in

أهلاً بك في مطعمنا.. لكن هناك أسرارٌ نحن مضطرون لإخفائها عنك

12 سرا لا يرغب أصحاب المطاعم أن تعرفها!

نادل مطعم
صورة: Shutterstock

نعم وكما ذكرت لك في العنوان، لا يمكنني ولا بشكل من الأشكال أن أطلعك على تلك الأسرار، يكفي أن تعرف تلك الكليشيه التي نرددها على مسامعك مراراً وتكراراً: ”عن مطعمنا الذي هو من أحد أفضل المطاعم في المدينة، وعن أطباقنا المميزة، ومكونات طبقك التي نختارها لك بعناية، وأجوائنا الأصيلة والساحرة والتي تستقطب زبائناً من معظم دول العالم.. بلا بلا بلا“.

لكن رغم ذلك، تجتاحني رغبة عارمة الآن بالبوح ببعض تلك الأسرار، لذا أرجو ألا تخبر رئيسي في العمل أنني من قالها لك.

غالباً ما نجد أنفسنا مضطرين للكذب على النباتيين

صديقي النباتي، أنا أحبك للغاية وأقدر موقفك تجاه الأكل الحيواني، وبشدة! لكن هذا لا يمنعني من أن أكذب عليك عندما تسألني فيما إذا كانت الصلصة التي على طعامك لا تحوي على مكونات حيوانية. سأجاوبك بالنفي طبعاً، فأنت لن تلحظ الفرق.

كن حذراً من العروض التي نقدمها لك.

فغالباً ما سيكون هذا العرض لأننا نريد التخلص من بعض المواد قبل أن تنفد صلاحيتها. وكن أكثر حذراً من طبق الحساء الذي يرافق ذلك العرض، فقد يكون هو ما نريد التخلص منه.

نحن لا نقدم كافة أنواع الحليب.

فعندما تطلب حليباً منزوع الدسم فعلى الأغلب لن يكون منزوع الدسم. هل حقاً تظن أنك ستجد من يهتم لك بتلك التفاصيل! بل هل ستتمكن أنت، من التفريق بين الحليب كامل الدسم، والحليب قليل الدسم! وهل إن كان منزوع الدسم سيبان لك هذا! لا أظن ذلك.

ما نقول لك أنه منزلي الصنع في الغالب نشتريه من محل البقالة، الذي ترتاده أنت بالعادة.

أبسط طريقة لجعل النادل يكرهك، هي أن تطلب منه فنجاناً من القهوة.

لسبب ما لا أحد يعرفه، لم تتمكن التقنية الحديثة من تبسيط الأمر. فلكي نعد لك طلبك هذا، نحن بحاجة لغلي الماء بإبريق، ثم إضافة البن، ثم السكر، ثم تقديمه لك ونحن نتصنع الابتسامة، وكل هذه الجلبة لن تستحق البخشيش القليل الذي قد تدفعه.

على ذكر البخشيش، فما تدفعه يتم جمعه وتوزيعه على الجميع.

فإن لم يرق لك أحد النُدُلِ في المطعم، فلا يحق لك أن تغبن حق من أعد لك شرابك، ومن جلب الطعام لمائدتك، ومن استقبلك عند مدخل المطعم.

الأمر لا يتعلق بالفراسة، لكننا نعرف أن تلك التي معك ليست زوجتك، والمسكينة زوجتك على الأغلب تظنك في عملك.

كما قلت لك، لا يتعلق الأمر بالفراسة، بل بمدى اللطف الذي تعاملنا به. فلا أظن أنك تجهل معرفتنا لسرك الصغير هذا. ولا أخفيك سراً، أنه بإمكاني أيضاً معرفة فيما إذا كنت تواعد تلك السيدة منذ فترة ليست بالطويلة، وذلك عن طريق البخشيش الذي تتركه لنا، فأنت تميل في الفترة الأولى لأن تظهر كرمك الحاتمي أمامها.

تجنب أيام المناسبات.

كعيد الأم، وعيد الحب، وغيرها. بالله عليك! ما الذي يستهويك في هذا الازدحام الذي يملأ المطعم؟ فالكل مشغول ولن يُلبَى طلبك بسرعة، ولن يجد أحد الوقت ليعد لك ما ستأكله بعناية. وأظن أنني لست بحاجة لأذكرك بالأسعار التي ستختلف جذرياً عن الأيام العادية.

سنكون مسرورين إن طلبت الطعام أنت بدلا عن أطفالك.

وخصوصاً إن كان المطعم مزدحماً و”ملائكتك الصغار“ يتهامسون مترددين لا يعرفون ماذا سيختارون. أقسم لك، قدراتي السمعية متواضعة، ولدي زبائن آخرون ينتظرون طلبهم على الطاولة المجاورة.

لا تتوقع أن نصارحك برأينا حول إحدى الوجبات.

هل تتوقع مني أن أقول لك أنني لا أحب الوجبة الفلانية، وأشرح سبب كرهي لها! لا تريدني أن أخسر عملي، أليس كذلك؟

لا تبقى لفترة طويلة بعد انتهائك من تناول وجبتك.

فإن أردت أن تحافظ على الحفاوة التي كنا نعاملك بها، ارحل فور انتهائك من وجبتك. هل لك في العادة أن تبقى في صالة السينما بعد انتهاء العرض! قد نتفق هنا، على أنك ستغادر الصالة فور انتهاء العرض، أليس كذلك؟

انتبه للمتنصتين من حولك.

فغالباً وعندما يحتدم النقاش بينك وبين الشخص الذي معك أثناء تناولكما لوجبتكما، ستجد نادلاً يتقدم لطاولتك، وبدون أن تطلب منه، ليعيد ملأ أكواب الماء، وسيأتي آخر لأخذ الصحون الفارغة. وانظر للطاولة المجاورة، ستجد أحدهم وهو مستغرق في تلميعها، ولن تعرف لما استغرق معه تلميعها كل تلك المدة! كن متأكداً أن هذا كله محاولة منهم لمتابعة ما استجد معكما في نقاشكما المحتدم.

سأكتفي هنا. يا إلهي، أظن أن هذا القدر من الأسرار التي شاركتكم إياها كافٍ لطردي من العمل.

صورة: Press Association

إليكم هذا السر الأخير، إن كنتم تبحثون عن شخص لتوظيفه عندكم، فالنادل هو خياركم الأمثل. فتعامله وتحمله للزبائن، أمثالكم، ولرب العمل، علمه أشياءً أكثر قيمة مما تعلمه في الجامعة.

مقالات إعلانية