in

18 صورة كلاسيكية عن معارك ”الضراط“ اليابانية من القرن التاسع عشر

معارك الضراط في اليابان

شهدت السنوات الأخيرة لحقبة (إيدو) في اليابان بين عامي 1603 و1868 ميلادي تعاظم التدخل والتأثير الأجنبي على المجتمع الياباني المنغلق على نفسه، والذي أدى إلى تغييرات عميقة بالنسبة للكثير من اليابانيين، ومنه أخذ الخوف من الأجانب يرتفع بينهم شيئا فشيئا، وهنا اختار هذا الفنان (أو مجموعة الفنانين لأن هذه الحقيقة تبقى مجهولة) أن يمثل هذا الصراع بين الأصالة والحداثة بطريقة ملفتة للانتباه.

ملاحظة: تحتوي المخطوطة على 18 رسمة والصور ضمن هذا المقال مرتبة ترتيبا حقيقيا مثلما تم رسمها.

معارك الضراط في اليابان (الرسمة 1)
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 1). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 2). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 3). صورة: Waseda University Library

يطلق على هذه المخطوطات التي تناولت هذه الرسومات ”الكرتونية“ اسم «هي غاسن»، وهي عبارة عن سلسلة طويلة من الرسومات التي وضعت في قالب ياباني تقليدي لتبرز معركة ملحمية بين الخصوم فيها، الذين يبدو أن السلاح الوحيد الذي يحوزونه هو الضراط.

في الواقع تترجم كلمتي «هي غاسن» اليابانية إلى العربية بـ”معركة الضراط“ أو ”حرب الضراط“ أو ”مسابقة الضراط“، وهو ما يصف بامتياز ما تحتويه المخطوطة.

معركة الضراط:

يطلق الرجال والنساء في هذه المخطوطة أعمدة غاز هائلة عبر انحنائهم ورفع تنانيرهم عاليا، هذه الغازات التي يبدو أنها تُطلق بقوة لدرجة ترفع عاليا الأحصنة والقطط رامية إياها في الهواء، وفي الجهة المقابلة يتّخذ بعض المنخرطين والمنخرطات في هذه المعارك مقاربة أكثر تعقيدا من خلال تخزين ضراطهم في أكياس ثم رمي خصومهم به.

بعيداً الضراط نفسه، يبدو أن هناك قصة لتُروى من خلف المخطوطة: تقترب مجموعة من الرجال والنساء من مجموعة أخرى من الرجال والنساء كذلك الذين يكونون منهمكين بتناول المعكرونة، والذين يقررون الدفاع عن أنفسهم من خلال الإنحناء وإطلاق الغازات والضراط على المجموعة الأخرى، فترد المجموعة الأولى النار وتندلع المعركة على إثر ذلك بين المجموعتين، التي يحاول فيها أحد أطراف النزاع الدفاع عن نفسه من الغازات القوية باستعمال مراوح كبيرة ومزينة.

من هناك، تتجه المعركة نحو الجنون بانضمام محاربين آخرين، يحاول البعض فيها حماية أنفسهم باستخدام الغرابيل التي تخترقها الغازات الكريهة بدون أي إشكال، أما الأشخاص الذين يجدون أنفسهم وسط الروائح فتجدهم يسدون مناخيرهم بينما يُقذف بهم عاليا في الهواء بفعل الغازات القوية، وآخرون يقررون الابتعاد ممتطين ظهور أحصنتهم رافعين مؤخراتهم ومطلقين الضراط في وجه رجال آخرين يحاولون اللحاق بهم.

معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 4). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 5). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 6). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 7). صورة: Waseda University Library

معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 8). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 9). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 10). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 11). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 12). صورة: Waseda University Library

القصة وراء المخطوطة:

على الرغم من أنها تمثل قصة فريدة وشيقة، غير أن المعلومات المتوفرة حولها قليلة بدون شك، فمن جهة لا أحد متيقن من تاريخ كتابتها، على الرغم من أن الخبراء يعتقدون أن تاريخها يعود إلى زمن ما حوالي أربعينات القرن التاسع عشر، كما يبقى غير معلوم من رسمها، ومن المحتمل أن تكون عبارة عن نكتة طويلة مفتوحة بين مجموعة من الفنانين الذين يضيف عليها كل واحد منهم قسما ردا على الآخر خلال مدة سنوات كاملة.

كما أن هناك قراءة مختلفة لما لهذه المخطوطة أن تمثلها، حيث يقترح البعض أنها كانت عبارة عن رسومات كرتونية سياسية، عُنيت بالتعليق على التأثير الغربي على اليابان المحافظ. في خلال ذلك الزمن، كان اليابان يعاني من التأثير الأوروبي والأمريكي، هذه الأطراف التي كانت تفرض على اليابان اتفاقيات تجارية لصالحها وكانت تأتي بأفكار جديدة، مثل الديانة المسيحية، مما جعل الكثير من اليابانيين يرون فيها تهديدا لثقافتهم التقليدية. ومنه قد تكون مخطوطة «هي غاسن» هجوما مكشوفا على هؤلاء الغربيين.

تقول إحدى القراءات لهذه المخطوطة بأن الشعب الياباني استعمل الضراط كسلاح للهجوم على التجار الأثرياء الذين يتعاونون مع القوى الأجنبية، بينما رأت قراءة أخرى أن المهاجمين ”الضارطين“ كانوا يمثلون القوى الغربية نفسها.

لكن مهما يكن المعنى الأساسي وراء القصص في هذه المخطوطة، فإن هذا الفنان -أو هؤلاء الفنانين- لم يكونوا يمانعون بعض الفكاهة ”القذرة“، ولطالما كان موضوع نكات الضراط من المواضيع المفضلة التي يحب اليابانيون سماعها وتسلية أنفسهم بها.

معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 13). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 14). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 15). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 16). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 17-1). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 17-2). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 17-3). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 18-1). صورة: Waseda University Library
معارك الضراط في اليابان
معارك الضراط في اليابان (الرسمة 18-2). صورة: Waseda University Library

مقالات إعلانية