in

5 أشخاص عاديين أصبحوا زعماء وملوكاً بمحض الصدفة

…أعلنوه إمبراطوراً، مهلاً.. ماذا؟

زعماء وملوكاً

ما هي أسخف طريقة لتصبح ملكاً؟ أن تخرج سيفاً مغروزاً في صخرة؟ أن تحاول لعب لعبة العروش Game of Thrones؟ أن ترتدي تاجاً كزي تنكري في عيد الهالوين فترى الجميع يركعون لك فجأة؟ السيناريو الأغرب سيتضمن قيامك بروتينك اليومي المعتاد ثم تتلقى مكالمة هاتفية غير متوقعة، أو رسالة عبر الحمام الزاجل، أو ما شابه تقول: ”أرجو أنك على ما يرام! بالمناسبة، لديك مملكة لتديرها الآن“.

نعم، هذا يحدث بالفعل… وفي مقالنا هذا جمعنا لكم خمس قصص غريبة عن أشخاص عاديين أصبحوا زعماء وملوكاً بمحض الصدفة تماماً.

(بيغي) من (أوتام): ”الملك الأنثى“ الوحيدة في العالم

Peggielene Bartens
صور: Peggielene Bartens/CNN

بغض النظر عن مدى تقدم المساواة المهنية بين الجنسين، فإننا لا نزال نعيش في عالم يفترض أن الرجال أفضل من النساء في بعض الوظائف، حتى عندما لا يكون هناك أساس لهذا الافتراض. خذ مهنة الملك على سبيل المثال، رغم أن النساء يمكن أن يحكمن بشكل جيد كما الرجال –وربما بشكل أفضل كما تعلّمنا من التاريخ–، فإنهم مازالوا يطلقون عليهن لقب ”الملكات“ Queens، وهو لقب وظيفي يأتي بتوقعات وتصورات مختلفة للغاية، وبالكثير من التعليقات على ملابسهن الرسمية، هذه هي الطريقة المؤسفة التي تسير وفقها القوانين الملكية.

وهذا أمر غبي جداً في الحقيقة، لأنه لا يوجد سبب حقيقي يمنع النساء من أن يكونوا ”ملوكاً“ Kings بصيغة المذكر، اسأل ”الملك بيغي“ من (أوتام) عن هذا.

الملك (بيغي)، واسمها الحقيقي Peggielene Bartens هي مواطنة أمريكية تعمل كمساعدة إدارية في العاصمة واشنطن، حيث تعيش في شقة صغيرة وتقضي أيامها في العمل. كما تعلمون: كتابة الرسائل وحجز المواعيد والرد على الهواتف، ومع ذلك فهي أيضا ملك (أوتام)، وهي قبيلة في (غانا) تعيش على صيد الأسماك، نحن نتحدث عن أمر حقيقي هنا، حيث لديها تاج وزي ملكي رائع، وأهل (أوتام) يركعون لها ويتوقون لحملها على الأكتاف.

وعلى الرغم من أنها لا تحب أن تلفت الأضواء إليها، إلا أنها ترتدي ملابسها الملكية وتؤدي عملها بكفاءة عالية.

حدث الأمر في عام 2008، عندما اتصل بها قريبها من (أوتام) في منتصف الليل وهنأها لأنها كانت قد عُينت ”ملكاً“ للتو، كانت أول ردة فعل لها هي استبعاد كل ما سمعته على أنه نكتة سخيفة، لكن قريبها كان جاداً تماماً: لقد توفي ملك (أوتام)، ومازالت والدة (بيغي) تعيش مع قبيلة (أوتام) وقد زارتها في بعض الأحيان، فتذكرتها القبيلة على أنها شخص رائع، وقررت أن تعينها ملكها الجديد.

لم يأت الأمر بمحض الصدفة تماماً، فقد كانت في الواقع على صلة قرابة بالملك السابق. رغم ذلك، فهي قد عاشت في أمريكا لمدة 25 سنة في تلك المرحلة، ولم يكن ليخطر في بالها أبداً أن قبيلة (أوتام) ما زالت تذكرها، ناهيك عن اعتبارها مرشحة للعرش.

اليوم، تتابع الملك (بيغي) نمط حياتها الغربي على التوازي مع وظيفتها كملك بدوام جزئي، وهي في الواقع تبلي بلاءً حسناً، فلقد قامت بتحديث نظام (أوتام) المدرسي، ووفرت لهم مياه الشرب النقية، وحتى أنهم حصلوا بفضلها على أول سيارة إسعاف.

(جان بابتيست برنادوت): مناهض الملك الذي أصبح ملكاً

جان بابتيست برنادوت
(جان بابتيست برنادوت) Jean-Baptiste Bernadotte صورة: Wikimedia

كان (جان بابتيست برنادوت) قائداً كبيراً في جيش (نابليون)، وكأي رجل كان يخدم (نابليون) الفائز الأكبر في الثورة الفرنسية، كان (برنادوت) يكنّ كراهيةً هائلة لجميع أشكال الملكية، حتى أن بعض المصادر زعمت أن (برنادوت) رسم وشماً على جسده يقول: ”الموت للملك“. لقد كان الرجل يكره الملكية لدرجة أنه سجل في كتاباته: ”كوني جمهورياً قلباً وقالباً، فأنا أريد محاربة جميع الملكيين حتى آخر رمق“.

تصور معي رجلاً يكتب كلمات من هذا القبيل، رجل عسكري قوي ضخم الجثة يكنّ كراهية شديدة لجميع أشكال الملكية، نقش على صدره وشماً ضخماً يقول ”الموت للملك“، بالإضافة إلى رأس أصلع وشارب ينمّقه بالسكاكين، ومدفع متدلي على كتفه.

هل ما زلت تتصور شكله؟ عظيم، لأن هذا الرجل أصبح ملك السويد في نهاية المطاف. في الواقع، إن سلالته لا تزال تحكم البلاد حتى يومنا هذا.

في عام 1810، كان ملك السويد المريض قريباً من الرحيل وبدون وريث، لم يكن السويديين يرغبون في دخول بلادهم مرحلة من الفراغ وأن يشتعل الصراع على الحكم، خاصة وأن روسيا المجاورة كانت قوية للغاية وعينها كانت على السويد، لذلك بدأت السويد تبحث بشكل محموم عن حاكم قوي من الأفضل أن يكون شخصاً يتمتع بخبرة عسكرية واسعة. وبعد انتهاء عملية التصفيات، وللمفارقة، انتهى بهم الأمر إلى تقديم العرش لـ(برنادوت).

صُدم (نابليون) الذي كان على دراية تامة بموقف (برنادوت) بشأن الملكية من هذا العرض السخيف واختار ألا يؤيد الفكرة أو يعارضها، وقد اتضح لاحقاً أنها لم تكن خطوة حكيمة من جانبه، لأن (برنادوت) سرعان ما قام ببعض الحسابات العقلية ووصل إلى استنتاج مفاده أن كراهية الملوك هي أسهل بكثير عندما لا يكون هناك عرش معروض عليك، وتخلى عن موقفه المناهض للملكية بكل بساطة، وتولى لقب ولي العهد (تشارلز جون)، وتولى قيادة الجيش السويدي.

وبوصفه أميراً، غزا النرويج، وقاتل أيضاً ضد (نابليون) لأنه… بربك أليس ذلك متوقعاً؟ في وقت لاحق، ارتقى إلى العرش باسم الملك (تشارلز جون) الرابع عشر، وانتهت القصة عند تلك المرحلة، لأنه تابع حياته كحاكم محافظ وممل ولا يحظى بشعبية.

(كلاوديوس): أضعف المرشحين ليصبح إمبراطوراً لروما

نظرياً، لم يكن لدى (كلاوديوس) أية فرصة ليصبح إمبراطوراً، حيث كان يُعتبر شخصاً خجولاً وغبياً، بل وربما كان يعاني من تأخر في النمو، إن أخذنا بعين الاعتبار أن لعابه كان يسيل ويعاني من العرج والتلعثم.

كان عماً للإمبراطور الروماني المكروه (كاليجولا)، وهو شخص سادي كان يستهزئ به ويضطهده، وكان غضب الشعب يزداد من (كاليجولا)، لذلك فقد كان الوقت سيئاً جداً لتكون عضواً في العائلة المالكة، حتى لو كنت غير مؤذٍ تماماً وغير قادر على اعتلاء العرش على الإطلاق.

سرعان ما اتضح أن سكان روما سيتخلصون من (كاليجولا)، وبعد فترة حكم قصيرة ووحشية أدت إلى عزل كل من مجلس الشيوخ والجيش، انضم مجلس الشيوخ إلى الحرس الإمبراطوري لخلط أمور العرش قليلاً.

الحرس –الذين كانوا مسؤولين عن حماية الإمبراطور– اقتحموا القصر، وقاموا على الفور بالقضاء عليه وعلى جميع أفراد الأسرة تقريباً. اكتشف الحراس في نهاية المطاف شخصاً منهاراً كان مختبئاً خلف الستارة، إنه (كلاوديوس) وهو يتلعثم بكلام غير مفهوم ويرتعد خوفاً على حياته، فقاموا بجره بلا رحمة إلى العراء، واستلّوا سيوفهم، و…

(كلاوديوس) يتوسل لحياته
…أعلنوه إمبراطوراً؟ مهلاً، ماذا؟

كما اتضح، كان (كلاوديوس) محظوظاً جداً، من المفترض أن دافع مجلس الشيوخ للانقلاب هو أنهم كانوا يأملون في إعادة روما إلى جمهورية، ومع ذلك شعر بعض العسكريين أن وجود ”الإمبراطور“ في الحكم أمر أفضل لمصلحة البلاد، شريطة أن يكون الإمبراطور شخصاً لا يُدعى (كاليجولا)، وكان الحراس الذين وجدوا (كلاوديوس) مقتنعين بهذه الأفكار، فبدلاً من عملية تصفية سريعة وفعالة، وجد الرجل نفسه إمبراطوراً.

ما لم يكن متوقعاً هو أنه على الرغم من تنصيبه بالصدفة ومن دون تحضيره لذلك، فقد أثبت أنه حاكم مقتدر، حيث تبين أن (كلاوديوس) كان أكثر ذكاءً بكثير مما كان يبدو عليه.

كان أول عمل له كإمبراطور هو أنه أمر بإعدام جميع الرجال الذين تآمروا على قتل (كاليجولا)، والذي يبدو كأنه تصرف خسيس لأنهم عفوا عن حياته، ولكنها ليست استراتيجية سيئة من رجل يتطلع إلى تجنب مصير مماثل، وبعد ذلك عمل دون كلل لإحلال السلام في الإمبراطورية الرومانية وتوسيعها وتطوير بنيتها التحتية.

لسوء الحظ، انتهى به المطاف إلى مستويات (كاليجولا) من جنون العظمة، وتم استبداله في نهاية المطاف بشخص أسوأ: الإمبراطور (نيرو) المشهور. ربما كان هؤلاء الرجال الذين أملوا في استعادة الجمهورية على حق.

(أبدالونيموس): البستاني الملكي

كان (أبدالونيموس) Abdalonymus دليلاً حياً على أنه يمكنك أن تصبح ملكاً مهما كان عملك في الحياة، حتى لو كان عملك اليومي هو قلع الأعشاب الضارة، واسمك يبدو وكأن شخصاً قد عطس وفمه مليء بالرخام.

تبدأ قصتنا مع الإسكندر الأكبر، الذي كان يقوم بغزو جميع أنحاء العالم، وكان أحد الأماكن التي احتلها مملكة تسمى (صيدون)، كانت استراتيجيته التقليدية في هذه الأمور هي عزل الملك واستبداله بحاكم مناسب من اختياره، ثم الرحيل للفوز بالمستوى التالي، لقد كان رجلاً ذو هدف واضح!

لكن مملكة (صيدون) رفضت اللعب بطريقته التقليدية، حيث وجد الإسكندر نفسه من دون بدلاء للملك يمكنه أن يثق بهم، وكان هذا تطوراً مؤسفاً للأحداث، لكن لحسن الحظ، اشتهر الإسكندر بحله المشاكل المعقدة بسهولة.

قرر معالجة هذه المسألة عن طريق إرسال اثنين من النبلاء لتعقب من تربطهم صلة قرابة بعيدة بالملك السابق ويمكن أن يصلحوا للحكم. اكتشفوا في النهاية أن بستانياً فقيراً يعمل في السوق المحلي كان رجلاً مناسباً، وكان على صلة قرابة بعيدة من ملك (صيدون) السابق.

في يوم من الأيام ذهب (أبدالونيموس) للعمل في السوق، وبدأ في إزالة الأعشاب الضارة أو أي شيء يفعله البستانيون في السوق، وفجأة ظهر رجلان بارزان بملابس مترفة وأومآ إليه، وقالا: ”كيف الحال يا صاح، أنت الملك الآن“، ثم ألبسا (أبدالونيموس) المصدوم رداءً ملكياً واصطحباه إلى القصر. –”أنت هناك، مع النباتات… لقد حان دورك لكي تحكم الجميع“.

منحوتة Alexander Sarcophagus
منحوتة Alexander Sarcophagus – صورة: Carole Raddato/Flickr

إن كان الإسكندر يسعى للعثور على ملك مخلص له فقد وجد ما يصبوا إليه في البستاني السابق، حيث يمكنك حتى يومنا رؤية منحوتة Alexander Sarcophagus الموجودة في اسطنبول، والتي تجسّد الرجلين وهما يصطادان الأسود سوياً.

(بانساه) Bansah: ميكانيكي سيارات وملك أيضاً

هناك العديد من الطرق لتصبح ملكاً، لكن من الممكن أن الملك (بانساه) Bansah من منطقة (غبّي) التقليدية في (هوهوي) بـ(غانا) أصبح ملكاً بأسخف الطرق على الإطلاق.

اسمه الكامل (توغبا نغوريفيا سيفاس كوسي بانساه) –لم تقرأه بالتأكيد–، ويحكم ألفي شخص كملك لمنطقة (غبّي)، ويرأس أكثر من مليوني شخص كزعيم روحي لقبيلة (إيوي)، وذلك عندما يكون لديه بعض وقت الفراغ من إدارة ورشة السيارات الصغيرة في (لودويسهافن) بألمانيا.

لا يعيش الملك (بانساه) في (غانا)، ولا يهمه حقاً أن يكون عضواً كبيراً في العائلة المالكة، إنه ميكانيكي سيارات ألماني اعتاد العيش كمواطن عادي، ولا يرغب في أسلوب حياة آخر. أرسله والده إلى ألمانيا في عام 1970 للدراسة وتعلم مهنة، ولأنه أحب البلد فقد قرر البقاء.

استقر في بلدة صغيرة وافتتح ورشة سيارات خاصة به، وعاش حياة مريحة بعيداً عن الأضواء حتى عام 1989 عندما تلقى رسالة فاكس من (غانا) غيرت حياته.

الميكانيكي الملك!
الميكانيكي الملك! – صورة: Christina Czybik/Caters News

كان (بانساه) يعلم بالفعل أنه كان مرتبطاً بصلة قرابة بالعائلة المالكة، لكنه كان بعيداً على خط الخلافة لدرجة أنه لم يفكر في الأمر، ومع ذلك فإن القدر تدخل في شكل إيمان غريب من شعب (إيوي) يقول: ”الأفراد الذين يستخدمون اليد اليسرى غير أنقياء، لذلك فالشخص الذي يستخدم يده اليسرى لمسك القلم تسقط على الفور فرصته في أن يصبح ملكاً إلى الصفر، والغريب في الأمر أن السلالة الملكية تميزت بالكثير من أفرادها العسر. أولاً، تم استبعاد والد (بانساه) ثم أخوه الأكبر، وأخيراً، تذكر أحدهم أن أحد الميكانيكيين في ألمانيا كان يحمل المفك بيده اليمنى“.

إذاً تدخل القدر، وأصبح ميكانيكي السيارات المتواضع هو الملك (بانساه)، بعد أن نشأ كمواطن عادي وأسس حياةً كان مرتاحاً فيها، لم يفكر في الانتقال إلى البلد الذي يحكمه، إنه ميكانيكي سيارات بدوام كامل لا يزال يعيش في ألمانيا، وفي بعض الأحيان بعد يوم شاق يقضيه في تغيير زيت الفرامل، يقوم بوضع التاج ويطير إلى (غانا) لأداء بعض المهام الملكية المتعبة، لكن هذا لا يعني أنه لا يأخذ منصبه على محمل الجد، فهو يبني المدارس والآبار ويتبرع بالسيارات ومضخات المياه التي يدفع ثمنها من أمواله الخاصة، حتى أنه يجمع أموال المساعدات لأتباعه الفقراء عن طريق الظهور والغناء في المناسبات العامة في جميع أنحاء ألمانيا.

وعلى الرغم من أنه لا يشرب الكحول، فإنه يبيع علامة بيرة خاصة به لتمويل مشاريعه الخيرية العديدة.

مقالات إعلانية