كان العالم يترقب كريستيانو رونالدو وهو يهم بتنفيذ ركلة جزاء في الدقيقة 51 من مباراة كأس العالم التي أُقيمت يوم الإثنين 25/6/2018 وجمعت منتخب إيران مع منتخب البرتغال، ولكن رونالدو لم يكن نجم هذه الركلة بل من سرق الأضواء كان الحارس الإيراني علي رضا بيرانفاند.
صد هذا الحارس ركلة كريستيانو رونالدو الذي غالباً ما تم وصفه بأنه ملك ركلات الجزاء، وكان هذا كافياً لاستقطاب اهتمام الجماهير حول العالم، ولربما كان أكثر ما شد اهتمام الجماهير هو قصة وصول هذا الحارس النحيل والطويل إلى هذه اللحظة الجبارة التي كللها بصد ركلة النجم رونالدو، حيث ضمنت هذه الصدّة له مكاناً في تاريخ كأس العالم.
ولد بيرانفاند الذي يلعب أول بطولة كأس عالم له في مسيرته الكروية في عائلة بدوية فقيرة في إقليم ريفي غرب إيران، وكان يعمل في رعي الأغنام، لكنه وجد لنفسه وقت فراغ استثمره في الانضمام لفريق محلي تابع لقرية Sarabe (سارابي) وهو بعمر الـ12، كما أفادت صحيفة الـ(غارديان) البريطانية The Guardian.
اعترض والده على نيته في احتراف كرة القدم، مما دفعه لاقتراض بعض النقود من أحد أقاربه والهرب نحو طهران عاصمة إيران ملاحقاً حلمه بأن يصبح لاعباً ذو شأن كبير، وعند وصوله إلى العاصمة كان مفلسا تماما من دون نقود ولا مأوى، فعمد إلى التخييم خارج أسوار النادي الذي كان ينوي الانضمام إليه.
يقول للـ(غارديان): ”نمت على باب النادي في الخارج وعندما استيقظت في الصباح وجدت نقوداً كان قد رماها المشاة بجانبي لاعتقادهم بأنني متسول، على كل حال لقد تناولت فطوراً لذيذاً بتلك النقود“.
في النهاية سُمح له بالتدرب مع الفريق يومياً بدوام كامل، ولكن وضعيته لم تتحسن بعد، فقد كان يتوجب على الحارس الإيراني أن يشغل أعمالا جانبية لكي يتمكن من تدبير أموره: فعمل في مصنع للملابس، ومغسل للسيارات، وفي توصيل البيتزا وخلال هذه الفترة كان يتشرد تارة ويجد مأوى يأويه تارة أخرى، أي أن وضعه لم يكن مستقراً بتاتا.
في عام 2011 شارك بيرانفاند لأول مرة في مسيرته الاحترافية كحارس للنادي الإيراني (نافت طهران) Naft Tahran وبدأ من لحظتها باللمعان كنجم رياضي إيراني كبير، وفي عام 2014 تم استدعاؤه للانضمام لمعسكر المنتخب الإيراني، وبعدها بدأ بتطوير تقنياته في حراسة المرمى بشكل كبير وعمل على تقويه يديه لكي يتمكن من صد الكرات القوية، وفي مباراة في نوفمبر ضد نادي (تراكتور سازي) Tractor Sazi الإيراني رمى بيرانفاند بالكرة لمسافة 70 متراً موصلاً إياها لنصف منطقة الخصم من الملعب مما سمح لزميله في الفريق بتسجيل هدف حاسم جداً، وبعد ذلك بعامين تعاقد مع أحد اكبر النوادي الآسيوية والإيرانية وهو نادي (برسبوليس) Persepolis وسرعان ما أصبح اللاعب الأكثر قيمة في الفريق كله بقيمة تقدر بأكثر من مليون دولار، ومؤخراً شغل هذا الحارس منصب الحارس الأساسي للمنتخب الإيراني عوضاً عن الحارس المخضرم على رضا الحجيغي في التشكيلة الأساسية للفريق.
لذلك وعلى الرغم من أن طموحات إيران في كأس العالم قد انتهت بعد خروج منتخبها منه نتيجة تعادله الأخير مع فريق البرتغال بنتيجة 1-1 إلا أن بيرانفاند والطريق الذي سلكه للوصول إلى النجومية في الساحة الدولية جعل الإيرانيين يشعرون وكأن فريقهم قد عاد لهم بلقب هذه البطولة العالمية.
https://twitter.com/mehdizafar/status/1011355016295219200
تقول التغريدة:
الحارس الإيراني على رضا بيرانفاند هرب من عائلته البدوية وعمل في مصنع للملابس، وفي مغسل للسيارات، وعامل نظافة قبل أن يصبح نجماً يمثل منتخب إيران الوطني في كأس العالم الحالي في روسيا.