in

ميسي… رونالدو… أم كلاهما؟

ميسي ورونالدو

الأفضل على الإطلاق خلال السنوات الأخيرة من غير منافس، يحلقان بعيداً بموهبة و قدرات ليس لها مثيل، قطبا الكرة العالمية، ليونيل وكرستيانو. بغض النظر عن ميولك الكروية، فوجودهما متعة رائعة ومنافستهما من أجمل ما أنتجته الكرة في تاريخها. لولا هذة المنافسة لما كانت الكرة تحمل هذة المتعة الحالية.

في الحقيقة فإنهما يكملان بعضهما، لنتخيل ميسي من غير رونالدو، هل كنا سنراه بهذه القدرات؟ و العكس صحيح، المنافسة هي من جعلتهما أسطوريين بهذا الشكل، ليس تقليلاً من باقي اللاعبين، لكن الواقع واضح بأن لا منافس لهما.

لكن، ”المقارنة“ ظالمة للطرفين, فإن فضلت واحداً فأنت تقلل من الآخر، لا يجوز المقارنة بلاعبين مختلفين تماماً بقدرات مختلفة وفرق و ظروف مختلفة، اختلافهما هو جوهر هذه المنافسة.

المراوغ الأفضل و مفتاح اللعب

أوجه ”الاختلاف“ واضحة، ميسي مهاجم ثانٍ، محور لعب الفريق، إن لم يسجل الهدف فهو صانعه، بسبب تواجده الدائم في منتصف ملعب المنافس، اختراقاته عادة ما تنتج عن هدف له أو لفريقه، قدرته الهائلة في الاحتفاظ على الكرة ليس لها مثيل، نظرته الثاقبة في التمرير، سرعة المراوغة وسهولتها تجعل من الفريق المنافس يحتاج لأكثر من لاعبين لإيقافه، هذا ما ينتج عنه ثغرات في دفاع المنافس، يتفوق ميسي في أهميته كمفتاح للعب. لا يوجد لاعب في العالم يراوغ كميسي، الـ dribbling علامة مسجلة باسمه.

ميسي

المهاجم الوهمي يدعم ميسي لكن سلبي على الفريق

مهاجمين كثر لعبوا بجوار ميسي، ايتو، سانشيز، بويان، ابراهيموفيتش وبيدرو، منهم من فشل ومنهم من لم يستطع إظهار قدراته، والسبب أنه عادة ما كان لاعب مهاجم صريح على الورق لكن وهمي في الحقيقة، فمهمته الأساسية هي سحب المدافعين لتسهيل اختراق ميسي، هذا كان عيب في لعب فريق برشلونة وكان سبباً في فشل معظم لاعبي الهجوم، و نقطة ضعف للفريق، فوضوح هذا الأسلوب سهّل على المنافسين كسر هذه القدرة، شاهدنا هذا في ريال مورينيو عندما وضع بيبي كمحور دفاعي، أو مباراتهم مع تشلسي في دوري الأبطال، فهذا سبب أساسي لظهور ميسي بشكل كبير و إظهار كامل قدراته، لكنه كان عيباً في الفريق، فإحباط محاولات ميسي كانت كفيلة بإحباط محاولات الفريق.

لكن من الملاحظ في الموسم الأخير، اختلاف لعب برشلونة بوجود نيمار و سواريز، أصبح الفريق لا يعتمد عليه بشكل كامل كالسابق، فإن لم يكن ميسي في يومه كان نيمار، و إن لم يكن فهناك سواريز، توزيع المهام الهجومية هذا جعل برشلونة فريق قوي من جديد صعب الإيقاف.

M2

ميسي المنتخب

لكن هذا سيؤثر على إنجازات ميسي الفردية في المستقبل، فميسي المنتخب مختلف تماماً، صانع ألعاب عادي، مع أن لاعبي الخط الأمامي على أعلى مستوى، اغويرو، ديماريا، باستوري، تيفيز، هيجواين ولافيتزي، لكن أسلوب اللعب المختلف غير المركّز على ميسي يظهره لاعب وسط جيد لكن ليس أسطوري، هذا ليس نقد لكن واقع نراه في ميسي منذ استدعائه للمنتخب و حتى الآن، هل منكم من شاهد ميسي برشلونة نفسه في المنتخب؟

ميسي

اللاعب الأكثر تكاملاً في العالم

رونالدو لاعب جناح، ليس محور لعب الفريق، وليس مهاجماً صريحاً، و مع هذا فأهدافه غزيرة بسبب قدراته، اللاعب الأكثر تكاملاً في العالم لا يسجل بأسلوب واحد، رونالدو أحد اللاعبين القلائل الذين يستطيعون التسجيل من كل الزوايا بجميع الطرق، رونالدو الأكثر مهارة، الأسرع، والأقوى بدنياً، رأسياته لا أحد يستطيع مواجهتها، أهدافه بعيدة المدى لا ترد، تمركزه السريع و المدروس وتحركة بدون كرة، جميعها أسباب تجعل رونالدو لاعب متكامل يفعل كل شيئ ممكن في الملعب، لا يستطيع لاعب جناح أن يفعل هذا، أرقامهما التهديفية متقاربة جداً لكن يحسب لرونالدو أن مركزه أصعب.

رونالدو

قدرته على التأقلم تجعله غير قابل للإيقاف

من أهم النقاط التي تدعم موقف رونالدو هي أنه لا يتأثر في الفريق، رونالدو مانشستر هو رونالدو مدريد و هو رونالدو البرتغال، رونالدو مع اوزيل كرونالدو مع ديماريا كرونالدو لوحده، لا يعتمد أبداً أدائه على المتغيرات الخارجية، مع تحفظي على أهمية بنزيمة تكتيكياً لرونالدو لإعطائه المساحة، غير أنه غير قابل للإيقاف مع ما نشاهده من ضغط كبير عليه، خسارته الكرة الذهبية لأربع مرات متتالية كانت كفيلة بتحطيمه، لكن عشقه للتحديات هو سر نجاحه.

عزلته كجناح تقلل من فاعليته

لكن تواجده في زاوية الملعب كجناح، يقلل من أهميته في أسلوب اللعب، تجعله غائباً أحياناً، و أحياناً أخرى تمنعه من مساعدة الفريق في الاختراق، فإن لم تصله الكره أو كان وسط الفريق ضعيفاً فمن الممكن أن لا تراه لوقت من الزمن، بسبب عزلته كلاعب جناح، ميسي له ثقله في أسلوب الفريق لكن رونالدو فمحور عمله هو التهديف، وإن تم الضغط عليه من عدة لاعبين قد تكسر فاعليته، لكن مع هذا فإنه قادر على التسجيل في أي لحظة.

رونالدو

في رأيي الشخصي كانت الظروف داعمة لميسي أكثر بسبب أسلوب اللعب ومركزه و بشكل أساسي بسبب تواجد رونالدو بمنتخب أضعف نسبياً، و تنقله التدريجي من فريق أقل في المستوى ”لشبونة“ إلى نادي انجليزي ثم اسباني، لو تخيلنا بداية رونالدو في الريال كبداية ميسي في برشلونة كنا رأينا شيئاً أكثر من هذا بكثير، جميع الأرقام التي يتفوق فيها ميسي على رونالدو هي بسبب أنه لعب لنادي واحد في دوري واحد منذ البداية، لكن من يعلم، لو كان مستوى رونالدو بمستوى أعلى فمن المؤكد أن ميسي لن يقف ليشاهد.

أخيراً، الأثنين وجهان لعملة أسطورية واحدة، فلنكف عن المقارنة و نستمتع بأننا الجيل الذي اختاره القدر ليكون شاهداً على هذا الثنائي.

مقالات إعلانية