in

5 حقائق في عالم الفنون القتالية تبدو أقرب للأساطير

الأفلام عموماً ليست مصدراً يمكن الثقة به لأي شيء في الحياة، بداية من الأفلام التي تزور العلم بشكل واضح وصريح لصنع حبكة مضللة مثل فيلم Lucy، أو الأفلام التي تصور مناطق جغرافية خارج مكان إنتاجها وينتهي الأمر بصورة مشوهة وغير متناسقة للواقع، لكن بين جميع أنواع الأفلام هناك نوع لا أظن أن أحداً يأخذه بشكل جدي: أفلام الفنون القتالية، فهذا النوع من الأفلام معروف بمبالغاته غير المنطقية وأفكار الأبطال الخارقين للطبيعة الذين يستطيعون القضاء على مئات الخصوم دون أن يتعرضوا حتى لخدش، وبأفضل الأحوال يظهرون وكأنهم تعرضوا لبعض الصعوبة، لكنهم يتغلبون على مئات الأشرار المحيطين بهم.

على أي حال فهذه الأفلام على الرغم من مبالغاتها ومخالفتها للواقع والمنطق، فهي في بعض الحالات القليلة تعرض أشياء تبدو خيالية، لكن هذه الأشياء تمتلك جذوراً في الواقع سواء بكونها حقاً قابلة للتطبيق، أو أنها قريبة للغاية من شيء موجود في الحقيقة.

هنا سنحاول استكشاف بعض هذه الأمور التي تبدو خيالية لكنها تمتلك جذوراً في الواقع، وبالطبع فنحن لا نستطيع التأكد تماماً و100٪ من كونها واقعية، لذلك مع كوننا نبذل جهدنا للتأكد من مصداقية هذه المزاعم، فاحتمال الغش أو التلاعب او الخداع يبقى قائماً ومن واجبنا التنويه لذلك مسبقاً.

إمساك الأسهم وهي تطير في الهواء

الأسهم

هذه ”الخرافة“ (بالطبع كونها في المقال فهي ليست خرافة) هي واحدة من أكثر الأشياء التي يتم ربطها بالنينجا، فهم يشكلون مضرباً للمثل بسرعة الحركة والاستجابة والبديهة المتيقظة والدقة العالية، ولا أظن أن هنالك مثالاً يلخص كل ما سبق مثل إمساك سهم يتم إطلاقه باتجاهك.

في حال لم تكن ترى مدى صعوبة تصديق هذا الأمر، يجب أن تتخيل مدى سرعة السهم عندما يأتي ناحيتك، فبالمتوسط تسير النبال بمعدل سرعة 100 متر في الثانية، وحتى لو فرضنا أن السهم بطيء ويسير بسرعة 50 متراً في الثانية فقط، ففي حال أطلق عليك من مسافة متوسطة مثل 25 متراً، فلديك أقل من نصف ثانية لتراه وتقوم بالتقاطه وإلا سيصيبك ويقتلك.

بالطبع، للشخص الطبيعي هذا الأمر أقرب إلى ضرب من الخيال، فحتى مع أقصى تركيز لنا لن نتمكن بالمتوسط من أن نرى سهماً يتجه نحونا ونقوم بالتقاطه أيضاً، وعلى الأرجح أنه سيصيبنا قبل أن نلحظه حتى، لكن بالطبع هذا الأمر للحالة الطبيعية، والحالة الطبيعية لا تشمل الجميع، فالبعض لديه سرعة استجابة عالية جداً مقارنة بالآخرين وأشبه باستجابة القطط حتى، وهذا النوع من الأشخاص قد يكون قادراً على التقاط سهم في الهواء في حال تدرب بشكل مناسب للقيام بذلك.

في الفيديو أعلاه ليس فقط شخص يلتقط سهماً، بل أن الأمر ممكن كفاية لدرجة أن هناك ارقاماً قياسية في المجال، وفي هذه الحالة فالرقم هو 33 سهماً خلال دقيقتين فقط.

بالطبع فالشخص في الفيديو هو خبير فنون قتالية ذو خبرة لسنوات طويلة في المجال ويمتلك سرعة استثنائية وتدرب لسنوات لإتقان هذه الحركة بالتحديد، ولكن هذا الأمر لا يثبت بالضرورة أن النينجا كانوا يستطيعون فعل ذلك، لكنه يظهر بان الأمر ممكن في الواقع، وبالنسبة لبعض الأشخاص لا يعد خيالياً أبداً.

*لا تقم تحت أي ظرف بتجربة القيام بتجربة التقاط سهم في الهواء، فأي خطأ بسيط حتى مع سهم دون رأس معدني من الممكن أن يتسبب بضرر كبير في حال أصاب الجسم أو اليد أثناء محاولة الإمساك به.

حلقات القتال المتتابع

حلقات القتال المتتابع

في فيلم Bloodsport الشهير وعشرات الأفلام الأخرى، تظهر واحدة من الأحداث التي تبدو غريبة وغير منطقية أبداً، ففي الفيلم المذكور يدخل (جان كلود فاندام) –رمز القتال الحر في تلك الحقبة– ضمن مجتمع القتال الخفي Underground ويشق طريقه بقتال الخصوم واحداً تلو الآخر إلى أن يتغلب على الجميع ويخرج مرهقاً لكن منتصراً على عشرات المتحدين له في ساحة القتال. لنكون صادقين هنا، فالأمر ليس موجوداً بشكله الظاهر في الأفلام لكن هناك نوعاً من القتال شبيه للغاية به ولو أنه أخف حدة بالطبع.

بالنظر إلى حلقات القتال المتتابع الموجودة في الواقع، من الممكن أن ترى ما يعرض في الأفلام كإصدار مخفف من حيث الشدة، لكن مبالغ به من حيث الأحداث، فالقتال المتتابع في الحقيقة ليس بطولة معتادة تعتمد على التغلب على الخصم للترقي للمرحلة التالية بشكل متتابع، بل هي أشبه باختبار تحمل (في الواقع هي اختبار تحمل ولا يتضمن أي بطولة) حيث أن التحدي يضع مقاتلاً واحداً أمام سلسلة من 100 مقاتل موازٍ له في القوة والمستوى القتالي وعليه أن يقاتلهم على التتابع.

لكن على عكس الأفلام حيث يجب على المقاتل القتال حتى النصر أو الخسارة، فالوقت هو المعيار هنا، حيث يستمر كل نزال لمدة دقيقتين فقط يجب على المتحدي فيها ألا يتعرض للهزيمة ويحاول أن ينتصر في 50 منها على الأقل ويفضل بالضربة القاضية، وبعد كل نزال يستريح لمدة دقيقة واحدة فقط ليلتقط أنفاسه ويعود مجدداً إلى النزال. بالطبع يمكنك تخيل مقدار الإرهاق الذي سيصيب أي متحدٍ في هذا النوع من النزالات، فحتى دون الحاجة للقتال حتى النصر؛ الصمود أمام 100 مقاتلٍ موازٍ لك في المهارة ليس بالأمر السهل.

هذا النوع من اختبارات التحمل يعود بالأصل إلى مدرب باسم Masutatsu Oyama مؤسس مدرسة Kyokushin من الكاراتيه حيث أسسها عام 1964 وابتكر فكرة اختبار التحمل هذا، وعبر السنوات الخمسين التالية لم ينجح سوى 14 شخصاً فقط باجتياز هذا الاختبار، وبالتفكير بالأمر فحتى رقم 14 مثير للإعجاب، فأن تقاتل 100 ند لك على التتابع لا يعطيك أفضلية أو احتمالات لصالحك، بل أن الاحتمال الأكبر أنك ستسقط بعد عدة نزالات فقط وتجد نفسك في مستشفى لاحقاً لتتعالج من الرضوض والجروح (والكسور على الأرجح) التي تسببت مغامرتك بها.

قتال الأعداء بالأغراض المستخدمة في الحياة اليومية

قتال الأعداء بالأغراض المستخدمة في الحياة اليومية

خلال مسيرته الطويلة في عالم السينما والفنون القتالية؛ بات الممثل الشهير Jackie Chan يمتلك سمعة كبيرة جداً بقدرته على هزيمة أي خصم باستخدام ما يجده أمامه أياً كان، سواء ملعقة معدنية أو ربما كرسي خشبي وحتى أغراض صغيرة مثل رباط حذاء أو ربما أعواد الطعام الصينية المعروفة، لكن على الرغم من أن Chan قلما يعتمد على المؤثرات الخاصة ويعد واقعياً أكثر من غيره بكثير فكذا أسلوب في القتال وكون الأدوات اليومية قابلة للاستخدام كأسلحة يبدو كشيء خيالي تماماً.

إن الواقع، وبشكل مفاجئ، ليس بعيداً حقاً عن الأفلام بخصوص هذا المجال، فهناك أساليب قتالية عديدة تعتمد على أشياء تبدو وكأنها لا يمكن أن تشكل أي خطر حقيقي، فأعواد الطعام العادية غير المؤذية وحتى البلاستيكية منها من الممكن أن تتسبب بضرر حقيقي في حال رميت بشكل صحيح (الفيديو أعلاه يظهر شخصاً يقوم بثقب إناء من الفولاذ المقاوم للصدأ برمي أعواد بلاستيكية عليه فقط)، وحتى شيء بريء كفاية مثل المروحة القابلة للطي يمكن أن تستخدم كسلاح خصوصاً في حال كانت مصنوعة من المعدن أو الخشب القاسي، وهناك فن قتالي كامل Tessenjutsu مخصص لاستخدامها كسلاح.

”القتال الثمل“ هو أمر موجود في الحقيقة

القتال الثمل

واحد من أفلام Jackie Chan المعروفة يحمل اسم Drunken Master أي (المعلم الثمل)، وكما يوحي الاسم فهو يتضمن Chan يفتك بالأعداء واحداً بعد آخر بينما يترنح يمنة ويسرة وهو يحمل زجاجة الكحول في يده ويشرب منها كل مدة، ما يظهر في الفيلم هنا لا شك أنه مجرد تمثيل فالجميع يعرف أن الكحول يؤثر بشكل كبير على الوعي وتناسق الحركة بشكل يجعل حتى أعتى المقاتلين يبدو كمغفل يتراقص كهدف سهل لمن يقاتله.

في الواقع هناك نوع من القتال الثمل، لكنه لا يتضمن الكحول أبداً، فبدلاً من شرب الكحول للوصول للثمالة فهذا الأسلوب القتالي يعتمد استخدام الثمل كأسلوب تمويه فقط حيث يقوم الشخص بحركات تشبه حركات الثمل من حركات يدين غير متسقة وترنح وتمايل بكسل وحتى تمثيل السقوط على الأرض، هذا الأمر سيشجع الطرف المقابل على الهجوم دون حذر كون الخصم يبدو غير قادر على تنسيق حرماته حتى، وعند هجوم الخصم ينتقل الأمر فجأة من تمثيل الثمل إلى استغلال نقاط ضعف الهجوم وعكسه.

لكمة الإنش الواحد

في فيلم Kill Bill Vol. 2 تكون الشخصية الرئيسية للفيلم محبوسة ضمن تابوت خشبي و”مدفونة حية“، ومع أنها خبيرة بالفون القتالية حسب الفيلم فالمشكلة بالحبس ضمن تابوت أنه لا توجد مساحة تسمح بالحركة وبالتالي فمحاولات الضرب ستكون غير مجدية، حيث أن اللكمات أو الركلات تحتاج لمساحة للتسارع وتحقيق الطاقة القصوى.

على أي حال ففي عالم الأفلام فالأمر ليس مشكلة على ما يبدو، حيث تتمكن البطلة من لكم الخشب وتحطيمه على الرغم من أن المسافة بين قبضتها والخشب لا تزيد عن 3 إنشات (حوالي 7.5 سنتيمتر).

لكمة الإنش الواحد

الأمر يبدو كأسطورة فقط لا أكثر، وعلى الرغم من أن خبير الفنون القتالية Bruce Lee كان قد استعرض ما يعرف بـ”لكمة الإنش الواحد“ في العديد من المرات على المسرح وأمام جمهور، فالفيديوهات القديمة لهذه الاستعراضات لا تضيف الكثير من المصداقية في الواقع حيث يمكن تزويرها بسهولة، لكن وفقاً لشبكة History التلفزيونية فالأمر واقعي جداً وقابل للحدوث في الواقع، فقد قامت الشبكة باستضافة راهب بوذي من أتباع الشاولين (المعروفين بتطويرهم لفن الكونغ فو القتالي) لاختبار الأمر.

أعطي الراهب مسافة إنش واحد فقط بين قبضته وسطح جسم دمية لاختبار الصدمات مخصصة لاختبارات تحطم السيارات لقياس مدى قوة اللكمة على هذه المسافة، ووفقاً للقياس فتحطم سيارة تسير بسرعة 50 كيلومتراً كان ليكون أقل أذىً من التعرض لهذه اللكمة أعلى البطن، هكذا لكمة لن تكون قادرة على تحطيم فك أو كسر ساق بالطبع، لكن عند توجيهها في المكان المناسب من قبل شخص متقن لها وقوي كفاية فهي قادرة على طرح شخص لأرضاً وبسهولة.

مقالات إعلانية