in

10 دول ذات عقوبات صارمة جدًا على المتعاملين بالمخدرات لن تجد لها شبيها في دول أخرى

قد يكون أهم ما تكتسبه الحركة المؤيدة لتشريع المخدرات الخفيفة في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، هو الشعور بأن الحرب على المخدرات قد انتهت. وربما تكون كذلك لو أنك تعيش في بلد مثل أوروغواي أو كولورادو. لكن بالنظر إلى بعض أجزاء العالم الأخرى، من الواضح أنه يلا يزال غير مرحب بالمخدرات بالمطلق. فالقبض عليك تتعامل بها في أي من هذه البلدان، سوف يعرّضك لعواقب وخيمة حقًا لن تجد لها شبيها في دول أخرى.

إليك أسوأ 10 دول بالتعامل مع المخدرات:

1. اليابان

صورة: Motiur Rahman Oni/Creative Commons Wiki

اليابان دولة غنية ومتحضرة ومثيرة للإعجاب من الناحية التكنولوجية وتعشق الثقافة الغربية. لكن هذا لا يعني أنهم يتفقون مع الانغماس الغربي في تداول وتعاطي الحشيش. موقف اليابان من المخدرات يكفي لجعل حتى أكثر الجمهوريين تعنتًا يجزع.

إن قائمة الأشياء التي تعتبرها اليابان “عقاقير استجمامية” أطول بكثير مما هي لدى الولايات المتحدة. تعتبر الأدوية المضادة للحساسية ومزيلات الاحتقان ومسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية غير أخلاقية مثل الإكستاسي والهيروين. إذا أدخلت بعضها عن طريق الخطأ إلى البلد ستواجه فترة سجن طويلة.

كما أن الفحص العشوائي حقيقة واقعة ومفاجئة في اليابان، وليس فقط في العمل. فمن المعروف أن الشرطة توقف السياح في الحجز وتطلب عينة بول فورية. وبالنظر إلى مدى رعب الشرطة اليابانية، فمن المحتمل أن تتبول على نفسك على كل حال.

قد تكون اليابان دولة أنيقة ولطيفة، لكن شرطتها وحشية. يمكن احتجاز المشتبه بهم دون كفالة أو مكالمة هاتفية أو محامي لمدة 30 يومًا، وكثيرًا ما يتم تعذيبهم بالحرمان من النوم والإساءة اللفظية لتوقيع الاعترافات حتى لو كان اعتراف خاطئ. يبلغ معدل الإدانة في اليابان حوالي 99.9 في المائة. فإذا كان أمامك محاكمة بتهمة المخدرات، سوف تسجن لسنوات.

2. فيتنام

أحد الحراس يراقب المعتقلين قبل أن يتوجهوا إلى جلسة عملهم الصباحية. صورة: 2011 Private

من الخارج، تبدو سياسات التعامل مع المخدرات والمتعاطين الفيتنامية تقدمية تقريبًا. ففي حين أن جيرانها المتزمتين يُعدمون المتهمين بالترويج للمخدرات بشكل دائم، ترسلهم فيتنام بدلاً من ذلك إلى مراكز إعادة التأهيل. يبدو ذلك جيدًا، أليس كذلك؟ طبعًا، لا.

في فيتنام يُعد “مركز إعادة التأهيل” مصطلح رمزي لـ “معسكر العمل القسري”. هناك يتم احتجاز المدمنين في جحيم بلا موعد إطلاق، وليس لديهم ما يفعلونه سوى عمل أشبه بالعبودية لتصنيع منتجات للشركات الدولية. ارفض العمل بلا مقابل، وستتعرض للضرب لدرجة أن مؤسسات حقوق العمال وصفت هذه الأفعال بأنها بمثابة تعذيب غير انساني.

نتيجة للاحتجاز في مثل هذه الظروف المجحفة والعمل مجانًا لصالح مؤسسات ومنظمات أخرى، أصبح اندلاع أعمال الشغب العنيفة في هذه المخيمات شائعًا بشكل متزايد في الفترات الأخيرة.

3. الصين

عملية ضبط المخدرات في مقاطعة قوانغدونغ. صورة: China Stringer Network/Reuters

منذ وقت ليس ببعيد، قادت الصين العالم في كم عمليات إعدام مجرمي المخدرات. لا يزال يطلق النار على تجارها بشكل روتيني، لكن موقفها تجاه المتعاطين أصبح أكثر ليونة تدريجيًا … إلى حد ما. ففي الوقت الحالي، يبدو أن بكين تتبع نموذج فيتنام لكن بدرجة تتخطاها حتى.

على الرغم من أن الحيازة مخالفة بسيطة من الناحية الفنية، إلا أن الدولة لا تزال هي من تقرر ما إذا كنت مدمنًا أم لا. إذا فشلت في “الاختبار” التعسفي وغير الطبي، فأعدّ نفسك لعالم من العذاب. يُمنح المدمنون ثلاث سنوات في “مركز إزالة السموم” الإجباري الذي لا يختلف عن السجن إلا قليلًا. بعد ذلك هنالك ثلاث سنوات أخرى في مركز “إعادة التأهيل المجتمعي” الإلزامي. وفي الوقت الذي يُسمح لك أخيرًا بالعودة إلى الحياة دون إشراف من الدولة، تكون قد فقدت أكثر من نصف عقلك وعقدٍ من حياتك.

هذا المسار متوقع جدًا لأغلب الاعتقالات المرتبطة بالمخدرات، إذ إنه خلال عملية خاصة في مقاطعة قوانغدونغ في عام 2013، تم اعتقال ما يقرب من 100.000 متعاطي، ومن بين هؤلاء، تم إرسال ما يقرب من نصفهم إلى مراكز إزالة السموم.

4. سنغافورة

صورة: CNB

تُعد سنغافورة واحدة من أنظف الدول وأكثرها أمانًا وثراءً على وجه الأرض. المشكلة هي أن هذه النتائج الإيجابية تأتي مع ثمن سلبي كبير. إذ إن القوانين صارمة للغاية، إلى حد الجنون، بشكل عام، وتتضاعف شدتها عندما يتعلق الأمر بالمخدرات.

كثيرًا ما تعدم سنغافورة تجار المخدرات. ومع ذلك، غالبًا ما يختلف تصنيفهم للـ “تاجر” عن بقية العالم والواقع. فهي سوف تعتبرك افتراضيًا تاجر إذا تم القبض عليك وأنت تحمل أقل من نصف أونصة من الحشيش، أو عِشر أونصة من الكوكايين. وليس على الشرطة أن تثبت أنك تاجرت بها بالفعل أو حتى قصدت ذلك، فأنت تحت تهديد عقوبة الإعدام المحتملة بغض النظر عن الحقيقة. حتى إذا نجوت من الإعدام، ستلقى الحكم بفترة طويلة في السجن.

هناك أيضًا المشكلة الصعبة المتمثلة في عبء الإثبات. فإذا تم العثور على بعض من المخدرات في أغراضك الخاصة، سيتم اعتبارك قانونيًا مالكًا لها مباشرةً، ما لم تتمكن من إثبات بما لا يدع مجالا للشك أنها ليست لك، وهذا أمر شبه مستحيل.

5. دبي

لدى إمارة دبي بعض القوانين القاسية للغاية فيما يتعلق بحيازة المخدرات. رغم أنه لن يتم إعدامك على الأرجح، لكنك ستجد نفسك بسهولة في سجن بظروف وحشية لسنوات. الإجراء السهل لتجنب ذلك هو عدم حمل المخدرات، أليس كذلك؟ لسوء الحظ، الأمور ليست بهذه البساطة. فما تعتبره دبي يقع ضمن مجال “الحيازة” واسع إلى حد كبير.

يُصنف الوصول إلى البلد وهنالك مخدرات في دمائك كحيازة، وستُفرض العقوبات وفقًا لذلك. ما يمكن أن يضع المسافرين العاديين في مشاكل حقيقة. تعتبر دبي كل شيء من مسكنات الألم الشائعة إلى بذور الخشخاش على أنه مخدرات، مما يعني أن تناول جبتين من الباراسيتامول في رحلتك لتخفيف صداعك قد يؤول بك إلى السجن عندما تصل للمطار.

لقد سُجن الناس بالفعل لوجود ثلاث حبات من بذور الخشخاش على ملابسهم، بعد أكل كعكة محلاة في مطار المغادرة. على الجانب الإيجابي، عادة ما تطلق دبي سراح الأجانب قبل أن يقضوا عقوبة كاملة. على الجانب السلبي، لا يزال ذلك يعني أنك ستقضي سبعة أشهر إلى عام في سجن غير مريح على الإطلاق.

6. كوريا الشمالية

كيم جونغ أون في مختبراته
كيم جونغ أون في مختبراته.

أحدثت تلك الدولة المنعزلة بعض موجات الاهتمام والاستغراب عندما عرف العالم أن الحشيش قانوني في بيونغ يانغ، لكن الواقع مختلف إلى حد ما. تقول صحيفة الجارديان أن تدخين الحشيش علنية في كوريا الشمالية يمكن أن يؤدي بك عمليًا لحبل المشنقة، على الرغم من أن هذه السياسة نادرًا ما يتم تنفيذها.

ومع ذلك، لم يمنع هذا كوريا الشمالية من إقامة علاقة حب غريبة مع المخدرات. فحتى وقت قريب، قامت الحكومة بانتاج وشراء وبيع علامتها التجارية الخاصة من الميث الكريستالي.

(كيم جون أون) هو في الأساس (والتر وايت)، لكنه أكثر بدانة وبدون عذر السرطان أو أنه قصة خيالية حتى. تحت إشرافه، أنتج الشمال الكثير من الميثامفيتامين الذي قدمه للزوار أو صدّره كمثل الشاي أو القهوة. لقد ولت تلك الأيام الآن، ربما لأن الصين اعترضت على العدد الكبير من تجار الميث الكوريين الشماليين الذين ظلت تحتجزهم على الحدود.

7. إندونيسيا

الجمارك الاندونيسية ترافق زوار أجانب يُشبه بحيازتهم للمخدرات. صورة: AP Photo/Firdia Lisnawati

عندما تصل إلى جاكرتا، سترى لافتة تخبرك بكل صراحة أن وجود مخدرات في دمك قد يؤدي إلى إعدامك. هذا هو البلد الذي تجسده إندونيسيا عندما يتعلق الأمر بالمخدرات، دولة ذات سياسة تسامح تنخفض إلى ما دون الصفر وتغوص في السلبيات.

يمكن لمستخدمي المخدرات، ناهيك عن التجار، أن يواجهوا عقودًا في السجن أو الإعدام رميًا بالرصاص. وليس عليك حتى تناولها للوقوع في مشكلة خطرة. أجبر قانون صدر في عام 2009 الآباء على الإبلاغ عما إذا كان أولادهم يتعاطون مواد غير مشروعة. أدى التستر علبهم إلى عقوبات وحشية تقع على جميع أفراد الأسرة.

أما بالنسبة للطريقة التي يعامل بها البلد مع الإدمان، فهو نفسه جريمة يمكن أن تؤدي في بعض الحالات إلى عقوبة الإعدام. ولا تعتقد أن إندونيسيا قد تتردد في إعدام الأجانب أو الأشخاص الذين يعتبرون غير مؤهلين للمحاكمة. في عام 2015، حكمت البلاد على شخصين من أستراليا ورجل برازيلي مريض عقليًا بالإعدام رميًا بالرصاص. والمناشدات من حكومات بلادهم لم تجدِ نفعًا بالمرة.

8. إيران

مثل العديد من الأشياء في إيران، فإن قوانين المخدرات في البلاد قاسية بشكل لا يصدق وتقدمية بشكل غريب في وقت واحد. تقوم إيران بإعدام عدد كبير من تجار المخدرات كل عام. ما بين 60-70 في المائة من تعداد نزلاء السجون الهائل محكومون بتهم المخدرات. ومع ذلك، فهي تدير أيضًا مراكز تأهيل أكثر من أي دولة أخرى على وجه الأرض تقريبًا.

في هذه الحالة، هذه المراكز ليست تلطيف لمعسكرات العمل القسري، وهم يفكرون بجدية في تقنين استخدام المخدرات. هذه ليست مزحة، إذ اقترح مجلس تشخيص مصلحة النظام مؤخرًا أن تتخلى البلاد عن الحرب على المخدرات وتبدأ في زراعة الأفيون والحشيش وتقنين استخدامها للمواطنين.

سيؤدي هذا إلى إيقاف عمليات الإعدام السنوية في إيران وتقليل عدد السجناء بشكل حاد. إنه أمر مهم، لأن مجلس تشخيص مصلحة النظام لا يتعين عليه الخضوع للبرلمان الإيراني. لديه سيطرة كاملة على قوانين المخدرات في البلاد. وإذا قرروا التقنين، لا يمكن للشرطة الدينية أن تمنع ذلك، بعد موافقة المرشد بالطبع.

لذا، بينما تستحق إيران حاليًا مكانًا مرتفعًا في هذه القائمة، فقد لا تبقى هنا فترة طويلة. في غضون سنوات قصيرة، قد تكون حتى على قوائم “أفضل الأماكن التي يود مستخدمي المخدرات زيارتها”.

9. تنظيم الدولة الإسلامية

لا ينبغي أن يكون من المستغرب أن الأراضي التي استولت عليها الدولة الإسلامية في العراق والشام هي موطن لبعض من قوانين المخدرات الأكثر صرامة على الأرض، فهذه الدولة المتطرفة قاسية للغاية مع كل شيء لدرجة تجعلك لا تفهم كيف يعيشون. يمكن لأي شخص يُقبض عليه حتى مع كمية صغيرة من المخدرات أن ينتظر بشكل مؤكد أكثر من 100 جلدة أمام العامة.

كمية مرعبة من العنف في وقت لا تميز فيه هذه ”الدولة“ بين أنواع مختلفة من المخدرات، فيمكن أن تتعرض للضرب المبرح بسبب استخدام الأفيون، ولكن يمكنك أيضًا أن تلقى نفس العقوبة لشرب الكحول أو حتى تدخين السجائر، إلا إذا كنت جهاديًا بالطبع، حيث وجدت التقارير أن المقاتلين يدخنون ويشربون ويتعاطون ويبيعون المخدرات بشكل روتيني، حتى أولئك الذين هاجموا باريس بسبب أخلاقها ”المنحلة“ فعلوا ذلك، ولا يقوم الكثير منهم إلى القتال إلا تحت تأثير المهلوسات والكوكايين.

من كان يظن أن القتلة المتشددين في جميع أنحاء العالم هم أيضًا منافقين من الدرجة الأولى؟

10. المملكة العربية السعودية

الشرطة السعودية.
الشرطة السعودية.

في حين أنه من غير المحتمل أن تزور أبدًا تنظيم الدولة الإسلامية (خاصة بعد اندثارها)، فليس من المستحيل أن تستضيفك المملكة العربية السعودية، وهذا هو السبب في أنها تتصدر القائمة. فيما يتعلق بالمخدرات، فإن المملكة العربية السعودية قاسية تمامًا وغير متسامحة أبدًا.

العقوبة العامة إذا تم القبض عليك بتهمة تتعلق بالمخدرات هي الإعدام العلني. ليس بمعنى أنه قد يُسمح لأقارب الضحايا بالدخول لمشاهدة عملية الإعدام، بل بمعنى أنه سيتم جرّك إلى الأماكن العامة، محاطًا بحشد مُندد ثم يُقطع رأسك أمام الأطفال. إذا كنت محظوظًا للغاية، فقد يُكتفى بعرض جثتك علنًا كتحذير للآخرين.

لذا فإن الحل هو ألا تتعاطى المخدرات، أليس كذلك؟ للأسف لن يساعد ذلك حتى. فالضباط السعوديون سوف يعذبون المتهم لانتزاع اعتراف بغض النظر عن الحقيقة. وستكون أيضًا تحت رحمة القاضي. حتى عندما يكون هناك شك معقول حول براءتك، لا يزال بإمكان القاضي الحكم عليك بالإعدام إذا كان يومه سيئًا.

في الأشهر الستة الأولى من عام 2015 فقط، أعدمت المملكة مئة “مجرم”. نصفهم تقريبًا كانوا مدانين في تهم جرائم بسيطة لها علاقة بالمخدرات.

مقالات إعلانية