in

هل بُنيت أهرام الجيزة عام 10500 قبل الميلاد!

أهرام الجيزة

كنت أشاهد فيلم 10000BC، وتفاجأتُ أنهم يتحدثون عن بناء الأهرام بمساعدة أفيال الماموث، قد تعتقد أنها مجرد خيالات كاتب أو مؤلف، لكنك لا تعرف أنه في أوائل القرن العشرين تنبّأ الروحاني ”إدجار كايس Edgar Cayce“ بأن الأهرامات قد بنيت سنة 10500 قبل الميلاد.

حتى عام 1984 كان العديد من علماء الآثار يعتمدون أفكار ”كايس“ لكن في هذا العام بدأت حملة استكشافية لتقدير عمر الأهرامات باستخدام الكربون المشع، وأثبتت أن الأهرامات بُنيت في عصر الدولة القديمة والأسرة الرابعة بين 2589-2504 قبل الميلاد، وهكذا حُسم الأمر، لكن المشكلة أنّ فكرة ”كايس“ مازالت تغازل عدداً منهم أو أنها انتشرت في الثقافه الشعبية بين محبي الأساطير الماورائية.

قمتُ بالبحث عن إدجار كايس، فوجدت أن لديه مؤسسة كاملة تعمل حتى اليوم، تضم مكتبة ومستشفى لدراسة تنبؤاته، الغريب بالأمر أنني وجدت عدداً من المشاهير المؤمنين بأفكاره أمثال توماس إديسون، ورئيس أمريكا الثامن والعشرين ”وودرو ويلسون“ وآخرين!

عظمةُ أهرامات الجيزة تطرح العديد من الأفكار الغريبة، حيث لا يتوقع أحدٌ أن يبني المصريون القدماء هذه الصروح العملاقة التي كانت أعلى مبان على سطح الأرض حتى وقت قريب جداً لحوالي 4000 عام، لكن كل الأدلة الأثرية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنها قد بُنيت فعلاً بأدوات بسيطة جداً لكن بروح وعقلية عظيمة ومئات السنين من التجارب الفاشلة والخبرات السابقة.

الأهرامات ليست قفزةً معمارية في تاريخ الفراعنة، فكرة الهرم بدأت بعمل تلٍّ فوق قبر المتوفي يمثل التل الأبدي الذي خرج من مياه الأزل في بداية الكون كما يعتقد الفراعنة، بعدها بُنيت مسطبة فوق القبر ثم عدة مساطب كما في هرم زوسر بسقارة المبني من 6 مساطب.

هرم زوسر
هرم زوسر

بعدها حاول المهندس المصري بناء هرم حقيقي بزاوية 54 درجة لكنه فشل في ذلك فقام بتعديل الزاوية لـ43 درجة فنتج هرم مشوه مثنيّ عند القمة ”هرم سنفرو بدهشور“.

هرم سنفرو بدهشور
هرم سنفرو بدهشور

بعدها بُنيت أهرامات الجيزة بشكلها العملاق الحالي، فهي ليست نتيجة قفزة حضارية أو تكنولوجيا من خارج الأرض، وهي لم تٌبن بمساعدة أفيال الماموث بالتأكيد التي كانت قد انقرضت قبلها بآلاف السنين في أوروبا، والتي لم يصورها المصريون في أي عمل جداري وإن كانوا يعرفونها فبالتأكيد كانوا سيرسمونها على جدرانهم أو يقدسونها.

علم الآثار مليء بالخرافات وبفرضيات تستهل فكرة الماورائيات، أو التفسيرات الغامضة المثيرة، لكن خطوة بخطوة يتم إزالة الغموض عن هذه الفترات وبالتالي القضاء على الأساطير والخرافات الشعبية كما يحدث دائماً. أجدادنا الفراعنة كانوا عظماء جداً وعباقرة لكنهم لم يكونوا خارقين للطبيعة بأي شكل، إلا في عقول المصريين القدماء أنفسهم الذين كانوا يعتقدون أن الملك لديه قدراتٍ إلهية لحفظ التناغم ”الماعت“* على الأرض.

* الماعت هي قوانين الانسجام أو النظام عند الفراعنه وهي عكس قوى الفوضى.

مقالات إعلانية