in

إياكِ ووضع أعشاش الدبابير في مهبلك سيدتي

صورة عفص أشجار السنديان

يحذر كل من الأطباء والمنطق السليم من اتباع أحد السلوكات التي مصدرها أحد العلوم الزائفة تتضمن تناول أو وضع عفص أشجار السنديان الممضوغة داخل المهبل، مدعين بأنها طريقة ”عضوية“ في سبيل تنظيف، وشفاء، وشدّ المهبل.

تم الترويج لهذا المنتج من طرف أحد ”المتاجر الصحية“ الماليزية على أحد مواقع التجارة الإلكترونية يدعى Etsy؛ تقوم التعليمات التي يتضمنها المنتج بنصح الزبائن بتغلية العفص ثم استعماله كمواد تنظيف نسائية خلال الدورة الشهرية، كما أنه يقوم حتى بنصح شرب محلول العفص المغلى لمدة أربعين يوما من أجل استعادة ”مرونة“ جدار الرحم.

منتج عفص أشجار السنديان
منتج عفص أشجار السنديان على موقع Etsy

عفص البلوط هو عبارة عن كريات صغيرة يتراوح قطرها بين 2 إلى 4 سنتمترات، والتي تتشكل بفعل دبابير العفص، حيث تعيش يرقات هذه الدبابير داخل هذه العفصات والتي تقوم بإنشائها من خلال حمل الشجرة على إتخاذ نمو غير طبيعي.

يواصل ذات المتجر، الذي تمت إزالته من الموقع منذ ذلك الحين، الشرح: ”تحتوي هذه العفصات على كميات من حمض الغاليك وحمض اليالاغيتش التي تمتاز بخصائص مضادة للميكروبات، وتستعمل في الجنوب الشرقي لقارة آسيا، وماليزيا، وإندونيسيا من طرف النساء بعد الولادة من أجل استعادة ليونة جدار الرحم“، ويضيف: ”كما تعمد بعض النساء إلى استعمال عفص السنديان من أجل تحسين حياتهن الجنسية؛ حيث يقول البعض بأنها بإمكانها شد المهبل، وذلك ما يقولونه“.

احذروا من أن يتم خداعكم من طرف هذا العلم الزائف، فليس هناك أي دليل يدعم أو يقترح أن الأمر قد يعمل فعلا أو يكون فعالا، كما أنه أمر خطير على الأغلب، وفوق هذا كله، إنه يقوم بإبراز الكثير من المفاهيم المغلوطة حول الصحة الجنسية والمهبل، بشكل خاص، ذلك المفهوم المغلوط القائل بأنه فقط المهبل المشدود والجاف صحي ومرغوب فيه من طرف الرجال.

قامت الدكتورة (جين غانتر) بالتنديد وكذا التحذير من هذه الممارسة في منشور على مدونة تحت عنوان ”لا تقومي بوضع أعشاش الدبابير في مهبلك“، كما تشرح ذات الدكتورة بأن ذلك ”المنتوج“ سيتسبب بجفاف المهبل، ويعبث كذلك بدرجة الحموضة PH الطبيعي والبكتيريا النافعة التي تعيش فيه كذلك.

كتبت الدكتورة (غانتر): ”إن تجفيف الغشاء المخاطي للمهبل يزيد من خطر حدوث الخدوش لدى الممارسة الجنسية، ويدمر تلك الطبقة الغشائية التي تعلب دورا دفاعيا كبيرا، كما أنه قد يلحق أضرار جمة بالبكتيريا النافعة التي تعيش في المهبل، وبالإضافة إلى التسبب بشعور فضيع بالألم خلال العملية الجنسية، فإنه يزيد من خطر نقل والإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة المتكتسبة… إنها ممارسة خطيرة مع أضرار كبيرة تلحقها بصاحبتها“، وتضيف: ”إليكن نصيحة من خبيرة: إذا كان أي شيء ما يتسبب في شعور حارق عند تطبيقه على المهبل، فإنه بصفة عامة أمر سيء صحيا“.

ليس هذا أول ممارسة طب بديل غريبة تتعلق بالمهبل تنتشر على الإنترنيت، ففي العام الفارط، تم تداول العديد من التقارير حول ”السدادات القطنية العشبية“ التي تضاهي في خطورتها خطورة العفص، والتي لاقت رواجا كبيرا للأسف حيث استعملت بهدف إنعاش رائحة المهبل وتنقيته وتنظيفه، حيث شاع أن هذا المنتج الذي يشبه كثيرا ”كيس الشاي“ يحتوي على خلطة من الأعشاب المعطرة، إلا أنه، وعلى غرار عفص السنديان، كان عبارة عن شحنة هائلة من الهراء الذي لا يمت للعلم بصلة.

”السدادات القطنية العشبية“ التي تضاهي في خطورتها خطورة العفص
”السدادات القطنية العشبية“ التي تضاهي في خطورتها خطورة العفص

مقالات إعلانية