in

ماذا سيحصل لك إذا شربت الكوكاكولا فقط؟

تشريح لجسم الانسان مع عبوة كوكاكولا

كان البريطانيون في القرن الثامن عشر يقومون بتنقية كميات كبيرة جداً من السكر، ومع ذلك كان يعتبر عنصرا ثمينا جداً.

كان يُطلق على السكر اسم الذهب الأبيض، حيث أنه كان ثميناً وغالياً جداً لدرجة أنه كان في متناول الأغنياء فقط، أما اليوم فتُعتبر صناعة السكر ضخمة جداً، وعلى الرغم من أن استهلاكنا لهذه المتعة الحلوة يجب ألّا يتجاوز 50 غراما وفقاً لخبراء الصحة، فقد بلغ استهلاك الفرد الأمريكي للسكر أوجه عام 1999 بـ111 غرام وسطياً، ويُعتقَد أنه انخفض الآن إلى 94 غراما تقريباً، ويأتي جزء كبير من هذا السكر من المشروبات التي نستهلكها بشكل دوري، وهذا ما سنناقشه اليوم في هذه المقالة على موقع (دخلك بتعرف)، فماذا سيحصل إذا اقتصر استهلاكك الغذائي على الكوكاكولا فقط؟

يبدأ تاريخ الكوكاكولا من عام 1886 عندما بدأ صيدلاني أمريكي يُدعى (الدكتور جون بيمبرتون) Dr. John S Pemberton بأداء تجارب على المياه الغازية والشراب المركز، وبحسب الموقع الرسمي لـ(كوكاكولا)، كان (جون) سعيداً جداً بالنتائج، حيث باع في السنة الأولى 9 طلبيات من المشروب يومياً بسعر 5 سنتات لكل واحدة.

رسم توضيحي لصيدلاني في مخبره
الدكتور (جون بيمبرتون) في مخبره

أما اليوم فيتم بيع حوالي 1.9 مليار طلبية من الكوكاكولا يومياً حول العالم، حيث يستهلك أكثر من ربع سكان الكوكب الكوكاكولا بشكل يومي، ففي الولايات المتحدة مثلاً يستهلك على الأقل نصف السكان ما لا يقل معدله عن نصف كأس من المشروبات الغازية يومياً، ولكن هل يُعتبر هذا الأمر جيداً لهم؟

بدايةً يجب علينا معرفة ما تحتويه الكوكاكولا فعلياً، فهل هناك فعلاً مكونات سرية لا يعلمها أحد غير الصانعين؟

أولا لم تكن أبدا تركيبة الكوكاكولا سرية، حيث أن هذه الحيلة التسويقية (الخلطة السرية) تم نشرها عام 1891، ولكن لحد الساعة تدعي شركة كوكاكولا أن عدداً قليلاً جداً يعلم الخلطة السرية لمشروبها.

في الحقيقة تُصَنِّف كوكاكولا كل مكون لمشروبها كسلعة مستقلة وهي مرقمة من 1 إلى 9، وبالطبع أحد هذه المكونات هو السكر أو عناصر مُحلِّية أخرى، ونعلم أنه يحتوي أيضاً على الكافيين، ولون الكراميل، وحمض الفوسفوريك، ومن المعتقد أنه يحتوي أيضاً على البرتقال واللايم والفانيلا والقرفة وحتى جوزة الطيب، ويسمى أحد المكونات السرية ”7X“، وفي كتابه عن هذا الموضوع؛ قال (مارك برندنغاست) Mark Prendergast أنه اكتشف تلك المكونات المخفية وهي زيوت تحوي: مستخلص البرتقال، واللايم، والقرفة، وجوزة الطيب، والكزبرة، والنيرولي (زيت موجود في شجرة البرتقال) وأيضاً بعض الكحول.

ونعم، احتوى هذا المشروب على الكوكايين في وقت سابق، ولكن اليوم أصبحت ورقة الـ(كوكا) تعتبر مادة مخدرة بالطبع؛ كان مشروب الكوكاكولا يحتوي وقتها على 1/400 من حجم حبة القمح من الكوكايين، وهذه الكمية غير كافية لتخدير شخص، ولكن على أية حال تمت إزالة الكوكايين من الكوكاكولا عام 1903، أي قبل أن تصبح النبتة ممنوعة في أمريكا بـ11 عاماً.

قبل ذلك كانت أهم نقطة تسويقية للمشروب هي مقولة مخترعه (وقد كان مدمناً على المورفين) أن هذا المشروب هو أفضل مُحسِّن لصحة الأعضاء الجنسية.

والآن لنتكلم عن السكر: توجد 9 غرامات من السكر في كل 100 غرام من الكوكاكولا، ويوجد في عبوة الكوكاكولا سعة 355 ملل 39 غراما من السكر، ولكن جميعنا يعرف كم يحب الناس أن يكثروا من استهلاك هذا المشروب، حيث يحوي كأس Big Gulp من الكوكاكولا على 91 غراما من السكر -أي تقريباً ضعف الكمية الموصى باستهلاكها يومياً من السكر وهي 50 غراما- ويحوي كأس Super Gulp مقدار 146 غراما من السكر، أما الـDouble Gulp فيحتوي على 186 غراما غراما من السكر.

جعلت هذه الأحجام الكبيرة من المشروبات السكرية ولاية نيويورك تصدر قانوناً يدعى Sugary Drink Portion Cap Rule للحد من الحجم الذي تُقدم به المشروبات السكرية، وتم تطبيقه فقط على المطاعم التي مُنِعت من تقديم مشروبات سكرية يزيد حجمها على نصف ليتر.

وفقاً لموقع MotherJones فإن أكبر عبوات كوكاكولا هي Team Gulp وسعتها 3.78 ليتر، هذا يعني أن عبوة Team Gulp تساوي 10.6 عبوات عادية من الكوكا كولا، أي 415 غراما من السكر، أربعة أضعاف الكمية اليومية الموصى بها من السكر.

ما التأثير الذي سيحدثه تناولك لعبوة Team Gulp على جسمك؟

تشكل الدهون حول الكبد وأمراض القلب هي النتيجة الحتمية للافراط في تناول الصودا.
تشكل الدهون حول الكبد وأمراض القلب هي النتيجة الحتمية للافراط في تناول الصودا.

حسناً، لن يطول الأمر حتى تبدأ أسنانك بالتسوس، فالمحتوى الحمضي الموجود في الكوكاكولا سيدمر طبقة الـ(مينا) في الأسنان بسرعة كبيرة، وسيوفر السكر بيئة ملائمة للتسوس.

سيكون ما تكسبه من السعرات الحرارية أقل من الحد المطلوب (2000 سعرة حرارية) إذا شربت 10.6 عبوات كوكاكولا بـ150 سعرة حرارية لكل عبوة.

وفقاً لأحد مواقع الصحة، فإن كل ذلك المشروب المليء بالفركتوز سيبدأ بزيادة الشحوم حول الكبد، وسيتسبب بأمراض القلب والأوعية الدموية لصاحبه.

قام شاب ذو لياقة بدنية عالية من ولاية (لوس أنجيلوس) يدعى (جورج بريور) بشرب 10 علب كوكاكولا يومياً لمدة شهر (ولكنه كان أيضاً يأكل أطعمة أخرى)، في نهاية المطاف أعلنت الصحافة البريطانية أن وزنه زاد 12.7 كيلو غرام في شهر واحد، وتحول من اللياقة العالية ليكسب زيادة دهنية في منطقة الخصر والصدر والبطن.

قال (جورج) أيضاً أن ضغط دمه ارتفع من 129/77 إلى 145/96، وكانت نتيجته كالتالي: ”أعتقد أن العديد من الناس يعانون من مشاكل صحية مثل داء السكري وأمراض القلب، لم يعلموا أنه يمكنهم مساعدة أنفسهم فقط عن طريق التوقف عن تناول السكر“، وقد اعترف أيضاً أن الشركات الكبيرة وتأثيرها على الزبون صعب المقاومة أيضاً.

بالعودة لموضوعنا، فبحسب خبراء من جامعة (يال) سنتوجه بشكل أسرع نحو الشيخوخة طالما أننا نزيد في الوزن ونخسر الأسنان، وتقول الدراسة نفسها أننا نشعر بالجوع الشديد لأن الطعم الحلو يزيد الشهية للطعام، فزيادة الوزن ستكون حتمية.

أشارت دراسات أخرى بأن خُمس نسبة البدانة الموجودة في أمريكا هي بسبب المشروبات السكرية، وتقول مقالة أخرى أن امرأة كانت تشرب ليترين من الصودا يومياً ولا تشرب الماء أبداً لمدة 16 عاماً، وأودى بها إدمانها هذا إلى المستشفى في عمر الواحدة والثلاثين، وقد كانت تعاني حينها من عدم انتظام في ضربات القلب، والإغماء، ونقص البوتاسيوم.

مآل الحمية التي ترتكز على الكوكاكولا فقط
مآل الحمية التي ترتكز على الكوكاكولا فقط

الآن يمكنك أن تعلم ما قد تفعله بنا حمية الكوكاكولا، حيث تقول بعض الدراسات أن إنقاص كمية السكر في المشروبات يمكنه أن يجنبنا أكثر من مليون حالة بدانة.

رأي منظمة الصحة العالمية عن الأمر:

حسب ما قال مسؤول من المنظمة عام 2015: ”لدينا أدلة دامغة أن إبقاء استهلاك السكر الحر أقل من 10٪ من استهلاكنا اليومي للمواد الغذائية يقلل مخاطر الإصابة بزيادة الوزن والبدانة وتسوس الأسنان“.

يمكن لأشياء عديدة أن تتغير قريباً حيال الموضوع، ولكن سياسة السكر هي قضية كبيرة في النهاية، والأرباح المالية التي تدرها هذه الصناعة هي أهم من صحتك بالنسبة لهذه الشركات (حسب ما يقول النقاد)، فقد أنفقت شركات صناعة السكر حوالي 54 مليون دولار على الترويج والإعلانات في الثمانية أعوام الأخيرة.

في بريطانيا علم السياسيون بالأمر وحاولوا الإتيان بطريقة للحد من السمنة عن طريق فرض ضرائب مرتفعة جداً على السكر، لم يتم تنفيذ هذه التعليمات بعد ولكن شركات المشروبات بدأت بتقليل السكر بمقدار 50٪ بسبب هذا، وأحد هذه الشركات هي كوكاكولا التي قللت من السكر بنسبة 30٪ في مشروبها في بريطانيا فقط بحسب شبكة CNN.

إذاً ماهي كمية الكوكاكولا التي تستهلكها يومياً؟

مقالات إعلانية