in

اكتشاف لوحة جدارية في غرفة نوم في مدينة رومانية قديمة، تبزر مشهدا حميميا مثيرا للاهتمام

كان الرومان قديماً يحبون الصور الفاضحة، ويعلقونها في منازلهم.

الملكة ليدا الإسبرطية

تم اكتشاف لوحة جدارية حديثا في مدينة (بومبي) الأثرية داخل غرفة نوم في أحد المنازل، هذه اللوحة التي تبرز مشهداً حميمياً يجمع الملكة (ليدا) الأسطورية –ملكة إسبرطة– وبجعة! يشار بهذه البجعة إلى الإله (زيوس) اليوناني –أو الإله (جوبيتر) في الثقافة والميثولوجيا الرومانية– الذي كان متنكرا في صورة بجعة.

يعتمد فهم اللوحة إن كانت اغتصابا إم إغراءً بشكل كبير على قراءتك وترجمتك للقصة، وهنا في هذه اللوحة يبدو أن التراضي بادٍ على كلا الطرفين، على الرغم من أن هذا لا يعني أن الإله (زيوس) كان يأبه لرضى الآخرين من عدمه في جميع الأحوال.

تماما مثلما تقوله الأسطورة، فقد تنكر الإله (زيوس) في صورة بجعة ووقع بين ذراعي الملكة (ليدا) لكي تحميه من براثن نسر مفترس كان يطارده، وحتى مع كونها كانت زوجة للملك الإسبرطي (تينداريوس)، فقد نجح الإله في إغوائها في نفس الليلة، مما نتج عنه حمل من كليهما، فأنجبت أربعة أبناء مشهورين: وهم: (هيلين) التي ستشتهر لاحقا في طروادة، و(بولوكس) –أو (بوليديوسيس) باليونانية– من الإله (زيوس)، و(كلايتمنيسترا) زوجة الملك اليوناني (أغاميمنون) والمرأة التي ستقضي عليه في نهاية المطاف، و(كاستور) من زوجها الملك.

جدارية الملكة (ليدا) والبجعة أثناء التنقيب عنها
جدارية الملكة (ليدا) والبجعة – صورة: Cesare Abbate/Pompeii Sites

على الرغم من أن مشهد الملكة (ليدا) والبجعة يعتبر مشهدا شائعا في روما القديمة، فإن الطريقة التي ظهر بها في هذه الجدارية فريدة من نوعها من بعض الجوانب.

أولا، تكون (ليدا) في جميع الأحوال واقفة وليس جالسة مثلما هو حالها في هذه اللوحة هنا. ثانيا، لا يتم عادة تصوير (ليدا) وعشيقها ”البجعة“ وهما يمارسان الحب مثلما هو الحال عليه هنا. ثالثا، رُسمت هنا (ليدا) لتنظر مباشرة في عيني المشاهد بمجرد دخوله الغرفة.

تم اكتشاف هذه اللوحة الفريدة في الأسبوع الفارط خلال أعمال تنقيب ضمن مشروع إعادة ترميم كان يجري على حي (فيا ديل فيسيفو) الأثري في مدينة (بومبي) الأثرية، حيث عُثر كلك على بعض الجداريات الفاضحة التي تضمنت آلهة على غرار (فينوس)، و(أدونيس)، و(بريابوس) إله الخصوبة الذي صُور وهو يلوح بأعضائه التناسلية.

يبقى مجهولا مالك هذا المنزل الذي عثر فيه على الجدارية حتى الآن، لكن مدير الموقع وهو (ماسيمو أوسانا) كان قد صرح لوكالة الأنباء الإيطالية أن صاحب المنزل كان على الأرجح ”تاجراً ثرياً، الذي من الأرجح أنه كان عبدا في وقت سابق من حياته، والذي كان تواقا لارتقاء سلم الطبقات الاجتماعية من خلال مراجع تعود لأساطير ثقافية على مستوى عالٍ“.

جدارية الملكة (ليدا) والبجعة أثناء التنقيب عنها
جدارية الملكة (ليدا) والبجعة أثناء التنقيب عنها – صورة: Cesare Abbate/Pompeii Sites

على مدى قرون كاملة، ساعدت مدينة (بومبي) الأثرية علماء الآثار على فهم ما كانت الحياة تبدو عليه في روما القديمة قبل أن يقذف بركان (ماونت فيسيفيوس) غازاته البركانية، وصخوره، ورماده على ارتفاع 33 كيلومتر في السماء، ليقوم بعدها بتغليف هذه المواقع الأثرية، ومنه حفظها في العام 79 بعد الميلاد.

في وقت سابق من هذه السنة، اكتُشفت بقايا عائلة تتكون من خمسة أفراد محفوظة بشكل مذهل في مدينة (بومباي)، كما تم إجراء دراسة حديثة كشفت على أن بعض أفرادها قد يكونون لاقو مصيرا تقشعر له الأبدان، من خلال تبخر كل السوائل في أجسامهم بشكل لحظي بفعل درجة الحرارة الرهيبة التي انبعثت من البركان.

وقال المسؤولون في الموقع أنهم لن يقوموا بإجراء عمليات تنقيب في الغرف الأخرى في المنزل من أجل حفظ الموقع الأثري، وأنهم حاليا يدرسون احتمالية جلب الجداريات المكتشفة إلى مواقع أخرى، على غرار المتاحف لتعرض أمام الناس ليشاهدوها.

جدارية الملكة (ليدا) والبجعة أثناء التنقيب عنها
جدارية الملكة (ليدا) والبجعة أثناء التنقيب عنها – صورة: Cesare Abbate/Pompeii Sites

مقالات إعلانية