in

10 حكام ديكتاتوريين عاشت بلدانهم خلال حكمهم عصرها الذهبي بفضلهم

كمال أتاتورك وسيمون بوليفار

أولى الكلمات التي قد تخطر ببال المرء لدى سماعه كلمة ديكتاتور هي ”الشر المطلق“، أو ”التقتيل الجماعي“، أو ”أسوأ شخص في العالم!“، لكن ماذا لو أخبرناك عزيزي القارئ أنه مرّ على هذا العالم عبر التاريخ بعض الحكام الديكتاتوريين الذين كانوا أخيارًا، والذين تركوا بصمة طيبة في بلدانهم؟

على الرغم من لحظاتهم القاتمة والسوداء، كان هؤلاء الحكام الديكتاتوريين فاعلي خير، وكانوا يهتمون برفاهية شعوبهم، وكانوا ذوي نظرة تقدمية ومستقبلية.

في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف»، جمعنا لك عزيزي القارئ قائمة بعشرة حكام ديكتاتوريين لم يكونوا أشرارًا، وعملوا جاهدين للنهوض ببلدانهم وتطويرها:

1. كان (آشوكا) إمبراطوريا هنديا ينتمي لسلالة (موريان) بين سنتي 268 إلى 232 قبل الميلاد. حكم معظم شبه القارة الهندية، وكانت إمبراطوريته تمتد من البنغال اليوم إلى أفغانستان. على ما يبدو كان حاكمًا محبا للخير، وكان أول حاكم يعطي الاعتبار للإنسان والحيوان في مملكته

الإمبراطور أشوكا
صورة: Wikimedia Commons

حكم الإمبراطور (آشوكا) المملكة الموريانية من سنة 268 إلى غاية سنة 232 قبل الميلاد. يقال أنه كان ديكتاتورا مستبدا وعنيفا ومتعطشًا للدماء في بداية حكمه، حتى أنه كان يملك غرفة خاصة بالتعذيب في قصره. بعد حرب (كالينغا) في سنة 260 قبل الميلاد، طرأ تحول دراماتيكي في شخصية الإمبراطور الذي أصبح حاكمًا مهتمًا بشؤون وأحوال شعبه.

تحول (آشوكا) إلى الديانة البوذية بعد الحرب. تمكن المؤرخون من جمع بعض الحقائق حول حكمه بناء على القوانين الثلاثة عشر التي سنّها وأمر بتنفيذها. وفقا لهذه القوانين، منح الإمبراطور حق الرعاية الطبية لرعاياه من الإنسان والحيوان على حد سواء، في مملكته وفي الدول المجاورة لها.

حظر (آشوكا) حملات الصيد الملكية وحدد قتل الحيوانات للغذاء والضرورة فقط، وكذا للأضاحي الدينية. يعتبر (آشوكا) كذلك أول حاكم ينبذ الاستعباد، ويمنع تنفيذ حكم الإعدام، ويعاقب من يسيء للحيوانات. كما قام بغرس الأشجار وحفر الآبار على طول طرقات مملكته ليمنح الماء والظلال للمسافرين عليها.

كان دوره مهما جدا في نشر الديانة البوذية في مملكته وفي العالم، في دول على شاكلة (سريلانكا).

أسس (آشوكا) حكم مملكته على التعاليم البوذية، وحافظ على السلام مع البلدان المجاورة لها.

2. كان كمال باشا رئيس تركيا من سنة 1922 إلى غاية وفاته سنة 1938، وقد كان ثوريا قوميًا شن حملات عسكرية ضد الاحتلال الغربي للإمبراطورية العثمانية. في سنة 1935، منح لقب ”أتاتورك“، الذي يعني أب جميع الأتراك، وقد نجح في تطوير وعصرنة تركيا على جميع الجبهات:

كمال باشا أتاتورك.
كمال باشا أتاتورك. صورة: Wikimedia Commons

تسلم كمال باشا مقاليد الحكم في تركيا كرئيس لوزرائها من سنة 1920 إلى غاية سنة 1921، ثم كرئيس للدولة من سنة 1922 إلى غاية وفاته سنة 1938. شكل ما يعرف بالجمهورية التركية في سنة 1923 وألغى الخلافة الإسلامية في سنة 1924.

أسس كمال باشا حكم الحزب الواحد الذي دام لغاية سنة 1945. على الرغم من أن كمال باشا كان في الأساس قائدًا عسكريًا ولم يتخل عن السلطة إلا بعد وفاته، فإنه تمكن لوحده أيضًا من عصرنة وتطوير وعلمنة تركيا.

منح كمال باشا للمرأة نفس حقوق الرجل من خلال منحها حق التصويت والاقتراع في سنة 1934، كما ألغى تعدد الزوجات ومنح المرأة حق المساواة في الميراث مع الرجل. في سنة 1935، كان هنالك حوالي 18 نائبة برلمانية في البرلمان التركي في زمن لم تكن النساء في معظم دول العالم تملك حتى الحق في الانتخاب.

أسس كمال باشا قانونًا مدنيًا علمانيًا مبنيًا على نماذج غربية وألغى حكم الشريعة الإسلامية، كما قام بفصل الدين عن الدولة. كان لهذا أيضًا نتائج طيبة على تعديلات التعليم الذي جعله مختلطًا ومنع الفصل بين الجنسين في المدارس ومؤسسات التعليم، كما سهّل على الجميع الاستفادة من حقهم في التعليم، ووضع أسس تعليم الراشدين، أو محو الأمية.

دعم أتاتورك شخصيًا نهضة الفن والثقافة التي كانت محظورة خلال حكم العثمانيين، وتحت حكمه، ازدهرت الفنون، والهندسة المعمارية، والأدب، والموسيقى، والمكاتب، والمراكز الثقافية.

قام بدفع الاقتصاد قدمًا من خلال تشجيع الصناعات الصغيرة والكبيرة، وأسس نظامًا بنكيًا متماسكًا، وأدخل تعديلات على ملكية الأراضي.

3. كان جوسيب بروز تيتو ديكتاتورًا والقائد الرسمي ليوغسلافيا من سنة 1945 إلى غاية سنة 1980 من خلال الإطاحة بحكم الملك السابق، وقد كان له دور أساسي في جلب نظام أكثر مرونة من الحكم الشيوعي للبلد، الذي صار يُطلَق عليه اسم Titoism:

جوسيب بروز تيتو.
جوسيب بروز تيتو. صورة: Wikimedia Commons

وحّد (تيتو) يوغسلافيا من خلال دمج ستة بلدان مختلفة حكمها ابتداء من سنة 1945 إلى غاية وفاته سنة 1980.

اشتهر (تيتو) بشكل أكبر بمحاربته للنازيين، وقد نجح في جعل يوغسلافيا بلدا شيوعيا ليبراليًا من خلال الانفصال عن الاتحاد السوفييتي.

منح (تيتو) جميع البلدان التي تشكلت منها يوغسلافيا تمثيلا متساويًا في أروقة حكومته كما منحها حق استخدام لغاتها الخاصة.

قام كذلك بتأميم الصناعات وبدأ العمل على اقتصاد ممنهج ومدروس. لم يجبر المزارعين على إنشاء التعاونيات، غير أنه كان يفرض عليهم بيع محاصيلهم الزراعية للدولة.

في وقت لاحق، خفف من حكمه المطلق للبلد وقام بعدة تنازلات لصالح المزارعين الصغار، وفي سنة 1950، بعد إلغاء مركزية التسيير الاقتصادي، أسس نظام إدارة ذاتية للعمل والعمال حيث يصبح ممكنا للعمال انتخاب ممثليهم لتسيير شؤون أعمالهم.

كما كان كذلك من أشد الداعمين لحركة عدم الانحياز، التي تضم حوالي 125 دولة اليوم.

4. كان (لي كوان يو) محاميا درس الحقوق في جامعة كامبريدج، ويعود له الفضل في تحرير سنغافورة من الحكم البريطاني في سنة 1959. حكم (يو) البلد بقبضة من حديد من سنة 1959 إلى غاية سنة 1990 كرئيس لوزرائها، ولمدة 21 سنة لاحقة كمستشار. تسلم مقاليد الحكم في سنغافورة التي كانت اقتصادا زراعيا فقيرا وحولها لتصبح واحدة من أثرى البلدان في القارة الآسيوية:

لي كوان يو سنة 1969.
لي كوان يو سنة 1969. صورة: Wikimedia Commons

كان (لي يوان يو) رئيس وزراء سنغافورة من سنة 1959 إلى غاية سنة 1990، ثم مستشارًا للدولة وأمينا عامًا لحزبه السياسي إلى غاية سنة 2015 عند وفاته.

ظل يمسك بزمام الأمور في البلد على مدى 52 سنة، ولم يكن حكمه متساهلا ولا لينًا، حيث قولب (كيو) جميع جوانب سنغافورة كمجتمع واقتصاد وفقًا لما كان يراه الأفضل.

تحت حكمه، أصبحت سنغافورة بلدًا يملك ثالث أعلى دخل فردي في العالم. انخفضت البطالة والفقر انخفاضا دراماتيكيا، وارتفع معدل العمر المتوقع للفرد إلى 71 سنة، وتقلصت الأمية في البلد إلى أقل من 10 في المائة في سنة 1990.

وضع (يو) عيادات مجانية للتحكم في النسل من أجل وقف النمو الديمغرافي المتفجر في البلد. وفقًا للقانون، يجبر كل عامل على اقتطاع 25 في المائة من مدخوله يوضع في صندوق ائتمان حكومي يوجه لتطوير البنية التحتية في البلد.

حاليًا تملك 74 في المائة من العائلات في سنغافورة منازلها، كما قام (يو) بالقضاء على الفساد، وقد مُدحت خططه الاقتصادية من طرف قادة دول متقدمة.

5. ظل (بول كاغام) البالغ من العمر 60 سنة رئيسًا لرواندا منذ سنة 1994 عندما أنهى جيشه الحرب الأهلية التي تسببت في مقتل 800 ألف شخص. كان يشغل منصب وزير الدفاع ثم نائبًا للرئيس إلى غاية سنة 2000 التي شغل بعدها منصب رئيس الدولة. على الرغم من قساوته، فإنه تمكن من جعل رواندا من أغنى البلدان في إفريقيا:

بول كاغام.
بول كاغام. صورة: Wikimedia Commons

ظل (بول كاغام) زعيمًا لرواندا منذ سنة 1994 عندما قام بوقف الحرب الأهلية كقائد للجبهة القومية الرواندية. منذ ذلك الحين، عمل جاهدا على تطوير الاقتصاد في البلد والنهوض بالمستوى المعيشي للفرد، وذلك من خلال عدة سياسات ليبرالية فرضها على الجميع.

قام (كاغام) بخوصصة الصناعات التي كانت في السابق ملكا للدولة، وقام بتخفيف القيود على الخواص للسماح للأعمال والتجارة بالازدهار، كما قام بتحويل تركيز اقتصاد البلاد من الزراعة إلى اقتصاد مبني على العلم والتكنولوجيا.

قاد هذا الأمر إلى نمو اقتصاد رواندا بـ7 في المائة في البداية، وخفض مستويات الفقر كثيرًا.

تبنى (كاغام) المساواة الإثنية بين أفراد شعبه من خلال إزالة ذكر الانتماء العرقي في بطاقات الهوية الوطنية، كما أدرج بندا في الدستور يمنع منعا باتا التمييز بين الناس على أي أساس كان.

في سنة 2008، جعل من التأمين الصحي إلزاميا للجميع، وبحلول سنة 2010 أصبح أكثر من 90 في المائة من المواطنين مؤمّنين صحيًا، ساهم هذا في تحسين الرعاية الصحية وصحة المواطنين بشكل عام.

يشجع (كاغام) كذلك على المساواة بين الجنسين، وهو ما يظهر جليا على أرض الواقع ذلك أن معظم النواب البرلمانيين في رواندا نساءٌ، كما يشجع على التعليم من خلال تحويل أكثر من 17 في المائة من الناتج الوطني المحلي لهذا المجال، كما يمنح التعليم للأطفال لمدة ستة سنوات مجانًا في مدارس حكومية.

بالإضافة إلى ما سبق، قام (كاغام) بتطوير شبكة طرقات البلد، مما عاد بالمنفعة على المواطنين والتجارة.

6. أطاح (فرانس ألبيرت ريني) برئيس السيشل في انقلاب سنة 1977 ليصبح رئيس الدولة مكانه، وخلال فترة حكمه، أصبحت السيشل أكثر الدول تطورا في القارة الإفريقية:

ألبيرت ريني.
ألبيرت ريني. صورة: Wikimedia Commons

درس (ريني) الحقوق في جامعة الملك جورج في لندن قبل أن يعود لممارسة المحاماة في بلده الأم السيشل. قام بتأسيس «حزب شعب السيشل المتحد» سنة 1964 وانتخب رئيسا للوزراء في سنة 1976. حكم البلاد من سنة 1977 إلى غاية سنة 2004، قبل أن يتنحى جانبًا من كرسي السلطة.

بعد تنفيذه الانقلاب، كان حزبه هو الحزب السياسي الشرعي الوحيد في البلد، مما مكنه من الفوز في جميع الانتخابات من سنة 1979 إلى غاية سنة 2001.

خلال فترة حكمه، تمكن من رفع دولة السيشل إلى مصاف الدول المتطورة والقوية وجعل منها أكثر دولة متطورة في إفريقيا.

قضى على الفقر ورفع متوسط الدخل الفردي ليصبح الأعلى في القارة. بالإضافة إلى ما سبق، أسس (ريني) نظام رعاية صحية كفء وفعال إلى جانب خفض الأمية في البلد إلى أقل من 10 في المائة من خلال ضخ الكثير من المال في هذه القطاعات وقطاع البيئة، وعلى إثر ذلك صارت دولة السيشل اليوم تملك أفضل مستوى تعليمي وأفضل اقتصاد في إفريقيا.

كما تمكن (ريني) من إبعاد بلده عن الاضطرابات السياسية التي كانت تنخر البلدان المجاورة له، وكان يلقب نفسه باسم ”اشتراكي المحيط الهندي“.

7. (بيسيستراتوس) الذي عرف كذلك باسم ”جبروت أثينا القديمة“، الذي حكمها بين سنتي 561 إلى 527 قبل الميلاد، والذي على الرغم من أنه كان ديكتاتورًا، فإن سياساته وإدارته ساعدت أثينا في أن تصبح واحدة من أكثر المدن ازدهارا وجمالاً في العالم القديم:

لوحة تصوّر بيسيستراتوس.
لوحة تصوّر بيسيستراتوس. صورة: Wikimedia Commons

حكم (بيسيستراتوس) أثينا القديمة من سنة 561 إلى 527 قبل الميلاد. على الرغم من تلقيبه بالديكتاتور المستبد، فإنه لم يؤسس لنظام حكم أوتوقراطي، بل قام بتوزيع السلطة إلى جانب منافعها بين الإدارات.

وفقًا لأرسطو: ”كان جبروت (بيسيستراتوس) يمثل العصر الذهبي“.

قام (بيسيستراتوس) بالحد من سلطة وامتيازات الطبقة الأرستقراطية، كما قام حتى بسلب أراضيها وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.

يعود الفضل إليه كذلك في ازدهار الفنون، والثقافة، والأدب، والمهرجانات في أثينا.

كما قام ببناء نظام ري متطور من أجل تحسين منسوب المدينة من المياه، ومنح قروضا وأراضي للفلاحين الصغار أو كل من كان في حاجة لها، كما قام بإعادة تنظيم الأسواق لتكون أكثر فعالية.

خفض (بيسيستراتوس) قيمة الضرائب على الفقراء وأمّن وظائف شغل للمواطنين من خلال أعمال تشييد مباني الدولة.

دعم (بيسيستراتوس) كذلك زراعة الزيتون، وساعد على حل النزاعات القضائية في المناطق الريفية من خلال إرسال قضاة متنقلين متخصصين في هذه الأمور.

8. أصبح (فريدريك الثاني) ملكاً لبروسيا بين سنتي 1740 و1786، وعمل على عصرنتها من خلال إدخال العديد من التعديلات على الأنظمة القانونية والاقتصادية فيها:

فريدريك الثاني.
فريدريك الثاني. صورة: Wikimedia Commons

كان (فريدريك الثاني) ملكا لروسيا استمر حكمه من سنة 1740 إلى غاية سنة 1786، وقد كان يعتبر التجسيد الحقيقي للشمولية المستنيرة. في زمن تسلمه مقاليد الحكم، كانت بروسيا مجرد مقاطعات وأقاليم متفرقة، وبحلول سنة 1772، تمكن (فريدريك) من توحيد جميعها تحت سطلته وحكمه.

كان من أشد داعمي الفن والثقافة، كما سمح بنوع من الحرية في التعبير والصحافة، وهو ما يعتبر مخالفا لما قد ينتهجه حاكم ديكتاتور نموذجي.

عرف عنه كذلك قيادته الشخصية لجيوشه في ساحات المعارك، كما كان دائما ما يرتدي الزي العسكري العادي ويرفض ارتداء الزي الملكي. لم يكن (فريدريك الثاني) يؤمن بالحق الإلهي الذي منحه الله للملوك، وبدل ذلك اتخذ الكثير من الخطوات الهامة في سبيل تقوية اقتصاد دولته وإدارتها.

قام ببناء القنوات المائية وشجع على ممارسة الزراعة من خلال تجفيف المستنقعات. أسس 1000 قرية حتى يستقطب المهاجرين للعمل في مجال الزراعة.

أدخل (فريدريك الثاني) نظام ضرائب غير مباشر من أجل زيادة مداخيل الدولة، واتخذ عدة تدابير للتحكم في أسعار الحبوب، كما قام بتشييد المخازن الحكومية من أجل مساعدة الفقراء في زمن الحاجة.

شجع (فريدريك) كذلك على الجدارة من خلال السماح لعامة الناس بتقلد مناصب مرموقة، كمناصب في الأعمال المكتبية وفي سلك القضاة.

في نظام القضاء الذي استحدثه، منع من استخدام التعذيب، عدا عن عقاب الجنود الفارين من الجندية بالجلد.

في زمنه، كان هو الشخص الوحيد في المملكة الذي بإمكانه توقيع حكم بالإعدام، وهو الحكم الذي لم يكن يسلطه إلا على مرتكبي جرائم القتل.

عرف عنه كذلك حبه وتعاطفه مع الحيوانات، وقد قام بافتتاح أول مستشفى ومدرسة لطب الحيوانات في ألمانيا.

9. كان (سيمون بوليفار) رئيس كولومبيا الكبرى من سنة 1819 إلى غاية تنحيه ثم وفاته سنة 1830، لقد كان قائدا عسكريا لامعا ساعد في تحرير فينزويلا والبيرو وكولومبيا وبوليفيا وباناما والإكوادور من الاستعمار الإسباني:

سيمون بوليفار.
سيمون بوليفار. صورة: Wikimedia Commons

كان (سيمون بوليفار) القائد العسكري اللامع رئيسًا لكولومبيا الكبرى من سنة 1819 إلى سنة 1830 التي توفي بعدها بوقت وجيز. أصبح كذلك رئيسًا لفنزويلا والبيرو إلى جانب كولومبيا الكبرى وبوليفيا. قاد سلسلة من الحروب ابتداء من سنة 1813 ضد الاحتلال الإسباني، ونجح تدريجيا في تحرير 6 بلدان في أمريكا الجنوبية، التي أطلق عليه سكانها اسم ”المحرّر“. إنه واحد من الأشخاص القلائل الذين سميت الدول بأسمائهم: بوليفيا.

قضى معظم مسيرته يعزز من حكمه، غير أنه عمل كذلك على تقليص نسبة الأمية بين المواطنين، وافتتح عدة مدارس لأجل هذا الغرض في الأديرة في (ليما). أسس كذلك سنة 1825 المدرسة العادية للنساء، كما افتتح جامعات في البيرو و(تروهيلو) و(أريكويبا).

اشتهر كذلك (سيمون بوليفار) باسم «جورج واشنطن أمريكا الجنوبية»، وذلك بعد هجومه العسكري على غرناطة الجديدة الذي يعتبر لدى الكثير واحدا من أكثر الأعمال العسكرية جرأة في التاريخ الحربي.

باقتراب نهاية حكمه، كان الكثير من الناس يكرهونه بسبب ميله للديكتاتورية ولأنه كان يرغب أساسا في توحيد كامل أمريكا الجنوبية تحت راية دولة واحدة، غير أن الفتنة انتشرت بين مواطني هذه الدول.

على الرغم من كونه ديكتاتورا، فإن (سيمون بوليفار) يحظى بحب وإعجاب معظم الأمريكيين الجنوبيين اليوم، وذلك لأنه ساعد على نيلهم حريتهم من الإحتلال الإسباني.

10. أصبحت كاثرين العظيمة إمبراطورة روسيا وحاكمتها من 1762 إلى غاية 1796، وساهمت في دخول الإمبراطورية لعصرها الذهبي، أو ما عرف ”بالتنوير الروسي“، من خلال إدخال عدة تغييرات إدارية وقانونية:

الإمبراطورة الروسية كاثرين الثانية.
الإمبراطورة الروسية كاثرين الثانية. صورة: Wikimedia Commons

نفذت كاثرين الثانية انقلابا عسكريا فأطاحت بحكم زوجها الإمبراطور وحكمت روسيا كإمبراطورة لها بين سنتي 1762 و1796. حتى بتقدمها في السنّ، لم تتنازل كاثرين عن الحكم لصالح ابنها ولي العهد، ما جعلها تنال لقب ”المرأة صاحبة أطول فترة حكم في تاريخ روسيا“.

ساهمت كاثرين في عصرنة روسيا من خلال إدخال عدد من التعديلات، فأدخلت المرسوم الوطني الروسي للتعليم سنة 1786 الذي حمل بنودًا على شاكلة فتح مدارس مجانية للناس، ومدارس داخلية لصالح الأيتام، كما تضمن توجيهات للمدرّسين حول تقنيات التعليم.

كان معهد Smolny الذي أسسته أول معهد تعليمي خاص بالنساء، هذا على الرغم من أنه كان حكرًا على بنات الطبقة النبيلة، كما افتتحت كاثرين كذلك معهد Novodevichy الخاص بتعليم بنات العموم.

وسعت كاثرين حدود إمبراطوريتها من خلال عدة حملات عسكرية وشيدت عدة مدن جديدة، كما ألّفت وثيقة بعنوان Nakaz التي رسمت فيها الخطوط العريضة لحكومة عصرية وطلبت فيها إسقاط حكم الإعدام والتعذيب. وخلال فترة حكمها، بدأ استخدام الأموال الورقية.

كانت كاثرين من أشد مناصري الفن، وهو الأمر الذي ساهم في النمو الثقافي الكبير الذي عاشته روسيا خلال فترة حكمها.

مقالات إعلانية