in

أخطر الألعاب والرياضات التي مارسها الإنسان عبر التاريخ


مصارعة القوة المطلقة اليونانية القديمة

في عالم اليوم، تجد عشاق الرياضات متسمرين أمام شاشات التلفاز أو جالسين في مجموعات على المدرجات لتشجيع فرقهم المفضلة. في معظم الأحيان، تكون هذه الألعاب والرياضات مثيرة للحماس، غير أنها تبقى غير خطيرة البتة.

تماما مثل زمننا الحاضر، كان الناس في الماضي القديم يعشقون المنافسة في ألعابٍ لاستظهار القوة الجسدية. نحن نعلم بدون شك أن اليونانيين القدماء كانوا أساتذة في واحدة من أكثر المنافسات الرياضية المهيبة التي تقام اليوم: ألا وهي الألعاب الأولمبية.

غير أننا في زمننا الحاضر صرنا نملك الكثير من التدابير الاحترازية التي تضمن سلامة الرياضيين واللاعبين، وهو ما كانت الرياضة في الأزمنة القديمة تفتقر له.

أسوأ ما قد يتعرض له الرياضي اليوم هو التواء كاحل أو تمزق على مستوى العضلات، أما بالنسبة لرياضيي الزمن القديم، فقد كانت الرياضات التي يمارسونها في الغالب منافسات تجعل أقدارهم تتراقص بين قرني شيطان، بين الحياة والموت من شدة خطورتها.

في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف»، جمعنا لك عزيزي القارئ بعضًا من أخطر الرياضات والألعاب التي كانت تمارس في القديم:

الـ(أولاما)، أو لعبة الكرة عند شعب المايا

مازالت أطواق لعبة (أولاما) القديمة عند شعب المايا موجودة إلى يومنا هذا في أمريكا الوسطى.
مازالت أطواق لعبة (أولاما) القديمة عند شعب المايا موجودة إلى يومنا هذا في أمريكا الوسطى. صورة: Shutterstock

يعرف كل شخص ترعرع على مشاهدة فيلم El Dorado لعبة الكرة عند شعب المايا. تشبه هذه اللعبة لعبة كرة السلة، وذلك لأن اللاعبين ينقسمون إلى فريقين يتنافسان على جعل الكرة تمر عبر طوق الخصم ضمن ساحة مبلطة واسعة.

يبقى الفرق الكبير بالنسبة للعبة كرة شعب المايا هو أن التحدي يكون أكبر بكثير، حيث أن اللاعبين لا يستخدمون في لمس الكرة سوى أوراكهم (الخصر).

استخدم شعب المايا في لعب هذه الكرة أول نماذج الكرات المطاطية في التاريخ.

في إعادة تمثيل عصرية للعبة، يمكننا رؤية كيف يتعين على اللاعبين القفز عاليًا والارتماء على الأرض مستخدمين الكثير من القوة والمهارة لضمان ارتداد الكرة من أوراكهم ولتسديدها بدقة عبر الطوق.

غالبًا ما كانت هذه اللعبة تقترن بالأضاحي البشرية، فخلال حقبة معينة من تاريخ حضارة المايا، كان يتم التضحية بقائد الفريق الخاسر في اللعبة لإرضاء الآلهة.

تظهر بعض الأعمال الفنية الأثرية رؤوس قادة الفرق الخاسرة وهي مهشمة، وبسبب هذا يعتقد البعض أن جماجمهم ربما كانت تستخدم ككرات للعب، غير أن هذا الأمر لم يتم إثباته.

في الماضي، كانت النساء والأطفال يلعبون اللعبة لأجل المرح فقط، ومازالت هذه اللعبة تمارس في أمريكا الوسطى إلى يومنا هذا، لكن بدون التضحية بالبشر مثلما هو معلوم.

مصارعة Pankration

كانت هذه اللعبة تمارس ضمن الألعاب الأولمبية القديمة.
كانت هذه اللعبة تمارس ضمن الألعاب الأولمبية القديمة. صورة: Unpolished History

الرياضية الخطيرة والشعبية التالية في قائمتنا هذه هي رياضة قتالية قديمة في الحضارة الإغريقية تعرف باسم Pankration، والتي تترجم إلى «القوة المطلقة».

لعبت هذه الرياضة لأول مرة في التاريخ خلال دورة الألعاب الأولمبية الثالثة والثلاثين في سنة 648 قبل الميلاد، غير أن الكثير من المؤرخين يعتقدون أنها كانت موجودة قبل وقت طويل من ذلك التاريخ.

يشبهها الكثير من المؤرخين والخبراء برياضة الفنون القتالية المختلطة MMA اليوم، حيث يقوم فيها رجلان بالمصارعة والقتال بأيدي عارية، والفائز هو من يجعل خصمه يوشك على الموت دون قتله، وفي حالة ما تسبب في موت خصمه فيعتبر خاسرًا.

كان واحد من أشهر أبطال رياضة Pankration هو رجل يدعى (ديوكسيبوس). بعد أن انضم إلى جيش الإسكندر المقدوني الكبير، أخرج له أعداء اليونان أقوى مقاتليهم لمنازلته، والذي كان جنديًا قويًا مدججا بالسلاح. غير أن (ديوكسيبوس) كان ماهرًا جدا في القتال والمصارعة بيدين عاريتين لدرجة أنه تمكن من هزيمة خصمه حتى بعد أن قام هذا الأخير بانتزاع سلاحه منه، ويعتقد أن هذه الرياضة هي ما جعله أقوى من معظم الجنود الآخرين.

المصارعة المغولية

مازال الشعب المغولي اليوم يمارس المصارعة التقليدية في المنطقة.
مازال الشعب المغولي اليوم يمارس المصارعة التقليدية في المنطقة. صورة: Shutterstock

اشتهر جنكيز خان بكونه واحدا من أكثر الملوك المحاربين نجاحًا، حيث نجح في بناء وتوسيع الإمبراطورية المغولية التي هيمنت على العالم القديم لمدة طويلة من الزمن.

كان يتم تدريب المحاربين المغول منذ ولادتهم ليكونوا أقوياء بشكل متميز. تعتبر المصارعة التقليدية في المنطقة واحدة من بين المهارات الرجالية الثلاثة التي يجب على الفرد المغولي إتقانها، وذلك إلى جانب الفروسية والرماية بالقوس والنشاب.

حتى يومنا هذا، مازالت المصارعة واحدة من بين أكثر الرياضات شعبية في منغوليا. بالنسبة لقوانين اللعبة، إذا ما لمس أي جزء من جسمك الأرض بخلاف قدميك تخسر، يترك هذا المتنافسين متشبثين ببعضهما البعض كلٌ يحاول إسقاط الآخر، وعادة ما يفوز المصارع الأقوى.

بينما لا يلعب سوى الرجال تقريبًا هذه الرياضة واللعبة، يبقى بإمكان النساء المغوليات ممارستها متى شئن ذلك. كتب المؤرخ والرحالة الإيطالي ماركو بولو عن أميرة مغولية تدعى (خوتولون) التي كانت بارعة في المصارعة لدرجة أنها كانت قادرة على هزيمة جميع من تقدم لخطبتها، حيث كانت تشترط على من يريد الظفر بيدها أن يهزمها في نزال مصارعة، ويقال أنها فازت بأكثر من 10 آلاف حصان من النزالات التي خاضتها.

يقال كذلك أنها كانت قوية للغاية لدرجة أنه كان بإمكانها حمل رجل بالغ بينما تمتطي حصانها بأقصى سرعة. لقد كانت امرأة ذات قوة منقطعة النظير بدون شك، واليوم مازال الرجال والنساء على حد سواء في منغوليا يمارسون رياضة المصارعة.

مبارزة الصياد

نسخة عصرية عن مبارزة الصياد القديمة.
نسخة عصرية عن مبارزة الصياد القديمة. صورة: Go For The Game

قد يكون الكثير منا على علم برياضة المبارزة ومبارياتها التي كانت تقام في أوروبا خلال العصور الوسطى، وما قد لا يعلمه الكثيرون هو أنه توجد نسخة مشابهة لها لكنها أقدم وأخطر، والتي كانت تقام على نهر النيل في مصر القديمة.

يتعلق الأمر هنا برياضة مبارزة الصياد، حيث يجذف رجلان على متن قاربين بأقصى قوتها باتجاه بعضهما البعض ثم يقفان عند اقترابهما ليوجها لبعضهما ضربات باستخدام المجاذيف، في محاولة لإسقاط بعضهما في مياه النيل. وبالطبع يكون الفائز هو آخر شخص يبقى على ظهر قاربه.

قواعد هذه اللعبة بسيطة للغاية، وهناك نسخة عصرية منها تقام في زمننا هذا.

يجذب كل سفك الدماء الذي تتسبب فيه هذه الرياضة التماسيح وأفراس النهر التي تتخذ من نهر النيل موطنًا لها، مما يجعل الخطر أكبر.

بينما يتمكن بعض الخاسرين من السباحة إلى بر الأمان، يجد بعضهم الآخر نفسه فريسة سهلة بين فكي تمساح أو فرس نهر.

يشبه البعض رياضة مبارزة الصياد بنزالات المجالدة في روما القديمة، وذلك لأنها هي الأخرى تقام أمام الفرعون لتسليته.

رياضة Harpastum الرومانية القديمة

قام الرومان بتطوير هذه اللعبة عن لعبة يونانية قديمة تشبهها.
قام الرومان بتطوير هذه اللعبة عن لعبة يونانية قديمة تشبهها.

خلال عصر الإمبراطورية الرومانية، كان الناس يلعبون لعبة تسمى Harpastum، والتي تعرف كذلك باسم ”لعبة الكرة الصغيرة“. تعتبر هذه اللعبة نسخة محدثة عن لعبة يونانية أقدم عرفت باسم Episkyros.

لم يعثر المؤرخون على أي سجلات تتضمن قواعد هذه اللعبة، لذا لا يعلم أي أحد اليوم كيفية لعبها أو كيف كانت تمارس، أو إلى أي درجة كانت تشبه لعبة كرة القدم اليوم أو كرة القدم الأمريكية.

غير أن بعض القصص والروايات التاريخية تفيد بأنها كانت تتسم بعنف كبير، حيث ورد في أحد السجلات أن أحد مشاهدي اللعبة علق في منتصف الملعب بين اللاعبين وأصيب بكسر على مستوى الساق بعد أن دهسه هؤلاء الأخيرون.

على الجرار الإغريقية الأثرية، يتم تصوير الرجال وهم يلعبون لعبة Episkyros عراةً، أما في الإمبراطورية الرومانية، فيتم تصوير الرجال وهم يمارسون اللعبة مرتدين ملابسهم وأحيانًا دروعهم لحماية أنفسهم من الإصابات.

وبما أن هذه اللعبة كانت عنيفة للغاية، يمكننا أن نفترض بأنها كانت تمارس من طرف الرجال فقط، لأنها قد تكون خطيرة للغاية بالنسبة للنساء والأطفال.

غير أن بعض السجلات التاريخية تشير إلى أنه كانت هناك فرقٌ من النساء تمارس هذه الرياضة.

من المحتمل كذلك أن تكون النسخة اليونانية عن اللعبة أكثر رفقًا وأقل عنفًا، وأن الرومان هم من حولها إلى رياضة عنيفة.

لعبة Venatio

رسمة قديمة تبرز لعبة Venatio الخطيرة.
رسمة قديمة تبرز لعبة Venatio الخطيرة. صورة: The University of Chicago

إن هذه اللعبة خطيرة ومرعبة لدرجة أنها قد تثير فزعك. كانت Venatio لعبة رومانية يتصارع فيها البشر والحيوانات المتوحشة على شاكلة الأسود والفهود والنمور والدببة داخل مسرح.

كان يتم تجويع الحيوانات التي يلقى بها لمصارعة البشر في هذه اللعبة، ومنه كانت أكثر شراسة وكانت تعتبر بدون شك كل من يقف أمامها فريسة محتملة.

ادعى (تايتوس) في رواية تاريخية أن 1000 مجالد صارعوا 5000 حيوان في يوم واحد. وعلى الرغم من أن هذا الرقم قد يكون مبالغًا فيه، فإن شيئا واحدًا مؤكدا وهو أن سفك الدماء كان كثيرًا، ويعزى سبب انقراض الكثير من الحيوانات في أوروبا إلى العدد الكبير منها الذي كان يُقتل خلال هذه الألعاب.

وخلال ألعاب Venatio، كانت النساء من العبيد يلقين إلى هذه الوحوش لتفترسهن في مشهد تهلل له الحشود.

غالبا ما كانت المرأة تمنح خنجرًا أو سلاحاً صغير الحجم بحيث لا يكون كافيًا للدفاع عن نفسها ضد أسد أو نمر جائع.

كانت هذه اللعبة تستخدم أحيانًا كوسيلة إعدام لعقاب المسيحيين أو أشخاص آخرين اتهموا بالهرطقة.

سباقات عربات الخيول

إعادة تمثيل تاريخية لسباق عربات خيول روماني.
إعادة تمثيل تاريخية لسباق عربات خيول روماني. صورة: All About History

في روما قديمًا، كان الرجال يتسابقون في سباقات عربات تجرها الخيول. وتمامًا مثل سباقات (ناسكار) اليوم، كان المتبارون يتنافسون في نفس المضمار في عدة دورات، ويكون الفوز من نصيب المتباري الذي يصل أولًا لخط النهاية عند آخر دورة.

كان المتسابقون غالبًا ما يتصادمون، وفي هذه الحوادث كانوا يتعرضون لإصابات خطيرة. أما إن انقلبت عربة أحدهم، فهنا يجد نفسه تحت رحمة حوافر الخيول الهائجة، ويكون في عداد الأموات لا محالة.

كان متوسط العمر المتوقع لسائق سباقات عربات خيول محترف في روما قديمًا منخفضًا للغاية وذلك لدرجة الخطورة العالية التي تتسم بها المنافسة.

كان أول تصوير حديث لما كانت تبدو عليه سباقات عربات الخيول في روما قديمًا سنة 1959 في فيلم بعنوان Ben Hur، وهو نفس الفيلم الذي أعيد تصويره سنة 2016.

في الحضارة الرومانية القديمة، كان ممنوعًا على النساء مشاهدة وحضور جميع الأحداث الرياضية تقريبًا، وكانت سباقات عربات الخيول هي الحدث الوحيد الذي يشاهده جميع أفراد العائلة مع بعضهم البعض.

قد تفترض عزيزي القارئ بأن سائقي هذه العربات يعملون بشكل فردي، لكن هذا الافتراض خاطئ، لأنهم غالبًا ما يعملون مع بعضهم البعض مشكلين عدة فرق. من خلال التمرن مع بعضهم البعض، كان هؤلاء المتسابقون يتدربون مع أصدقائهم، ثم يتنافسون مع غرمائهم عندما يحين وقت المنافسة.

القفز فوق الثيران

كان القفز فوق الثيران يعتبر شعيرة بلوغ عند بعض الثقافات.
كان القفز فوق الثيران يعتبر شعيرة بلوغ عند بعض الثقافات. صورة: Smart History

على خلاف مصارعة الثيران، كان القفز فوق الثيران لعبة قديمة غير عنيفة تندرج ضمن الألعاب البهلوانية. كان يتعين على اللاعب هنا القفز فوق ظهر ثور أو بقرة هائجة. باعتبار نوع لعبة القفز فوق الثيران التي تتم ممارستها، يقوم اللاعب إما بتنفيذ قفزة خلفية فوق قرني الثور، أو القفز فوق ظهره دون لمسه، أو يقوم بدفع نفسه فوق ظهر الثور مع شقلبة في الهواء.

يعود تاريخ بعض أقدم الأعمال الفنية التي تضمنت رياضة القفز فوق الثيران إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

اليوم، مازالت العديد من الثقافات تمارس القفز فوق الثيران كنوع من شعائر البلوغ، غير أنها أقل حدة وعنفًا.

في حضارات وادي السند قديمًا، كانت الرياضة تعتبر شعيرة بلوغ وكان على الولد أن يقفز بنجاح فوق ظهر ثور هائج يركض بسرعة باتجاهه حتى يتم اعتباره بالغًا ورجلًا في أعين المجتمع. أما بالنسبة للحضارة المينوسية، فكان أفرادها يعتبرون الثيران حيوانات مقدسة تستحق العبادة.

مازال الأمر على هذه الحال في الهند، حيث يتم تقديس الأبقار، وبسبب هذا يعتقد الكثير من الباحثين أن القفز فوق الثيران كان شعيرة احتفالية ودينية في نفس الوقت.

المبارزة بالعصي عند شعب الزولو

محاربو زولو معاصرون يمارسون المبارزة بالعصي.
محاربو زولو معاصرون يمارسون المبارزة بالعصي. صورة: Face2FaceAfrica

كان شعب الزولو يقطن جنوب إفريقيا اليوم، واشتهر عبر التاريخ بمقاتليه الأشدّاء. بدلًا من أن يشكلوا جيشًا بالمفهوم التقليدي، كان مقاتلو الزولو ينخرطون ضمن ميليشيات يستطيع كل ذكر الانضمام إليها بين سن التاسعة عشر والأربعين.

كان مقاتلو الزولو يستخدمون رمحًا للطعن وآخر للرماية، كما كانوا يحملون دروعًا مصنوعة من جلود الأبقار المدبوغة من أجل مساعدتهم على صد ضربات الأعداء.

كان محاربو الزولو يصقلون مهاراتهم القتالية في مبارزات يستخدمون فيها العصي فقط بدلا من الأسلحة الحقيقية، وقد كانت تلك طريقة للحصول على مبارزة تنافسية مع بعضهم البعض خارج دائرة المعارك الحقيقية.

تقريبًا لا يصاب اللاعبون إصابات بليغة عند ممارسة المبارزة بالعصي، ذلك أنهم لا يستخدمون أسلحة قاتلة، غير أن الكثير منهم ينتهي به الأمر بندوب على جسده، وهي الندوب التي كانوا يفتخرون بها.

مازالت مبارزة العصي تمارس إلى يومنا هذا بين مقاتلي الزولو كطريقة تدريب بالنسبة لهم، فإذا لم يكن مقدرًا لهم المشاركة في الحرب في زمننا الحاضر، قد تكون مبارزة العصي شكل القتال الوحيد الذي قد يحصلون عليه في حياتهم.

ألعاب الجنائز

لوحة تبرز ألعاب الجنائز في اليونان القديمة.
لوحة تبرز ألعاب الجنائز في اليونان القديمة. صورة: Wikimedia Commons

في زمننا الحاضر، تعتبر الجنائز حدثًا كئيبًا وعلى قدر كبير من الجدية، يجتمع فيه الناس لتعزية بعضهم البعض على فقدانهم أحد أحبائهم أو أقربائهم، لكن بالنسبة للسومريين واليونانيين القدماء، كانت بعض الجنائز تحول إلى مسابقات رياضية تقام على شرف الفقيد.

وبما أن الناس يموتون يوميًا تقريبًا، فإن هذه الألعاب كانت لا تقام إلا على شرف بعض القادة المهمين في المجتمع، أو الجنود، أو الأبطال، أو القادة السياسيين.

كان المشتركون في ألعاب الجنائز يعتقدون أنهم لو نجحوا وفازوا في المسابقة فسيحظون برضا وقبول روح الشخص الفقيد. كانت هذه الألعاب شبيهة بالألعاب الأولمبية التي كانت تقام على شرف الإله زيوس.

كان الفائزون في مسابقات ألعاب الجنائز يتحصلون على إكليل من فروع الزيتون، كما كانوا يحصلون على أداة مفيدة مصنوعة من معدن ما، على شاكلة غلاية أو قدح. في النهاية، تحولت هذه الجائزة لتصبح ما يعرف اليوم بالميداليات المعدنية: البرونزية أو الفضية أو الذهبية.

المجالدة

كان معظم المجالدين سجناء أجبروا على القتال حتى الموت.
كان معظم المجالدين سجناء أجبروا على القتال حتى الموت. صورة: e-venise

يعرف كل شخص شاهد فيلم Gladiator سنة 2000 ما تعنيه كلمة المجالدة. أجبر في هذه الألعاب الوحشية المساجين والعبيد على قتال بعضهم البعض حتى الموت، وكان يطلق عليهم اسم ”المجالدين“.

كان المجالدون الرجال يتمرنون داخل معسكرات مجالدة، وهو الأمر الذي كان يحولهم إلى مقاتلين على درجة عالية من المهارة والكفاءة.

كان المجالدون الذين يحظون بشعبية كبيرة يتحولون في نهاية المطاف إلى مشاهير، وكان الناس يتجمعون في المسارح لمشاهدتهم وتشجيعهم، تماما مثلما هو الحال مع الرياضيين في زمننا الحاضر.

بعد الوصول إلى مستوى معين من النجاحات، قد يحصل المجالد في نهاية المطاف على حريته.

على عكس ما قد تكون تعلمته في صف التاريخ، كانت هناك مجالدات إناث. بدلًا من كونهن سجينات أجبرن على القتال، كانت بعض النساء يقررن الانضمام إلى مبارزات المجالدة لأنهن كن يرغبن في أن يصبحن جزءًا من المجد والشهرة، وكانت نزالاتهن في الغالب رمزية ولم يكنّ يتصارعن حتى الموت.

بينما استخدمت بعض النساء من العبيد كطعم خلال مباريات المجالدة التي تضمنت وجود حيوانات مفترسة.

مقالات إعلانية