in

كيف تربي أبناءك وبناتك على دعم النسوية؟

تساوي الجنسين
صورة لـ Melker Dahlstrand

العديد من الأشخاص لا يزالون يخافون من مصطلح النسوية ”فيمينست“ ولا تزال لديهم إشكاليات وأفكار مسبقة تكاد لا تكون صحيحة. فالنسوية هي المساواة السياسية، الاقتصادية والاجتماعية بين الجنسين، ودعم حقوق المرأة. إن تنشئة الأطفال على مبادئ المساواة بين الرجل والمرأة هو لشيءٌ مهم، حيث إن الثقافة والعادات والتقاليد العربية لا تزال تؤكد على الفوارق واللامساواة بين الجنسين، وهو ما ينتج لنا العناصر الرجعية التي لا تؤمن بحقوق المرأة البديهية. في هذا المقال، سوف نطرح تسعة نقاط مهمة من أجل تربية مجتمع يؤمن بالمساواة والتقدّم.

1. كونوا لهم مثالاً للمساواة:

النسوية
صورة لـ Melker Dahlstrand

لا يوجد أبناء وبنات نسويون/ات بل عائلة نسويّة، حيث ينبغي أن تعكس أدوار الأهل قيم المساواة والاحترام. دراسات ونظريات علم النفس تؤكد على أن الأطفال يتعلمون ويقلّدون أهلهم، ويتخذون منهم مثالاً للعمل المقبول. إن تعامل الأهل مع بعض باحترام، وبتقسيم العمل ما بينهما بالتساوي، سيقلدهما الأبناء والبنات.

2. تقسيم أعمال المنزل:

تقسيم اعمال المنزل
تقسيم اعمال المنزل

فرص متساوية في أعمال المنزل هي حجر الأساس. كل عضو لديه فرصة متساوية في أعمال المنزل. لا يوجد هناك ”أعمال للمرأة“ أو ”أعمال للرجل“، بل هناك عمل فقط. نحن فريق. كل عضو له قيمته ومهمته. إن القوالب النمطية المتعلّقة بالجنسين ما هي إلا صنيعة مجتمعية، والقضاء عليها يبدأ من المنزل.

3. اللغة:

البنت زي الولد
البنت زي الولد

امسح من قاموس اللغة أن كلمة ”بنت“ إهانة، وأي كلمة تخمل معنى مشابه (تهين الأنوثة). علمهم/علّميهم أن جنس الشخص المُخاطَب ليس مهمًا، بل أخلاقه/ـا هي التي تؤهلنا لكي نبني أحكامنا. العديد من الأهل يشيرون مباشرةً إلى جنس الطفل الآخر ”دائماً العب مع الأولاد بألعاب الأولاد وليس مع البنات“، لكن هذا يعزز القوالب النمطية ولا يؤهل الطفل لبناء علاقات صحية مع الجنس الآخر.

4. المدرسة:

الفصل بين الجنسين في الدراسة
الفصل بين الجنسين في الدراسة

إن المدرسة هي من أوائل بدايات الحياة الاجتماعية للطفل/ـة. أرسل/ي أبناءك وبناتك إلى مدارس مختلطة ولا تعزلهم/تعزليهم عن الجنس الآخر. مدارس الجنس الواحد تعزز القوالب النمطية الخاصة بالجنسين، وتؤكد على أن الذكر والأنثى لا يجتمعان تحت مفهوم ”إنسان“، ولا تُخرّج طلاباً مؤهلين للعمل أو الحياة الأسرية.

5. قوانين المنزل:

صورة عائلة
صورة من موقع my design beauty

العديد من العائلات لا تزال تعطي أبناءها صلاحيات أكثر من بناتها، خاصة التحكّم والتدخل في أمور أخواتهم. ضع/ي قوانين موحدة لابنك وابنتك. الغي امتيازات الأبناء الذكور بالنسبة لأوقات العودة إلى المنزل، التحكم بالأخوات، والملابس، والسفر، وإكمال التعليم في دولة أُخرى، وحتى التدخين (مع أنه مضرّ للجنسين وليس فقط للإناث) : كلاهما يعودان إلى المنزل في نفس وقت، ممنوع التدخين، إلخ.

6. الحب والحنان:

الماسواة والحب
صورة من موقع family photography sydney

الجميع في المنزل يستحق الحب والحنان المتواصل من كلا الأهل. العديد من العائلات تنبذ فكرة إعطاء ذكورها الحب والحنان خوفاً من أن يصبحوا ”مايعين“ لكن هذا الكلام غير صحيح. العناق والقبلات يؤكدان على تقدير الأهل للطفل ويزيدان من ثقة الطفل بنفسه. الأبحاث العلمية تشير على أن الطفل منذ سنواته الأولى يستطيع التمييز بين معاملة الذكر والأنثى، لذلك الحب والحنان كسلوكين غير عدوانيّيَن هما تأكيد على السلام والمحبّة، وطبعاً تؤكدان على أن الطفل مهما كان جنسه هو إنسان يستحق الدعم.

7. الحوار:

الحوار
الحوار

نحن نؤمن بأن الحوار هو ما يساعد في تقدم المجتمعات. آداب الحوار تتضمن احترام الطرف الآخر بغض النظر عن إن كان ذكرًا أم أنثى. تمكين الأبناء والبنات على آداب الحوار هو ما يساعد في نشر أفكارهم حول النسوية والمساواة (اللتان تعلماها في المنزل)، مما يساهم في تغيير النظام المضطهد للمرأة إلى نظام أكثر مساواةً. بالإضافة إلى ذلك، فالحوار هو من أهم الأسلحة التي تساهم في تغيير نظرة المجتمع وتساهم في تقدم المجتمع إيجابياً.

8. التشجيع على التفكير النقديّ:

تشجيع الاطفال على التفكير
تشجيع الاطفال على التفكير

تتعليم الأطفال التفكير النقدي يساعدهم على رؤية ودراسة وتشكيك ما حولهم. التفكير النقدي لما حولهم يتضمن العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية البالية، ونقدها يساهم في إحداث تغيير حقيقي على الأرض لإنهاء اللامساواة إن كانت الجنسية منها أم العرقية، الدينية، أو الطبقيّة.

9. تقبّل الاختلاف:

تقبل الاختلاف
تقبل الاختلاف

عادة ما يكون الطفل المختلف هو محطّ السخرية والاستهزاء والتنمّر. لنغيّر هذا السلوك، علينا أن نبدأ بأبنائنا وبناتنا. علينا تعليمهم أن الاختلاف جميلٌ والتنوع يصدّر مجتمعاً صحّيّاً. النسوية تحترم الاختلاف وتؤكد على أن حرية المعتقد والتعبير هما أساسان مهمان في أي مجتمع متحضّر.

في الأخير…

حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين هي حجر الأساس لكل مجتمع متحضر، وهذا ما نشهده في الدول الاسكندنافية خاصة (هي من أفضل الدول للنساء) والأوروبية عامة. علينا أن نعلم أطفالنا أن المساواة هي الحالة الطبيعية؛ لأن إقصاء الأنثى من الحياة العامة هو إضاعة المجتمع لنصف قواه التي يحتاجها لينهض ويتقدّم ويزدهر.

مقالات إعلانية