in

هل لاستعمال ورق الألمنيوم ”الفويل“ في الطهي أثر على الصحة؟

ورق الألمنيوم ”الفويل“

عندما تطهي الأسماك أو الخضروات أو اللحوم فغالباً ستغلف طعامك بأوراق الفويل (وهو عبارة عن رقاقات من ورق الالمنيوم يستعمل لتغليف الطعام عند الطهي)، لكن ما لا تعرفه أن بعض الألومنيوم—المكون الأساسي لأوراق الفويل—سيترسب في الطعام مما له أثر سئ على صحتك!

البحث الذي أجرته د. غادة بسيوني—أستاذة و رئيسة قسم الكيمياء بجامعة عين شمس—حول هذا الموضوع أظهر أن الألومنيوم يدخل في صناعة معظم أدوات الطهي الموجودة بالدول النامية كالمعالق والقدور والمقالي، حيث كانت هذه الأدوات تصنع من النحاس لكن مع الوقت استعاض عنه بالالومنيوم بسبب رخص ثمنه وسهولة انتاجه، كما أنه أسهل في التنظيف.

ولكن طهي الطعام في أواني الألومنيوم ليس سيئا على الصحة، حيث تميل الأونية وأدوات الطبخ للتأكسد مكونة طبقة خاملة تمنع تسرب الالومنيوم الموجود بالأونية إلى الطعام. لكن المشكلة تكمن في تسرب الألومنيوم بعد تنظيف الأونية وذهاب الطبقة الخاملة، وهذه المشكلة لها حل بسيط: إغلي بعض الماء في الآنية أكثر من مرة لتتكون طبقة عازلة على الوجه الداخلي للآنية، هذه الطبقة أفضل لطعامك ولصحتك.

لماذا الألومنيوم ضار بالصحة؟

الجسم البشري له القدرة على إفراز عنصر الألومينيوم بكميات دقيقة جدا، مما يعني أن تناول طعام به عنصر الألومنيوم في حدود المسموح به لا يسبب أضرارا، وقد حددت منظمة الصحة العالمية نسبة آمنة من الألومنيوم بمعدل 40 مللي جرام من الألومنيوم لكل كيلوجرام من الجسم يوميا، أي أنه بأفتراض شخص وزنه 60 كيلوجرام فمسموح له بتناول 2.4 جرام من الألومنيوم يوميا.

لكن معظم الناس يتناولون نسبة أكثر بكثير من المسموح به من عنصر الألومنيوم، فهو يدخل في تركيب كثير من الأغذية كالذرة والملح والجبن والأعشاب والتوابل والشاي على سبيل الذكر لا الحصر، كما أن مركب كبريتات الألومنيوم يدخل في عملية تنقية مياه الشرب.

وقد أكتشف العلماء والباحثون أن الكمية الكبيرة من الألومنيوم من الممكن أن تشكل خطرا على الصحة، على سبيل المثال درس العلماء حالة مرضى الزهايمر من كبار السن ووجدوا أنهم كانوا يعيشون في مجتمعات صناعية بدلت نمط حياتهم، ومن خلال وجودهم في بيئة صناعية دخلت نسب كبيرة من الألومنيوم إلى أجسامهم يوميا، وبالبحث وجد أن مخ مريض الزهايمر يحتوي على تركيزات هائلة من الألومنيوم.

كما وجد أن الألومنيوم له تأثيرات سلبية على مرضى العظام والفشل الكلوي، ويقلل من معدل نمو خلايا المخ البشري أيضاً.

إذا، فمن المهم بعد كل تلك الحقائق المخيفة ان تحدد تركيز الألومنيوم الداخل جسدك يوميا عن طريق الطعام والأواني المطبوخ بها الطعام.

ماذا عن استعمال ورق الفويل؟

ورق الألمنيوم ”الفويل“
ورق الألمنيوم ”الفويل“

المشكلة تكمن في تغليف الطعام في أوراق الفويل قبل الطهي خاصة إن كان الطعام المطهو حامضيا أو حارا أو يعد على درجات حرارة عالية في الفرن مثلا.

وأفادت د. غادة في هذا الشأن أن الطهي في أوراق الفويل أمر مختلف عن الأواني، حيث أن الفويل معد للاستخدام مرة واحدة فقط فلا تستطيع ان تكون الطبقة العازلة كالموجودة بقعر الآنية، وأظهر البحث أن نسبة الألومنيوم المتسرب إلى الطعام المغلف بالفويل أعلى من النسبة المسموح بها من منظمة الصحة العالمية.

ويزيد معدل تسرب الألومنيوم للطعام بشكل كبير مع زيادة الأغذية الحامضية والسائلة مثل الأغذية المحتوية على عصير الطماطم أو الليمون أكثر منها في الأطعمة الموجود بها الملح أو الكحول، وتزيد النسبة أكثر بوجود التوابل.

ويفضل أن يستعاض عن أوراق الفويل بأواني زجاجية أو البورسلين، ومن الممكن وضع الطعام البارد في أوراق الفويل لكن ليس لفترة طويلة، حيث أنه بطول الفترة يتسرب الألومنيوم أيضا إلى الطعام لكن بنسبة أقل اعتمادا على مكونات الطعام.

مقالات إعلانية