روان شحرور
هل باستطاعتك تذكر شعور الخوف الذي يتملكك بشكل مفاجئ عند رؤيتك انعكاس ظل شجرة ما عبر النافذة مساءً؟ ولكن ما مصدر هذا الخوف؟ هل من المعقول أنه خُلق لدينا نتيجةً لمشاهدتنا الكثير من أفلام الرعب في طفولتنا؟ أو ربما هذا الخوف ليس سوى ميزة تطورية موجودة لدينا بشكل فطري تدفعنا لتوخي الحذر حتى وإن لم يكن له داعٍ.
أول رد فعل نقوم به عند تعرضنا لمثل هذا المواقف هو أن نقول جملة ”من هناك!“، ربما قد نشبّه غصن الشجرة الذي يتمايل مع الرياح بمجرمٍ يحمل فأسا في يده، والسبب في هذه التخيلات يعود لكوننا مبرمجين لتخيل الوجوه والسمات البشرية الأخرى، كما أنك ستتخيل الأشياء التي تخاف منها في مثل هذه اللحظات، فمثلاً، هل لديك رهاب من العناكب؟ إن كانت إجابتك نعم، فهذا يعني أنك ستعتقد أن مشبك الشعر المفتوح هو عنكبوت قبل أن تتمكن من الاقتراب وإلقاء نظرة قريبة للتأكد. فكما يُقال، السلامة خير من الندامة، أليس كذلك؟
لقد جمعنا لكم في هذا المقال قائمة بالمرات التي شكلت فيها الأغراض التي نستعملها في حياتنا اليومية مصدراً للخوف لدى بعض الناس، قد تجد بعض هذه الصور والمواقف مخيفة للغاية، بينما ستبدو بعض هذه المواقف مضحكة، يمكنك أن تشاركنا مواقف حصلت معك شبيه لهذه المواقف في التعليقات.
تابع معنا ماذا فعلت الأوهام البصرية بهؤلاء الناس، والتعليقات التي تركوها حول هذه الصور:
1. في مثل هذه اللحظة، ستنسى أن تتنفس من شدة الخوف، يبدو أنني قد نسيت أنني وضعت مشبك الشعر الخاص بي هنا!
تتحدى الأوهام البصرية مدى إحساسنا وفهمنا للواقع، حيث تدفعنا لتصديق أن هذا الشيء الذي نراه هو أفضل تفسير يصدره دماغنا لما تراه أعيننا. أي تكيف الدماغ البشري لتصوير ما هو أفضلٌ لنا لرؤيته أكثر من قيامه بتصوير ما هو موجودٌ بالفعل.
تحدث هذه الأوهام البصرية عندما نتخيل أننا نرى أشياءً مختلفة كلياً عن الواقع، أي بمعنى آخر، نقوم بتشويه ما هو حقيقي وواقعي، حيث يستجيب الدماغ في مثل هذه اللحظات بطريقة غريبة ومربكة حتى يصل في النهاية لتفسير أكثر منطقية.
2. للحظة، اعتقدت أنني رأيت امرأة ترتدي ملابس الخادمة وعلى وشك إلقاء نفسها من أعلى هذا المبنى، ولكن اتضح لي فيما بعد أن ما أراه ليس سوى مظلة حمراء اللون.
3. لقد قمت بترك حذائي على عتبة المنزل، وعندما كنت أهمّ بالخروج من المنزل، كدت أصاب بنوبة قلبية.
وفقاً لأبحاث تتعلق بالأوهام البصرية، تم اكتشاف وجود 3 أنواع رئيسية من الوهم البصري:
تخلق الأوهام الواقعية لدينا صوراً مختلفة عن الأشياء التي شكلتها، فعلى سبيل المثال، إن كان هناك 3 طيور تحلق في السماء، طيران يحلقان في الأعلى والطير الثالث في الأسفل، في هذه اللحظة ستتخيل أن هذه الطيور تشكل وجهاً مبتسماً، أغلب الأمثلة في هذا المقال تنتمي لهذا النوع.
الأوهام الفيزيولوجية، كالصور التي نراها بعد الأضواء الساطعة أو التكيف مع أنماط متبدلة من المحفزات لمدة طويلة (التأثيرات اللاحقة الناتجة عن الإدراك الحسي)، تصيب هذه التأثيرات العينين نتيجة تسليط إحدى المحفزات الخارجية المفرطة كالسطوع أو الانحراف أو اللون أو الحركة، لكل من هذه المحفزات مسار عصبي فردي متخصص بالمراحل المبكرة للمعالجة البصرية، كما أن تكرار هذه المحفزات قد ينجم عنه نوع من الاختلال الفيزيولوجي الذي يؤثر على إدراك الشخص.
4. أريد معرفة السيدة التي قامت بتعليق هذا الشيء الغريب، كادت تصيبني سكتة قلبية.
5. لقد نمت في منزل والدتي الليلة الماضية، اعترف أنني أصبت بالذعر عند رؤيتي لهذا الشيء.
الأوهام المعرفية: تنشأ هذه الأنواع من الأوهام عن طريق التفاعل مع الافتراضات في العالم الخارجي، يؤدي هذا التفاعل إلى تشكل ”الاستدلالات اللاواعية“. أول من اقترح هذه الفكرة في التاريخ هو الطبيب وعالم الفيزياء الألماني (هرمان هلمهولتز) في القرن التاسع عشر. وعادةً ما تنقسم الأوهام المعرفية إلى: أوهام غامضة أو أوهام مشوهة أو أوهام متناقضة أو أوهام خيالية.
أوهام غامضة: هي عبارة عن الصور أو الأشياء التي تسبب تأرجح الإدراك الحسي بين عدة تفسيرات مختلفة لما يراه الشخص، مثال عن هذا النوع هو ”مكعب نيكر“، مثال آخر، ”مزهرية روبين“.
الأوهام المشوهة: تنتج هذه الأوهام نتيجة تشوهات تصيب حجم أو طول أو درجة انحناء جسم ما، من الأمثلة المعروفة عن هذا النوع هو وهم ”الحائط في المقهى“، مثال آخر هو الوهم الشهير ”مويلر–لاير“.
أوهام متناقضة: هذه الأوهام هي وليدة بعض الأشكال المتناقضة ومستحيلة، بعض من الأمثلة عن هذا النوع من الوهم هي: ”مثلث بنروز“ أو ”درج بنروز“ المستحيلة، ولوحة (الصعود والنزول والشلال) لرسام الجرافيك (موريتس كورنليس إيشر)، يشكل وهم ”مثلث بنروز“ سوء فهم إدراكي لكل من ينظر إليه، حيث تشعر أنه لا بد وأن تلتقي حوافه المتجاورة.
الأوهام الخيالية: تنشأ هذه الأوهام عبر تخيل أشياء ليست حقيقية أو واقعية على الإطلاق، حيث تظهر هذه الأوهام لدى الأشخاص المصابين بالفصام أو الذهان. وهذه ما يُطلق عليها مصطلح ”إهلاسات“.
6. دخلت إلى غرفتي وكانت الصدمة عندما رأيت وسائدي وبطانيتي متجمعة لتبدو بهذا الشكل، كنت على وشك الإصابة بنوبة قلبية.
7. قامت زوجتي بوضع هذا الغطاء على الكرسي لكي يجف، مشهد مخيف شعرت عندما رأيته بالهلع.
8. أصبت بنوبة قلبية خفيفة عندما رأيت هذا المشهد، يبدو أن حلبة القفز (الترامبولين) مثقوبة، اعتقدت أنها مزحة طريفة.
9. لصديقتي طريقة غريبة في تجفيف أحذيتها، لوهلة اعتقدت أن صديقتي عالقة في نافذة منزلها في الطابق الـ 11.
10. هذا الشيء المخيف موجود على جانب منزل أصدقائي، لقد أخافني بشدة.
11. رأيت هذا الشيء على الشاطئ بعد إعصار (ساندي)، للحظة اعتقدت أنه رأس.
12. رأيت هذا الشيء، كنت خائفة لدرجة لا تصدق، لكن اتضح لي لاحقاً أن هذا الشيء المخيف هو دمية لعرض الملابس (مانيكان) على واجهات المحلات التجارية.
13. عندما يكون مصباحك سبباً في إصابتك بنوبة قلبية.
14. عند وصولي لمنزلي، رأيت شخصاً غريباً يقف عند نافذتي، ارتعبت لدرجة أنني اتصلت بالشرطة وقاموا بالبحث داخل المنزل، اتضح لاحقاً أن هذا المجرم هو غسيلي المعلق على المنشر.
15. في كل مرة أعود فيها للمنزل في وقت متأخر، تصيبني حالة من الذعر عند رؤيتي هذا المجسم الغريب المصنوع من الورق المقوى، والذي وضعه جيراني كي يخيفوا اللصوص إن حاولوا سرقة المنزل.
16. أصيبت زوجتي بالذعر عندما نزلت لقبو منزلنا ورأت بدلة الغوص الخاصة بي معلقة بهذه الطريقة.
17. أصبت بالخوف الشديد هذا الصباح.
18. عدت للمنزل في وقت متأخر ورأيت هذا الشيء جالساً على حافة تختي، الآن بدت أفهم ماذا يعني أن تخاف لدرجة تمنعك من الحركة.
19. كنت أتناول الجوز عندما رأيت هذا، كدت أن أصاب بنوبة قلبية.
20. قامت أمي بغسل ملابس النوم وعلقتها على الحائط بهذا الشكل، إنه لمنظر مرعب!
21. أصابني ظل هذه الشجرة بخوف شديد.
22. كدت أن أصاب بنوبة قلبية.
