in

ماذا يرى الأطفال في أحلامهم يا ترى؟

هل يحلم الأطفال

لا شيء أجمل وأكثر براءة من رضيع نائم، ولكن هل يحلم الطفل عند نومه مثلنا؟ هل يبدأ بالشعور بتفاصيل أحلامه الحسية عندما تسدل ستائر جفونه على عينيه؟ هل يبدأ عرض مسرحية ما في دماغه أم يرى فقط ظلاماً دامساً؟ هل سبق وتساءلتم حول هذا الأمر؟

حسناً، إليكم ما قد يشفي غليلكم حول هذا الموضوع…

وفقا للطبيب النفسي ”ديفيد فولكس“؛ وهو واحد من أفضل الخبراء في موضوع أحلام الأطفال، فإن الناس غالباً ما يساوون بين قدرة أطفالهم على الإدراك مع قدرتهم على الدخول في الأحلام، يقول هذا الطبيب: ”إن أظهر أي كائن حي قدرة على الإدراك فهو على الأغلب قادر على الدخول في الأحلام.“

يعتقد فولكس والعديد من علماء الأعصاب الآخرين؛ نظراً لخبرات الطفل المحدودة وعدم نضوج دماغه، بأن الأطفال لا يحلمون في السنوات الأولى من حياتهم.

على الرغم من حقيقة أن الأطفال منذ الولادة يدخلون في مرحلة النوم ”REM“، أي مرحلة حركة العين السريعة، وهي المرحلة التي يحلم فيها البالغون، إلا أن حديثي الولادة يقضون نصف فترة نومهم في مرحلة ”REM“ التي تصاحبها مقل عيون مرتجّة وتخطيط دماغ مميز.

على سبيل المقارنة، فإن البالغين يقضون ربع وقت نومهم في مرحلة الـ”REM“ وما تبقى في مرحلة الـ”Non-REM“ التي تتميز بموجات دماغ متباطئة ومتفاوته، فإن كان الأطفال يحلمون خلال نومهم فهذا يعني دخولهم في الأحلام لمدة تُقدر بـ8 ساعات، أي ما يعادل يوم عمل كامل، وهذا يفوق بشكل كبير ما تمكنوا من رؤيته خلال حياتهم إلى الآن من صور غرف نومهم، وبعض الألعاب وملامح أهاليهم.

بدلاً من ذلك يعتقد علماء الأعصاب أن مرحلة الـ”REM“ تلعب دوراً مختلفاً لدى الأطفال حديثي الولادة والرضع، فهي تسمح للدماغ ببناء المسارات وتوحيدها مما يساعدها في وقت لاحق على تطوير اللغة، تماما مثل صغار الطيور التي تتعلم الزقزقة خلال نفس المرحلة من النوم.

يعتقد علماء الأعصاب بأن الحلم هو عبارة عن عملية إدراكية تنشأ في الطفولة الباكرة، عندما يستطيع الطفل تخيل الأمور بشكل بصري وفي إطارها المكاني.

وفقا لأبحاث فولكس، فإن الأطفال في سنوات لاحقة من طفولتهم، أي خلال عمر الـ4-5 سنوات، عادة ما يصفون أحلامهم بصفات ثابتة مع عدم وجود أي شخصيات متحركة فيها، فقط بعض المشاعر مع بعض الذكريات.

تبدأ الأحلام الحية ذات السرد المنظم بالظهور في عمر الـ7 أو 8 سنوات، وذلك بالتزامن مع بدء قدرة الطفل على فهم نفسه وإدراكه لذاته، وهذا يساعده على إدراج ذاته في الأحلام، كما أن قدر المعرفة التي يملكها الطفل وذاكرته التصويرية تلعب كذلك دوراً كبيراً في هذه العملية.

الخلاصة:

النتائج التي توصل لها فولكس؛ والتي تدور حول قدرة الأطفال الرضع على الدخول في الأحلام، هي أن الأطفال الرضع لا يحلمون كثيراً خلال مرحلة الطفولة الباكرة، فقط ظلام دامس.

مقالات إعلانية