in

استر بنتك بدنا نصوم!

رجال محجبون

يتعلق الأمر بحملة انطلقت مؤخراً في شوارع مدينتي تدعو أولياء أمور النساء للاهتمام أكثر بلباس بناتهم خلال شهر رمضان، وجعلها أكثر حشمة وملائمة للشهر الفضيل، ليتمكن الشباب من ضبط غرائزهم الحيو.. عفواً الجنسية، ويتمكنوا من إتمام صوم هذا الشهر وتجميع سكور عالي من الحسنات في نهايته.

وفي مقابلة أجريناها مع أحد الشباب المساهمين في الحملة، والذي رفض نشر اسمه، قال لنا ما مفاده: ”عدم الاحتشام في لباس الفتيات ظاهرة تؤرقنا على مدار العام، وهي سبب لسخط الله علينا ويجب وضع حد لتلك الظاهرة وخصوصاً خلال شهر رمضان! تخيل أن يذهب ثواب وتعب صيام يوم كامل بسبب فتاة سافرة ظهرت لك في طريقك! لا يمكنك في مثل هذه الحالة التحكم في شهواتك، فالنفس أمارة بالسوء والعياذ بالله… وأؤكد لك أن هذه الحملة لا تقتصر على هذا الحي أو هذه المدينة، بل هي حملة تتكرر في بداية كل رمضان، وفي كل أزقة وحارات بلاد المسلمين، والتي يغار فيها شبابها على دينهم“.

للإنصاف من قبلنا، ولنشمل جميع الآراء حول هذه الحملة، تواصلنا مع إحدى النسويات التي تناولت تلك الحملة بمنشور لها على فايسبوك، كان الأمر على ما يبدو مزعجاً لها للغاية، فلقد أطالت وأطنبت في الكلام عن هذه الحملة، ولا يسعنا ذكر كلِ كلامها خشية الإطالة، لذلك عملنا على تلخيص منشورها وما قالته لنا في الأسطر التالية: ”دائماً جسد المرأة ولباسها هو أبو المشكلات في هذا المجتمع. فثواب صيامك سيذهب بسبب جسد امرأة، أخلاقيات المرأة تتجسد بلباسها، شرف الرجل في لباس أهل بيته …إلخ.

تخيلوا معي، أصبح العائق الوحيد والأوحد أمام صيام أحدهم هو جسد المرأة ولباسها فقط! لماذا لا تجد حملاتٍ تدعو أرباب العمل لتخفيف ساعاته خلال شهر رمضان! أليس العمل عائقاً يجعل الصيام أصعب! لماذا لا نرى حملات من هذا القبيل إذن! لأنه مجتمع ذكوري طبعا. وحتى وإن كانت (الربة سوزي) –التي ابتكرها (توماس بيرنهارد) ورافقت الكاتبة (نانسي هيوستن) في صفحات كتابها أساتذة اليأس– موجودةٌ ويعبدها هؤلاء، فستجد حملات ضد (الربة سوزي) تلك، تطالبها بتقليل درجات الحرارة، بل ونقل شهر رمضان وتثبيته في فصل الشتاء…“

على أي حال، الخوض في تلك السجالات دون طرح حلول أخرى تناسب جميع الأطراف أمر لا طائل منه، ويقع علينا جميعنا مسؤولية تحطيم تلك الدائرة المفرغة. لذلك قمت في هذا المقال بتجميع بعض الحلول التي يمكن التعويل عليها لحل هذا المشكلة ولو جزئياً.

الاقتراح الأول هو ”لجام العفة“: ابتكار، وإن كنت من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لا بد وأنك قد رأيته في إحدى المنشورات هنا أو هناك، لكن المشكلة حسب أحد مصممي الأزياء، هي في حقوق الملكية: ”فلسنا نعرف مبتكر هذا التصميم، وهذا ما يشكل عائقاً أمام تصنيعه. فقد يستغل الملحدون هذه النقطة في التضييق على ورشات التصنيع وملاحقتها قانونياً. فمثل هؤلاء لا يمكنهم، بل ولا يريدون ضبط شهواتهم ونزعاتهم لمضاجعة الأخضر واليابس، ولذلك يحاربون تلك الفكرة لكيلا تتحول لموضة قد تُفرض عليهم بشكل أو بآخر. فبالمناسبة، التصميم رائع للغاية، يحتاج لتعديلات بسيطة فقط، وشجاعةِ واحدةٍ من ورشات التصنيع“.

اقتراح آخر حمل طابعاً شبابياً، ألا وهو المشاركة في تحدي Bird Box الذي شارك فيه آلاف الشباب حول العالم، وهو تحدٍ انتشر في بداية هذا العام، اقتبسه الشباب من فيلم يحمل نفس العنوان للنجمة العالمية (ساندرا بولوك)، حيث يُغمِضُ الشخص عينيه بقطعة قماش ويسير محاولاً ألا يصطدم بشيء. ورغم الخطورة المترتبة على هذا التحدي، ورغم تحذير شبكة (نيتفليكس) عبر حسابها على تويتر من الخوض في هذا التحدي، إلا أنه انتشر مؤخرا وسم #خليها_bird_box دعا فيه المغردون للقيام بهذا التحدي خلال نهار رمضان لمساعدة الشباب على غض أبصارهم.

وفي حوار مع صديقي المثلي الذي يرى الأمر من زاوية أخرى تماماً، أخبرني بما أطلق عليه ”الحل الذهبي“ لهذه المشكلة.

– صديقي: أن تكون مثلياً هو ما سيجعلك منيعاً ضد السافرات التي تواجههن في نهار رمضان، العشرات منهن لن يحركن فيك أي شعور يفسد عليك صيامك.

أنا: لكن كيف ترى أن هذا الحل قد يفيد المغايرين جنسياً! هو ليس حلاً من الأساس، هو في الواقع توصيف لحالك ولحال غيرك من المثليين!

صديقي: الحل بكل بساطة هو في أن تصبح مثلياً.

أنا: نعم! الميول الجنسية أمر يتعلق بجينات المرء، كيف لك أن تقترح أن يغير المرء ميوله، هكذا وبكل بساطة؟

صديقي: يبدو أنك لم تقرأ مقالات علمية عن المثلية، أو أنك قرأت عنها عبر صفحات ومواقع إلحادية أوهمتك بالسبب الجيني. الأمر ببساطة هو بأن تحيط نفسك ببيئة اجتماعية مطبقٌ فيها االتالي: عدم وجود أب أو أم، سيزيد فرص تحولك للمثلية بنسبة 20%. تجنب الأصدقاء من نفس جنسك سيساعدك هذا أيضاً للتحول للمثلية. حاول التعرض لاعتداء جنسي، هذه تعتبر الوصفة الذهبية.

معك حقٌ في ألا تستسيغ هذه الحلول للوهلة الأولى، فالأمر ليس بهذه السهولة. أو أنه قد يكون سهلاً إن تمكنت من ضبط شهواتك قليلاً، قليلاً فقط! أو كخيارٍ أخير، عليك بالمريخ حيث يخطط (إيلون موسك) لاستيطانه. هناك لن تجد من يفسد عليك صيامك أبداً.

مقالات إعلانية