سمعنا وقرأنا كثيراً عن العصور الوسطى، التي تعرف بـ”العصور المظلمة“، لما كان فيها من فساد وتدهور على جميع الأصعدة، وهنا مثال صغير جداً عما كان يحدث آنذاك…
كانت النساء اللواتي يثرثرن كثيرا في العصور الوسطى يواجهن إذلالاً علنياً من قِبل أزواجهن، حيث كانوا يجبرونهن على ارتداء ”لجام المرأة السليطة“ لساعات متواصلة.
كما تفعل نساء هذه الأيام بين الحين والآخر، كن يجلسن معاً في العصور الوسطى غالباً ليناقشن آخر أحداث القيل والقال، فكن يجتمعن على ما أحب أن أتخيله كوجبة بعد الظهيرة من القرون الوسطى، ويدردشن عن أحدث الشائعات.
مع ذلك، بينما لا تواجه نساء العصر الحالي أي عقاب على ثرثرتهن الفارغة، كانت نساء العصور الوسطى تواجه نوعاً صارماً من العقاب البدني، وهو ”لجام المرأة السليطة“.
كان ”لجام المرأة السليطة“ يتألف من عدة أشرطة حديدية تحيط بكمامة من الحديد أيضاً، ويحيط هذا اللجام بوجه المرأة كالقناع، ويتم وضع قطعة حديدية صغيرة تُعرف بـ”لقمة المرأة السليطة“ داخل فم المرأة، التي تمارس ضغطا على لسانها حتى لا تكون قادرةً على الكلام.
يشبه نوعاً ما ذلك الغرض الذي يضعونه في فم الحصان للسيطرة عليه، وكانت في بعض الأحيان تلك ”اللقمة“ تحتوي على أشواك لتنغرس في اللسان في حال حاولت المرأة أن تتكلم.
عندما كان الزوج يسمع بأن زوجته كانت تشارك في جولة من القيل والقال، كان يضع اللجام على وجهها لكي يلقنها درساً، كما كان الزوج يربط زوجته ”المقنعة“ بسلسلة ويأخذها حرفيّاً في جولة ذل حول البلدة مشجعاً المارة على إهانتها والبصق عليها، وكأن القناع الحديدي وقطعته الفموية لم يكونا مهينين بما فيه الكفاية، وأحياناً كان الرجال يعلقون جرساً في أعلى القناع الحديدي لجذب المزيد من الإنتباه أثناء الجولة.
لم تكن الفكرة وراء هذا العقاب البدني المهين جديدة كليا آنذاك، فقد شاع في الدين المسيحي السائد آنذاك معاقبة جسم الشخص ”المذنب“ لتطهيره والتكفير عن خطاياه، ومنه لم يكن استخدام ”لجام المرأة السليطة“ أمرا جديداً، فقد استُخدمت أقفاص مشابهة للسيطرة على العبيد، واستمر ذلك حتى القرن التاسع عشر.
لحسن الحظ، بدأت في نهاية القرن السادس عشر شعبية اللجام تتناقص، فإما أنقصت النساء من ثرثرتهن أو أن الرجال قرروا استخدام أشكالٍ أخرى من العقوبات قد تكون أكثر فعالية.
انتهى عهد هذا اللجام، الذي لم يعد يستعمل إطلاقا بحلول بدء إنشاء أول مستعمرات على القارة الأمريكية المكتشفة حديثا آنذاك.
ولكن الإذلال العلني بقي شائعاً بالطبع، حيث أصبحت هناك ممارسة جديدة مثيرة للاهتمام، وهي وضع الناس في عمود التشهير، وأصبحت بذلك الطريقة الجديدة المفضلة للإذلال العلني.