in

القصص وراء صور أينشتاين الشهيرة

صور أينشتاين

في الوقت الذي كان فيه التصوير الفوتوغرافي هو الوسط المرئي المهيمن في القرن العشرين، قلّة من الناس استطاعت أن تشغل هذا الوسط أكثر من آينشتاين. وبالتأكيد لم يكن هذا العالم العبقري المحبوب خجولاً أمام الكاميرا، بالإضافة لنظرته وطبيعته الفريدة (بغض النظر عن شهرته)، كل ذلك جعله محط انجذاب واهتمام المصورين في عصره.

لكن المشكلة في الصور هي أنها تُظهر المشهد ولكنها لا تخبرنا عنه، ومع آينشتاين؛ كان هناك دائماً قصص خلف صوره. إليك أشهر ستة صور لآينشتاين كانت محط اهتمام الجماهير:

1. مدخن الغليون:

أينشتاين مدخن الغليون
أينشتاين مدخن الغليون – صورة: Keystone/Getty Images

التُقطت هذه الصورة لآينشتاين أثناء زيارته لبرينستون في عام 1933 من أجل تقديمه سلسلة من المحاضرات، الأهم من ذلك ربما هو أن هذه الصورة التقطت أثناء تدخينه غليونه الخشبي. وكان يعتقد آينشتاين أن تدخين الغليون ينسجم مع دوره كمفكر عظيم، ما جعل هذا الشيئ رمزاً هاماً لهذا الرجل العظيم.

وللأخذ بالعلم عن مدى أهمية هذا الرمز، فمنذ أن عُرض أحد غلايينه في سميثسونيان منذ أكثر من 30 عام، صرّح المسؤولون بأن هذا الغليون أصبح القطعة الأكثر شعبية بين مجموعة المتحف للفيزياء الحديثة. ومن الجدير بالذكر أن غليون آخر من مجموعة آينشتاين عُرض في الجمعية التاريخية في برينستون. خارج أرشيفه في الجامعة العبرية في القدس، قد تكون هذه الغلايين أكثر الأشياء المتبقية ارتباطاً بآينشتاين.

2. الموسيقيّ:

أينشتاين وهو يعزف على الكمان
أينشتاين وهو يعزف على الكمان – صورة: AFP/Getty Images

”الحياة بدون موسيقى، لايمكن تصورها بالنسبة لي“، أعلنها ألبرت آينشتاين ذات مرة، وقال: ”أعيش أحلامي اليقظة في الموسيقى، وأرى حياتي من منظور الموسيقى… أحصل على معظم السعادة في الحياة من الموسيقى“.

هذه الصورة التي التقطت في عام 1931، تُظهر آينشتاين يقوم بأكثر الأشياء التي يحب القيام بها -العزف على الكمان- والذي وفقاً لزوجته إلسا، كان لها تأثير كبير على حياته الفكرية. وقالت: ”إن الموسيقى تساعده عندما يفكر في نظرياته“، وأضافت: ”يذهب إلى دراسته ويعود، يقوم بعزف بعض العلامات على البيانو، ويدوّن شيئ ما ثم يعود لدراسته“.

3. المعادي للقنبلة الهيدروجينية:

أينشتاين خلال بث تلفزيوني لخطابه
أينشتاين خلال بث تلفزيوني لخطابه – صورة: AFP/Getty Images

كان ألبرت آينشتاين رجل سلام، فهو لم يكن معجباً بل كان معادٍ للقنبلة الهيدروجينية، التي كانت قيد التطوير في كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في خمسينيات القرن العشرين.

وكأحد الشخصيات البارزة، استخدم آينشتاين مكانته للتحدث ضد هذا السلاح، وهذه الصورة التي التقطت له تقريبا في عام 1955، تُظهر ذلك خلال بث تلفزيوني لخطابه. وقد أخبر الجمهور الوطني حول خطورة الموضوع قائلاً: ”كل خطوة تظهر كنتيجة حتمية لتلك التي سبقتها (القنبلة النووية)“.

وقد أثارت مصارحته بالمعارضة ضجة كبيرة في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم الغربي في ذلك الوقت.

4. الحياة في كاليفورنيا:

أينشتاين والحياة في كاليفورنيا

تمثل هذه الصورة جوهر آينشتاين الفكري، الذي يقف منتصباً على لوح ويكتب بعض المعادلات التي لايستطيع تفسيرها إلا عدد قليل من الناس.

التقطت هذه الصورة الخاصة بينما كان آينشتاين يعطي محاضرة في معهد كارنيجي في كاليفورنيا يوم 4 يناير 1931. قضى آينشتاين ثلاث سنوات في باسادينا، في كاليفورنيا، في أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين، وأمضى اثنتان منهم بصفته أستاذ زائر في كالتيك. وقد قضى وقته في العمل وإلقاء المحاضرات، وإعطاء طابع عام هناك وفي كافة أرجاء منطقة لوس أنجلوس.

5. آينشتاين وهوليوود:

آينشتاين وهوليوود
آينشتاين وهوليوود – صورة: Hebrew University Jerusalem

أثناء وجوده في لوس أنجلوس، أتيحت له الفرصة لإقامة صداقة مع كارل ليمل، مؤسس استديوهات يونيفيرسال.

سنحت هذه الفرصة لآينشتاين وزوجته إلسا بعمل جولة في الاستديوهات، حيث التقيا مع نجم الفيلم الصامت تشارلي شابلن. ثم تطورت العلاقة بين شابلن وآينشتاين بسرعة، مما قاد شابلن لدعوته وزوجته لتناول العشاء ليصبحا بعد ذلك ضيوفه الخاصين في العرض الأول لفيلمه ”أضواء المدينة“ في 2 شباط 1931، كما ترون في هذه الصورة.

وكان أينشتاين مفتونا بما يحدث خلف الكواليس. وناقش هو وشابلن الموسيقى في أفلامه، وأخذ أينشتاين براءة اختراع لاحدى الكاميرات الآلية الأولى.

كما يُذكر بأن آينشتاين أقام العديد من العلاقات في هوليوود وعالم البوب آنذاك.

6. المَرِح:

أينشتاين المَرِح
أينشتاين المَرِح – صورة: Arthur Sasse/AFP/Getty Images

من بين أكثر صور آينشتاين شهرة، كانت هذه المفضلة لديه. في الحقيقة، قام بوضعها على بطاقات المعايدة ليرسلها إلى أصدقائه.

التقطت هذه الصورة له بينما كان يغادر حفلة بمناسبة عيد ميلاده الثاني والسبعين في عام 1951. وكان المصور آرثر ساس من بين مجموعة المصورين الذين يطاردون آينشتاين، ولكنه الوحيد الذي استطاع الحصول على هذه اللقطة الهزلية عندما أخرج لسانه، بينما كان يجلس في المقعد الخلفي للسيارة.

ومؤخراً باع روبرت ليفينغستون لمزادات RR (مزاد مقره في بوسطن، وهي شركة معروفة بمزاداتها الشهرية من الوثائق النادرة والمخطوطات والتوقيعات والقطع الأثرية التاريخية) نسخة من هذه الصورة موقعة من قبل آينشتاين بقيمة 125,000 دولار أمريكي.

يقول ليفينغستون: ”هل يمكنك أن تتخيل أن آينشتاين اعترف بنفسه بقيمة العلاقات العامة وقوة الصورة ورمزية ذلك اللسان؟ أن ترى أكثر صور آينشتاين شهرة موقعة من قبله، هذا بحد ذاته قصة وصورة رائعة“.

مقالات إعلانية