in

دخلك بتعرف الصحون الطائرة النازية؟

نشرت صحيفة ألمانية مؤخرًا مقابلةً مع (جورج كلاين)، وهو مهندس وخبير ألماني مشهور في مجال الطائرات، وصف فيها البناء التجريبي للصحون الطائرة الذي قام به بين عامي 1941 و1945.

ولا تخلو مكتبة قانون حرية المعلومات الأمريكية الالكترونية FOIA التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية من أي نقص في المستندات الغريبة. ويكشف الكثير منها عن جهود الوكالة في متابعة التطورات التكنولوجية للبلدان الأخرى، خاصة أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها.

تحكي لنا إحدى الوثائق عن مهندس ألماني مشهور يُدعى (جورج كلاين)، والذي جاء، حسب الوثيقة، قوله: ”يَعتقدُ الكثيرُ من الناس أن الصحون الطائرة تعتبر من التطورات التي حصلت بعد الحرب، إلا أنها في الواقع كانت في مرحلة التخطيط في مصانع الطائرات الألمانية منذ فترة مبكرة تعود إلى عام 1941“.

ثم يذكر المستندُ تجربًة كان قد وصفها (كلاين):

وصل الصحن الطائر إلى علِو 12400 متر خلال 3 دقائق وبسرعة 2200 كيلومتر في الساعة. وأكد (كلاين) أنه وفقًا للخطط الألمانية، كانت ستصل سرعة هذه الصحون إلى 4000 كيلومتر في الساعة. لكن الصعوبة الوحيدة بالنسبة لـ (كلاين) كانت تأمين المواد التي ستُستخدم في تركيب هذه الصحون، ولكن حتى هذه المشكلة تم حلها من قبل المهندسين الألمان مع نهاية عام 1945، وكان من المقرر أن يبدأ تركيب تلك المركبات.

ووفقًا لكلاين فإن الألمان قد بنوا ثلاثة صحون للتجربة بحلول عام 1944. يقدم المستند وصفًا لهذه الصحون الثلاثة:

كان النوع الأول منها يشبه القرص فيه مقصورة داخلية، وقد بُني في المصانع غير المعروفة نفسها التي صنعت صواريخ (في تو) وبلغ قطر هذا النوع من الصحون 42 مترًا. أما النموذج الآخر فقد كان على شكل حلقة بجوانب مرتفعة وكانت مقصورة الطيار فيها كروية خارجية، وكان لكلا الطرازين القدرة على الإقلاع عموديًا والهبوط في منطقة ضيقة جدًِا كطائرات الهليكوبتر.

تلقى المهندسون أوامرًا بتدمير تلك الصحون وجميع الخطط الخاصة بها. ”لم يتم تحذير المهندسين في مصانع (مايت) في (بريسلاو) بالوقت الذي سيصل به السوفييت، وبذلك نجح السوفييت في الاستيلاء على موادهم، حيث قاموا على الفور بإرسال الخطط والموظفين المتخصصين إلى الاتحاد السوفيتي تحت حراسٍة مشددة“.

بحث الكثيرون عن هذا الموضوع ومن بينهم كاتب الطيران (نيك كوك) الذي توصل في عام 2002 إلى استنتاج مفاده أن النازيين ”جربوا شكلاً من أشكال العلم لم يسبق لبقية دول العالم أن فكرت به“، وهذه حقيقة لا تزالُ مكتومة حتى يومنا هذا.

وعند التساؤل عمّا تلقته الولايات المتحدة خلال عملية «مشبك الورق»، نجد أنه تم نقل عدد من كبار العلماء الألمان إليها.

وقد تكلم الكاتب الأمريكي (ريتشارد دولان) عن أن:

”الباحث الإيطالي (ريناتو فيسكو) ذكر أن الألمان طوّروا مضادًا للجاذبية، حيث صُنعت المركبات التي تأخذ شكل القرص والأنبوب ووضعها تحت التجربة مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي شكّل تفسيرًا مناسبًا لظهور مقاتلات (فو) على حد تعبيره. وأكد أن الأمريكيين والسوفييت طوروا هذه المفاهيم ليصلوا بشكل مباشر إلى استخدام الصحون الطائرة.“

علّق الدكتور (ديفيد كلارك) وهو صحفي استقصائي وقارئ ومحاضر في جامعة (شيفيلد هالام) في إنجلترا، وأمينًا لمشروع الأرشيف الوطني «الصحن الطائر» من عام 2008 إلى عام 2013، بانتظام على موضوع الصحون الطائرة في وسائل الإعلام الوطنية والدولية.

فقد ذكر الدكتور (كلارك) لصحيفة (ذا ديلي ميل) أنه على الرغم من تعرضهم للرقابة الجزئية، إلا أن الجيش البريطاني لا يمكنه إخفاء حقيقة اهتمامه بالاستيلاء على تقنية الصحن الطائر أو ما يشيرون إليه بخجل بـ”تقنية الأسلحة الجديدة“… وتكشف الملفات أنهم كانوا يسعون إلى الاستيلاء على هذه التكنولوجيا -مهما كان مصدرها- قبل سيطرة الروس أو الصينيين عليها… وعلى الرغم من وقوع هذا في عام 1997 بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، إلا أن روسيا كانت لا تزال تُعتبر عدوًا غير مهزومٍ يمتلك برنامجًا خطيرًا للأسلحة يُنظر إليه على أنه تهديدًا للغرب.

إذاً وكما أشار تسريب حديثٌ وهامٌ للغاية فإن هذه التعديلات الهندسية على ما بناه الألمان قبل 80 عام مازال مستمر وربما بدأت منذ فترة طويلة، ولا نعلم إلا أين وصلت تلك الدول التي استولت على الملفات السرية في انتاجاتها.

الخلاصة

وقد قال الجنرال الأمريكي (ناثان توينينج) في القرن الماضي: ”يستمر موضوع الصحون الطائرة في اكتساب الشعبية لا سيما بالنظر إلى أنه ما يزال يتم إضفاء الشرعية عليه داخل التيار الرئيسي بشكل سنوي. إن المقاصد من وراء هذا هو موضوع آخر، ولكن الشيء الوحيد الذي يبقى مؤكدًا في رأيي هو ”كونُ هذه الظاهرة شيئًا حقيقيًا وليست مؤامرة أو خيال“.

تتولد المعتقدات لدى الإنسانية على مدى التاريخ وتستمر إلى أن تأتي ساعة يتم فيها كسر النمطية وتحطيم هذه المعتقدات. فعلى سبيل المثال عندما صرح الفيزيائي البارز (اللورد كلفن) في عام 1900 أنه ”لا يمكنُ اكتشافُ شيءٍ جديدٍ في الفيزياء ولم يبقَ لدينا إلّا مجال لمزيد من الدقة في القياس“. لكن وبعد وقت قصير من هذا البيان نشر (أينشتاين) ورقته البحثية عن النسبية الخاصة. حيث تحدت نظرياته الإطار المقبول للمعرفة في ذلك الوقت، وأجبرت المجتمع العلمي للانفتاح على رؤية بديلة للواقع.

يستمر حدوث هذا النوع من الأشياء عبر تاريخ البشرية، وهو يحدث الآن أكثر من أي وقت مضى مع التنوع والاختلاف الحاصل في الموضوعات. إن ما ينتجه البشر أنفسهم، بعيدًا عن نظريات الفضائيين، من إثاره يستحق الحياة فعلاً.

مقالات إعلانية