in

10 معلومات وحقائق مثيرة للاهتمام عن أوكرانيا نراهن أنك لم تسمع بها من قبل

عندما تفكر بأوروبا الشرقية، عادة ما يخطر ببالك دول ومدن سياحية وشهيرة مثل براغ أو بودابست أو حتى روسيا، لكن عادة ما ننسى وجود دولة كبيرة جداً في أوروبا الشرقية، وهي أوكرانيا. على عكس الاعتقادات السائدة ربما، فأوكرانيا بلد رائع ومذهل، سواء من ناحية الطبيعة الخلابة أو الآثار المعمارية المذهلة أو حتى التقاليد المحلية للسكان. لنتعرف سوية على معلومات لا نعتقد أنك سمعت بها عن أوكرانيا:

1. بلد كبير المساحة

خريطة أوكرانيا. صورة: Wikipedia

باستثناء روسيا، تُعتبر أوكرانيا أكبر بلد في القارة الأوروبية، حيث تبلغ مساحتها 603,628 كلم مربع، وهي تمتد من الحدود المتاخمة لروسيا في الشرق إلى حدود بولندا في الغرب، وهي محصورة بين البحر الأسود في الجنود ودولة بيلاروس في الشمال. من ناحية المساحة، تأتي فرنسا في المرتبة التالية بمساحة 551,695 كلم مربع.

2. تحوي أوكرانيا سبع أماكن مصنفة ضمن مواقع التراث العالمي

كنيسة القديسة صوفيا. صورة: Wikipedia

ضمن تلك الحدود الضخمة، وعلى مدار تاريخ طويل من الزمن، تمتلك أوكرانيا 7 مواقع صُنفت ضمن مواقع اليونيسكو للتراث العالمي.

تشمل تلك المواقع كاتدرائية القديسة صوفيا في العاصمة كييف، وهي معلم معماري مذهل يعود تاريخه إلى دولة كييف الروس في القرن الحادي عشر. ثم مدينة تاوريس خيرسون القديمة جداً والتي أسسها اليونانيون القدماء منذ 2500 سنة تقريباً وتقع على سواحل البحر الأسود بجانب مدينة سيفاستوبل اليوم.

أما الموقع الثالث، فهو غابات الزان القديمة في جبال الكاربات، وهي تشمل مجموعة كبيرة من الغابات وتصل حتى جبال فيهورلات في سلوفاكيا.

قوس ستروف الجيوديسي. صورة: Wikipedia

هناك أيضاً قوس ستروف الجيوديسي، وهو عبارة عن سلسلة من التثليثات التي استُخدمت للمسح، وتصل هامرفست في النرويج بالبحر الأسود في أوكرانيا، وهي بالتالي تمتد على نطاق 10 دول في أوروبا ويزيد طولها عن 2820 كلم، وكانت هذه التثليثات تُستخدم لقياس خطوط الطول.

نشأت فكرة تأسيسها لدى العالم الروسي الألماني (فريدريش جورج فيلهلم فون ستروف) بين عامي 1816 و1855، وكان العالم يهدف إلى قياس حجم وشكل الكرة الأرضية بدقة، وهكذا ساهمت التثليثات بالقياس وجاءت كخطوة أساسية ومهمة في تطوير علوم الأرض والمسح الطبوغرافي.

بطريركية بيكوفينيا ودلماسيا. صورة: Wikipedia

أما المواقع الأخرى فتشمل بطريركية بيكوفينيا ودلماسيا، وهي عبارة عن مجمع هندسي رائع بناه المهندس التشيكي (جوزف هالفاكا) بين عامي 1864 و1882، وهو مثال عن الهندسة المعمارية في القرن التاسع عشر. وهناك أيضاً الكنائس الخشبية في منطقة جبال الكاربات الموجودة في كل من أوكرانيا وبولندا، وهي عبارة عن كنائس مبنية من جذوع الأشجار بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، وهي مثال باقٍ حتى يومنا هذا عن أسلوب البناء الأرثوذكسي القديم الذي امتزج مع التقاليد المحلية للسكان. في مدينة لفيف أيضاً موقع للتراث العالمي، وهو مجمع الوسط التاريخي، حيث كانت لفيف مدينة مزدهرة تجارياً وإدارياً ودينياً، وشهد هذا المجمع أساليب عمارة مختلفة، منها ما يعود إلى العصور الوسطى ومنها ما يعود إلى حقبة الباروك.

3. أوكرانيا والفودكا الخاصة بها

زجاجة مشروب هوريلكا ذو الطعم الحار. صورة: Wikipedia

وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، تأتي أوكرانيا في المرتبة السادسة من ناحية استهلاك الكحول، حيث يستهلك المواطن الأوكراني ما يعادل 13.9 لتر من الكحول سنوياً. بالمناسبة، تتربع بيلاروس على المرتبة الأولى، وتأتي بعدها مولدوفا وليتوانيا وروسيا ورومانيا، ثم أوكرانيا بالطبع.

في الحقيقة، لا يتناول الأوكرانيون الفودكا فقط، كما هو شائع، بل أن المشروب المحلي الأشهر هو هوريلكا горілка، وهو مشروب روحي صافٍ يعتبر مشابهاً جداً للفودكا، بل حتى أنه يُستخدم في السياق العام للدلالة على الفودكا.

الاختلاف بين الفودكا التي نعرفها والهوريلكا هو أن الأولى تعني ”المياه الدقيقة“، بينما تعني الثانية ”المياه الحارقة“، وهناك أيضاً اختلاف آخر هو أن الهوريكا قد يُضاف إليها مذاق الفليفلة الحارة.

4. أوكرانيا وعشق ماكدونالدز

بالطبع، يحب الأوكرانيون المشروب، لكنهم أيضاً يحبون وجبات ماكدونالدز السريعة، إذ أن مطعم ماكدونالدز المجاور لمحطة القطار الرئيسية في العاصمة كييف هو ثالث المطاعم الأكثر انشغالاً في العالم أجمع.

ما يزيد الأمر غرابة أن ماكدونالدز يهيمن بشراسة على مطاعم الوجبات السريعة في البلاد، على الرغم من الازدحام الجنوني الدائم في مطاعم ماكدونالدز، وليس فقط ذاك المجاور لمحطة قطار كييف، بل في معظم مطاعم السلسلة ضمن مختلف مدن البلاد.

يمكن إرجاع هذا الأمر إلى عوامل عديدة، منها الانفتاح السريع والمفاجئ على الرأسمالية وتحديداً الأمريكية منها. فالوجبات السريعة شائعة جداً في البلاد، ومن الصعب أن تجد الشباب يحضرون وجباتهم بأنفسهم، بل يقتصر هذا الأمر على الكبار في أغلب الحالات.

هناك نسخة أوكرانية من ماكدونالدز، وهو معظم ماكفوكسي، لكنه يبدو فقيراً ومهملاً مقارنة بالعملاق الأمريكي، لدرجة أن الطعام سيء حقاً ويفتقد لأي مذاق حقيقي، لكن من المؤكد أن المطعم لن يكون مزدحماً.

5. شبكة متطورة من وسائل النقل وأخفض محطة مترو في العالم

صورة: Ilya Birman

في الحقيقة، قد لا تكون أوكرانيا من تلك البلدان ذات البنية التحتية الممتازة، لكنها تملك شبكة متطورة من وسائل النقل العامة. فجميع المدن الكبرى والمراكز الإقليمية مرتبطة ببعضها بشبكة من السكك الحديدية التي ينتقل عبرها السكان يومياً بين المدن الكبرى.

تملك الكثير من المدن أيضاً خدمات الباصات والترام الرخيصة والفعالة، والتي قد لا تكلف المرء سوى 1 دولار واحد أو أقل حتى. هناك أيضاً العديد من المطارات، كما أن أجر التاكسي لا يزيد عن 0.3 دولار للكيلومتر الواحد. إذا كنت ترغب بقضاء رحلة سياحية رخيصة، فربما عليك التفكير بأوكرانيا كمثال رخيص ومذهل في الآن ذاته.

مصاعد في أخفض مترو تحت الأرض، مترو أرسينالنا. صورة: Wikipedia

فوق ذلك، هناك محطة ”أرسينالنا“، وهي أخفض محطة أنفاق في العالم، حيث تقع المحطة تحت سطح الأرض بـ 105 أمتار. جرى بناء هذه المحطة خلال فترة الحرب الباردة، وهي بالفعل أشبه بملجأ معد للاحتماء من القنابل النووية، ويبدو أنه صمم كذلك لحماية سكان كييف من هكذا كوارث.

6. المطبخ الأوكراني

طبق فارينيكي، والذي يشبه إلى حد كبير طبق بيروغة البولندي. صورة: The New Baguette

يشمل المطبخ الأوكراني الكثير من الأطباق والأطعمة، من لحم الدجاج إلى الخنزير والعجل والسمك، وكذلك البيض والفطر. يحبذ الأوكرانيون أيضاً إدخال البطاطا والبقوليات والمخلل في أطباقهم، وهكذا يُعتبر المطبخ الأوكراني شديد التنوع والاختلاف، وذلك يعود إلى الأقليات الكثيرة التي استوطنت البلاد على مر التاريخ وجلبت معها أطعمتها ووصفاتها الخاصة.

من الأطباق الأكثر شعبية نجد فارينيكي، وهي لا تختلف كثيراً عن البيروغة البولندية، فكلاهما عبارة عن زلابية محشوة بالفطر والبطاطا والكرنب والجبن، لكن في النسخة الأوكرانية، يتم غلي تلك الزلابية. هناك أيضاً الخولوبتسي، وهي عبارة عن لفائف من الملفوف محشية بالأرز والجزر واللحم.

طبق حساء البورش. صورة: Caitlin Bensel

لكن أشهر أطباق أوكرانيا هو البورش، وصحيح أنه طبق رائج في أوروبا الشرقية عموماً، لكنه ذا شعبية كبيرة في أوكرانيا. الطبق عبارة عن حساء (شوربة) مكونة من الشوندر الأحمر والملفوف والبطاطا، وقد يحوي في أغلب الأحيان لحم الخنزير. وهناك نزاع لا يزال قائماً حتى اليوم بين الروس والأوكرانيين حول أصل هذا الحساء، لكن على الأرجح أن أصله أوكراني وليس روسي.

من المشروبات الأخرى الرائجة، إلى جانب فودكا هوريلكا الحارة، نجد بيرة لفيف وقهوة لفيف أيضاً. كما يحب الأوكرانيون الحلويات، حيث يشتهر لديهم حلوى شبيهة بالتشيز كيك (من ناحية الطعم وليس الشكل) تُعرف باسم سيرنيكي، وهي عبارة عن فطائر محشية بجبنة الكوارك تُقدم مع القشدة أو الفواكه أو المربى أو العسل.

بما أننا نتحدث عن الطعام، فهناك أمر آخر مثير للاهتمام، وهو أن طبق تشيكن كييف ليس أوكراني الأصل حقاً، على عكس الاعتقاد الشائع. يُعتقد أن الطبق وُجد في الإمبراطورية الروسية، بينما يعتقد آخرون أن الطهاة الروس أخذوا الوصفة من المطبخ الفرنسي، وتحديداً طبق Côtelette de volaille. أما اسم تشيكن كييف، فهو الاسم الذي أطلقه مطعم في مدينة نيويورك الأمريكية على هذا الطبق خلال القرن العشرين في محاولة لجذب وإرضاء الزبائن الروس. في الحقيقة، يبدو هذا الاسم أفضل وأجمل من تشيكن فرنسا أو تشيكن نيويورك!

7. تاريخ أوكرانيا

مُنزل أُعيد بناؤه على طراز كييف الروس المعماري القديم، يقع قرب العاصمة كييف. صورة: Getty Images Plus

إن تاريخ هذا البلد مثير للاهتمام ومعقد في الآن ذاته، والسبب على الأرجح هو الموقع الجغرافي المميز لأوكرانيا، والذي جعلها عرضة للكثير من الحروب والغزوات والاستعمار.

تعود أصول البلاد إلى دولة كييف الروس التي كانت اتحاداً لمجموعة قبائل سلافية، لكن في القرن الثاني عشر، اجتاح المغول البلاد، ثم جاء العثمانيون والكومنولث البولندي الليتواني، فبرز دور مجتمعات القوزاق من أجل تحرير البلاد بمساعدة الروس.

لكن لسوء الحظ، وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، قُسمت أوكرانيا بين الإمبراطورية الهابسبورغية والإمبراطورية الروسية، وعندما انهارت إمبراطورية النمسا الهابسبورغية في القرن العشرين، ضُمت أوكرانيا عام 1918 إلى الاتحاد السوفييتي وأصبحت إحدى جمهورياته. خلال حكم السوفييت، عانت البلاد وسكانها من مجاعات كانت السلطات السوفيتية مسؤولة عنها.

ساحة الميدان أثناء احتجاجات عام 2014 في العاصمة كييف.

على الرغم من كون أوكرانيا بلداً خاضعاً لسلطة إمبراطوريات ودول أخرى خلال معظم فترات تاريخ وجوده، لكنه لعب دوراً مهماً على الساحة السياسية. فمثلاً، استضافت البلاد مؤتمر يالطا عام 1945 حيث التقى (وينستون تشرشل) و(جوزيف ستالين) و(ثيودور روزفلت) لمناقشة وضع أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. جرى هذا اللقاء في قصر ليفاديا، وتحوّل الأخير اليوم إلى متحف بإمكان الجميع زيارته. ومجدداً، تصدرت أوكرانيا نشرات الأخبار بعدما حاول شعبها الثورة على الحكومة الموالية لروسيا رغبة من الأوكرانيين في الانفتاح مزيداً نحو الديموقراطية والحرية الغربية، وإثر ذلك، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، ولا تزال هذه الخطوة حتى اليوم إحدى أساسات العلاقات السيئة بين موسكو والغرب.

على الرغم من التاريخ المليء بالمآسي، استطاعت أوكرانيا التأثر بالدول التي حكمتها من ناحية إيجابية، فلا تزال التأثيرات الثقافية واضحة، كأسلوب العمارة الهابسبورغي وصولاً إلى المعالم السوفيتية، ما يجعل البلاد ملاذاً رائعاً لمحبي الفن والتاريخ.

8. لفيف، إحدى أجمل مدن أوروبا

مركز مدينة لفيف الذي يُعتبر واحداً من مواقع التراث العالمي. صورة: Ruslan Lytvyn/Shutterstock

كانت لفيف، لعدة قرون، موطن عدد من الإثنيات والجماعات العرقية المختلفة، فهي تحوي مزيجاً من التقاليد واللغات، ففيها الإيطاليون والأرمن واليهود والبولنديون والألمان، وجميع هؤلاء أضافوا عبر التاريخ مزيجاً من التنوع إلى هذه المدينة، حتى أن المدينة نفسها خضعت لحكم أطراف مختلفة عبر تاريخها، من الإمبراطورية النمساوية المجرية إلى بولندا وصولاً إلى الاتحاد السوفييتي، وأخيراً أوكرانيا.

في هذه المدينة أكثر من 2500 معلم تاريخي ومعماري، وهي تحوي أيضاً 55% من المعالم التاريخية والمعمارية في أوكرانيا كلها، حيث تجد فيها أساليباً معمارية إيطالية وألمانية وشرق أوروبية، وهذا ما دفع اليونسكو إلى اعتبار مركز المدينة موقعاً من مواقع التراث العالمي.

ينشط في كييف كل سنة نحو 100 مهرجان واحتفال، ما يعني أن المدينة تشهد احتفالاً كل أسبوع تقريباً، تحديداً الاحتفالات الموسيقية. إذا كنتم من محبي تذوق الطعام، فقد يثير اهتمامكم وجود أيام عطلة خاصة للاحتفال بالشوكولا والقهوة والجبنة والنبيذ.

صورة من إحدى شوارع المدينة.

تعتبر لفيف إحدى وجهات محبي الفن والتاريخ، ففيها الكثير من المتاحف والمعارض الفنية، حيث تحوي نحو 60 متحفاً، أقدمها متحف لفيف التاريخي الواقع في عدة أجزاء مختلفة من مركز المدينة. هناك أيضاً معرض لفيف الفني، أكبر المتاحف الفنية في البلاد، والحاوي على 50 ألف عمل فني يصل عمر بعضها إلى 6 قرون. هناك أيضاً متحف التاريخ الديني الذي يعرض مؤلفات دينية تعود لديانات مختلفة، من المسيحية إلى اليهودية والإسلام والبوذية، ونصوصاً مأخوذة من الكنيسة الأرمنية والكنيسة الكاثوليكية في روما والكنيسة الأرثوذكسية.

أضف إلى ذلك أن مدينة لفيف وحدها تحوي 10 جامعات و7 معاهد و5 أكاديميات، إذ يُقال ان 1 من كل 5 أشخاص في لفيف هو طالب في الجامعات أو المعاهد، وأن 60% من طلابها حاصلون على شهادة ماستر (ماجستير)، وفي المدينة أقدم جامعة لا تزال قائمة حتى اليوم، وهي الأكاديمية اليسوعية التي بُنيت عام 1661. تحوي المدينة أيضاً أكثر من 30 متنزهاً وغابات وحدائق، أشهرها وأكبرها متنزه سترييسكي ومتنزه إيفان فرانكو.

مقهى لفيفسكا كوبالنيا كافي. صورة: BucketListly

يُقال أيضاً أن مدينة لفيف تحوي أكبر عدد من المقاهي في العالم نسبة إلى عدد السكان، وعلى الأرجح أن السبب هو عدد الطلاب الكبير في المدينة والحاجة إلى فضاءات خاصة لهؤلاء. ستشاهد في المدينة الكثير من المباني التي بُنيت وفق أساليب معمارية مختلفة، مثل أسلوب عمارة عصر النهضة والباروك والفن الجديد (آغ نوفو) والـ بيل إيبوك.

جامعة إيفان فرانكو في لفيف.

هناك معلومة أخيرة مثيرة للاهتمام عن هذه المدينة، وهي أنها أول مدينة اختُرع فيها المصباح الغازي، حيث اخترعه صيدلاني محلي في صيدليته، وأصبحت هذه الصيدلية اليوم مقهى، ولتخليد هذه الذكرى، يحمل المقهى اسم (غاسوفا لامبا).

9. نفق الحُب

نفق الحب في فصل الخريف. صورة: Visit Earth/YouTube

لربما شاهدتم صور هذا النفق في مختلف أنحاء الويب، حتى أنه أصبح وجهة شهيرة لمستخدمي انستغرام من أجل التقاط الصور الرائعة. يقع هذا النفق خارج مدينة كليفان، وهو عبارة عن سكة حديدة يبلغ طولها نحو 3 كيلومترات وتحيط بها بالكامل أشجار الطبيعة، ما يجعلها أشبه بنفق في أحضان الطبيعة.

بُنيت السكة في الأساس لنقل الأخشاب إلى مصنع ألواح ليفية، وكان القطار يمرّ على هذه السكة 3 مرات يومياً. اليوم، أصبحت السكة بمثابة طريق جميل جداً محاط بالأشجار، ووجهة مثالية للعشاق كي يسيروا عليها، وهذا ما أكسبها لقب ”نفق الحب“، لكنها تملك أيضاً لقباً آخراً هو ”نفق الميل الأخضر“ جراء وجود تلك الأشجار المحيطة بها من الطرفين.

سائح على سكة الحديد ضمن نفق الحب. صورة: BucketListly

في فصلي الربيع والصيف، تكون الأشجار مليئة بالأوراق ما يعطي السكة مظهراً خلاباً، لكن الخريف أيضاً فصل رائع لزيارتها. ووفقاً لأسطورة محلية، بإمكان العاشقين الذين يسيران على هذه السكة طلب أمنية ما وستحقق طالما كانت نيتهما صافية.

10. أضخم طائرة في العالم

طائرة أنطونوف AN-255 ميريا العملاقة. صورة: Oleksandr Naumenko

تملك أوكرانيا أكبر طائرة شحن في العالم، وهي طائرة أنطونوف AN-225 ميريا. زُودت هذه الطائرة بـ 6 محركات مروحية توربينية، ويماثل طول جناحيها طول ملعب كرة قدم، وهي بالتالي طائرة شحن عملاقة جداً، ولا يوجد غير واحدة منها. تبدو هذه الطائرة مذهلة جداً عن إقلاعها، فهي تنساب ببطء في الهواء جراء حجمها الضخم، واستُخدمت مؤخراً في نقل معدات الوقاية إثر تفشي فيروس كورونا الجديد، أي أنها ما تزال في الخدمة حتى يومنا هذا.

تعني كلمة ”ميريا“ بالأوكرانية ”الحلم“، وهي أول طائرة سوفيتية تحمل اسماً أوكرانياً، كما أنها صُممت وأُنتجت على مدار 3 سنوات ونصف فقط، وعندما أصبحت الطائرة جاهزة، حلّقت في أول رحلة لها عام 1988، أي قبل عام واحد من سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي في العامين اللاحقين. وهكذا أُلغي البرنامج لاحقاً، وظلت أنطونوف AN-225 الطائرة الوحيدة التي صُنعت.

برز لاحقاً اقتراح غريب يقضي بتحويل الطائرة إلى فندق طائر، وذلك بهدف استضافة نحو 1500 شخص، وبحيث تحوي الطائرة عدداً كبيراً من الأجنحة والمسابح، لكن للأسف، لم يتحول هذا المشروع إلى حقيقة، وهكذا بقيت الطائرة لعقد كامل بدون استخدام.

جاء الأمل عام 2001، حيث جرى تحديث الطائرة بمعدات حديثة وإعادتها إلى الخدمة، حيث لاحظ القائمون على شركة خطوط أنطونوف أن عمليات الشحن بات عليها طلب كبير، وكان باستطاعة هذه الطائرة شحن ما يعادل 950 متر مكعب من الحمولة، وهو رقم أكبر بكثير من حمولة بوينغ 747 البالغة 650 متر مكعب، بالتالي كان بإمكان طائرة أنطونوف أن تحمل ما يعادل 16 حاوية شحن أو 80 سيارة عائلية مثلاً، أما حملتها القصوى فتبلغ 250 طن.

ساهمت هذه الطائرة في نقل مختلف الأشياء، مثل الوقود النووي والتوربينات المائية ومركبات البناء، بل حتى الطائرات خفيفة الوزن. وفي عام 2020، نقلت الطائرة 100 طن من معدات الوقاية من فيروس كوفيد-19، بالإضافة إلى أدوية ومعدات اختبار، من تيانجين في الصين إلى وارسو في بولندا، وشاهد نحو 80 ألف متفرج هبوط هذه الطائرة في بولندا.

صحيح أن أوكرانيا لا تحظى بالاهتمام نفسه الذي تحظى به دول أخرى في شرق أوروبا، لكنه جوهرة مخفية لا بد لك من وضعها على قائمة الأماكن التي تريد زيارتها مستقبلاً.

مقالات إعلانية