بدأ المصور البريطاني (فرانسيس فريث) مهنة التصوير الفوتوغرافي في أوائل خمسينات القرن التاسع عشر، ولم يكن يدري آنذاك أن المستقبل سيجعله ينتج واحدة من أجمل الألبومات داخل القبور الأثرية، والمعابد، والكهوف على امتداد عقود من الزمن.
في سنة 1856، سافر (فريث) إلى مصر من أجل تصوير المدن والمواقع الأثرية القديمة باستعمال غرفة مظلمة متنقلة، من أجل تطوير الصور السلبية في أكثر الأماكن ظلمة التي كان يعثر عليها، سمحت له مجهوداته الاستثنائية هذه بإنتاج صور فوتوغرافية مذهلة جداً في أرض تغمرها أشعة الشمس الساطعة والحرارة المرتفعة.
وكان إنتاج الصور الفوتوغرافية آنذاك يتطلب الخوض في عملية يطلق عليها اسم Collidion Humide التي كان من المتطلب أن يتم إنجازها في غضون 15 دقيقة لا أكثر، مما أضفى نوعا من الدرامية على التصوير في تلك الظروف.
لاقت نتائج (فرانسيس فريث) المبهرة في عالم التصوير هتافا وتهليلاً كبيراً مما جعله يعود إلى فلسطين وسوريا ومصر مرتين قبل سنة 1860، كما سافر إلى مناطق أبعد جنوب النيل أكثر من أي مصور هاوٍ قبله. كانت روحه الريادية في هذا الصدد بمثابة سلعة قيمة في الغرب في منتصف القرن التاسع عشر، أي عندما كان الطلب على أدلة فوتوغرافية على الأرض المقدسة في أوجه.
سواء كان الأمر يتعلق بالأرض المقدسة أم بمكان آخر مختلف، كان (فريث) يؤمن بأن الصور الفوتوغرافية تستطيع التقاط لب الحيّز المكاني بشكل لا تستطيع جميع الوسائط الأخرى فعله، حيث قال (فريث) في الصور الفوتوغرافية أنها تستطيع: ”تحقيق أكثر من أي شيء يستطيع تحقيقه أكثر الرسامين الموهوبين على سطح قماش لوحته“.

مكنته نجاحاته كمصور فوتوغرافي تجاري من تأسيس شركة «ف. فريث وشركاؤه»، التي اختصت في إعداد البطاقات البريدية لبريطانيا والشرق الأوسط، وبعد سنوات عديدة من اضطراره لتحمل ”المناخ الخانق داخل الخيم الصغيرة“ في سبيل بناء شركته وإرثه، انتقل (فريث) ليتخذ أدواراً إدارية أكثر.
تضمن مشروعه تصوير كل موقع مهم وأثري في المملكة المتحدة، وهو مشروع تطلب توظيف المزيد من المصورين الفوتوغرافيين، وبتوحيده لمشروعه هذا مع بطاقاته البريدية الخاصة بـ”الأرض المقدسة“، شيد (فريث) شركة ظلت عائلته تديرها إلى غاية سنة 1971.
في مقالنا هذا جمعنا لك عزيزي قارئ «دخلك بتعرف» مجموعة من الصور الأثرية القديمة من الحقبة الفيكتورية، التي تبرز مزيجا بين مواقع «العهد القديم» والآثار المصرية الفرعونية الأخاذة، وصورا من لبنان وسوريا:
الهرم الأكبر وأبو الهول في الجيزة في مصر سنة 1858.

معبد أبو سمبل الكبير في النوبة في جنوب مصر سنة 1857.

أهرامات السقارة في مصر في سنة 1858.

معبد الرامسيوم في طيبة في مصر، يبن سنتي 1858 و59.

الأقصر في مصر، سنة 1862.

تماثيل ممنون العملاقة وأبو الهول في النوبة في جنوب مصر، سنة 1857.

أهرامات دهشور، في مصر، في سنة 1857.

أعمدة الإله (أوزيريس) و”العمالقة العظماء“ في معبد الرمسيوم، المعبد الذي شيد تخليدا للفرعون رمسيس الثاني في طيبة في مصر، سنة 1857.

هرم في دهشور في مصر، حوالي 1862 – 1863.

مدينة الناصرة، حوالي سنة 1863.

أهرامات الجيزة، في مصر، حوالي سنة 1863.

”إبرة كليوباترا“، المسلة المصرية في الإسكندرية، سنة 1870.

الهرم الأكبر وأبو الهول العظيم، سنة 1858.

تمثال ممنون العظيم، يبرز الفرعون أمنحوتب الثالث، في طيبة، في مدينة الأموات سنة 1857.

جرجا، في محافظة سوهاج في جنوب مصر، سنة 1857.

دمشق، سوريا سنة 1857.

أسوان، في مصر حوالي سنة 1859.

وادي الملوك، في طيبة في مصر سنة 1857.

ضفاف نهر النيل، في القاهرة سنة 1857.

أشجار الأرز اللبنانية، سنة 1857.

مسجد عمر بن الخطاب في القدس، سنة 1857.

صورة ملتقطة لمدينة القدس من أعالي جبل الزيتون المحاذي، سنة 1862.

أحد أهرامات دهشور في مصر، في سنة 1857.

لم يتم تحديد موقع هذه الصورة، والتي التقطت في سنة 1857.

في هذه المنطقة، يعتقد أن مدينة بيت إيل المذكورة في الإنجيل كانت موجودة.

الأرز اللبناني، سنة 1857.

جبل الشيخ، وهو جبل يقع في المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان، التقطت الصورة عام 1857.

أكبر أشجار الأرز، في جبل لبنان، سنة 1857.

منظر لجبل مروة من بير عين روجل، في القدس، سنة 1857.

نابلس، شمال الضفة الغربية، سنة 1857.

نبع بانياس، بالقرب من جبل الشيخ، سنة 1857، يعتبر هذا النبع مصدر نهر بانياس، أحد الروافد المهمة لنهر الأردن.

معبد وادي كردسي في منطقة النوبة، شمالي السودان وجنوب مصر، سنة 1857.

وادي مخاطب، في سيناء سنة 1857.
