in

دخلك بتعرف ما هو أصل هذه الخرافات الـ10 القديمة؟ والتي لازال البعض يؤمن بها حتى اليوم

يؤمن بعضنا بهذه الخرافات بدون أن يعلم سبب ظهورها وانتشارها، والحقيقة أن لهذه الخرافات تاريخ طويل جداً يعود لأيام الإغريق والمصريين.

إن كلمة خرافة بالإنكليزية ”superstition“ مشتقة من كلمة ”superstitio“ اللاتينية، حيث كان الرومانيون يعتقدون أن الخرافات هي عبارة عن مجموعة المعتقدات الغامضة التي تحدث خارج نطاق ثقافتهم الدينية المتعارف عليها. تغذت هذه الخرافات على خوف الناس وانعدام الشعور بالأمان لديهم، إلى جانب بعض الممارسات الخرافية التي تسعى لجذب الخير أو التصدي للشر. وقام الرومانيون قديماً بربط الخرافات مع الديانات الأجنبية والتقاليد الغريبة والمشكوك بأمرها. المصطلح الأفضل الذي يمكننا إطلاقه على الخرافات الي نسمع عنها في هذا الأيام هي أنها ليست سوى معتقدات قديمة مجهولة الأصل.

لا يزال الناس متمسكون بهذه الخرافات حتى في عالمنا العقلاني والعلماني. حيث ذكر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة (غالوب) في عام 1996 أن واحداً من بين كل 4 أمريكيين لا يزال يصدق هذه الخرافات ويؤمن بها. على الرغم من غياب التفسير المنطقي لأغلب هذه الخرافات، إلا أن التصديق بأنها تساعدهم على تجنب الشر وجذب الحظ السعيد هو الشيء الوحيد الذي أدى إلى استمرارها، ولكن بعد قيامنا ببعض الأبحاث، تمكنا من تسليط الضوء على بعض المعتقدات الأكثر ديمومة وعلى أصل كل خرافة من هذه الخرافات:

1. الرقم 13 المنحوس

صورة: Getty Images

وفقاً للطبيب المختص بالرهاب (الفوبيا)، الدكتور (دونالد دوسي) الأمريكي، إن الاعتقاد الذي يربط رقم 13 بالحظ التعيس هو من أكثر الخرافات انتشاراً في هذه الأيام، حيث يؤمن 8% من الأمريكيين بهذه الخرافة. تبقى الدلالات السلبية للرقم 13 ذات جذور عميقة ومتأصلة في النفوس، فمن الشائع تجنب هذا الرقم عند ترقيم المباني والطوابق. كما يتجنب العديد من الأشخاص القيام بأي مشروع في اليوم الثالث عشر من الشهر، يزداد الخوف إن صدف وجاء يوم الثالث عشر من الشهر في يوم جمعة. ولكن ما هو سبب خوفنا من هذا الرقم؟

إن الاسم العلمي لرهاب الرقم 13 هو Triskaidekaphobia، ظهر هذا المصطلح للمرة الأولى في عام 1911. إلا أن الخرافات المرتبطة برقم 13 تعود أصولها لزمن أقدم. نُشر مقال في عام 1711 بعنوان ”عن الخرافات الشعبية“ في مجلة ”ذا سبيكتور“ البريطانية، وورد في هذا المقال مدى الخوف الذي يشعر بها الناس عند رؤية الرقم 13، فقد ذُكر في هذا المقال قصة لقاء اجتماعي لاحظ فيه أحدهم أن عدد الحاضرين هو 13 شخصاً، حين أدركت الشركة هذا الأمر، سيطرت أجواء الذعر على الغرفة، وحاول البعض الخروج من الغرفة للتخلص من هذا الرقم المشؤوم، وذلك لاعتقادهم أنهم إن لم يقوموا بهذا الأمر فهذا يعني أن أحد أعضاء شركتهم سيموت.

عادت أجواء الهدوء والراحة للغرفة عندما لاحظ ضيف آخر أن إحدى السيدات كانت حامل، مما يعني أن عدد الحاضرين هو 14 وليس 13. يعتقد البعض أن السبب في ظهر لرقم 13 هو قصة العشاء الأخير، حيث ارتبط رقم 13 مع (يهوذا الإسخريوطي) الخائن الذي كان ترتيبه الثالث عشر بين الأشخاص المدعوين حين خان المسيح. كما تجد هذه الخرافة صداها في الأساطير الإسكندنافية، عندما أقام الإله (لوكي) حفل عشاء في (فالهالا)، كان عدد المدعوين 13 الأمر الذي حرض إله الشتاء الإله (هود) على قتل (بالدور) برمح مصنوع من الهدال.

أما رقم 13 بالنسبة للمصريين القدامى فكان مرتبطاً بالموت، بالنسبة لهم كان رقم 13 يدل على مرحلة الانتقال، المرحلة الأخيرة في الارتقاء الروحي للنفس. كانت المراحل الاثني عشر الأولى بالنسبة لهم تشير للحياة الجسدية أما رقم 13 فكان يشير لفترة ما بعد الموت. كانت المرحلة رقم 13 في حياة الإنسان بالنسبة للمصريين بمثابة انتقال إيجابي، أغلب الثقافات الأخرى لم تكن قادرة على رؤية نهاية الحياة الجسدية بهذه الطريقة الإيجابية، ويُعتقد أن السبب في اكتساب رقم 13 لهذه السمعة السيئة يعود لمعتقدات قديمة حدثت حتى قبل ظهور المصريين.

يعتقد العديد من علماء الآثار أن المجتمعات القديمة كانت تتبع التقويم القمري أكثر من الشمسي، فمثلاً كانت الأمومة تتمثل لديهم بشخصيات يطلق عليها اسم ”الآلهة الأم“، وغالباً ما كان يتم تصويرها ورسمها بشعارات قمرية، أحد الأمثلة على ذلك هو نحت الآلهة فينوس البالغ من العمر 27 ألف عاماً في كهف في (لاوسل) في فرنسا، يصور هذا النحت صورة امرأة تحمل شيئاً ذا شكل هلالي ومرقم بـ 13 ثقب، يُعتقد أن هذه الثقوب تمثل الأشهر الثلاثة عشر في السنة القمرية. ويعتقد علماء الآثار أن عبادة الشمس قد شوهت مصداقية عبادة القمر وذلك بعد الاعتقاد أن كل الأشياء القمرية مثيرة للشك بما في ذلك الرقم 13.

2. بئر الأمنيات

بحيرة نويشيتل
بحيرة نويشيتل. صورة: permanenttourist.ch

قلة من الناس يمكنهم مقاومة بئر الأمنيات، بئر الأمنيات هو المكان الذي تتجلى فيه جميع الرغبات غير المعلنة، حيث يقوم الناس برمي عملة معدنية في البئر والتمني. في عام 2006، تبين أن السائحين في بريطانيا يرمون ما يقارب الثلاثة ملايين جنيه إسترليني سنوياً في آبار الأمنيات الموجودة في البلاد. لكن من أين أتى الاعتقاد القائل أن رمي المال في الماء سيجلب الحظ الجيد لك؟

كان سكان أوروبا قديماً يعتقدون أن المستنقعات والبحيرات والينابيع هي أماكن مقدسة يمكنهم من خلالها التواصل مع الآلهة والدعاء إليهم، ولكن لماذا؟ اعتقد البشر قديماً أن هذه المواقع المقدسة هي نقطة التقاء العالم المادي مع عالم الآلهة لكونها أماكن نائية ومهجورة، كانوا يعتقدون أن الآلهة تطلب شيئاً ما مقابل الاستجابة لدعواتهم، لذلك بدأ الناس قديماً بتقديم النذور للآلهة التي تسكن الماء.

أغلب هذه النذور كانت عبارة عن المواد المعدنية بين عامي 450-50 قبل الميلاد. حيث قدم سكان العصر الحديدي لبحيرة (نويشيتل) في سويسرا الكثير من النذور لهذه الآلهة التي لم يُكشف عن اسمها، حيث قدموا 166 سيفاً و2500 غرضاً معدنياً، فأدت هذه النذور التي تميزت بطرازها الفريد من نوعه وببراعتها الحرفية إلى ظهور ثقافة الكلت الفرعية والتي عرفت باسم ثقافة La Tène (ثقافة العصر الحديدي الأوروبي). اكتشف علماء الآثار ودائع مماثلة في بحيرة (لين سيريج باخ) في جزيرة (أنجليسي ويلز)، حيث عثروا على 138 قطعة معدنية تضم الأسلحة والقضبان والعملات والعربات ومعدات الخيول على جانب هذه البحيرة. أودعت هذه القطع المعدنية على مدار قرنين من القرن الثاني قبل الميلاد وحتى القرن الثاني الميلادي.

شكّل النبع المقدس في مدينة (باث) البريطانية مصدراً لظهور الحمامات الرومانية الشهيرة التي بُنيت في جنوب إنكلترا بعد مرور فترة قصيرة من الفتح الروماني البريطاني. اعتبر هذا النبع المقدس مركزاً للطقوس التي كانت تقام لآلهة السلتيك، الآلهة (سول)، لفترة طويلة. وحافظ هذا النبع على أهميته خلال فترة الحكم الروماني، لكن تغيرت طقوس العبادة وتقديم الودائع، حيث أصبح الزوار يقومون برمي العملات المعدنية بدلاً من السيوف والمجوهرات في المياه. ووجد علماء الآثار 17 عملة معدنية تعود للعصر الحديدي و13 ألف قطعة نقدية رومانية في النبع، يٌعتقد أن هذه العملات كانت ترمى لطلب الشفاء من الآلهة أو لشكر الآلهة بعد الامتثال للشفاء.

استمرت طقوس رمي العملات المعدنية في الماء حتى العصر المسيحي. حيث تم اختلاق الكثير من قصص القديسين وذلك كحجة لإطلاق تسميات جديدة على هذه الآبار والينابيع الوثنية سابقاً، كبئر القديس (سيدويل) في (إكستر-ديفون). بالنسبة للسكان المحليين، كان يعرف هذا البئر بقواه العلاجية منذ فترة طويلة. وفي القرن العاشر، أصبح هذا البئر مرتبطاً بالعذراء المسيحية (سيدويل) والتي ماتت شهيدة وسببت دمائها الطاهرة ظهور هذا النبع، وهكذا بدأت القصة الجديدة. لعبت هذه الينابيع والآبار دوراً كبيراً في مواصلة السكان المحليين ممارسة هذه العادات الشعبية. في حين كسبت الكنائس أموالاً طائلة بعد خلق هذه الخرافة المسيحية من رحم الوثنية القديمة. أي تجذرت هذه الخرافات ذات الأصول القديمة عبر الزمن لأسباب تجارية أكثر من الأسباب الدينية.

3. سكب الملح

عثر علماء الآثار على أقدم بلدة في أوروبا، وهي تقع في بلغاريا حالياً. صورة: V. Nikolov, Bulgarian National Institute of Archaeology/EPA

كان يعتبر الملح سلعة ثمينة منذ العصور القديمة، فقد كان له فوائد صحية كثيرة، كما كان يستخدم كوسيلة للتحنيط، حيث استخدمه المصريون القدامى في عمليات التحنيط بالإضافة لاستخدامه كمادة حافظة للمواد الغذائية. ازدادت قيمة الملح نتيجة ندرته وصعوبة استخراجه، كان يتم استخراجه عن طريق استخراج الرواسب الملحية النادرة أو من مياه البحر. واستخدم الرومان الملح كعملة، حيث كان يتم دفع رواتب العمال بالملح، أي أن كلمة الراتب بالإنكليزية Salary مشتقة من كلمة Salarium.

نظراً لندرة هذه المادة ولكونها سلعة لا يستطيع أغلب الناس تحمل تكلفتها، كان ينظر لتسرب هذه المادة الثمينة بأنها حادثة كارثية. فيما بعد، أصبح الملح يرمز للازدهار والرفاهية. كان يقوم الناس بتقديم الملح كهدية للمتزوجين حديثاً أو أولئك الذين انتقلوا لمسكن جديد وذلك لضمان الثروة في المستقبل إلى جانب اعتباره هدية سخية للغاية. نشأت هذه العلاقة بين الملح والازدهار نتيجة لما لاحظه الناس بأن أولئك الذين عملوا في تعدين الملح والتجارة به قد كسبوا ثروة هائلة.

مدينة (بروفاديا) في بلغاريا هي من أوائل المدن التي تأسست في أوروبا، حيث تأسست هذه المدينة قبل 1500 عام من بداية الحضارة اليونانية، وازدهرت وتدهورت لاحقاً بسبب الملح. فأثناء فترة ازدهارها، انتعش سكان هذه المدينة وجمعوا ثروات هائلة بسبب عملهم بتجارة الملح، وعند توقف انتاج الملح في هذه المدينة، انهارت وأصبحت مدينة فقيرة، اضطر سكانها للهجرة منها، لذلك لا عجب من ظهور هذه الخرافة التي تعتقد أن تسرب الملح هو دليل على الفقر في المستقبل.

كان للملح أيضاً خصائص تحويلية متميزة، كان يذوب عند وضعه بالماء ليتحول إلى مادة صلبة مرة أخرى عن تبخر الماء، كل هذه الأمور أعطت للملح أهمية مقدسة. استخدمت معظم المجتمعات القديمة الملح كوسيلة للتطهير، وورثت الكنيسة المسيحية هذا التقليد من الثقافات الإغريقية والرومانية واليهودية، حيث كانوا يخلطون الماء المقدس بالملح. لا يزال هذا التقليد يُستخدم في الكنيسة الكاثوليكية حتى هذا اليوم، حيث كان يُعتقد أن تسرب الملح قد يخلق ثغرة في روح الفرد الأمر الذي يجعله أكثر عرضة للتأثيرات الشريرة.

كتدبير وقائي ضد الحظ السيء في المستقبل، أصبح البشر يرمون الملح على الكتف الأيسر، وذلك لاعتقادهم أن الأرواح الشريرة تسكن فوق الكتف الأيسر للشخص. تبنى المسيحيون هذا الاعتقاد من دول الشرق الأوسط التي كانت تؤمن أن ملاك الخير يسكن فوق الكتف الأيمن للشخص بينما يسكن ملاك الشر فوق الكتف الأيسر، الفكرة من رمي الملح على الكتف الأيسر هي أن الملح سيصطدم بالشيطان أو بعينه وبالتالي سيحبط هذا الفعل من مخططاته الشريرة.

4. المشي تحت السلالم

فيثاغورث وتلاميذه
صورة: tattva.de

قد يصعب علينا تصديق أن الحظ السيء سيلاحقنا بمجرد ان نمشي تحت سلم مستند على الحائط. يعتقد البعض أن أصل هذه الخرافة مرتبط بالسلالم وحبال المشنقة قديماً، حيث كان المجرمون قديماً يتسلقون السلالم للوصول لحبال المشنقة، وبعد موتهم كان الناس يصعدون السلالم ذاتها لفك جثثهم وإنزالها، لذلك انتشرت خرافة أن أرواحهم الشريرة قد جعلت من هذه السلالم مسكناً لها، أي أن هذا الاعتقاد القديم الذي يقول إن المشي تحت السلالم يجلب الحظ السيء هو مجرد فكرة قديمة ذات منشأ باطني.

عند استناد السلم على الجدار، سيتشكل لدينا شكل هندسياً يشبه المثلث، وللمثلث دلالات مقدسة منذ زمن طويل، فهو مرتبط بأحد الأرقام المقدسة وهو الرقم ثلاثة. بالنسبة للعديدين، يرتبط هذا الرقم بالثالوث المسيحي المقدس: الأب والابن والروح القدس. إن المشي بين السلم والجدار يعتبر بمثابة كسر الثالوث والكفر والعقوبة هي لحاق الحظ السيء بك. يعود مفهوم الثالوث المقدس لزمن أقدم من المسيحية بكثير، فهو جزء لا يتجزأ من العديد من المعتقدات القديمة الأخرى.

تؤمن الهندوسية مثلاً، والتي تعتبر من أقدم الديانات الحية في العالم، بـ (براهمان) الذي يشار إليه بأنه المطلق أو الإله، الذي كان يرمز له بـ ”om“، وتتألف هذه الديانة من ثلاثة جوانب أساسية وهي: (براهما) الخالق، و(فيشو) الحافظ، و(شِو) المدمر أو المحول. كان للتقاليد الغربية الأخرى ”ثالوث“ مقدس هي الأخرى، حيث كان للرومان ثالوثاً مقدساً يعرف باسم ”ثالوث كابيتولين“، شمل هذا الثالوث على ثلاث آلهة وهم: (جوبيتر وجونو ومينرفا). كما شكل الإغريق ثالوثاً حاكماً مكوناً من: (زيوس ونبتون وهايدز).

كان الغضب في ذلك الوقت يأتي ثلاثياً، وكذلك النعم والأمراض، ولا ننسى ”الثلاثة الغامضين“ من الأساطير الاسكندنافية: هار (المرتفع)، جفنهار (ذو ارتفاع مساوٍ) وثريدي (الثالث)، جلس هؤلاء الثلاثة على ثلاث عروش في أسغارد.

يعتقد الفيلسوف (فيثاغورث) الذي عاش في القرن السادس عشر قبل الميلاد أن الرياضيات قد لعبت دوراً كبير في تنظيم الكون. وشرحت نظريته الشهيرة العلاقة بين الزوايا الثلاث للمثلث، وحسبما أوضح (فيثاغورث)، فإن الرقم ثلاثة هو رقم عالمي. يعتقد بعض العلماء أن نظرية (فيثاغورث) ليست سوى نظرية مكررة لمفهوم المثلث في الحياة المصرية باعتباره رمزاً للحياة. في كلتا الحالتين، كان لاختراق رمز الحياة هذا (المثلث) تفسيرات مضللة ومختلفة عبر القرون.

5. القطط السوداء

قطة سوداء
غالباً ما يخشى البشر المرور بجانب قطة سوداء، أو وجودها في المنزل. صورة: pixabay

يختلف النظر للقطة السوداء باختلاف الثقافات والخرافات، حيث كانت تعتبرها بعض الثقافات أنها تجلب الحظ السعيد بينما اعتبرها آخرون رمزاً للموت. إذا عبرت قطة سوداء من أمامك في اليابان، فهذا يعني أنك ستتمتع ببعض من الحظ الجيد، أما في الثقافات الغربية والتقاليد المسيحية، ترتبط القطة السوداء ارتباطاً وثيقاً مع الموت، كما ترتبط أيضاً بالسحر والشعوذة باعتبار القطة السوداء شريكة للشيطان، أي أنها شيطان متنكر بهيئة قطة. لكن برأيك كيف يمكننا تفسير هذا التباين في الرأي؟

إن خرافة القطة السوداء متجذرة في الحضارة الغربية منذ الزمن القديم، وتغيرت دلالاتها باختلاف الثقافات مع مرور الوقت. في مصر القديمة مثلاً، كانت القطة مقدسة باعتبارها رمزاً للآلهة (باستت). بالنسبة للرومان، كانت القطة رمزاً للحرية حيث جلست عند تمثال آلهة الحرية، كانت تعتبر رمزاً للقوة والاستقلالية، أما اللون الأسود فقد ارتبط بالموت.

تمثال للآلهة المصرية (باستيت)
تمثال للآلهة المصرية (باستيت). صورة: rct.uk

لكن بالرغم من ارتباط اللون الأسود بالموت ارتباطاً وثيقاً، إلا أن هذا الاعتقاد لم يشكل مشكلة لدى القدماء، حيث كان اللون الأسود لون الحداد لدى المصريين والرومانيين، ربما تشوهت سمعة القطط السوداء بسبب هذا الاعتقاد.

اكتسبت القطط السوداء في العصر المسيحي دلالة أعمق وذلك بسبب ارتباطها بالآلهة والموت. لم تساعد أسطورة (غالينثياس) الكلاسيكية في تحسين سمعة القطط السوداء بل لعبت دوراً كبيراً في تعزيز هذه الخرافة. كانت (غالينثياس) في الأساطير اليونانية خادمة للأميرة (ألكمين) والدة (هرقل)، عندما حاولت الآلهة (هيرا) التدخل في ولادة الأميرة (ألكمين) وتأجيل موعد ولادة ابنها (هرقل)، وقفت الخادمة (غالينيثياس) في وجهها، ولدت الاميرة ابنها بسلام ولكن كعقوبة قامت الآلهة (هيرا) بتحويل الخادمة إلى قطة سوداء.

تحولت الخادمة (غالينيثياس) لتصبح قطة سوداء تعمل بخدمة آلهة العالم السفلي (هيكاتي)، كانت (هيكات) آلهة معروفة ومحترمة في العالم اليوناني السفلي. أما بالنسبة للمسيحيين، كان العالم السفلي بالنسبة لهم هو الجحيم، عالم الشيطان وبؤرة الشر. لذلك، أصبحت الآلهة (هيكات) ملكة السحرة في العالم السفلي وأصبحت (غالينثياس)خادمة لها.

لم تكن هذه النظرة التشاؤمية للقطط السوداء سائدة في جميع البلدان المسيحية، ففي اسكتلندا، كان يعتبر ظهور قطة سوداء على عتبة دارك فألاً جيداً، فهي دليل على الازدهار المستقبلي، أما إن ظهرت قطة سوداء خلال حفل الزفاف فهي رمز للخصوبة وزواج مليء بالأطفال. في الأساطير الإسكندنافية، كان يعتقد أن قطة سوداء قد قامت بجر عربة (فريا) آلهة الخصوبة، انتشر هذا الاعتقاد في المناطق التي كانت تحتلها شعوب الفايكينغ في شمال أوروبا.

6. المرآة المكسورة

لوحة بعنوان The Lady of Shallot
لوحة لـ ويليام هولمان هانت بعنوان The Lady of Shallot. صورة: pinterest

معظم المرايا القديمة مصنوعة من المعدن أو الحجر المصقول. ومع ذلك، لم تقدم هذه المرايا انعكاساً واضحاً، كما كان من السهل خدشها وتآكلها، سواء كان يستخدمها الفلاسفة اليونانيين مثل سقراط وذلك في محاولة للتعرف على الذات أو من قبل العرافين. وفقاً للمؤرخ (بليني الأكبر)، ظهرت أولى المرايا الزجاجية المطلية بالمعدن في صيدا (لبنان حديثاً) في القرن الأول الميلادي. كانت المرايا الزجاجية مطلوبة على نطاق واسع وذلك لأنها قدمت انعكاساً أكثر دقة ووضوحاً كما أنها لم تكن تخدش بسهولة، كانت علتها الوحيدة هي قابليتها للكسر.

لا يعود السبب للاعتقاد بأن كسر المرآة الزجاجية يجلب الحظ السيء بسبب ندرتها أو تكلفتها فحسب، بل لسبب آخر تماماً: كان هناك مجموعة متنوعة من الثقافات في العالم القديم كالصينيين والهنود والأفارقة والرومان والإغريق، جميع هذه الثقافات أجمعت على أنه عند النظر في المرأة فإن روح هذا الشخص تُخزّن داخل المرآة، لذلك إن كسرت المرآة فستدمر الصورة المنعكسة وكذلك ستدمر الروح المخزنة بداخلها.

تأثر الفلاسفة القدامى والعرافون بشكل خاص بفكرة الحظ السيء الناجم عن المرآة المكسورة، وذلك بسبب استخدامهم المرآة للتنجيم. فكان كسر المرآة أثناء ممارستهم لعمليات التنجيم والتواصل مع الغيب أمراً بغاية الخطورة، وذلك لأنهم كانوا يعتقدون أن انكسار المرآة سيقطع صلتهم مع الله بطريقة وحشية. بحسب المنشور الذي أصدره رجل الدين (جون براند) في كتابه ”ملاحظات حول الأثار الشعبية لبريطانيا العظمى“ عام 1777: ”إن تحطيم زجاج المرآة يعتبر أمراً سيئاً للغاية. كان السحرة يستخدمون المرايا السحرة في خرافاتهم وعملياتهم الشيطانية، كما كان هناك نوع قديم من التنجيم كان يمارس عبر النظر إلى المرآة الزجاجية“.

كان الاعتقاد السائد قديماً أنه حتى ولو قمت بكسر مرآة، فبإمكانك تحرير روحك والتخلص من الحظ السيء عن طريق تحرير الروح المحاصرة داخل القطع الزجاجية المحطمة. كان يقوم الناس قديماً بتجميع قطع الزجاج المكسور وطحنها حتى تتحرر الروح منها. كما كان يقوم البعض بدفن شظايا المرآة المكسورة تحت شجرة عند اكتمال القمر، أما الأفارقة المستعبدين في أمريكا فكانوا يقومون برمي شظايا المرآة المحطمة في نهر يتدفق جنوباً آخذاً الحظ السيء معه.

إن فكرة المرآة المكسورة وجلب الحظ العاثر لصاحبها هي فكرة قديمة الأصل، أما بالنسبة لفكرة المرآة المكسورة والتي تجلب للشخص 7 سنوات من الحظ السيء هي فكرة حديثة نسبياً. يرجع ظهور هذا الاعتقاد لعام 1851، في قصيدة ”السيدة شالوت“ عام 1842 للشاعر (تينيسون)، عانت (شالوت) من البؤس الشديد بسبب مرآتها المتصدعة. يعتقد الفلكلوريون أن هذه الفترة الزمنية المحددة بسبع سنوات تعود للخرافة الرومانية التي تفترض أن الجسم يجدد نفسه كل سبع سنوات، على الأقل وضع هذا الاعتقاد حداً للحظ السيء الناجم عن المرآة المكسورة.

7. لمس الخشب

لمس أو طرق الخشب
الطرق على الخشب، أو لمسه، هو إحدى الخرافات الشائعة لإبعاد الحظ السيء. صورة: videoblocks

إن الاعتقاد بأن حديثنا عن آمالنا وأحلامنا سيجلب لنا النحس ليس سوى جزءاً من طبيعتنا البشرية المتشائمة، حيث نعتقد أن بعض الكيانات الشريرة ستتربص بنا وتلاحقنا، أو ربما يكون الأمر مجرد ثقة مفرطة بالنفس. لذلك سعى البشر لإيجاد طريقة لإبعاد وتشتيت الأروح الشريرة عنهم، وانتهى بهم الأمر للجوء لـ ”لمس الخشب“ أو ”الدق على الخشب“ كطريقة لضمان الحظ الجيد وإبعاد الحظ العاثر والنحس، لا تزال هذه الطريقة متبعة في المملكة المتحدة وأوروبا وأمريكا وعالمنا العربي حتى يومنا هذا.

يعتقد البعض أن الخرافة المتمثلة بلمس الخشب يعود أصلها لوفاة المسيح. فهم يرون أن إعدام ابن الإله (المسيح) قد أشبع خشب صليبه بنوع من القوى الخارقة ضد الشر. عندما تعذر على المسيحيين لمس الصليب الأصلي، أصبحوا يلمسون أي شيء مصنوع من الخشب مع ذكر اسم المسيح أثناء لمس الخشب. بالرغم من هذا، فإن الطبيعة المقدسة للمس الخشب ليست سوى خرافة متأصلة بعمق عبر عصور ما قبل التاريخ.

كما تعود خرافة لمس الخشب إلى وقت كان يٌعتقد فيه أن الأشجار هي موطن الآلهة والأرواح الخيرة، أي أن لمسة واحدة مصحوبة بدعاء لهذه الأرواح كفيلة بإبعاد الشر. يُعتقد أن أشجار البلوط والزعرور كانت ذات تأثير قوي. حيث كان اليونانيون القدماء يلمسون شجرة البلوط لطلب الحماية من ”زيوس“، لا زالت شجرة الزعرور حتى الآن تحتفظ بسمعتها بكونها شجرة مسكونة في المملكة المتحدة.

كان لهذا الاعتقاد صدى كبير في جميع أنحاء أوروبا وخارجها. فمنذ 4000 عام، اعتقدت بعض القبائل الأمريكية الأصلية في أمريكا الشمالية أن أشجار البلوط هي مسكن إله السماوات، كما كانوا يعتقدون أن تمني النصر أو التباهي بالإنجازات يجذب الحظ السيء، لذلك كانت تقوم هذه القبائل بالدق على شجرة البلوط طلباً للمغفرة من السماء وإبعاد الحظ السيء عنهم.

كان من المتعارف عليه في أوروبا أن مناطق الغابات ذات الأشجار الكثيفة هي أفضل الأماكن لطلب المساعدة من الأرواح التي تسكن الأشجار، وذلك لأن هذه المناطق خالية من الناس وتأثيراتهم الشريرة. بحسب الفولكلور الإنجليزي القديم، كان ينظر للدق على الخشب كوسيلة للحصول على بعض من الخصوصية، حيث كان يعطي صاحب الدعاء نوعاً من الخصوصية بخلق بعض الضجيج للتغطية على أمنيته، كما يعتقد البعض أن هذا التقليد كان يستخدم لإيقاظ الأرواح أو توجيه الشكر إليها.

8. حمل العروس فوق العتبة

تصوير جصي من العصر الروماني بعنوانNozze Aldobrandini
تصوير جصي من العصر الروماني لزفافٍ بعنوان Nozze Aldobrandini. صورة: Wikimedia Commons

العديد من عادات الزواج التي نتبعها في هذه الأيام أصلها روماني، كالفستان الأبيض والزهور وعدم رؤية العروس، جميع هذه التقاليد الرومانية القديمة وجدت طريقها إلينا. بما أن حفلات الزفاف أصبحت أكثر علمانية، فإن البعض لا يتقيدون بهذه التقاليد القديمة، ولكن أغلب الناس يميلون لتطبيق هذا التقليد الغريب ”حمل العروس فوق العتبة“ سواء في حفلات الزفاف التي تتم في الكنيسة أو في حفلات الزفاف المدنية.

كانت تعتبر العتبات أماكن معقدة بالنسبة للعديد من الثقافات، بالنسبة للرومان، كان يعتبر الوقوف بين المنزل والعالم الخارجي أمراً خطيراً، وذلك لاعتقادهم بأن العتبة هي منطقة مهجورة تسكناها الأرواح الشريرة. كان لدى الرومان ثلاثة آلهة لحماية مدخل المنزل: (كارديا) وهو إله الصحة، والعتبات، ومفصلات الأبواب ومقابضها، والإله (فوركولوس) والإله (ليمنتيوس). بالرغم من إيمانهم بهؤلاء الآلهة الثلاث، كانوا يعتقدون أن قوى هذه الأرواح محدودة أمام العروس الجديدة وذلك لأنها تعتبر قد دخلت مكاناً محرماً حتى يتم قبولها بشكل رسمي من الأرواح التي تسكن المنزل.

عندما تتزوج الفتاة الرومانية، كانت تنفصل عن الأرواح التي تحمي أسرتها وتقوم بتدمير ألعاب طفولتها وتغيير ملابسها لملابس تشبه ما يرتديه البالغون، كما يتم تصميم العديد من أغطية السرير المزخرفة لحميتها أثناء عملية انتقالها من فتاة عذراء إلى زوجة، على الرغم من انتهاء مراسم زواج هذه الفتاة ووصولها لعتبة منزل زوجها إلا إنه لم يتم قبولها بشكل رسمي من قبل أرواح عائلته، الشيء الوحيد المتبقي أمامها هو عبور عتبة منزله بأمان.

قبل دخول المنزل على العروس تقديم قرابين لآلهة العتبة، حيث كان عليها مسح هيكل الباب بدهن الذئب أو دهن الخنزير أوزيت الزيتون أو تعليق قطع من الخشب على الباب لضمان الحظ الجيد. عندما يحل موعد دخول العروس إلى منزلها، كان من المهم أن تحرص على ألا تلمس قدميها عتبة الباب بأي شكل من الأشكال، وذلك لأنه إن وطأت قدمها عتبة الباب فهذا يعني أن الأرواح الشريرة سترافقها وتخرب زواجها، لذلك كان لابد أن يقوم شخصان بحملها لتجتاز العتبة شريطة ألا يكون زوجها أحد هذين الرجلين.

يشترط أن يكون هذان الرجلان ضيفين رسميين في حفل الزفاف، كما يجب أن يكونا صديقين للعريس ولم يتزوجا سوى من امرأة واحدة. بمجرد حمل العروس فوق عتبة المنزل، كانت تعتبر أنها وصلت لبر الأمان، وأنها أصبحت تحت حماية أرواح منزلها الجديد وأسرته، كما أنها لن تضطر للخوف من مخاطر عبور العتبة مرة أخرى إلا إن قررت الزواج مرة أخرى.\

9. نبتة البرسيم ذات الأوراق الأربعة

غالباً ما يميل البشر إلى الإيمان بوجود أشياء خارقة وسحرية، وهو ما دفعهم إلى اختراع وتصديق هذه الخرافات. صورة: Zeljko Radojko/iStock/Thinkstock

لقرون عديدة، كان يعتبر البرسيم ذو الأوراق الأربع رمزاً لحسن الحظ، ذُكر نبات البرسيم للمرة الأولى في الأدب من قبل الشاعر (جون ميلتون) في عام 1620، حيث كتب: ”إذا وجد رجلٌ وهو يمشي بين الحقول عشباً ذي أربع أوراق، فإنه من المتوقع أن شيئاً جيداً سيحصل له بعد فترة قصيرة“، لم يتناقص التصديق بهذه الخرافة مع مرور الوقت. ففي عام 1869، تم وصف ”الفتيات الصغيرات اللواتي يبحثن عن رمز السعادة المطلقة“ بأنهن يبحثن عن نبات البرسيم. بعد مرور وقت قصير، كتبت فتاة شابة في عام 1877 رسالة إلى ”مجلة سانت نيكولاس“ متسائلة: ”هل سبق وهمست الجنيات في أذنك قائلةً أن البرسيم المكون من أربع أوراق يجلب الحظ الجيد لمن يجده؟“.

إن هذا الاعتقاد بأن نبتة البرسيم تجلب الحظ تعود لفترة أقدم من القرن السابع عشر، حيث أنها تعود إلى مرحلة ما قبل ظهور المسيحية، المعتقدات الدرويدية. كانت الطبقة الكهنوتية من (الكلت) تنظر لنبتة البرسيم المكونة من ثلاث أوراق على أنها وسيلة لإنذارهم باقتراب الشر منهم ومن قبيلتهم، حيث كان بإمكانهم تجنب اللعنة بمساعدة نبتة البرسيم وبعض السحر الخاص. تنص التقاليد (الويلزية) على أن البرسيم الأبيض يبعد اللعنة أيضاً. لذلك كان من المفترض أن تحمل نبتة البرسيم النادرة المكونة من أربع أوراق المزيد من الحظ.
ومع ذلك، لعبت الديانة المسيحية دوراً كبيراً في الحفاظ على الخرافات المرتبطة بنبتة البرسيم ذات الأوراق الأربع حتى يومنا هذا. كان يمثل البرسيم المكون من ثلاث أوراق الثالوث المقدس، بينما مثل البرسيم المكون من أربع أوراق هذه المفاهيم الأربعة: الإيمان، الأمل، الحب والحظ، أو الأب، والابن، الروح القدس ونعمة الله. يعود السبب في نشوء هذه العلاقة بين الإيمان المسيحي وهذا الرمز الوثني للقديس (باتريك). خلال القرن الخامس، كان الراعي قديساً إيرلندياً مشغولاً في حث الإيرلنديين على اعتناق دينه، حيث جعل من البرسيم المقدس رمزاً لإيصال رسالته.

لم تكن أهمية البرسيم بالنسبة لبريطانيا المسيحية محصورة في إيرلندا فقط. بحلول العصور الوسطى، خضعت رمزية البرسيم لتغييرات شاملة من قبل الديانة المسيحية، فبدلاً من استخدامه من قبل الكهنة الوثنيين لردع الأرواح الشريرة، أصبح من الممكن استخدامه من قبل الجميع كوسيلة للتخلص من الشياطين والساحرات. في القرن السابع عشر، أصبحت نبتة البرسيم تنثر أمام العرائس وذلك لجذب الحظ الجيد إليهم، على الرغم من أن الدلالات المسيحية لورقة البرسيم قد لا تكون قوية في هذه الأيام، إلا أن هذه الخرافة لا تزال جارية حتى يومنا هذا.

10. تميمة عين الحسد

تميمة العين الزرقاء
تنتشر هذه التميمة لدى الكثير من العرب، ونراها في الكثير من المنازل أو الممتلكات الخاصة لإبعاد الشر والحسد. صورة: pinterest

العين الحسد هي واحدة من أكثر المعتقدات الثقافية انتشاراً في العالم. العين الشريرة هي معتقد قديم الأصل لكنه لا يزال يستخدم حتى يومنا هذا. هذا المعتقد هو مجرد تعبير مجازي، حيث أن عبارة ”عين الحسد“ تستخدم كوسيلة للإشارة إلى نظرة سوداء أو نوع من الغيرة. في بعض الأماكن في العالم، لا يزال هناك أشخاص يؤمنون أن استخدام نوع خاطئ من هذه النظرة يمكن أن يسبب ضرراً كبيراً، بل قد يسبب الموت.

يعتقد (آلان دوندس) هو أستاذ في الفلكلور أن الخرافات نشأت في الشرق الأوسط وامتدت من هناك إلى أفريقيا وأوروبا، خاصةً في مناطق حوض المتوسط حيث لا يزال الناس هناك يتخذون إجراءات احتياطية ضد نظرات الحسد والشر حتى هذا اليوم. ظهرت هذه الخرافة كوسيلة لتفسير وفهم سبب إصابة الناس بالأمراض وموتهم في كثير من الأحيان. هذا ما يفسر سبب الاعتقاد أن الأطفال هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وذلك لأنهم أكثر الضحايا إصابةً بهذا النوع من الخرافة.

أغلب الأمراض تكون مصحوبة بالجفاف الذي تتوافق أعراضه تماماً مع الأعراض المنسوبة لعين الحسد، إلى جانب القيء والهزال والوهن والموت، كل هذه الأعراض هي من علامات الإصابة بعين الحسد. غالباً ما يُعتقد أن الغيرة هي الدافع وراء هذه اللعنة، وخاصةً عند توجيه عبارات الثناء والإعجاب بالطفل، في بعض الثقافات يقوم الناس بلمس الطفل بعد الثناء عليه وذلك للتخلص من هذه النظرات المميتة. أما في بنغلادش مثلاً، تقوم الأمهات حتى هذا اليوم بدهن آذان فتياتهن الجميلات ينوع من الكحل الداكن للتصدي لهذه اللعنة.

يُعتقد أن الأطفال هم الهدف الرئيسي لهذه النظرات القاتلة، ولكن اتضح أيضاً أن الكبار في السن هم عرضة أيضاً للإصابة بعين الحسد. من المواد التي تستخدم للتصدي لهذه النظرات هي إيماءات ذات معنى سيء باليد، بالإضافة إلى البصق ووضع خيط أحمر، أو كما في الشرق الأوسط، تقوم الأسر بتعليق عين زرقاء على الأبواب لإبعاد الشر عنها. أغلب الثقافات تقوم بربط أصحاب العيون الزقاء والخضراء بالحسد، كما تم ربط خرافات عين الحسد بسمات إنسانية أخرى: كالخوف من الآخرين في المجتمع، وكيف أن أولئك المختلفون عن غيرهم في المجتمع يعتبرون مؤذيين ومثيرين للشبهات.

بالرغم من كونها خرافات وغير قابلة للتصديق، لا تزال نسبة كبيرة من البشر تؤمن بهذا النوع من الأمور. في هذه المقالة، أوضحنا لك أصول هذه الخرافات، لذا نتمنى أن تقرأها وتبتعد عن الإيمان بهذه الخزعبلات.

مقالات إعلانية