in

هل يجب علينا أخذ استراحات للإستمناء أثناء العمل؟!

بينما نجلس في مكاتبنا ذات الإضاءة الخافتة مقارنة بتلك التي تصدر من شاشات الكمبيوتر القديمة، نجد أنفسنا حاقدين على جميع المكاتب الفاخرة الأخرى والتي تقدم امتيازات عديدة لموظفيها.

العمل في المكتب

بحلم جميعنا بمكان عمل تعتريه كمية كبيرة من وسائل الراحة، حيث يمكننا أن نأخذ قيلولة مثلاً (ويفضل أن تكون في غرف قيلولة خاصة مليئة بالبطانيات وأقنعة العينين)، أو يكون فيه وقت العطلة غير محدود، أو تكون فيه ساعات العمل لدينا مرنة.

يتمثل الأمر كله في كوننا نعتقد أن كل تلك الأشياء ستجعلنا أكثر سعادة، وستزيد من مردودية عملنا بشكل أفضل وأكثر إبداعًا على المدى الطويل، وكل ذلك على الأرجح صحيح. حيث باستطاعة أي شيء يساعدنا في تحقيق التوازن بين العمل والحياة أن يقلل من التوتر، ويجعل من المكتب مكانًا أكثر متعة، ليصبح الأمر برمته أكثر إيجابيةً.

لكن طرق الحصول على الراحة النفسية والجسدية في العمل يمكنها أن تتجاوز مجرد أخذ وقت للراحة، أو تمديد فترة استراحة الغداء، أو حتى أخذ غفوة صغيرة في المكتب، فالطريقة العصرية القادمة هي تمكين الموظفين من أخذ فترات استراحة للإستمناء.

إن الإستمناء يعطي راحة نفسية للشخص وشعور بالسعادة، ومن خلال استبيان أجري في نيويورك تبين أن 40٪ من الموظفين يذهبون للإستمناء خلال فترة العمل، وذلك لاعتبارهم أنها الطريقة الأمثل لإسعاد الذات في فترة قصيرة والتخلص من ضغط العمل والتوتر الناجم عنه. يصف الموظفون الذين يقومون بالاستمناء في العمل التوجه إلى المراحيض للحصول على القليل من ”حب الذات“ كطريقة مثالية لأخذ استراحة من مكاتبهم والحد من الإجهاد.

لكن هل استراحات الإستمناء هي فعلاً فكرة جيدة لزيادة إنتاجية العمل؟

الاستمناء

حسنا… من الناحية النفسية الجواب هو نعم. حيث صرح الدكتور (مارك سرجنت) وهو محاضر بارز في علم النفس بجامعة (نوتنجهام ترينت)، لموقع (مترو) الإلكتروني قائلاً: ”إن استراحة الاستمناء ستكون فعالة للغاية في العمل“، واستمر في الحديث واصفة إياها بأنها ”طريقة رائعة للتخفيف من الضغط النفسي والتوتر“.

يعتقد الدكتور (سرجنت) أيضًا أن استراحات الاستمناء يمكن أن تكون شكلاً رائعًا من المكافآت الذاتية، مما يمنح العمال شيئًا يتطلع إليه الموظفون كمكافأة لكونهم قاموا بإتمام المهام الوكلة إليهم.

يوافق الطبيب النفساني ومدرب الحياة الدكتور (كليف أرنول) على تلك الفكرة. ويقول: ”أتوقع أن تؤدي سياسة الاستمناء إلى مزيد من التركيز والانتاجية في العمل، وفي نفس الوقت ستقلص من العدوانية وتزيد من الأجواء الإيجابية“، ويضيف: ”من المؤكد أن أخذ استراحة الاستمناء من أجل القضاء على الملل أو الهروب من الضغوطات؛ من شأنه أن يزيد من التركيز في العمل“.

تكمن دواعي القلق الرئيسية لدى الدكتور (أرنول) في التوقيت المناسب للاستمناء أثناء فترات العمل، وما إذا كان الموظفون قادرون على الوصول إلى الإشباع في ذلك المحيط أم لا، ويشير أيضاً إلى احتمال زيادة الإحباط إذا لم يتمكنوا من ذلك.

يتخوف الدكتور (أرنول) أيضًا من كون إدخال الإشباع الجنسي في يوم العمل قد يؤدي إلى طمس الخطوط بين زملاء العمل وفتح الباب لسلوك غير لائق، حيث يوصي الدكتور (أرنول) بضرورة عدم ارتكاز فواصل الاستمناء تلك على تخيلات يعتريها أحد زملاء العمل مثلا، وقال: ”من المرجح أن يؤدي ذلك إلى ضعف إدراكي“.

أما الدكتور (سيرجنت) متخوف من كون ”إدخال أي شكل من أشكال السلوك الجنسي إلى مكان العمل يمكن أن يجعل الأشخاص يعتقدون أن الأشكال الأخرى من السلوك الجنسي مثل تلك المرتبطة بالتحرش مقبولة أكثر“. وينصح العاملين الراغبين في أخذ استراحات للاستمناء بأن يفعلوا ذلك فقط إذا كان دافعهم هو تخفيف التوتر وكسر روتين العمل المجهد، وليس الدافع هو الرغبة الجنسية الشديدة. ويضيف قائلاً ”يجب أن يكون الشخص واثقاً من قدرته على الوصول إلى الإشباع بسرعة في ذلك المحيط لتجنب الإحباط، وذلك للحصول على الفائدة المرجوة والمتمثلة في تقليل الإجهاد في العمل“.

من الحكمة أيضًا التأكد من قدرة الشخص على أخذ استراحة الاستمناء بهدوء وتكتم، بحيث لا يجعل أي شخص آخر يشعر بعدم الارتياح، فإذا تمكن من إدارة كل تلك الأشياء التي ذكرناها سابقاً، فقد يكون أخذ استراحة لممارسة العادة السرية فكرة جيدة حقاً. إنها بالفعل أكثر صحة من استراحات التدخين، وأسهل من محاولة أخذ غفوة في المكتب، و–ما دامت هذه النشوة تخص الشخص وحده– يجب أن تجعله يشعر بالسعادة بكل تأكيد، وتقلل من إجهاده وتجعله أكثر تركيزاً.

قد يكون الأمر صعبًا بعض الشيء، حيث يعتبر الحصول على رئيس في العمل متفهم لتلك الدرجة وتتوافق آراؤه مع هذا الاتجاه الجديد للعمل أمراً صعباً بالتأكيد.

لا يزال يُنظر إلى الاستمناء على أنه موضوع محظور -خاصة بالنسبة للنساء-، وفكرة أن العمال يقومون بالاستمناء في كل مرة يبتعدون فيها عن مكاتبهم من المرجح أن تضع الأشخاص في مواقف غريبة.

طُرح السؤال التالي: ”كيف تشعر تجاه كل شخص يأخذ استراحة استمناء في يوم عمله؟“ على مدير موقع (لايفستايل) السيد (هولي رويس) الذي لم يكن لينا حول الموضوع، حيث أجاب السيد (رويس) قائلاً: ”أعتقد أنها ستزعجني“، وأضاف: ”أستطيع أن أتفهم كيف يمكن للفكرة أن تعمل من الناحية النظرية… لكنني لا أستطيع أن أتخيل أنها يمكن أن تطبق في الواقع، خاصة إذا لم يقم الموظفون بفعلها خلال فترات استراحة الغداء الخاصة بهم، فهذا هو وقت استراحتهم ويمكنم القيام بما يريدونه خلاله“.

وأضاف قائلا: ”أعتقد أن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً للعودة من حالة تشويش مثل الاستمناء للعمل والتركيز مباشرة، فلا يمكن لمعظم الأشخاص العودة من استراحة الشاي والتركيز بشكل صحيح. إضافة إلى كوني لا أستطيع التوقف عن تخيل حجم الفوضى التي قد يسببها الاستمناء في العمل… جرب تقنية (بومادورو) [طريقة لإدارة الوقت تستخدم جهاز توقيت لتقسيم العمل إلى فواصل زمنية، تبلغ مدتها 25 دقيقة تقريباً] إذا كنت بحاجة إلى أن تكون أكثر إنتاجية في العمل، واترك العادة السرية للمنزل“.

في الأخير يرجع الأمر برمته إلى الشخص نفسه، حيث يمكنه أن يجرب استراحة الغداء ليقوم خلالها بالإستمناء، ثم يرى كيفية تأثير ذلك عليه، ولكن إذا كان سيحاول تجربة ”الفترات المخصصة للاستمناء“، فعليه حقاً أن يحاول فهم هويته وأسلوب عمله الخاص الذي يتناسب مع ذلك، فإذا كان الشخص من النوع الذي سيكون قادرًا حقًا على أخذ استراحة استمناء بسرعة والرجوع إلى العمل مع الشعور بالانتعاش والاستعداد للعمل، فذلك أمر جيد بالنسبة له وعليه القيام به.

لا ينبغي أن يكون إرضاء النفس عن طريق بعض ”الرج“ أمرًا يستحق أن يخجل منه الأشخاص، ولا يختلف الأمر كثيراً عن القيام ببعض وضعيات التأمل في وقت الراحة. إنه بالتأكيد أكثر صحة من التدخين الذي يسمح بأخذ استراحة للقيام به في معظم أماكن العمل، وأكثر فائدة من الشكوى لوالدتك عبر الهاتف لتخبرها في آخر النهار عن يومك وكيف كان سلبيا ومزعجا.

في الأخير، إذا كنت شخصًا يستغرق ساعة ونصف لأخذ استراحة للإستمناء، وتغرق بعدها في ضباب ما بعد النشوة وتكون في حاجة إلى أخذ غفوة بعدها، فعليك أن تكون صادقًا مع نفسك وأن تؤجل الحصول على القليل من ”الرج“ و”حب الذات“ لوقت لاحق. هذا هو الشيء الذي يتسم بالمسؤولية وعلى الجميع القيام به بكل بساطة.

مقالات إعلانية