين تسببوا في فساد مناطق سكن الأتراك خلال مسيرتهم التي وصلت لمسافة 50 ميلًا من أنقرة.

في شهري أغسطس وسبتمبر من عام 1921، وبوجود مصطفى كمال على رأس الجيش، أوقف الأتراك التقدم اليوناني في معركة (ساكاريا)، وفي أغسطس من العام التالي شنوا هجومًا كسر الخطوط اليونانية ما أجبرهم على تراجع كامل على طول الطريق إلى مدينة (سميرنا) على ساحل البحر الأبيض المتوسط. سرعان ما اندلع حريق في (سميرنا) ما أدى، إلى جانب أعمال النهب والشغب التي مارسها الجنود الأتراك، إلى حصد الآلاف من أرواح السكان اليونانيين والأرمن، وتم إجبار ما يقرب من 200.000 منهم على إخلاء مساكنهم واعتلاء متن سفن الحلفاء القريبة، ومنذ ذاك الحين لم يعودوا أبدًا.

هدد مصطفى كمال بعد ذلك بمهاجمة اسطنبول التي كانت تحت سيطرة القوات البريطانية وقوات الحلفاء الأخرى. بدلاً من القتال، وافق البريطانيون على التفاوض على معاهدة سلام جديدة وأرسلوا دعوات إلى كل من حكومة السلطان في اسطنبول وحكومة مصطفى كمال في أنقرة. ولكن قبل أن يبدأ مؤتمر السلام أصدرت الجمعية الوطنية الكبرى في أنقرة قرارًا يعلن أن حكم السلطان قد وصل إلى نهايته، فرّ السلطان العثماني الأخير من قصره خوفا على حياته في سيارة إسعاف بريطانية، ثم تم توقيع معاهدة سلام جديدة في يوليو 1923 والتي اعترفت بدولة تركية مستقلة، وفي شهر ديسمبر من نفس العام أعلنت الجمعية الوطنية الكبرى جمهورية تركيا وانتخبت مصطفى كمال كأول رئيس لها.

أتاتورك رئيسًا للجمهورية التركية

قبل أن يصبح رئيسًا للبلاد، وافقت اليونان على إرسال حوالي 380.000 مسلم إلى تركيا في مقابل أكثر من مليون مسيحي أرثوذكسي يوناني. في الوقت نفسه، وفي ظل حكم مصطفى كمال، استمر التهجير القسري للأرمن. على الرغم من أن تركيا أصبحت الآن مسلمة بشكل معتدل تقريبًا، إلا أن مصطفى كمال ألغى الخلافة الإسلامية وأعلن علمانية الدولة، كما أغلق جميع المحاكم والمدارس الدينية، وحظر ارتداء الحجاب في أوساط موظفي القطاع العام، وألغى وزارة قانون الشريعة والمؤسسات الورعة، ورفع الحظر عن الكحول، واعتمد التقويم الغريغوري بدلاً من التقويم الإسلامي فجعل يوم الأحد يوم عطلة بدلاً من يوم الجمعة، كما غير الأبجدية التركية من الحروف العربية إلى الحروف اللاتينية، وفرض أن يكون النداء للصلاة باللغة التركية بدلاً من العربية وحتى منع ارتداء الطرابيش.

بذلك شرع مصطفى كمال في إصلاح بلده وكان هدفه هو إدخال تركيا في القرن العشرين. كانت أداته هي حزب الشعب الجمهوري الذي تشكل في 9 أغسطس 1923 ليحل محل جمعيات الدفاع عن الحقوق التركية. تجسّد برنامجه في ”السهام الستة“ للحزب وهي: الجمهورية والقومية والشعبية والإحصائية (المصانع المملوكة والمدارة من قبل الدولة بهدف جعل تركيا مكتفية ذاتيا كدولة صناعية في القرن العشرين) والعلمانية والثورة. إذ كان المبدأ الرئيسي هو وجود حالة ثورة دائمة، وهذا يعني استمرار التغيير في الدولة والمجتمع.

ألغيت الخلافة في 3 مارس 1924 بعدما أطلق السلاطين العثمانيون لقب خليفة المسلمين على أنفسهم منذ أوائل القرن السادس عشر، وقد تم تفكيك المدارس الدينية في نفس الوقت، أما المحاكم الدينية فجرى إلغاءها في 8 أبريل. في عام 1925 كان ارتداء الطربوش ممنوعًا فارتدى الأتراك القبعات على الطريقة الغربية. انطلق مصطفى كمال في جولة خطابية تثقيفية جال بها في الأناضول وارتدى خلالها قبعة على الطراز الأوروبي كمثال يُحتذى للشعب التركي، لدرجة أن مواد صنع القبعات في اسطنبول وأماكن أخرى كان قد نفذت في وقت قصير. في نفس العام، تم حظر المنظمات والأخويات الدينية، معاقل المحافظين والمتعصبين.

تبنت حكومة مصطفى كمال سياسة الاكتفاء الصناعي واعتمدت قوانين جديدة مبنية على النماذج الأوروبية، وقال أمام جمهور في ديسمبر 1926: ”العالم المتحضر يتقدم علينا كثيرًا، ليس أمامنا خيار سوى اللحاق بالركب“. بعد ثمانية سنوات طلب من جميع الأتراك اختيار لقب له، حينها جرى اختيار لقبه أتاتورك (أب الأتراك) الذي سيرافقه إلى الأبد. بحلول ذلك الوقت، كانت حكومة أتاتورك قد انضمت إلى عصبة الأمم وحسنت مستويات الإلمام بالقراءة والكتابة وأعطت النساء الحق في التصويت، وبتلك الفترة تمتعت البلاد بديمقراطية وانفتاح كبيرين رغم أنه كان يفرض حكم الحزب الواحد بشكل أساسي. كما أغلقت بعض الصحف المعارضة وقمعت منظمات العمال اليساريين ووقف في وجه أي محاولات كردية للاستقلال.

شجع زواج مصطفى كمال في عام 1923 من امرأة نالت تعليمها في الغرب، وهي لطيفة هانم (رغم طلاقهما في عام 1925)، عملية تحرر المرأة جنبًا إلى جنب مع إطلاق عدد من القوانين المساعدة والداعمة لهذه القضية. في ديسمبر عام 1934، حصلت النساء على التصويت لاختيار أعضاء البرلمان وأصبحن مؤهلات لشغل المقاعد البرلمانية.

بين عشية وضحاها تقريبا، تم تجاهل نظام الشريعة الإسلامية بأكمله، فمن فبراير إلى يونيو 1926 تم اعتماد القانون المدني السويسري وقانون العقوبات الإيطالي والقانون التجاري الألماني بالجملة، ونتيجة لذلك تعزز تحرير المرأة بإلغاء تعدد الزوجات وأصبح الزواج عقدًا مدنيًا وتم الاعتراف بالطلاق كحق مدني.

أحد الإصلاحات الثورية حقًا كان استبدال الخط العربي –الذي كان معمولًا به منذ قرون في الإمبراطورية العثمانية– بالأبجدية اللاتينية. تم هذا رسميًا في يناير 1928 مما وضع تركيا على الطريق المؤدي إلى تحقيق أحد أعلى معدلات محو الأمية في الشرق الأوسط. مرة أخرى انطلق مصطفى كمال في رحلة إلى الريف وأوضح باستخدام الأبجدية الجديدة والطباشير للشعب التركي كيف ينبغي نطق الحروف. استفاد التعليم من هذا الإصلاح، حيث تم تشجيع شباب تركيا، المنعزلين في الماضي القائم على الدين، على الاستفادة من الفرص التعليمية الجديدة التي أتاحت الوصول إلى التقاليد العلمية والإنسانية الغربية.

بعد أن استقر بتركيا داخليًا ووضعها على طريق التحديث، سعى أتاتورك إلى تطوير سياسة بلاده الخارجية بطريقة مماثلة، فقرر أولاً وقبل كل شيء أن تركيا لن تتابع في أي مطالبات بأراضيها السابقة باستثناء التضمين النهائي لمنطقة إسكندرونة (لواء الإسكندرون)، والتي آمن أنها أدرجت ضمن الحدود التي وضعها الميثاق الوطني. قام بتسوية الأمور مع بريطانيا العظمى في معاهدة موقعة في 5 يونيو 1926، ودعت تركيا إلى التخلي عن مطالبها فيما عُرف بقضية الموصل مقابل الحصول على حصة 10 في المائة من النفط المنتج في المدينة. سعى أتاتورك أيضًا إلى المصالحة مع اليونان، وتحقيق ذلك من خلال معاهدة الصداقة الموقعة في 30 ديسمبر عام 1930. تم تبادل مواطني الأقليات على كلا الجانبين والاتفاق على ترسيم الحدود وإنهاء المشاكل العسكرية والوصول للمساواة البحرية في شرق البحر المتوسط.

لم ينجز هذا البرنامج الطموح للتحديث القسري دون توتر وإراقة للدماء، في فبراير 1925 رفع الأكراد في بعض مناطق جنوب غرب الأناضول لواء التمرد باسم الإسلام والمطالبة بما اعتبروه ”الحقوق القومية الكردية“. استغرق الأمر شهرين لإيقاف التمرد، ثم شنق زعيمه الشيخ سعيد بيران. في يونيو 1926 تم اكتشاف مؤامرة أدارها العديد من السياسيين الساخطين لاغتيال أتاتورك، وتمت محاكمة 13 من زعمائها وإعدامهم.

كانت هناك محاكمات وعمليات إعدام أخرى، لكن في ظل حكم أتاتورك، كانت البلاد تتجه بثبات نحو الدولة الحديثة بالحد الأدنى من القمع، إذ كان هنالك إجماع كبير بين النخبة الحاكمة حول أهداف المجتمع. ورغم تحقيق الكثير من أهدافه هذه، رغب الكثير من الأتراك في رؤية نظام أكثر ديمقراطية، فجرب أتاتورك في عام 1930 إنشاء حزب معارض بقيادة زميله القديم علي فتحي، ولكن نجاحه الفوري والسريع تسبب في إيقاف أتاتورك له.

توجهه الفكري

كمال أتاتورك

كانت معتقدات أتاتورك الدينية موضع جدل، فقد أكد البعض أن خطاباته الدينية كانت متكررة وأن آرائه حول هذا الموضوع كانت محدودة في أوائل عشرينيات القرن الماضي، إضافة إلى أن خطاباته الشخصية وفقًا للمصادر التركية تقول أنه مسلم متدين، ومع ذلك تظهر بعض المصادر أن أتاتورك نفسه كان ملحدًا أو ربوبيًا أو لا أدريًا، وكان معاديًا لجميع الأديان بشكل عام.

تشير إحدى المصادر إلى أن أتاتورك كان متشككًا ومفكرًا حرًا، ففي عام 1933 قابل السفير الأمريكي (تشارلز هيتشكوك شيريل) وخلال المقابلة قال إنه من الجيد للبشرية أن تصلي لله. وفقًا لأتاتورك فإن الشعب التركي لا يعرف ما هو الإسلام حقًا ولا يقرأ القرآن، إذ يتأثر الناس بالجمل العربية التي لا يفهمونها ويذهبون إلى المسجد بحكم العادة، وعندما يقرأ الأتراك القرآن ويفكرون فيه سيتركون الإسلام.

تلقى في شبابه تعليماً دينيًا رغم أنه كان مختصرًا، كما تضمن تدريبه العسكري منشورات دينية. أجاد أتاتورك العربية جيدًا وبما يكفي ليفهم القرآن وتفسيراته. درس كتاب ”تاريخ الإسلام“ للأمير والمستشرق الإيطالي (ليون كايتاني)، وكتاب ”تاريخ الحضارة الإسلامية“ لجرجي زيدان، وقام بنفسه بتأليف فصل في كتاب ”التاريخ الإسلامي“ عندما أعاد إعداد مناهج كتب التاريخ للمدارس الثانوية. بذلك كانت معرفة أتاتورك الدينية كبيرة وشاملة في طبيعتها ومستواها.

وفاته

أبتعد أتاتورك في سنواته الأخيرة عن الشعب التركي والتزم قصر (دولمة بهجة) في اسطنبول، الذي كان في السابق المقر الرئيسي للسلاطين وتم تجديده، حيث قضى معظم وقته هناك. شرب الخمر بكثرة في الفترة الأخيرة ما أدى إلى تدهور صحته، ولم يتم تشخيص إصابته بمرض تليف الكبد إلا بعد فوات الأوان. تحمّل ألم الأشهر القليلة الأخيرة من حياته بهمة كبيرة وكبرياء راسخ، وتوفي في 10 يناير 1938 في (دولمة بهجة).

كانت جنازته الرسمية محلّ لموجات الحزن الهائلة من الشعب التركي. تم نقل جثمانه عبر إسطنبول ومنها إلى أنقرة، حيث مثواه الأخير.

تمثال كمال أتاتورك

أتاتورك موجود في كل مكان في تركيا، صورته موجودة في كل منزل ومكان عمل وعلى البريد والشيكات البنكية. كلماته محفورة على المباني الهامة. يدعي السياسيون الأتراك، بصرف النظر عن انتمائهم الحزبي، أنهم ورثوا عباءة أتاتورك، لكن لا أحد منهم كان يقابل اتساع رؤيته وتفانيه والتزامه، فهل سيعيد التاريخ مثل هذا الشخص الفريد لهذه البقعة الجغرافية التي هي في حاجة له في مثل هذا الزمن؟

مقالات إعلانية