in

لأول مرة… اكتشاف حفرية لدماغ ديناصور!

صورة لـnationalgeographic

حفريات الديناصورات التي يتم العثور عليها دائماً، ليست مقتصرة على بقايا العظام أو آثار أقدام لأحد الديناصورات، أو حتى طبعة تركتها أجنحة تعود لديناصورات ذوات ريش (مختلف عليها إذا كانت كائنات ذوات ريش تطورت لديناصورات أو ديناصورات ذوات ريش).

فبين الفينة والأخرى، وإذا حالف الحظ علماء الحفريات، يتم العثور على قطعة من نسيج تعود لديناصور، هذا النسيج يكون متضمن لأحد طبقات الجلد وأوعية الدموية، وكما أسلفنا، هذه المرة كان النسيج المكتشف نسيج دماغ يعود لأحد الديناصورات.

احفورة دماغ ديناصور
احفورة دماغ ديناصور

العثور على الحفرية ودراستها

قام علماء حفريات بدراسة وتحليل قطعة صخرية صغيرة بنية اللون، عثر عليها هاو لجمع الحفريات في جنوب انجلترا، فتبين لهم أن هذه الحفرية هي لنسيج دماغ يعود لأحد الديناصورات، يعتقد بأنها تعود لديناصور يسمى (إجواندون)، وهو ديناصور ضخم آكل للأعشاب، قد عاش في أوائل العصر الطباشيري قبل نحو 133 مليون عام.

ديناصور (إجواندون) وهو ديناصور ضخم آكل للأعشاب
ديناصور (إجواندون) وهو ديناصور ضخم آكل للأعشاب

وفي تقرير أولي نشر للجمعية الجغرافية في لندن، ذكر أن القطعة كانت محفوظة جيدا؛ باعتقاد أن مخ الديناصور حفظ في مياه عالية الحموضة وقليلة الأوكسجين مثل بركة أو مستنقع بعد نفوقه، وهذا ما ساعد على توفير بيئة مناسبة لحفظ النسيج بواسطة البكتيريا.

يقول عالم الحفريات ديفيد نورمان وهو قائد فريق البحث في هذه الحفرية:

”هذه أقرب عينة يمكننا من خلالها الوصول لدراسة كاملة تقريباً لشكل دماغ الديناصور“.

ويضيف نورمان:

”إن الاكتشاف يثير تساؤلات بشأن فهم طبيعة الديناصورات كحيوانات لها أدمغة صغيرة للغاية“.

طبيعة الدماغ المكتشف

بعد خضوع الحفرية للفحص الدقيق، تبين للعلماء أن بنية سحايا دماغ الديناصور ( أغشية الدماغ) ودماغه بشكل عام تشبه بنية أدمغة الطيور والتماسيح المتواجدة الآن.

وعلى الرغم من صعوبة استقراء وتحديد درجة ذكاء الديناصورات من خلال تلك الحفرية المكتشفة، إلا أن العالم نورمان وفريق البحث، وبالاعتماد على هذا النسيج وجوف الجماجم (cranial vault) لديناصورات أخرى مكتشفة، رجحوا أن تكون درجة ذكاء الديناصور على الأقل مثل درجة ذكاء التماسيح الحديثة المتواجدة الآن.

تبقى هذه الدراسات المتعلقة بوجود رابط محتمل بين الأدمغة الخاصة بحيوانات قديمة وأدمغة حيوانات جديدة ليست دراسة مؤكدة تماماً وموضع نقاش بين جمهور العلماء، فالتأكيد التام على شيء في العلم يأخذ وقت طويل ودراسات عديدة.

لكن هذه الحفرية المكتشفة حققت إنجاز كبير في تقريب الرابط وتقويته بين أدمغة الديناصورات وأدمغة الطيور والتماسيح الحديثة. وهذا ما ذكرته الباحثة (إيمي بالانوف) المتخصصة في علم التشريح وبيولوجيا التطور، فقالت معقبة على نتائج هذا البحث:

”أعتقد أن هذه الحفرية شكلت صورة أوضح عن طبيعة أدمغة الديناصورات، ومع أنها عينة بسيطة وشحيحة، لكني متأكدة تماماً أن الأمور سوف تصبح أوضح مع زيادة المعلومات والتفاصيل بشأن نسيج الدماغ هذا“.

مقالات إعلانية