in

الله في عين آينشتاين

الله في عين آينشتاين

رغم أنه لايمكننا وضع آينشتاين بأي حال في الخانة نفسها مع المتدينين، إلا أن مقولته الشهيرة ”الإله لا يلعب النرد“ تُستخدم لإدراجه ضمن المتدينين الآن وحتى خلال حياته.

هناك عدة اقتباسات لآينشتاين يقول فيها أنه أقرب ”للأجنوستيك“ أو اللا أدري؛ وأنه منبهرٌ بشكلٍ ما بإله سبينوزا، أي أن قوى الطبيعة هي الإله نفسه.

وهذا يفسّر أن مقولته ”الإله لا يلعب النرد“ قد تعني أن قوانين الرياضيات والفيزياء أو قوى الطبيعة لا تخطئ؛ إذ أن سبينوزا هو أول من قال أن الله والطبيعة وجهان لعملةٍ واحدة.

ومن أقواله أيضا أن أكثر البشر ذكاءً يقف أمام الكون كطفلٍ في مكتبة مليئة بالكتب متعددة اللغات، هو يعرف جيداً أن أحداً ما قام بوضع هذه الكتب، ويشتبه في وجود ترتيبٍ معينٍ لها لكنه ما يزال عاجزاً عن إيجاد هذا الترتيب، ولا يمكنه قراءتها بعد. وهذه هي أقربُ صورةٍ للإله عنده.

أما آينشتاين فقال أن فكرة الإله الشخصي ساذجةٌ جداً، وأنه لايمكن بأي حال أن يتواجد إلهٌ بيتدخل بقوىً فوق طبيعية لتعديل مسار الطبيعة، فهو يرى أنّ هذا شيءٌ ضد العلم، وأنّ الإله بهذه الصورة هو إلهٌ متخيل بشكلٍ وسلوك بشري اخترعه البشر لخوفهم وضعفهم، وأنّ الإنجيل عبارةٌ عن مجموعة خرافاتٍ لكنها تحوي رسائل نبيلة. وأنّ اليهودية كباقي الديانات؛ مجرد تجسيدٍ لأعظم الخرافات الطفولية.

الله في عين آينشتاين

كان آينشتاين رافضاً فكرة الأديان الإبراهيمية عن الإله الذي يثيب ويعاقب بالجنة أو النار للأبد؛ وذلك لإيمانه الشديد بمبدأ الحتمية ورفضه فكرة الإرادة الحرة. فكيف لإلهٍ أن يعاقب مخلوقاته على أفعالٍ اقترفوها مدفوعين بحتميةٍ داخلية وخارجية؛ أفعالٌ هي في الحقيقه مقدّرةٌ من الإله ذاته الذي سيعاقبهم عليها.

كما كان يرى الأخلاق صناعةً بشرية، وكان ينتقد الملحدين بشكل كبير جدا، وفي نظره أن الملحدين هم أشخاصٌ قد عانوا بشكلٍ كبيرٍ خلال تحررهم من قيود الدين وأصبح عندهم غضب شديد من كل ما يمتُّ له بصلة، ويشبّههم بالعبيد الذين مازالوا يشعرون بأثقال قيودهم حتى بعد أن تحرروا منها، وأنهم لا يستمتعون بموسيقى السماوات، ولا مشاهدة التناغم في الكون.

مقالات إعلانية