in

كيف تعرف ما إن كان أحدهم يكذب عليك من خلال رسائله النصية

رسالة نصية
صورة: Katherine Killeffer/Vice

الكذبة هي بيان كاذب يقدّم للشخص الآخر على أنه صحيح مثال: ”غرفتي نظيفة“، أو هي خداع وإظهار انطباع غير نابع من القلب، مثال: ”أنا آسف أنك لم تنجح في امتحانك.“

ارجع بذاكرتك للحظةٍ كنت قد كذبت فيها، لماذا فعلت ذلك؟ كيف شعرت؟ ماذا حدث؟

الكذب جزء لا يتجزأ من حياتنا سواء اعترفنا بذلك أم لا، كل شخص منا سبق وأن كذب كذبة أو كذبتين لأحد الأسباب التالية أو لغيرها:

  • ليخرج من مشكلة ما (لم أفعلها).
  • ليتجنب جرح مشاعر أحدهم (أنت تبدو جميلاً).
  • للحصول على شيء يرغب فيه بشدة (أنهيت وظائفي، لذلك أنا ذاهب لمشاهة فيلم).

في الحقيقة هناك أشخاص يكذبون أكثر من غيرهم، يكذبون بشأن أمور بسيطة وقد يصل بهم الأمر للكذب بخصوص أكبر الأمور.

قد تكون قد صادفت كثيرا عناوين مقالات مستفزة على مواقع أو جرائد مطبوعة مختلفة تركز على كشف كذب المرأة وليس كذب الرجل؛ على شاكلة ”كيف تعلم ما إن كانت المرأة تكذب عليك من خلال رسائلها النصية“، وبدأت تفكر في مدى صحة هذا الكلام، هل يعقل هذا فعلاً؟ أم هو عبارة عن عنوان جذاب من دون أي فحوى مهمة؟

لكي نكون منصفين، فإن فكرة تلك العناوين الجذابة ترجع لدراسة قام بها باحثون من جامعة (كورنيل)، ادعت هذه الدراسة أن النساء يستخدمن جملاً أطول وكلمات غير واضحة عندما يحاولن إخفاء شيء ما، أو عند رغبتهن في خداع الطرف الآخر عبر تطبيقات المراسلة الإلكترونية.

ما مدى صحة هذا الأمر؟ دعونا نلقي نظرة:

اعتمد الباحثون في هذه الدراسة على قاعدة بيانات هائلة للمراسلات التي تمت عبر تطبيقات مراسلة الأجهزة التي تعمل بنظام الأندرويد من قبل عدد كبير من الرجال والنساء، من ضمنهم طلاب جامعيون ومنهم من أنهوا دراستهم وبدأوا حياتهم العملية، ومنهم من لم يدرس أساساً.

أشار هذا البحث لمدى كبر العينة التي تناولها بالدراسة والتحليل مقارنةً بالعينات الصغيرة التي كانت تتم عليها دراسات الباحثين السابقين، وتهدف هذه الدراسة لتصحيح هذا الأمر.

تُظهر الدراسات السابقة أن أولئك الذي يحاولون الكذب بشتى أشكاله يميلون لاستخدام الضمائر الشخصية أكثر كـ”أنا“، و”نفسي“، مع لغة تعبيرية أقل تعقيداً بمصطلحات بسيطة وجمل قصيرة.

هل تنطبق هذه الأمور نفسها على عملية الكذب عبر الرسائل النصية؟

تم تحليل الرسائل وفقاً لاختيار الكلمات، والمحتوى، والسياق ومدى صدق رغبتهم بحضور الأحداث التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين، ومدى واقعية النصوص وقربها من حياة الشخص.

بدأ الباحثون بتحليل 1703 محادثة، وبعد إزالة كل المحادثات التي لم تتضمن أية كذبة بقى لديهم 351 محادثة فقط.

في هذه المحادثات، يبدو بأن كلا من الرجال والنساء استخدموا جملاً أطول عندما كانوا ينوون الكذب، وكانت جمل النساء أطول بـ13٪ من الجمل الصادقة، بينما كانت نسبة التغير في طول جمل الرجال بسيطة جداً: 2٪ فقط.

على الرغم من وجود اختلافات في نسب استخدام المصطلحات والضمائر الشخصية أثناء الكذب لكل من الرجال والنساء فالشيء المشترك والأكثر ظهوراً كان ترددهم قبل إرسال الرسالة، بالإضافة إلى استخدام مصطلحات مثل ”ربما“، و”يمكن“، و”قد أستطيع“ …إلخ

وكان الأمر الأكثر إثارة للفضول بالنسبة للطلبة المدرسيين هو ارتفاع نسبة طول الجمل أثناء الكذب بـ25٪ من الجمل الصادقة، بينما لم تتجاوز هذه النسبة 0.12٪ عند غير الطلاب، ولم يُعرف سبب هذا الإختلاف!

استخدم كل من الطلاب وغير الطلاب عند محاولتهم الكذب كلمات لا تدل على الالتزام مثل ”ربما“، و”يمكن“، وأظهر غير الطلاب الذين يحاولون الكذب زيادة استخدام هذه الكلمات الترددية وغير الملتزمة بنسبة 18٪، بينما قفزت نسبة استخدامها عند الطلاب الذين يحاولون الكذب قفزةً لا تُصدق، حيث وصلت النسبة لـ111٪

إذاً، فالجواب هو نعم، تستخدم النساء جملاً أطول من المعتاد وعبارات غير ملتزمة عند الكذب في الرسائل النصية، والرجال كذلك مع اختلاف معتبر في النسب، ولكن الأمر الأكثر غرابة وإثارةً للدهشة كان اختلاف النسب وطريقة الكذب بين الطلاب وغير الطلاب فيما يخص هذا الموضوع!

الكذب عبر الرسائل النصية
صورة: Katherine Killeffer/Vice

السؤال المطروح هو: لماذا تركّز عناوين بعض المقالات على: كيف تكشف كذب المرأة وليس كذب الرجل؟

نعتقد بأن لهذا الأمر علاقةً بطريقة سرد الأحداث القصصية، ومدى جذب هذا العنوان للناس، ولكن بالنسبة لموقعنا لا يمكننا أن نجزم سبب هذا التوظيف الغريب لكمة النساء، والتركيز على ذكر كذب المرأة بشكل أكبر من كذب الرجل.

مقالات إعلانية