in

وفقاً للخبراء، فإن استخدام هلام التستوستيرون آمن للنساء اللواتي يعانين من النفور من العلاقات الحميمية

امرأة تستشير الطبيب

وفقاً لبحثٍ أجرِي مؤخراً فكثيرٌ من النساء ممّن يعانين من نفورٍ جنسي بعد سنّ اليأس سيصبحن قادرات على التخلص من هذه المشكلة، حيث سيصبح بالإمكان إعطاؤهنّ هرمون التستوستيرون (الهرمون الذكوري المسؤول عن الرغبة الجنسية والصفات الجنسية الذكرية الثانوية كشعر الذقن والكتلة العضلية)، حيث تبيّنَ أنّ آثاره على النساء ما بعد سن اليأس تتجلى في استعادة الرغبة الجنسية لديهنّ، بالإضافة إلى تخفيف مظاهر التعب والمزاج السيئ.

غير أن الكثيرين عبروا عن قلقهم في احتمال أن يكون لهذا الهرمون دور في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، كونه يتحول إلى أستروجين عند مروره في الدم، والذي بدوره يستطيع أن يفعّل سرطان الثدي عند بعض النساء.

سيتم نشر مراجعة بهذا الخصوص في مجلة Anticancer Research الشهر القادم، حيث صرّح الباحثون القائمون على هذه المراجعة بأنّه لا يوجد دليل واضح يشير إلى أنّ التستوستيرون يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى هذه العيّنة من النساء، وهو حقا يُحسن من حياتهن الجنسية.

تقول البروفيسورة (كفاح مقبل) المشرفة على هذه الدراسة، وهي استشارية في اختصاص جراحة الثدي في مشفى Princess Grace في لندن: ”إنّ استعمال هلام التستوستيرون في مراحل ما بعد اليأس قد زادَ مؤخرا في المملكة المتحدة، ولكن نظرياً لايزال بعض الأطباء يتوجسون من احتمالية أن يصيبهنّ مستقبلاً بسرطان الثدي لذلك عزفوا عن وصفه لهن، ولهذا السبب، قرّرنا القيام بهذا البحث كي نقطع الشك باليقين“.

يتم إنتاج هرمون التستوستيرون في جسم الأنثى من المبايض ومن غدتي الكظر بنسبة تصل إلى خُمس ما هي عليه عند الذكور، ويقتصر تأثيره يقتصر على الرغبة الجنسية، والكتلة العضلية، وتوزع الدهون في الجسم، وإنتاج خلايا الكريات الحمراء (التي تغذي الجسم بالأكسجين)، وعندما تصل المرأة إلى عمر الثلاثين، تبدأ مستويات التستوستيرون بالتراجع عندها مع تراجع المنتجات الهرمونية من المبايض.

على الرغم من كونِهِ غير مُثبَتٍ بعد، فإنه يُعتقَد أنّ المستويات المتراجعة من هرمون التستوستيرون هي المسؤولة عن مظاهر النفور الجنسي والمزاج السيئ والخمول.

من ناحيةٍ أخرى، قد يكون السبب هو المستويات المتراجعة من هرمون الأستروجين مع تراجع الفعالية الجنسية عند عمر اليأس.

وفقاً للإحصائيات الحالية، فإنّ 15٪ من النساء سيعانين من النفور الجنسي التالي لسن اليأس، لذلك ينصح المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية NICE بتلقي العلاج بهلام التوستستيرون فقط عند عدم فعالية العلاج الهرموني البديل HRT (وهو عبارة عن خليط من هرمونَي الأستروجين والبروجستيرون).

يُعطَى التوستسترون على شكل مرهم –كريم–، ويجب تطبيق حبة منه يومياً، أمّا الآثار الجانبية لهذا الدواء فتتضمّن ظهور حب الشباب والنمو المفرط للشعر.

في آخر مراجعة، تم تطبيق ثلاث تجارب سريرية على 2000 امرأة في مرحلة اليأس، وجميعهنّ يستخدم رُقع التستوستيرون، حيث خلصت البروفيسورة (مقبل) من هذه التجارب أنّ لا علاقة بين التستوستيرون وسرطان الثدي، ولكن يُعاب على هذه الدراسة أنّها كانت محدودة، فمن جهة تتبّعت النساء لـ4 سنوات كحدٍّ أقصى، ومن جهةٍ أخرى لم يكن سرطان الثدي هو الهدف الأساسي الذي ركزت عليه هذه المراجعة.

تقول الدكتورة (شانا جاياسينا)، عضو جمعية علوم الغدد وكبيرة المحاضرين في علوم الغدد في المعهد الملكي في لندن، أنّهُ لم تُجرَ سوى دراساتٍ قليلة في هذا الخصوص، ورغم النتائج التي توصلت إليها في نفي علاقتها بسرطان الثدي، فإنّ هناكَ حاجةً لدراساتٍ أكثر لأجل معرفة ما إن كان للتستوستيرون المستخدم دور في وقوع السكتات القلبية وتشكُّل الخثرات الدموية أم لا.

مقالات إعلانية