لا يعتبر الرئيس (جون كينيدي) الشخصية الشهيرة الوحيدة التي فقدت عضوا من أعضاء جسمها بعد وفاتها: فتضم القائمة كذلك كلا من (ألبرت إينشتاين)، و(بيتهوفن)، و(غاليليو)، والكثير من غيرهم.
هل لدماغه المفقود علاقة بمقتله؟ هل يحمل دماغه المفقود أجوبة محتملة عن قضية قتله يا ترى؟ حتى نستعيد الدماغ المفقود، ليس لنا أن نعرف تماما.
من سرق دماغ (جون فيتزجيرالد كينيدي)؟
تعد هذه القضية محل غموض شديد منذ سنة 1966، عندما اكتشف، بعد ثلاثة سنوات من مقتل الرئيس، أن دماغه الذي تم استخراجه خلال عملية التشريح، وحفظ في الأرشيف الوطني الأمريكي، صار مفقودا.
يعتقد عشاق نظرية المؤامرة بأن هذا العضو المفقود من جسم الرئيس قد يحمل أجوبة ودلائل تشير إلى أنه لم يتم إطلاق النار عليه من الخلف من طرف المزعوم (لي هارفي أوزوولد)، بل كان ذلك قد حدث من الأمام.
أما أحدث النظريات، فلا تضع الكثير من الرونق الدراميتكي على القصة، فيعتقد الكاتب (جايمس سوانسون) وهو مؤلف كتاب حديث حول اغتيال الرئيس (كينيدي) بأن دماغ الرئيس قد تم سرقته من طرف شقيقه (روبرت)، حيث يقول: ”لربما كان قد فعل ذلك لإخفاء أدلة عن مدى تفاقم المرض الذي كان يعاني منه الرئيس (كينيدي)، أو لتمويه أو إخفاء أدلة تتعلق بعدد الأدوية والعقاقير التي كان الرئيس يتعاطاها“.
لطالما حظيت الأدمغة البشرية باهتمام الكثيرين على مر الزمان، وبشكل خاص لدى الأشخاص الذي لطالما رغبوا في دراسة أسرار الذكاء، والأشخاص الأذكياء، والموهوبين وذوي النفوذ والسلطة.
بعد وفاة عالم الفيزياء الشهير (ألبرت إينشتاين) سنة 1955، انتزع دماغه وتمت دراسته من طرف الطبيب المختص في علم الأمراض (طوماس هارفي)، وتم قطع جزء كبير من دماغه إلى شرائح عديدة التي ضاع القسم الأكبر منها.
قام (معهد الدماغ) في موسكو كذلك بجمع ودراسة أدمغة العديد من العلماء الروس اللامعين ومفكريها، وكان الدماغ الأكثر شهرة من بينها دماغ (لينين).
تمت سرقة رأس (جوزيف هايدن) من قبره من طرف رجلين اثنين، مدفوعين باهتماماتهما بعلم (فراسة الدماغ) Phrenology -وهو علم زائف ومعتقد يشير إلى أن الدماغ يكون مقسما إلى ملكات فكرية، وكل ملكة مسؤولة عن صفة معينة يتصف بها الشخص- وقد وجدت جمجمته سبيلها في نهاية المطاف إلى (مجتمع أصدقاء الموسيقى في فيينا) بعد ثمانين عاما على وفاته، تم توحيدها مع باقي جثمانه في سنة 1954.

عندما توفي (بيتهوفن) بعد مرور بضع سنوات على وفاة (هايدن)، ومع كون الاهتمام بعلم (فراسة الدماغ) ما زال قائما ومشتدا، كانت هناك مخاوف من أن يلقى جثمانه نفس المصير الذي لقيه جثمان (هايدن)، مع تصريح أحد حفاري القبور بأنه تم العرض عليه مبلغ مالي سخي من أجل ”تسليم وتوصيل رأس بيتهوفن إلى مكان محدد“، إلا أن هذا المؤلف الموسيقي الشهير لم يمر سالما على هذا، فخلال تشريح جثته، أخذ أحد الأطباء عظام أذنه، كما تم قص خصلات من شعره، وعندما تم استخراج جثته لاحقا في القرن التاسع عشر، اكتشف أن أجزاء وقطعا من جمجمته قد كانت ناقصة كذلك.
ما يشاع على أنه جمجمة (موزارت) -حيث أن الاختبارات والتحاليل لم تكن حاسمة حيال ذلك- يقبع في المتحف المخصص له في (سالزبرغ) باسم (مؤسسة موزارتيوم الدولية)، حيث أن هيكله العظمي مازال مفقودا، وذلك منذ دفنه في قبره الذي أعيد فتحه مجددا بعد سنوات قليلة من وفاته في سنة 1791.
تعتبر بقايا وجثمان (طوماس باين) مفقودة كذلك، حيث في سنة 1819، وبعد عشرة سنوات من وفاته في مدينة (نيويورك)، أعاد الصحفي (ويليام كوبيت) عظامه إلى إنجلترا، مع فكرة أنه قد يتم إعادة دفنه في قبر مميز، إلا أن هذا لم يحدث أبدا، حيث أن العديد من الأشخاص من حول العالم يدعون بأن كلا منهم يملك جزءا من (طوماس باين).
يعتقد كذلك أن يكون جثمان الامبراطور الفرنسي (نابليون بونابارت) مفقودا كذلك ومتشرا حول العالم -حيث كانت الأمعاء التي يزعم أنها له يحتفظ بها في لندن، والتي دمرت خلال غارة جوية أثناء الحرب العالمية الثانية- لكن يعتقد بأن قضيبه تملكه ابنة (جون لاتيمر)، وهو طبيب المسالك البولية في مدينة (نيو جيرسي)، ونفس الطبيب الذي لجأ إليه آل (كينيدي) من أجل إلقاء نظرة على دليل تشريح الرئيس المقتول، الذي يشاع بأنه كان قد اشتراه في مزاد عقد سنة 1977.
إلا أنه في بعض الحالات تعاود بعض البقايا الظهور في سنوات لاحقة، ففي سنة 2009، تم اكتشاف اثنين من أصابع (غاليليو) وسن من أسنانه، التي تم اقتلاعها من طرف معجبين به بعد خمسة وتسعين سنة على وفاة الفلكي الشهير، حيث تم رؤيتها آخر مرة في سنة 1905 قبل أن تعاود الظهور مرة أخرى ويؤتى بها إلى (متحف تاريخ العلوم) في فلورنسا بإيطاليا.
كان هذا المتحف نفسه، الذي أصبح يطلق عليه اسم متحف (غاليليو)، موطنا لأصابع أخرى من أصابع يد الفلكي الشهير.
- اقرأ أيضا مقال: 7 مشاهير يرغب العلماء في فتح قبورهم وإخراج جثثهم.