في منطقة نائية من المحيط الأطلسي، وقريبة على حدود المحيط المتجمد الشمالي، تقع جزيرة صغيرة جداً، سميت تيمنا باسم رحالة من غرينلاند في القرن التاسع عشر؛ هي جزيرة (هانس) التي تبلغ مساحتها حوالي كيلومترا مربعا واحدا فقط.
مثلها مثل أي جزيرة غير مأهولة، فهي جزيرة صخرية جرداء لا تملك أي غطاء نباتي أو أي موارد بشرية مفيدة، ولم يمنع انعدام الفائدة على هذه الجزيرة من كونها جزيرة متنازع عليها في صراع إقليمي استمر قرابة نصف قرن بين كندا والدنمارك.
تقع هذه الجزيرة وسط مضيق (ناريس)، وهي قناة مياه يبلغ عرضها 35 كيلومترا تفصل كندا عن غرينلاند (غرينلاند هي إقليم ذو حكم ذاتي تابع للدنمارك)، أي أنها تفصل الدنمارك عن كندا، وتنص القوانين الدولية على حق مطالبة جميع الدول بالأراضي التي تقع ضمن حدود 19 كيلومترا من شواطئها، وهذا يضع جزيرة هانس في المياه الدنماركية والكندية على حد سواء.
بدأ النزاع على هذه البقعة الجغرافية في عام 1973 عندما كانت الدولتان ترسمان حدودهما البحرية، في تلك الفترة لم يتم الإتفاق ولم تحدث تسوية تقرر لمن تعود ملكية هذه الجزيرة، وتم تأجيل القضية لوقت لاحق.
عاد النزاع ليظهر بجدية أكبر في عام 1984 عندما قام وزير دنماركي برفع العلم الدنمارك الوطني وترك رسالة مفادها: ”مرحباً بكم في رحاب هذه الجزيرة الدنماركية“، ووضعها بجانب قارورة براندي (مشروب كحولي دنماركي مستخلص من تقطير العنب، يحوي نسبة 35-60% من الكحول)، وعندما علمت كندا بالأمر، أرسلت سرية من الجنود لتنزل العلم الدنماركي وترفع عوضاً عنه العلم الكندي، وتستبدل قارورة المشروب الكحولي الدنماركي (البراندي) بويسكي كندية الصنع.
هذه كانت الشرارة التي أشعلت حرب الويسكي الظريفة بين الدولتين، تعاقبت بعدها القوات الكندية والدنماركية على زيارة الجزيرة ورفع وإنزال الأعلام وتبديل الشراب، وفي 2005 رفع الكنديون من معايير اللعبة وقاموا بثبيت لوحة معدنية على إحدى صخور الجزيرة تنص على أن هذه الجزيرة هي جزيرة كندية، ولكن الدنمارك لم تبادل بنفس هذا التصرف هذه المرة، وصرح وزير الخارجية الدنماركي: ”إستمرارنا برفع الأعلام وإنزالها وتبديل قوارير الويسكي يعتبر عملاً طفولياً، وخصوصاً كون الطرفين هما دولتان حليفتان تابعتان لحلف الناتو.“
لم تحل مشكلة الحدود البحرية بين هذه الدولتين لحد الآن.