in

5 مواضيع يحظر على العلم البحث حولها

الحظر

لا يبدو أن مواقف واشنطن الأخيرة -بقيادة ترامب- بخصوص العديد من القضايا العلمية لا تبشر بالخير، ولكن حتّى بعيداً عن ذلك، هناك العديد من القضايا العلمية الحسّاسة والأبحاث التي توقفت بسبب ضغوطٍ خارجية، أو بسبب شدة خطورة الأسئلة التي يطرحها العلماء أنفسهم.

نظم ”مختبر الإعلام لمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا – MIT Media Lab“ مؤتمراً سنوياً ناقش فيه قضية: ”الأبحاث المحظورة“، أو العلم المكبل بالقيود الأخلاقية والثقافية والمؤسسّاتية، ويتمثل هدف هذا المؤتمر في إعطاء فرصة للعلماء للإتقاء وإعادة النظر في أفكارهم وأسئلتهم وكذا مناقشة صلاحية دراسة مواضيع مثل: حقوق الذكاء الإصطناعي والروبوتات والهندسة الجينية وتغيّر المناخ، ومسائل أخرى وأهميتها في حياة البشر.

ظهر ”إدوارد سنودن – Edward Snowden“ في المؤتمر عام 2016، ولخص موضوعه بأن ”القانون ليس بديلا عن الوعي“ مشيرا لعمله ضد الإختراق الرقمي المراقب، ومعقباً في كل مرة أن ”شرعية أمر ما لا تدل بالضرورة عن أخلاقيته“، كما كانت المواضيع الرئيسية ”المحظورة“ التي تمت مناقشتها في المؤتمر متأثرة بالسياسية بالدرجة الأولى.

1. العبث بالطبيعة:

العبث بالطبيعة

إلى أي مدى يمكننا العبث بالطبيعة؟ لدينا اليوم فرصة كبيرة لتعزيز إمكانياتنا العلمية، والتّخلص من الأمراض باستعمال الهندسة الجينية، ولكن ما هو القدر المسموح به من التدخل في طريقة عمل الطبيعة؟ ومن سيقرر ذلك القدر؟

من الممكن استعمال محركات جينية للتعديل حتّى على نوع كامل، فمثلاً يمكننا التّخلص من البعوض، بالتّأكيد فإن مشكلة الحشرات المزعجة لا تؤرق الكثيرين، ولكن نشر الصفات الجينية المعدلة بين السّكان سيسفر عن آثار غير مرغوب فيها، خصوصا في التأثير على السلاسل الغذائية، ومع ذلك فإن خطورة هذه القضايا لا تفوق فكرة أن التعديل الجيني على هذه الكائنات سيكون نافعاً كثيرا للبشر، كما أن قضية كيفية استعمال التعديل الجيني وتجسيده في حياتنا بشكل آمن ستبقى مطروحة مادام تطور التكنولوجيا يتزايد.

يقول ”كيفن إسفلت“ عالم أحياء مصطنعة في مؤتمر مختبر الإعلام: ”بعض الأمور محظورة مع أنها لا يجب تماما أن تكون كذلك، ولكننا نحتاج إلى بعض الحدود“.

2. هندسة المناخ:

هندسة المناخ

واحدة من أبرز الطرق للتعامل مع تغيّر المناخ هي باستخدام الهندسة الشمسية، وذلك يتم بإطلاق ثاني أكسيد الكبريت في الجو لعكس أشعة الشمس من الأرض، يمكن لذلك أن يخفض من درجات الحرارة المرتفعة وحتّى إرجاعها إلى ما قبل فترة ظهور الصناعة، ولكن هذه المقاربة مفتوحة على العديد من التحديات.

يجب أولا فحص الجو لرؤية ما إذا كان تطبيق هذه التقنية سيضر بطبقة الأوزون عند إَضافة الملوثات إلى الجو، ولكن مع ذلك فإن هذا الأمر سيساعد على التعامل مع الإحتباس الحراري، ورغم كل ذلك فلن يتم هذا الأمر إلاّ باتفاق عالمي حول خطورة الإحتباس الحراري، ومع الأسف نحن نقف ساكنين في حين أن خطورة القضية تزداد.

يقول البروفسيور ”دايفيد كايث“ من جامعة هارفارد: ”لقد قررنا جميعاً أن نتجاهل الأمر، نحتاج برنامجاً بحثيا مفتوحا بعيداً عن العبث، ولكننا لا نمتلك واحداً بعد وهذا ما يعتبر جبنا من السياسيّين“.

3. أخلاقيات الروبوتات:

أخلاقيات الروبوتات

مع سرعة تطور تكنولوجيا الآلات، أصبحت مسألة الحدود بين الآلات والإنسان موضوعاً للنّقاش، فمثلاً هناك إمكانية لحماية الأطفال من الإنحرافات الجنسية باختراع روبوتات جنسيةٍ تحمي الأطفال من البيدوفيليا. هذا النوع من الأبحاث تقريباً مستحيل بسبب قيود أخلاقية وقانونية.

يقول الإختصاصي في أخلاق الروبوتات ”كات دارلينغ“: ”أود معرفة إمكانية استعمال الروبوتات لمساعدتنا في العلاج ولكن لا نملك أدنى فكرة عن قدرتنا أو عدم قدرتنا، لأننا لا نستطيع البحث في الموضوع بسبب الأفكار النمطية الإجتماعية حول الروبوتات“.

4. حماية تكنولوجيا الإتصلات:

حماية تكنولوجيا الإتصلات

إنه لمن شبه المستحيل أن يتم إنشاء شبكة اتّصالات تكون غير مراقبةٍ من طرف أشخاصٍ أو شركات أو حكومات، ورّكز على ذلك ”إدوارد سنودن“؛ وهو موظف سابق في وكالة الإستخبارات الأمريكية، و”أندرو هوانغ“؛ وهو هاكر ومهندس كهرباء في معهد ”MIT“، واللّذان ظهرا في المؤتمر، وفصل سنودن بخصوص الفرق بين الأمر الأخلاقي والشرعي في هذه الأمثلة حين قال: ”إن أبحاثنا تتعلق بمواجهة ما نطلق عليه اسم ’الإنتهاكات الشرعية للمراقبة الرقمية‘، هل قلت للتّو انتهاكاً شرعيّاً؟ لا يبدو أن لذلك معنى وليس كلاماً منطقياً، يبدو كأنه تناقض، ولكن إذا فكرت قليلاً ستجد أن ذلك واضح. على كل فإن أخلاقية الأمر هي موضوع مختلف تماماً عن شرعيته. فكل من العنصرية والإستعباد والإبادة الجماعية تم تطبيقها تحت غطاء الشرعية، ويمكنك فعل ما شئت من ذلك ما دمت تتبع القوانين التي تسير تلك الجرائم.“

5. إتاحة العلم للجميع:

إتاحة العلم للجميع

هل يجب على كل الأبحاث الممولة من القطاع العام أن تكون متاحةً للجميع؟ كانت هذه الفكرة إلهاما لموقع ”SciHub“ الرّوسي الذي قدم أكثر من 55 مليون ورقةً علمية مجاناً، وكانت أغلبيتها مقرصنة ومأخوذة من المواقع التي يجب عليك الدفع لقراءة مقالاتها.

قالت ”أليكساندرا إلبايكان“ صاحبة الموقع في المؤتمر، أنه لا يمكنها السفر إلى أوروبا أو أمريكا فقد يتم اعتقالها، ومن ناحية أخرى، أردفت بقولها أنه مادام الموقع فعالاًّ، فهي تفّكر بطريقة لجعله شرعياً.

مقالات إعلانية