in

هل ضروري فعلاً أن نغلق هواتفنا على متن الطائرة؟ وما الخطورة لو استعملناه؟

وضع الطيران

في كل مرة تركب فيها الطائرة تسمع تعليمات عن وجوب إغلاق جهازك الخلوي أو ضبطه على وضع الطيران، ربما تستجيب للتعليمات إن لم تكن قد استسلمت للنوم فوراً، أو ربما تتجاهل القوانين وتتابع المحادثات على هاتفك متمنياً أن لا يلحظك أحد.

”ما الخطورة؟ هل القليل من الجمل المرسلة بيني وبين أصدقائي ستتسبب بسقوط الطائرة؟“

طائرة

حسناً، تستطيع ذلك، على الأقل نظرياً.

الموضوع هو أن الأجهزة الإلكترونية المحمولة كهاتفك أو لوحك الإلكتروني يمكن أن تتسبب بتشويش كهرومغناطيسي، الذي قد يعطل أنظمة التواصل أو الملاحة على الطائرة.

هناك نوع من التشويش يدعى بتشويش الباب الأمامي ”Front Door Interference“ ويحدث عندما تتسرب موجات الراديو عبر النوافذ أو الشقوق الصغيرة في الإطارات المعدنية، ويتم التقاطها عبر الهوائيات الموجودة على الجسم الخارجي للطائرة.

وتستخدم هذه الهوائيات للتواصل مع أبراج المراقبة والأقمار الإصطناعية، فمن الممكن أن تجعل موجات الراديو المتسربة من جهازك المحمول هذا الأمر أصعب على عملية التواصل.

النوع الثاني من التشويش هو تشويش الباب الخلفي ”Back Door Interference“ الذي يحدث عندما تقوم الموجات الراديوية الصادرة عن هاتفك بالتشويش على الكوابل الموجودة داخل جسم الطائرة، الأمر الذي يربك النظام الإلكتروني للطائرة.

ولكن منذ بداية الثمانينات أصبحت الطائرات قادرة على تحمل البرق ومصادر أخرى عديدة للتشويش الكهرومغناطيسي، الأمر الذي قد يحميها أيضاً من التشويش الضئيل الذي قد تسببه الهواتف المحمولة أو الأجهزة الإلكترونية.

لا يوجد أي هاتف، أو لوح إلكتروني، أو أي جهاز إلكتروني تم إثبات أنه يتسبب بمشاكل خطيرة للطائرة.

إدعى طيارون (بشكل فردي) بأن معداتهم في الطائرة تبدأ بالتصرف بغرابة عندما يشغل المسافرون أجهزة إلكترونية محددة، ولكن من الصعب جداً رؤية السبب والتأثير (أي البرهان على هذا الشيء)، حيث أنه وفي معظم الأحيان عندما يحاول المحققون افتعال مشكلة من هذا النوع؛ عن طريق أجهزة إلكترونية، لا ينجح الأمر.

لذا، إذا كان بعض التشويش ممكن الحدوث فإن حدوثه يكون نادراً، ولن يكون على مستوى عال من الخطورة بحيث يتسبب بمشاكل كبيرة للطائرة أو يعرضها للخطر فتسقط على جزيرة نائية، ويأكل الناجون الأموات… وما إلى ذلك.

ولكن، هناك سبب آخر لمنع الهواتف الخليوية وجميع ميزاتها والتي يوقفها وضع الطيران، ففي عام 1991، وعندما كانت الهواتف المحمولة ذات حجم كبير، كانت لجنة الإتصال الفدرالية ”FCC“ قلقة من تسبب الهواتف المحمولة للمسافرين على متن الطائرة بسحب إشارات الأبراج والتأثير على الشبكة، وبالتالي عدم وصول الإشارات إلى الناس على الأرض.

فالهواتف الموجودة في الجو تكون قريبة أكثر من أبراج الإشارة في آن واحد مما يتسبب بارتباك النظام، بالإضافة إلى ذلك؛ ولأن الطائرة تسافر بسرعة عالية جداً، تستمر الهواتف بالإتصال بالأبراج واحداً تلو الآخر فتستحوذ على حزمة كبيرة وثمينة لنفسها، وطبعاً بدون أن تستخدمها في معظم الأحيان، لأن الهاتف المحمول يواصل عملية البحث عن الشبكة الأقرب والأقوى حتى لو لم يكن هنالك اتصال جارٍ.

تستمر الهواتف بالإتصال بالأبراج واحداً تلو الآخر
تستمر الهواتف بالإتصال بالأبراج واحداً تلو الآخر

ولكن يبدو بأن هذا لا يحدث فعلاً، لأن الطائرات تتمتع ببنية قوية وعازلة في هذه الأيام، لذا فعملية الإرسال التي يقوم بها الهاتف ربما لن تقوم بإسقاط الطائرة، ولن تتسبب أيضاً باختناق شبكة الإتصالات، ولكن ربما يجب أن تلتزم بالقوانين فعلى أية حال لن تحصل على خدمات كثيرة من الشبكة هناك في الأعلى.

عرفنا ما يترتب على إبقاء الهواتف النقالة في حالتها الطبيعية أثناء رحلات الطيران، وأنه تجنبا للخطر وعدم المخاطرة يجب ضبطها على وضع الطيران.

ولكن، ماذا يعني وضع الطيران؟

هو ضبط موجود على جميع الهواتف الخليوية والأجهزة اللوحية وحتى الكومبيوترات المحمولة، يؤدي تفعيله إلى إيقاف كافة العمليات وميزات الجهاز الإلكتروني التي تقتضي استعمال موجات الراديو، وأهمها هي شبكة الإتصال والانترنيت والبلوتوث و الوايفاي، وحتى أن بعضها يقوم بإيقاف الـ”GPS“ لدى تفعيل وضع الطيران، أما بعضها الآخر فلا يفعل، ذلك لأن GPS لا يعمل بموجات الراديو.

من الواضح أن تسمية وضع الطيران جاءت لأن هذا الوضع يستخدم في حالتين: الأولى على متن الطائرة، والثانية في نهاية كل علاقة جميلة.

ولكن ما هو أساس هذه التسمية؟

تعود التسمية إلى حظر العديد من الخطوط الجوية أي جهاز يقوم بارسال واستقبال الموجات الراديوية.

ولكن، ومع أن وضع الطيران يقوم بإلغاء كل تلك العمليات، وبالتالي بعد تفعيله لن تعود قادراً على إرسال رسالة نصية أو القيام باتصال، أو حتى تشغيل خدمة الإنترنيت، ولكن يمكنك؛ وبعد تفعيل وضع الطيران، أن تشغل كل من البلوتوث والوايفاي، ولكن لماذا؟

يعود الأمر لسببين أيضاً، الأول هو حتى لا تضجر أو تحس بالفراغ في نهاية العلاقة الجميلة، والثاني هو أن تشغيل كل من الميزتين مقبول في بعض الطائرات، نعم بعض وليس كل الطائرات، وذلك لأن استقبال إشارات موجات الراديو ونظام الملاحة للأقمار الصناعية مقبول، أي أن استقبال الإشارة يختلف عن إرسالها، فإن الخطر الذي تكلمنا عنه في بداية المقال ينتج عن إرسال الإشارة من الهاتف واستقبالها من قبل الهوائيات الموجودة في الطائرة، وليس من قدوم الموجات من بعيد، والتي هي موجودة على أية حال سواءً قمت باستخدامها أم لا.

مقالات إعلانية