in

الاحتفال بعيد الفالنتاين في هذه الدول ممنوع، فهي بلدان لا تحب رومنسية شهر فبراير

الاحتفال بعيد الفالنتاين في هذه الدول ممنوع، فهي بلدان لا تحب رومنسية شهر فبراير

لطالما اعتُبرَ الـ14 من فبراير رمزا للرومنسية والحب، حيث بدأ ذلك في العصور الوسطى ولا يزال التقليد مستمرا إلى حد الساعة، هو يوم ندلي فيه بمكنوناتنا لأحبتنا بشكل يختلف عن سائر الأيام، ولكن الوضع يختلف في بعض البلدان. ففي باكستان وماليزيا والمملكة العربية السعودية، قد يتسبب احتفالك بعيد الحب بتقديم باقة زهور أو اهداء علبة شوكولاطة في خضوعك لعقاب شديد.

في إندونيسيا:

يحتفل العديد من الإندونيسيين بيوم الفالنتاين، غير أن هذا لا يُرضي المسؤولين ورجال الدين هناك، ففي السنوات القليلة الماضية تظاهر الأندونيسيون المحافظون ضد الاحتفال بهذه المناسبة التي اعتبروها غريبةً عن الإسلام، ودفعوا بقولهم أنها تروج للممارسات الجنسية غير الشرعية واستهلاك الكحول.

إندونيسيا هي البلد الأكبر في العالم من حيث عدد السكان المسلمين، ولكنها على النقيض دولةٌ علمانية، مما يعني أن الدولة لا تشجع الدين ولكنها ليست ضده. في مقاطعة (آتشيه) وهي المقاطعة الوحيدة الخاضعة للحكم الاسلامي؛ يُحظر الاحتفال بالفالنتاين وكذا بيع الهدايا.

في 2013 نظم مئات الطلاب في مدينتي (سومطرة) و(جاوة) احتجاجات مناهضة للاحتفال بيوم الفالنتاين.
في 2013 نظم مئات الطلاب في مدينتي (سومطرة) و(جاوة) احتجاجات مناهضة للاحتفال بيوم الفالنتاين.

في المملكة العربية السعودية:

الاحتفال بعيد الحب في السعودية ممنوع تبعاً لشرطة المملكة الدينية، فلا اختلاط هناك بين الجنسين سواء في المطاعم أو غيرها. ولكن رغم كل هذا لا تزال بعض المتاجر تبيع زهوراً حمراء ودببة في يوم الحب.

ويروي أحد أصحاب المتاجر كيفية التعامل مع هذا اليوم، حيث قال بأنهم يتلقون طلبيات الهدايا عبر الهاتف قبل فترة ليتجنب الزبائن كشف هويتهم ويتم إخفاء الزهور في خلفية الدكان.

رجل سعودي يقتني باقة ورد أحمر بمناسبة عيد الحب. صورة: Susan Baaghil/Reuters
رجل سعودي يقتني باقة ورد أحمر بمناسبة عيد الحب. صورة: Susan Baaghil/Reuters

في شهر أغسطس من عام 2014، تم النطق بحكم تضمن سجن خمسة سعوديين 39 سنة، بالإضافة لـ4500 جلدة، وذلك لأن الرجال كانوا يرقصون في عيد الحب مع ست نساء لا تربطهم بهن أي صلة قرابة، كما تم حجز مشروبات كحولية وزهور حمراء.

الآن السعودية بدأت تتحسن اجتماعياً وبدأت تتساهل مع الكثير من الأمور التي كانت تعتبر محرّمة سابقاً.

في ماليزيا:

نساء مسلمات يرفعن شعارًا مكتوب عليه ”احذروا فخ عيد الحب“، في حملة يوم مناهضة عيد الحب في (بوتراجايا) الماليزية. أطلقت حملة لـ”رفع الوعي“ بين المسلمين بأن احتفال عيد الحب ليس جزءًا من الممارسة الدينية الإسلامية.
نساء مسلمات يرفعن شعارًا مكتوب عليه ”احذروا فخ عيد الحب“، في حملة يوم مناهضة عيد الحب في مدينة (بوتراجايا) الماليزية. أطلقت حملة لـ”رفع الوعي“ بين المسلمين بأن احتفال عيد الحب ليس جزءًا من الممارسة الدينية الإسلامية. صورة: Bazuki Muhammad/Reuters

في عام 2014 اعتقلت شرطة الأخلاق الإسلامية في ماليزيا 80 مسلماً بتهمة احتفالهم بعيد الحب، بحجة أن عيد الحب يشجع الممارسات غير الأخلاقية، حيث اقتحمت الشرطة عدة فنادق رخيصة في كل من العاصمة (كوالالمبور) ومدينة (سيلانغور) ملقيةً القبض على مسلمين تربطهم علاقات عاطفية كانوا يتشاركون الغرف دون أن يجمعهم رابط زواج.

هذا وتعود أصول الحملة المناهضة للاحتفال بعيد الفالنتاين إلى فتوى أصدرتها السلطات الدينية الماليزية في عام 2005، ولكن لا يزال عدد من الماليزيين مصرا على الاحتفال بعيد الحب، فبعض المسلمين الماليزيين لا يوافق على الحملة التي شُنّت على عيد الحب. وتجدر الإشارة إلى أن بقية الطوائف غير معنية بهذه المقاطعة بل بوسعها الاحتفال بيوم الفالنتاين بشكل عادي.

في باكستان:

حملة ضد عيد الحب في باكستان.
حملة ضد عيد الحب في باكستان.

في عام 2014 وقعت مشادات في جامعة (بيشاوار) في باكستان بسبب عيد الحب، حيث كان مجموعة من الطلاب الليبراليين بحتفلون بعيد الحب بالبالونات الحمراء وقوالب الحلوى، بينما تركت هذه المظاهر الاحتفالية لدى مجموعة طلاب أخرى الانطباع بأنها غريبة عن تعاليم الإسلام ليشرع أصحابها في قذف الحجارة، ووصل الأمر إلى حد إطلاق النار بين المجموعتين واندلاع النار في مرقد الطلبة، والحصيلة إصابة ثلاثة طلبة بجروح وتعرض الشرطة للرمي بالحجارة.

في إيران:

أجواء عيد حب في إيران.
أجواء عيد حب في إيران. صورة: Getty Images

يكتسب الاحتفال بعيد الحب شعبية متزايدة في إيران رغم أن السلطات كانت فيما سبق تسعى للقضاء على الاحتفالات التي ترافق هذا اليوم لاعتبارها إياه ”عرفاً غربياً مندثرا“، وعلى الرغم من ذلك فإن المطاعم في طهران غالبا ما تعلن على أنها قد حُجزت بالكامل في عيد الفالنتاين، إضافة لعرض المتاجر لدببة حمراء وعلب الشوكولاطة على شكل قلب، رغم إدراك أصحاب المتاجر لما قد يتعرضون له من متابعات جزائية في حال بيعهم للهدايا الخاصة بعيد الحب.

ووفقاً لمجلة (إيكونيميست) فإن المتاجر تلافت تعرضها للمخالفات من خلال توظيف مراقبين خارج المطعم لإنذارها في حال قدوم دورية مفتشين.

في الهند:

ناشطون يحرقون بطاقات معايدة أثناء الاحتجاج ضد الاحتفالات بيوم عيد الحب باعتباره غزوا واضحا للثقافة الغربية في مدينة (جامو) الهندية. صورة: Channi Anand/AP
ناشطون يحرقون بطاقات معايدة أثناء الاحتجاج ضد الاحتفالات بيوم عيد الحب باعتباره غزوا واضحا للثقافة الغربية في مدينة (جامو) الهندية. صورة: Channi Anand/AP

انتقدت عدة أحزاب سياسية في الهند عيد الحب ودفعوا بكونه من القيم الغربية التي لا تمت للقيم الهندية بصلة، فصرح الحزب الوطني الهندوسي في عام 2015 بأنه سوف يشجع الأشخاص الذين يلمحون سويةً في يوم عيد الفالنتاين على عقد القران، وبأنهم سيستدعون رجلاً دينياً ليبقى على أهبة الاستعداد طيلة اليوم للقيام بالإجراء فوراً.

قال رئيس الحزب سالف الذكر (شاندرا براكاش كوشيك) لمجلة (ذي تايمز أوف إنديا): ”نحن لسنا ضد الحب ولكن إن كان هناك اثنان يتبادلان الحب فيجب عليهما الزواج، فإن ادّعى الشريكان بأنهما بحاجة إلى وقت أكثر للتفكير بالزواج، سنجيبهما بأنهما لا يجب أن يستصغرا مشاعر الحب وألّا يخرجا سويةً أمام العامة بهذا الشكل، وسنقوم أيضاً بإعلام والديهما بالأمر“.

فيما حذرت مجموعات أخرى على رأسها الزعيم الديني الهندي (أسارام بابو) بأن التشجيع على الاحتفال بعيد الحب سيزيد من حمل المراهقات، واقترحوا بدل ذلك التخلي عن فكرة الرومنسية بين الشبان والفتيات، واستبدال احتفال يوم الفالنتاين بيوم احتفال آخر يدعو لتقديس المحبة المتبادلة بين الأهل وأطفالهم، وأسموه «يوم تقديس الأهل».

وأنت في بلدك هل يعتبر الاحتفال بعيد الحب جريمة يحاسب عليها القانون أم يعتبر عُرفاً غير محبب فقط؟

مقالات إعلانية