in

ومازلنا بانتظار المخلص… ولن يأتي

سوبرمان

لعل ”سياسة“ انتظار المخلّص المتبعة في بلداننا العربية هي السبب الأساسي لتخلّفها عن باقي دول العالم. فكل منّا ينتظر ذلك الشخص الذي سيحل مشاكلنا ويوصلنا إلى تلك الأهداف التي نطمح لها في أحلامنا، من دون أن ندرك أن باستطاعة أي أحد منّا أن يكون هو ذلك الشخص المنتظر!

دعونا نتكلم بصدق، كم من مرّة تخطر أفكار في أذهاننا فنقتلها بضمير مرتاح بعد أن نقنع أنفسنا بأنها لو كانت ناجحة لكان قد طورها شخص قبلنا، غير مهتمين بما قد تغيّر في مجتمعنا المحتاج فعلا لأفعال قد نكون قادرين على القيام بها لو عملنا عليها.
وبنظري، أن أهم العوامل التي أدّت بنا إلى انتظار ذلك الشخص الذي سيفكر وينفّذ عنّا هي:

التلقين

إن سياسة التلقين الظاهرة في المناهج المتبعة في مؤسسات التعليم العربية هي السبب الأكبر لوجود هذه الظاهرة. فقد اعتاد التلميذ العربي أن تصله كل المعلومات والأفكار من دون الحاجة إلى إتعاب عقله في التفكير فيها، ولذلك نراه الآن ينتظر الحل وصاحبه غير ساعي إلى أن يكون هو صاحب ذلك الحل.

فكرة المخلص الدينية

ان كنت من المطلعين على الأديان سترى أن لكل دين مخلص ينتظره أفراد ديانته ليحل لهم المشاكل ويكشف لهم الأسرار والحقائق كما هي عليه. وإن نظرنا إلى أبعاد هذا المعتقد داخل العقل البشري فسنرى أنه يعوّد الأفراد على الإنتظار للوصول إلى الحلول والآمال المرتجى الحصول عليها، وأنه يدمّر فكرة التعب للحصول على ما هو مراد تحقيقه.

الخوف من الفشل

يمكنك بسهولة أن ترى الخوف من الفشل في نفس الإنسان العربي، الذي تعايش في مجتمع لا يعرف كيف يمد يد العون لمن تعثر بقدر ما يعرف كيف يبقيه أرضا. فكل تلك الضحكات والإستهزاءات التي تطال من أخطأ خطأً —ولو كان بسيطا أمام جمع من الناس أدت إلى وصولنا إلى مجتمع يخاف التجربة كي لا يقع بالفشل، ويصب كل تفكيره في سلبيات الفشل بدل أن يفكر في إيجابيات النجاح. كل هذا أدى إلى ما وصلنا إليه من أشخاص يقتل خوف الإقدام على تفعيل ما وصلت إليه عقولهم من افكار قد تكون هي ”المخلصة“ لنا مما نعيشه من مشاكل وأزمات.

ربما إن أظهر كل منا أفكاره وإبداعاته وتعاونّا على تحقيقها لخرجنا من التخلف الذي نعايشه في هذا العالم، ولكن فساد الجهات المعنية من وزارات تربية إلى مؤسسات تعليمية إلى جمعيات التوعية جعلتنا الآن نسأل مع السائلين: ”متى يأتي المخلص؟“

مقالات إعلانية