in

ما هو الموضوع الذي تستطيع تقديم خطاب حوله لمدة 45 دقيقة دون تحضير مسبق؟ متابعوا ”دخلك بتعرف“ يجيبون

شاب يلقي خطابا أمام مجموعة من الأشخاص

إن الخطاب المرتجل هو تلك الكلمات التي تلقيها أمام حشد من الناس كبيرا كان أم صغيرا دون تحضير أو تخطيط مسبق، وقد يكون هذا الخطاب كبيرا ومحترفا مثل إلقاء كلمة لدى افتتاح مؤتمر ما يطلب منك إلقاؤها مديرك التنفيذي أو ما شابه، أو قد يكون صغيرا وشائعا مثل تمني حياة سعيدة لزوجين حديثين في يوم زفافهما أمام الحضور، وفي كلتا الحالتين يرغب جميعنا أن تكون كلماته سلسة وأداؤه ساحرا أكبر قدر ممكن.

تجدر الإشارة هنا إلى أنه حتى الخطابات المخطط لها والمحضرة مسبقا قد تجعل أكثرنا كفاءة يتصبب عرقا ويصاب بالتوتر، ومنه بإمكاننا تخيل ما قد يحدثه فينا اضطرارنا إلى إدلاء خطاب مرتجل على حين غرة لم نكن مستعدين له من قبل: قد يحطم ذلك أعصابنا حرفيا، ويجعل أداءنا يتعدى حدود السيء بأشواط، وقد يحدث الأسوأ أن نقف منتصبين مذهولين غير قادرين على النبس ببنت شفة في حالة تعرف بالفراغ الذهني المفاجئ.

لكن، وعلى الرغم من صعوبة تقديم الخطابات المرتجلة، وصعوبة المحافظة على النقاط الرئيسية في الموضوع بارزة، وعلى الأفكار متسلسلة، فإنه مما لا شك فيه أن لكل واحد منا موضوعا ما يلم بجميع خباياه ويبرع في أدنى تفاصيله لدرجة تجعله ينال ميدالية ذهبية في تقديم الخطابات المرتجلة حوله، قد يكون حتى بعضنا مهووسا وملما بموضوع ما لحدّ قد نندم لمنحنا إياه الكلمة للحديث حوله، حيث أنه سيصبح تقريبا من المستحيل إيقافه أو إسكاته.

في صفحة موقعنا الرسمية ”دخلك بتعرف“ طرحنا في أحد منشوراتنا سؤالا على مجتمع قرائنا الأعزاء حول هذا الموضوع بالذات، سألناهم فيه عن أي مجال وموضوع بإمكانهم الإدلاء بخطاب مرتجل لمدة 45 دقيقة كاملة دون توقف، وكانت أبرز الإجابات كالآتي:

متابعتنا Ola Krayem قالت بأن بإمكانها الحديث بإسهاب عن جميع الأسباب التي ستدفعها للرحيل عن بلدها والسفر لـ(كاليفورنيا) وتمضية بقية حياتها فيها.

وأخبرنا Habib Estiphan بأنه في حالة ”ضرب سيجارة“ على حد تعبيره، فسيصبح بإمكانه الحديث لسنة كاملة دون توقف عن أي موضوع كان، لكنه لا يعتقد أن أحدا غيره سيفهم ما يقوله، كما أنه سينسى كل ما كان يتكلم حوله في غضون ربع ساعة.

ثم فاجأتنا Shatha Alkhalil بتعدد وتنوع المجالات المختلفة التي بإمكانها الحديث عنها بصورة مرتجلة دون توقف، الأمر الذي يوحي بسعة ثقافتها وإلمامها الكبير بالأمور الإدارية، فقالت: ”المنح الدراسية بأنواعها والأوراق المطلوبة والتحضير الأمثل للحصول عليها، والتطبيقات العملية كاملة من الموبايلات، وكاميرات السيارات، والـFlexible Printed Circuits وكيفية صناعة طرق اللحام بكل أنواعها مثل الـUltrasonic welding ، والـLaser welding، والـRiveting، والـCrimping، والـ Heat stacking، بالإضافة إلى خطوط الإنتاج كاملة التي تقوم بالـConformal coating ، والـSMD lines، والـ Tin bath، والـCopper etching.“ وكذا عن قياس الناقلية الكهربائية للمعادن والسوائل المعدنية باستخدام قوة (لورينتز) الكهرومغناطيسية، و مواضيع مختلفة عن كتب وروايات عالمية وأفلام مميزة.

علقت كذلك Aseel Ali لتخبرنا عن قدرتها على إلقاء خطابات كاملة عن ”الأدب الروسي، والأدب الفرنسي، والفلسفة (أسلوب نيتشه حياته وأفكارة ممكن احكي عنها 4 ساعات)، والإعلام في العالم العربي، وأهمية تعلم لغة جديدة، والتاريخ الإسلامي، والتطور، وعلم الوراثة لدى الإنسان، والتربية والتعليم في سوريا، ومشاكل وخطط نحو الحل“.

أظهر لنا أيضا متابعنا إبراهيم شحادة اهتمامه الكبير ورغبته في شرح كل من: التكنولوجيا وتطورها، وصيانة الحواسيب والموبايلات، وكذا الموسيقى الشرقية، بالإضافة إلى اختلاف نظرة النساء والرجال للمشاكل الاجتماعية وطرق مواجهتها، والأنثى -في إشارة منه للمرأة- وتطور دفاعاتها الفطرية في المجتمعات المغلقة -في إيحاء منه كذلك للمجتمعات العربية- والتوعية الجنسية وأضرار الختان، ثم أضاف ساخرا بأنه لو ”ضربلو سيجارة“ على حد تعبيره، فـ: ”بحكي للصبح بأي شي انشاء الله عن التركيب الضوئي“.

أما Zuhair Hashim فلا بد أن جميع من يعرفه يدري جيدا تعلقه بالتاريخ والشخصيات التاريخية، فمن تعليقه اكتشفنا أنه ملمّ بخبايا الحربين العالميتين الأولى والثانية، والحرب الباردة بأكملها، وحياة الرئيس الأمريكي المغتال (جون كينيدي)! والوجودية، والأديان، والميثولوجيا الإغريقية والاسكندنافية، ثم عمد إلى إظهار حبه للأعمال السينمائية على غرار فيلم حرب النجوم، وكذا الأعمال الموسيقية حيث عرّفنا على عشقه لكل من الفرق الموسيقية الشهيرة: (بلو) و(بيتلز) و(كوين).

ثم نوّه لنا Eslam Elsherbeny بطريقة هزلية إلى كوننا نعلم بوجود مصريين في الصفحة والذين يستطيعون التحدث عن أي موضوع لمدة أربعة ساعات كاملة دون سابق تحضير، حتى لو كان ذلك عن ”حشائش السافانا“.

Aadel Al Nabulsy فاجأنا بتواضعه الكبير ومعرفته الواسعة من خلال تعليقه الذي جاء كالتالي: ”رغم أني مالي مختص لحد الآن، بس بعتقد أني عندي معلومات بقدر أحكي فيها أكتر من 45 دقيقة عن:

  • الفلسفة والمنطق والأخلاق.
  • المعلوماتية والأجهزة الإلكترونية.
  • العمارة (من وقت التخطيط لوقت التنفيذ).
  • الدين (خصوصاً بالجزء المهتم بمناقشة الالحاد).
  • علم الكونيات.
  • علم التطور.
  • التاريخ (الحروب العالمية والاسلام وشرق آسيا والأمريكيتين وبعض البلاد الإفريقية).
  • الجغرافيا (معلومات عامة عن معظم بلاد العالم).
  • الأدب العالمي والروايا.
  • لغة الجسد.
  • أفكار عن العلاقات البشرية (الصداقة والحب والزواج).

وفي الأخير، أثار انتباهنا متابعنا أحمد الموسوي إلى حقيقة مؤسفة نراها ونعيشها بصورة يومية في بلداننا العربية، وهي سوء الأوضاع المعيشية خاصة بالنسبة لفئة الشباب حديثي السن، فقال متحسرا أن بإمكانه الحديث لساعات عن ”معاناة شاب متخرج يبلغ من العمر 25 سنة وهو بدون وظيفة. مستقبله مجهول وتمر عليه أيام واسابيع وجيوبه خاوية. بدون زواج ولا عمل، واستحالة تحقيق أحلامه التي لطالما طمح لتحقيقها ودرس في سبيل ذلك لمدة 16 سنة كاملة من حياته.“

مقالات إعلانية