in

8 علماء تجاهلوا حقوق الإنسان تماماً في تجاربهم

8 علماء تجاهلوا حقوق الإنسان تماماً في تجاربهم

يعرف الجميع أن التقدم العلمي والتقني يأتي بثمن غالباً ما يكون باهظاً، وأحياناً ما يتضمن تضحيات تتراوح من عمل سنوات واختبارات عديدة للعلماء، وفي بعض الأحيان بإيصال الأمر إلى تجارب على البشر دون إذنهم أو موافقتهم.

ومع أن القواعد اليوم قد باتت صارمة للغاية في مجال الاختبارات وانتقاء العينات وإطلاع المشاركين على الأخطار التي يتعرضون لها، فالأمر لم يكن كذلك طوال الوقت، وفي الكثير من الحالات أتى التقدم العلمي وبالأخص في المجال الطبي على حساب حرية أو حياة أشخاص وضعوا ضمن تجارب رغماً عنهم أو دون معرفتهم بالأمر.

وهنا بعض من الأمثلة على علماء قاموا بهذا النوع من التصرفات:

1. الدكتور Saul Krugman – البحث في انتشار التهاب الكبد الوبائي

التهاب الكبد الوبائي

في عام 1954، تم تعيين الطبيب Saul Krugman كمستشار في الأمراض المعدية ضمن مدرسة Willowbrook الحكومية في New York، والتي كانت مؤسسة تستضيف عدداً كبيراً من الأطفال الذين يعانون من مشاكل عقلية وإدراكية، لكن نية Krugman لم تكن مجرد المراقبة فقط بل أراد أن يختبر انتشار وتطور مرض التهاب الكبد الوبائي في هذه المؤسسة، خصوصاً وأن التهاب الكبد حينها كان وباءً واسع الانتشار في الولايات المتحدة.

لإجراء تجربته قام Krugman بجمع عينة من 700 طفل في المؤسسة، حيث تم حقن نصفهم بنوع مخفف من فيروس التهاب الكبد لدراسة انتشاره وتطوره بينهم، وفيما إذا كانوا سيتمكنون من مقاومته والتغلب عليه أم لا، فيما أبقي النصف الثاني من الأطفال سليمين كمجموعة تحكم لمقارنة النتائج بينهم وبين من تم حقنهم بالفيروس المخفف.

في نهاية التجربة تبين أن الأعراض لدى الأطفال الذين تم حقنهم بالفيروس المخفف كانت أقل وطأة وتأثيراً من أولئك الذين أصيبوا بالفيروس بالعدوى بالطريقة التقليدية.

بالطبع فالدراسة تسببت بجدل كبير جداً خصوصاً مع كون الأطفال في هذه المؤسسة قد أدخلوا من قبل الوالدين بشكل طوعي على أمل تحسن حالتهم أو استقرارها على الأقل، وليس ليصبحوا مادة لتجارب خطيرة كالعدوى بمرض خطير مثل التهاب الكبد.

كان تبرير Krugman لتجربته بسيطاً وربما مهيناً حتى، حيث ادعى أن التجربة لم تتسبب بشيء خطير وأن الأطفال كانوا ليصابوا بالعدوى على أي حال بسبب الانتشار الواسع أصلاً لالتهاب الكبد، لكن هذا التبرير لاقى رفضاً كبيراً خصوصاً مع التضليل المتعمد لأهل الأطفال حول الأخطار الممكنة للتجربة، وحتى الادعاء بامتلاء الأقسام الخاصة بالأطفال غير المصابين لزيادة عدد الأطفال الذين يتم حقنهم بالفيروس. [مصدر]

2. عالم الاجتماع Laud Humphreys – البحث في الطرق السرية للقاءات المثليين

حمامات الرجال

كانت العلاقات الجنسية المثلية خلال الستينيات من القرن الماضي لا تزال أمراً محرماً اجتماعياً إلى حد بعيد في مختلف البلدان التي تسمح بها اليوم، والأمر لم يكن يقتصر على الحالة الاجتماعية بل أن القانون كان يمنع هذه العلاقات ويعاقب عليها، وربما قصة العالم الإنجليزي آلان تورينغ الذي اعتقل بتهمة العلاقات المثلية وأرغم على ”العلاج الهرموني“ الذي قاده للانتحار واحدة من العديد من القصص التي حدثت في تلك الحقبة، هذا الأمر بالطبع لم يعني غياب وجود علاقات مثلية، لكنه كان يعني أنها تحصل في الخفاء وبأساليب عدة لضمان أمنها وبعدها عن عيون الشرطة.

كانت أماكن اللقاء السرية للمثليين واحدة من الأمور التي أثارت فضول Humphreys، وبالأخص اللقاءات التي كانت تحصل في الحمامات العامة بشكل عفوي وغير مرتب له بين رجال مثليين يظهرون انجذابهم لبعضهم البعض، أو يمارسون الجنس حتى مع أشخاص لا يعرفونهم مسبقاً وربما لن يلتقوا بهم بعدها حتى كأسلوب للتمويه والحماية من الأعين الرقيبة.

ليتمكن من اختراق مجتمع هذه الفئة من الأشخاص، فقد حاول Humphreys أن يصور نفسه كشخص يحب المشاهدة فقط، أي أنه يستمتع بأن يكون بنفس المكان الذي يمارس فيه شخصان الجنس ويشاهدهما عن قرب.

طريقة Humphreys هذه سمحت له بالاقتراب أكثر من مجتمع الرجال المثليين خلال الستينيات، ومع الوقت تمكن من جمع معلومات عن هؤلاء الأشخاص وميولهم وطريقة تفكيرهم وحياتهم الخاصة والأمور التي تؤثر عليهم وآلية تعايشهم مع المحيط الرافض لهم، لكن الأمر لم يتوقف هنا، فمن كان يرفض الإفصاح عن معلوماته الخاصة كان يتعرض للمراقبة من قبل Humphreys الذي لم يكن يتردد بإيجاد عناوين هؤلاء الرجال ومراقبتهم والتجسس عليهم بمعرفة المزيد عن الأمر.

لاحقاً نشر Humphreys نتيجة تحرياته في عدة كتب مثل Tearoom Trade وOut of the Closets: The Sociology of Homosexual Liberation وهذا ما تسبب بضجة كبيرة وساعد في الواقع قضية المثليين في الولايات المتحدة خصوصاً مع إزالة الصفة الجرمية عن المثلية تدريجياً وإزالتها من قائمة الامراض النفسية، لكن بنفس الوقت فتصرفات Humpherys كانت مثيرة للجدل خصوصاً مع تجسسه على الأشخاص وتسجيل تفاصيل حياتهم الخاصة ونشرها وهو ما يعد تعدياً على خصوصيتهم بغض النظر عن الدافع. [مصدر]

3. الطبيب John Hunter – نبش القبور للتشريح

الطبيب John Hunter

من المعروف اليوم أن التشريح هو جزء أساسي من دراسة الطب في الجامعات والمدارس الطبية، ولهذه الغاية يتم تدريب الأطباء المستقبليين على تشريح جثث لأموات عادة ما يتم تبادلهم بين البلدان لتجنب مصادفة تدرب طالب على جثة أحد ربما قد كان يعرفه سابقاً، لكن بالنسبة للقرون الماضية مثل القرنين التاسع والثامن عشر فالأمور لم تكن كما هي عليه اليوم، والحصول على جثة لتشريحها من قبل المتدربين كان أمراً صعباً جداً وشبه مستحيل حتى، على الأقل بالطرق الشرعية والقانونية.

خلال القرن الثامن عشر ولد وعاش في اسكوتلندا الطبيب الشهير John Hunter، والذي يعد حتى اليوم أبو الجراحة الحديثة بفضل مساهماته الكبرى في العلوم الطبية وبالأخص مجال الجراحة التي كانت تؤدى بطرق مختلفة تماماً قبل أبحاثه، لكن على الرغم من إسهاماته النبيلة ودوره الكبير في التاريخ الطبي والعلمي عموماً، فأساليبه كانت المعاكس تماماً لنبل إنجازاته، ففي وقت كان العثور فيه على جثة للتشريح أمراً متعذراً كثيراً ما كان Hunter نفسه ومع طلابه يقومون بالذهاب إلى المقابر للبحث عن قبور جديدة لينبشوها ويستخرجوا الجثث منها قبل أن تبدأ بالتحلل والتفسخ.

بدأ Hunter لاحقا بالتعاقد مع نابشي قبور الذين كانوا يجلبون له الجثث، حيث امتدت علاقته معهم طوال حياته وبشكل موثق حتى، وعندما كانت الجثث أو أجزاء الجسم المجلوبة لا تتناسب حقاً مع المطلوب فلا شيء كان يذهب هباءً لدى Hunter من الأطراف وحتى الأسنان.

الأمر لم يتوقف عند نبش القبور حتى، ففي واحدة من الحالات على الأقل حاول Hunter إجراء جراحة على صديقه الملحن Joseph Haydn لكن Haydn تمكن من إقناعه بالعدول عن ذلك في اللحظة الأخيرة.

على أي حال فالشيء الذي لا يمكن إنكاره هو إخلاص Hunter لمجاله، فعندما مات عام 1793 قام طلابه باستخدامه هو نفسه للتشريح والتعلم. [مصدر]

4. الطبيب Ewen Cameron – مشاريع تغيير الوعي ومحوه

ysdg hg]lhy

أكثر ما يعرف به الدكتور Cameron هو مشروعه الذي عمل فيه مع وكالة المباحث المركزية الأمريكية (CIA) والذي يحمل اسم MKUltra، وكان يتمحور حول التحكم بالعقول وغسيل الدماغ وإعادة بناء الشخصيات مجدداً مع تجارب على البشر (وهو ما كان غير قانوني أبداً)، لكن حتى بمعزل عن عمله مع الـCIA فـCameron يمتلك سجلاً حافلاً خاصاً به في مجال الأبحاث والتجارب على العقل والوعي البشري، وكانت تتم العديد من التجارب على أشخاص حقيقيين حيث تعرض العديد منهم لنتائج مأساوية لا يمكن عكسها.

من حيث المبدأ فتخيلك للعالم المجنون على الأرجح سينطبق على Cameron، فتجاربه على البشر كانت وحشية تماماً وخصوصاً في مجال الذاكرة ومحو وإعادة بناء الشخصيات من الصفر.

واحدة من ضحايا Cameron كانت تعرف باسم Mary C، التي تعرضت لـ35 يوم من الحجب الحسي التام بحيث لا ترى أو تسمع أو تلمس شيئاً أبداً، ومن ثم تعرضت لـ101 يوماً من محاولات بناء شخصية جديدة بإعادة تسجيلات لخطابات تحفيزية وإيجابية بشكل مستمر، هذه الحالة لم تكن الوحيدة فالعديد من الضحايا الآخرين تعرضوا لغيبوبات قسرية وتكرار خطابات إيجابية على مدار 85 يوماً بينما يصحون ويعودون لفقدان الوعي مجدداً بشكل متحكم به من قبل Cameron.

غاية Cameron في مسح شخصيات البشر وتدمير كامل ذكرياتهم نجحت في العديد من الحالات، لكنه لم يتمكن قط من إعادة بناء وعي شخص بنجاح.

بالطبع فتجارب Cameron ومشروع MKUltra كانا تحت انتقادات مستمرة وتسببا بجدل واسع جداً، لكنهما كانا خطوطاً حمراء لا يستطيع أحد فعل شيء حيالهما كونهما مغطيان حكومياً بشدة خصوصاً في فترة الحرب الباردة، حيث كان السوفييت والأمريكيون يتسابقون في كل المجالات ومن بينها السيطرة على العقل وغسيل الدماغ وإعادة بناء الشخصيات، كونها قد تكون مفيدة لزرع الجواسيس كأطفال وتفعيلهم عندما يكبرون ويتغلغلون في صفوف ورتب الحكومة الخصم. [مصدر] و[مصدر]

5. جامعة Cornell – أطفال التدريب

]ldm g'tg

بين عامي 1919 و1969 كان هناك برنامج تدريبي لـ”الاقتصاد المنزلي“ في عدة جامعات أمريكية أهمها جامعة Cornell وجامعة مينيسوتا، وكما يوحي الاسم فهذا البرنامج الجامعي كان مختصاً بتدريب الإناث على أن يكُنَّ ربات منازل مثاليات في وقت كان فيه نموذج المرأة الأمريكية الصالحة هو ربة منزل لا تعمل، واهتمامها الوحيد هو تربية أطفالها والطبخ والتنظيف وطاعة زوجها.

كان البرنامج التدريبي يهدف لإعداد الفتيات لهذه المهمة المستقبلية بتعليمهن كيفية التعامل مع الأطفال وتربيتهم، لكن بدلاً من التعليم النظري أو استخدام الدمى فالبرنامج كان يستخدم أطفالاً حقيقيين يجلبون من المياتم ويتم تربيتهم في حرم الجامعة.

كان الأطفال الذين مروا بهذا البرنامج أيتاماً مع عمر يتراوح بين 3 أشهر فقط حتى بضعة سنوات، حيث كانوا يتلقون العناية من عدد من الطالبات عبر المسيرة الدراسية، وعادة ما يتغير من يرعاهم عدة مرات خلال بقائهم في البرنامج، حيث أن مدة بقاء كل طالبة كانت تمتد لستة أسابيع فقط مع نسبة كبيرة من الأطفال ممن قد يمر عليهم 11 أو 12 طالبة طوال وقت بقائهم في المنازل التابعة للجامعة.

لم يتم توثيق عدد الأطفال الإجمالي ضمن البرنامج بالتحديد، لكنه امتد طوال أكثر من 50 سنة وأعطي الأطفال لقب (كنية) Domecon والذي هو اختصار لـDomestic Economy أو الاقتصاد المنزلي بالعربية.

النشأة المتوترة وتغير الظروف بشكل مستمر للأطفال الذين كانوا ضمن البرنامج تسبب بضرر نفسي كبير عليهم، وفي دراسات لاحقة تبين أن الكثير منهم وجدوا أنفسهم في حياة الجريمة حيث يدخلون السجن بشكل متكرر، وحتى أولئك الذين لم يتجهوا للجريمة فنسبة كبيرة منهم عانوا من مشاكل بالثقة وتشكيل أي علاقات طويلة المدى، مع معاناة الكثيرين كذلك من أمراض نفسية واضطرابات في الشخصية بسبب نشأتهم المضطربة. [مصدر]

6. الطبيب Chester Southam – البحث عن علاج السرطان

hlvHm lskm

من المعروف للجميع أن السرطان ”هداك المرض“ هو واحد من أكثر الأمراض إثارة للخوف والرعب بين الأشخاص، وعلى الرغم من أن الكثير من أنواع السرطان باتت قابلة للعلاج بشكل كامل ولم تعد حكماً نهائياً بالموت، فهو لا يزال مخيفاً جداً خصوصاً وأن أساليب علاجه لا تزال عامة جداً ولا تعد بنتائج جيدة بالضرورة، كما أنها تمتلك آثاراً مدمرة على حياة الأشخاص وبالأخص العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي الذي هو حرفياً ضخ للسموم في جسم المريض.

الحالة الخاصة بالسرطان بين الأمراض جعلته محوراً للعديد من الأبحاث حول حلول أفضل وعلاجات أكثر فاعلية وأبحاث لا حصر لها حوله (عدا عن نظريات المؤامرة التي تحاك حوله)، ومع أن العديد من التجارب باتت تتم بشكل علمي موثق ووفق الأخلاقيات الطبية، فالأمر لم يكن دائماً هكذا وتجارب الدكتور Southam مثال قوي على الأمر، فقد بدأت على متطوعين يعُون تماماً ما يتم تجربته عليهم وانتقلت في النهاية إلى التجارب على مسنين يعانون من أمراض مزمنة وعلى حافة الموت ودون موافقتهم أو معرفتهم بالتجارب حتى.

كانت تجارب Southam تتناول تعامل الجسم مع الخلايا السرطانية عموماً، لذا فقد درس تأثير حقن هذه الخلايا في المصابين بالسرطان وفي الأشخاص السليمين، وبينما تمكن الجهاز المناعي للسليمين من رفض الخلايا السرطانية خلال أقل من شهر عادة، فقد تبين أن المرضى بالسرطان يمتلكون مناعة أضعف بكثير مما يجعل ردودهم المناعية على الخلايا السرطانية أبطأ وأقل تأثيراً.

كانت محاولة Southam تهدف لفهم الترابط بين قوة المناعة والسرطان، لذا فقد قام بتجربة خلال الستينات على 22 مريضاً مصاباً بأمراض مزمنة لدراسة الأمر، هذه التجربة تمت بسرية تامة بحيث أن المرضى أنفسهم ومعظم طاقم المستشفى حتى لم يكن لديهم معرفة بالتجربة، خصوصاً وأن عدداً منهم كان قد رفض طلبات سابقة من Southam للقيام بالتجربة. [مصدر]

7. الطبيب Eugene Saenger – العلاج بالأشعة

العلاج بالأشعة

خلال الستينيات، كان الإشعاع الناتج عن العناصر المشعة قد بات أمراً مخيفاً جداً ومصدر قلق كبير لدى العامة والحكومات، خصوصاً بعد ظهور التأثير المدمر للأسلحة النووية في اليابان والربط بين التعرض للإشعاع والإصابة بالسرطان والموت نتيجة ما يعرف بـRadiation Sickness، لذا فقد قام Saenger بمجموعة من التجارب المتعلقة بالإشعاع في جامعة Cincinnati الأمريكية تحت طلب مباشر من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، مع كون الظاهر للدراسة هو دراسة استخدام الأشعة في علاج الأمراض وبالأخص مرض السرطان.

أدت بحوث وتجارب Saenger إلى نشوء استخدام الأشعة في العلاج حالياً حيث بات العلاج بالأشعة واحداً من العلاجات الأهم للسرطان، لكن غاية التجربة الأصلية والتي طلبها البنتاغون لم تكن مرتبطة بعلاج السرطان في الواقع، بل دراسة مدى تأثير الأشعة على البشر وإلى أي حد يمكن للشخص العادي التعرض للأشعة قبل أن يصاب بإعياء شديد يحد من فعاليته أو يتسبب بموته.

تمت التجربة على 90 مريضاً مصاباً بالسرطان خلال الستينيات مع تعريضهم لجرعات كبيرة من الإشعاع تحت غطاء دراسته لاستخدام الأشعة كعلاج.

كان المرضى ضمن التجربة من عائلات فقيرة أو من الطبقة الوسطى الدنيا، ونسبة كبيرة منهم (60٪) كانوا من السود (الأمريكيون من أصول أفريقية) والنتائج كانت سيئة جداً وأدت إلى وفاة 21 شخصاً من أصل 90 خلال الشهر الأول من التجربة.

اعترف Saenger بوجود ثمانية وفيات بسبب الإشعاع، لكنه تراجع عن تصريحه هذا وعاد للادعاء بأن أياً من المرضى قد مات بسبب التجربة.

بقي الأمر عبر السنوات محل جدل كبير خصوصاً مع دفاع Saenger بأنه جمع استمارات موافقة من المرضى على التجربة، ولو أن هذه الاستمارات كانت مضللة كونها لا تذكر الأخطار الحقيقية للتجربة وإمكانية الموت بسبب الجرعات الكبيرة من الإشعاع. [مصدر] و[مصدر]

8. الطبيبة Lauretta Bender – العلاج بالصدمات الكهربائية للأطفال

العلاج بالصعق الكهربائي

من بين مختلف أنواع الأمراض الموجودة فلا شك أن الأمراض النفسية هي التي تتعرض لأكبر كمية من سوء الفهم والجدل سواء من العامة أو حتى الأطباء المختصين بالمجال، فعبر السنوات عوملت الأمراض النفسية بأشكال متعددة وقدمت العديد من العلاجات الغريبة والتجارب سيئة السمعة عليها، مع الكثير من النظريات المتناقضة التي جعلت المستشفيات والمصحات النفسية تتحول إلى أماكن مناسبة للكوابيس ومصدراً للرعب للكثيرين، بسبب طبيعة ما يحدث ضمنها والتجارب التي تتم على نزلائها والتعامل معهم من قبل الطاقم، وحتى نظرة المجتمع السلبية جداً تجاههم (خصوصاً مجتمعات العالم الثالث حيث المرض النفسي يعامل كجريمة وعلى المصاب به أن يخرج منه بنفسه).

واحد من أكثر الحالات التي لا تزال غير معرفة بدقة (مع كون تشخيص الأمراض النفسية عادة يفتقر للدقة ويعاني من مشاكل عدة) هي حالة التوحد التي عادة ما تظهر في البداية لدى الأطفال دون أسباب واضحة (مع تجاهل نظريات المؤامرة التي تدعي دور اللقاحات)، وتأتي على شكل طيف واسع يجعل تشخيصها صعباً والتعامل معها أصعب بكثير كذلك.

كان التوحد بالتحديد محط اهتمام عالمة النفس والطبيبة Lauretta Bender والتي خلال الأربعينيات والخمسينيات أجرت العديد من التجارب على العلاج بالصدمات الكهربائية في مستشفى Bellevue.

العديد من الأطفال الذين تعرضوا لعلاج Bender تحدثوا لاحقاً عن تجربتهم المريرة مع الصدمات الكهربائية المؤلمة التي لم تكن تعطي أي تحسن فعلي، كما تحدثوا عن الظروف السيئة في المشفى والمعاملة السيئة والكابوس الذي شكله هذا العلاج لهم، على الرغم من أن الكثيرين منهم لم يكونوا يعانون من التوحد أصلاً، بل كانوا فقط أطفالاً خجولين تم تشخيصهم بالتوحد أو الفصام بشكل خاطئ. [مصدر] و[مصدر]

توضيح: هناك العديد من التجارب والعلاجات الوحشية التي تم تطبيقها من قبل النازيين مثلاً أو اليابانيين أو سواهم خلال فترات الحروب بالأخص، لكن تم استثناء هذه الأبحاث والتجارب الوحشية وذكر تجارب وحالات تمت ضمن المجتمع العلمي الحديث بعيداً عن الأقبية السرية للجيوش والأنظمة الشمولية.

مقالات إعلانية