in

هل يمكن إعادة البيض المسلوق إلى حالته النيئة؟

هل يمكن اعادة البيض المسلوق إلى حالته
صورة لـSteve Zylius من جامعة كاليفورنيا

استنتج علماء طريقة ما لفعل ما كان يبدو مستحيلا؛ إعادة بيضة مسلوقة إلى هيئتها النيئة! ولكن مهما بدا ذلك غريبا فإنه لا يكسر أيا من فوانين الفيزياء الأساسية. حين يُسلق البيض فإن سلاسل البروتين داخله تنفصل ثم تعود وترتبط مجدداً في أشكال أشد ارتباطاً من سابقتها ولكن أقل انتظاماً.

في بحث جديد وجد مجموعة من العلماء طريقة لفك البروتينات في بياض البيض المطبوخ وإعادتها إلى شكلها الأصلي. هذا الاكتشاف قد يؤدي إلى تخفيض أسعار أدوية السرطان بشكل كبير إضافة إلى أسعار الأطعمة كما يقول العلماء الذين نشروا البحث في 27 كانون الثاني في مجلة ChemBioChem.

يقول المؤلف المساعد الكيميائي Gregory Weiss من جامعة كاليفورنيا ”نعم لقد اخترعنا طريقة لإعادة البيض المسلوق إلى حالته“.

في التجرية التي أجريت، يقول السيد Weiss وزملاؤه أنهم بدؤوا العمل على بياض بيض مسلوق لمدة 20 دقيقة على حرارة 90 درجة مئوية، حتى أصبحت بروتينات بياض البين كتل متماسكة ومتشابكة، ثم أضافوا مادة محللة لتسيييل بياض البيض المتماسك، ثم استعملوا آلة تدعى Vortex Fluid وهي آلة مصممة من قبل زملاء Weiss من جامعة Flinders في استراليا، والتي تستخدم قوى القص في الرقائق الموائعية الدقيقة لإعادة تشكيل البروتينات في بياض البيض إلى هيئتها المفككة السابقة.

إعادة البيض المسلوق إلى حالته النيئة
إعادة البيض المسلوق إلى حالته النيئة

عادة ما يستخدم علماء الفيزياء البيض المسلوق كتشبيه لشرح القانون الثاني للديناميكا الحرارية، والذي يقول أن درجة الفوضى؛ أو ما يسمى الأنتروبي، في أي نظام يزداد دائما، على سبيل المثال: عندما تخفق بيضة يصبح من المستحيل فصل صفار البيضة عن بياضها لأن ذلك سيكون رجوعا من نظام أكتر فوضى إلى نظام أقل فوضى (أي يخالف قانون الديناميكا الحرارية الثاني).

من اللمحة الأولى قد يبدو أن تجربة Weiss تخالف قانون الديناميكا الحرارية الثاني لأن البيضة النيئة أكثر تنظيما من البيضة المسلوقة، لذلك قد يبدو أن الأنتروبي قد تناقصت بدل أن تتزايد، ولكن في الحقيقة فإن عملية إعادة البيضة المسلوقة إلى حالتها النيئة تنتج أنتروبي على شكل حرارة لذلك فالأنتروبي في ازدياد كما هو مفترض في أي نظام في الكون.

وإذا ما وضعنا الفيزياء جانبا، سنجد أن التقنية المستخدمة الآنف ذكرها يمكن أن تستخدم في التطبيقات الدوائية والطب الحيوي.

يقول باحثون أن ما يحدث عادة هو أن البروتينات تنفك بعد التشكل إلى اشكال غير مفيدة، ولكن إذا ما تم إعادة بروتين إلى شكله الأصلي فإن ذلك سيوفر المال في صناعة العقاقير.

الطرق التقليدية في إصلاح التشكل غيرالمرغوب للبروتينات طرق باهظة الثمن وتستغرق وقتا لإنجازها كما يقول Weiss، ولكن بالعكس تماما فإن تقنيته الجديدة تستغرق فقط دقائق معدودة أسرع بآلاف المرات من الطرق المعروفة.

على سبيل المثال؛ تصنع شركات الأدوية المضادات الحيوية للسرطان في خلايا مبيض الهامستر المكلفة، لأن تلك الخلايا لا تنتج بروتينات ملفوفة بشكل خاطئ. ولكن إذا ما استطاعت شركات الأدوية إنتاج المضادات الحيوية للسرطان عن طريق الخمائر الرخيصة او خلايا E.coli فإن هذا سيجعل أدوية السرطان أرخص.

مقالات إعلانية