حتى الرجل الذي قام بالعديد من الممارسات كانت لديه معايير معينة يقيس بها مدى تقبل الآخرين لبعض تصرفاته على ما يبدو. في ثلاثينيات القرن العشرين قام هبتلر بحظر نشر هذه الصورة والعديد من صوره الأخرى لأنه اعتبرها ”تحط من كرامة المرء“.
بالتأكيد سيتساءل الجميع عن كيفية نجاة هذه الصور ووصولها إلينا بعد أن منعها صاحبها من النشر كلياً في زمنها. كيف وصلت لنا هذه الصور إذن؟
تعود القصة إلى عام 1945 حيث عثر جندي من الحلفاء يدعى (ألف روبنسون) على كتاب كبير بدون غلاف خارجي مغمور في حطام منزل وقت الحرب في ألمانيا، ووفقا للتقارير؛ قام الجندي بإضافة الكتاب إلى مجموعته الواسعة من الآثار التي كان يهوى جمعها.
اتضح بعدها أن الكتاب كان ذا أهمية كبيرة، حيث أنه كان جزءاً من الدعاية التي قام بها حزب (فانزين) لصالح هتلر في ذلك الوقت. كان الكتاب يحمل إسم «دويتشلاند إرواش» أي «ألمانيا اليقضة»، أما كاتبه فقد كان يدعى (بالدور فون شيراش) الذي كتبه في ثلاثينيات القرن العشرين.
تضمن الكتاب عددا من الصور لهتلر مع أطفال ظريفي الشكل، واحتوى على العديد من التعليقات المنمقة مثل ”الشباب يحبونه“، و”يحاول الأطفال الاقتراب منه في كل مكان حتى يتمكنوا من منحه الزهور“. ولكن عندما حان الوقت لوصف هتلر في صور محرجة مثل تلك التي يرتدي فيها شورتاً قصيراً، لم يستطع الكاتب تنميق الأمر بأي طريقة واكتفى بكتابة عبارة ”In der kurz’n“ وتعني ”يرتدي شورتاً“.
هذه مجموعة لا بأس بها من الصور المحرجة التي حرص هتلر على إتلافها لكنها نجت لتصل إلينا اليوم:
يطرح هتلر أثناء التصوير فكرة صور عديدة يحاول فيها تسجيل إشارات جديدة يريد أن يقوم بها خلال إلقائه لأحد خطبه المستقبلية آنذاك. التقطت هذه الصور من طرف المصور (هاينريش هوفمان) بعد إطلاق هتلر من سجن (لاندسبيرج) في عام 1925:

إبراز تلك النقطة المهمة عن طريق رفع الخنصر:

فلنفترض هنا أنه جاد تماما فيما يقول، هل تمكنت فعلاً من رؤية ذلك؟

ربما يتساءل هنا لماذا يقوم بمثل هذه التصرفات الصبيانية ويعرض نفسه للإحراج!

يبدو أن هتلر هنا يأخذ استراحة راقصة للهروب من كل الجدية الموجودة في جلسة التصوير تلك:

ولكن من الواضح الآن أنه يعود إلى العمل:

ربما هو الآن يضيف دراما إلى روايته الصغيرة باستخدام لغة شكسبير وإيماءاته:

هتلر الآن عبارة عن ”اتهام عاد مع الانتقام“:

نصف الأمر يبدو كمحاولته لإلقاء التحية، والنصف الآخر عبارة عن رقصة جاز!

كأنه يقول: ”هل تعلم يا (هاينريش)، أنا أستمتع بفواصل الراحة الصغيرة هذه، يا لها من متعة“:

لكن هل يمكن أن نخفف من هذه الأنوار الساطعة!؟

وأخيرًا حدث ما يبدو أنه تجسيد فنان لهذه الحادثة السخيفة ككل:

لا شيء يجسد زعيم الطغاة مثل سروال قصير جلدي. وندم هتلر في وقت لاحق على إظهار ساقيه وحظر الصور القليلة التي تظهرها هو أمر مبكر ونتفق جميعنا حوله:

هتلر مرة أخرى بنماذج السراويل القصيرة والأوراك يجلس على حافة مقصورة طريفة سنة 1930، هذه العينة لابد أنها محظورة تماما:

صورة لهتلر يحدق بنظرة جامدة. كان يعتقد أن هذه الصورة جعلته يبدو غبيا فقام بحظرها. الصورة حوالي 1923-1924:

هتلر يجلس على بطانية في نزهة وعلى استعداد لينغمس في تناول وجبة خفيفة حوالي عام 1933:

تدلي هتلر من فوق كرسي مريح في الحديقة سنة 1930. إذا لم يحاول هتلر إظافة هذه الصورة إلى ألبوم صوره المحظورة فهذا الأمر كان ليكون مثيرا للدهشة حقاً:
