in

كيف حول هذا الشاب مشبك ورقٍ بسيط أحمرَ اللون إلى منزل أحلامه؟.. استمتع بقراءة قصته الكاملة

المنزل الذي حصل عليه (كايل) في نهاية المطاف.

هذا المقال ليس عن إحدى الخدع السحرية أو ألعاب الخفّة حيث يقوم ساحرٌ بتحويل غرض إلى آخر، بل هو يتحدث عن أمر تمكن رجل يدعى (كايل مكدونالد) من تحقيقه في الحياة الواقعية، علما أنه ليس ساحراً، كما أنّ مشبك الورق الذي استخدمه لم يكن أثرياً أو مصنوعاً من المعادن الثمينة، بل كان مجرّد مشبك ورقٍ عاديٍ ذا لونٍ أحمر.

بدأت القصة في عام 2005 حين كان (كايل) جالساً في مكتبه يقوم بعمله فلمح مشبك ورقٍ أحمر اللون، في تلك اللحظة تذكّر لعبةً كان يلعبها في الماضي تُدعى «أكبر وأفضل»، وهي لعبةٌ يختار المشاركون فيها غرضاً صغيراً ويعرضونه للمبادلة والرابح هو من يستطيع الحصول على أكبر الأغراض وأفضلها في النهاية، فقال (كايل) في نفسه: ”يا ترى ما الذي قد أحصل عليه إن بدأت بهذه اللعبة مستخدماً مشبك الورق الأحمر هذا؟“

مشبك ورقٍ عاديٍ ذا لونٍ أحمر
مشبك ورقٍ عاديٍ ذا لونٍ أحمر. صورة: Kyle MacDonald/Flickr

نشر (كايل) عرضاً على موقع Craigslist الشهير يقول فيه أنّه يرغب بمبادلة مشبك الورق هذا، ولم يمضِ وقت طويل حتى تواصلت معه فتاتان أعجبتا بالمشبك وعرضتا عليه أن يمنحهما إياه مقابل إعطائه قلماً على شكل سمكة. وافق (كايل) على الفور، فالقلم أفضل وأكبر من المشبك كما أنّه ظريف الشكل.

(كايل) يقايض مشبك الورق بقلم على شكل سمكة.
(كايل) يقايض مشبك الورق بقلم على شكل سمكة. صورة: Kyle MacDonald/Flickr

ولكنّ الأمر لم ينتهِ هنا طبعاً، فقد دفعته هذه المبادلة إلى التساؤل عما يمكن أن يحصل عليه إن استمر بطلبات المبادلة ونشر عرضاً لمبادة القلم، فتواصلت معه فتاةٌ تُدعى (آني) قالت أنّها ترغب في هذا القلم مقابل منحه مقبض باب على شكل وجهٍ غريب.

مقبض الباب الغريب الذي حصل عليه (كايل).
مقبض الباب الغريب الذي حصل عليه (كايل). صورة: Kyle MacDonald/Flickr

كان مقبض الباب هذا غريباً ومثيراً مما دفع شخصاً يُدعى (شون) إلى دعوته لمنزله على الغداء وطلبه للمقبض الذي تبيّن أنّه يحتاجه لإصلاح آلة إعداد الإسبريسو خاصته، مقابل منحه موقداً متنقلاً للتخييم.

موقد التخييم الذي حصل عليه (كايل).
موقد التخييم الذي حصل عليه (كايل). صور: Kyle MacDonald/Flickr

استمرّ (كايل) في نشر عروض المبادلة وعرض الموقد على الموقع فتواصل معه أحد أفراد البحرية في الجيش الأمريكي ليخبره أنّه كان يبحث عنه، وعرض عليه مبادلته بمولّد تيار كهربائي.

بالنسبة لشخصٍ كان يعاني من انقطاع التيار الكهربائي بين الحين والآخر فإنّ الحصول على مولّد كهربائي كان شيئاً يرغب فيه منذ زمنٍ طويل، فوافق على العرض في الحال وقام بالمبادلة.

(كايل) يقايض الموقد بمولّد للكهرباء.
(كايل) يقايض الموقد بمولّد للكهرباء. صورة: Kyle MacDonald/Flickr

كما ذكرنا سابقاً؛ فإنّ ما كان (كايل) يريده هو اختبار ما يمكن أن يحصل عليه، فلم يتوقّف عند هذا الحد واستمرّ في التجربة، وكانت الخطوة التالية هي مبادلة المولّد عندما قام أحدهم بالاتصال به وقال: ”لدي برميل بيرة فارغ ما رأيك أن أمنحك إياه بالإضافة إلى وثيقةٍ تثبت أنني أدين لك بتعبئته بالبيرة، ويمكنك الحصول أيضاً على لافتةٍ مضيئةٍ لعلامة Budweiser التجارية“، وهو ما أثار اهتمام (كايل) الذي اعتبره أكبر وأفضل من مولد للكهرباء.

(كايل) يقايض المولّد ببرميل البيرة مع وعد بملئه في أي لحظة.
(كايل) يقايض المولّد ببرميل البيرة مع وعد بملئه في أي لحظة. صورة: Kyle MacDonald/Flickr

بعد هذه المبادلة اعتقد (كايل) أنّ اللافتة المضيئة والبرميل الفارغ والوعد بملئه بالبيرة ليست إلا معدات لبدء حفلةٍ فورية، فاتصل به منسق أغاني (ديجاي) محلي يدعى (ميشيل بريت) وعرض عليه مقايضة معدات الحفلة الفورية خاصته بإحدى عربات التزلّج على الجليد القديمة التي يملكها.

في الحقيقة؛ ما دفعه إلى قبول العرض ليس مجرّد فكرة أنّ عربة التزلّج على الثلج قد تكون مفيدةً في فصل الشتاء في كندا، بل كانت قول (ميشيل) أنّه مستعدٌ لمنحه إحدى عرباته، وهو ما يعني أنّ لديه أكثر من واحدة.

عربة التزلج.
عربة التزلج. صورة: Kyle MacDonald/Flickr

جذب حصول (كايل) على عربةٍ للتزلج على الجليد بهذا الشكل انتباه إحدى المجلّات المختصّة بهذه العربات، فقررت المشاركة في المبادلات والاستفادة من الأمر في الحصول على بعض الدعاية، فتواصلت المجلّة معه وعرضت عليه أن يمنحها العربة مقابل منحه رحلةً لشخصين إلى جبال (الروكي) في كندا.

في الحقيقة، ترافقت هذه المبادلة مع العديد من الأحداث ولكنّ أهمها كان ظهوره على التلفاز مرتدياً سترةً كُتب عليها Cintas، وهو اسم شركةٍ تنتج الأزياء الموحّدة، وصدف أنّ المسؤول عن الشركة شاهده على التلفاز مرتدياً تلك السترة التي تحمل اسم الشركة مما دفعه للتواصل معه طالباً منه أن يعطيه تذاكر الرحلة مقابل حصوله على شاحنة صغيرة.

شخصان أمام شاحنة
صورة: Kyle MacDonald/Flickr

في هذه النقطة من القصة؛ أدرك (كايل) أنّ فكرته كانت تلاقي نجاحاً كبيراً، فمشبك الورق الصغير قد تحوّل إلى شاحنة والتي هي بالتأكيد أكبر وأفضل، ولكن كما هو الحال عندما تكون رابحاً في الرهانات وتسمع صوتاً داخلياً يدفعك للمراهنة من جديد، يبدو أنّ هناك صوتاً كان يشجّعه على القيام بمبادلةٍ أخرى، فمنح الشاحنة لشابٍ يمتلك فرقةً موسيقيةً مقابل عقدٍ يمنح حامله فرصة تسجيل ألبومٍ موسيقيٍ.

(كايل) يحصل على عقد لتسجيل ألبوم موسيقي.
(كايل) يحصل على عقد لتسجيل ألبوم موسيقي. صورة: Kyle MacDonald/Flickr

بعد أن عرض (كايل) العقد للمبادلة اكتشف أنّ هناك الكثيرين ممن يرغبون في الحصول عليه، فتتالت عليه العروض حتى أنّ إحداهن عرضت عليه منحه عذريتها مقابل العقد –وهو ما رفضه طبعاً– وانتهى به الأمر بإجراء مقايضةٍ مع شابةٍ أمريكية حصل منها على عقد إيجارٍ لمدة عامٍ كامل لنصف شقتها المؤلّفة من طابقين مقابل عقد تسجيل الموسيقى ذاك.

كايل وشابة أمام منزلها
صورة: Kyle MacDonald/Flickr

بعد أن علمت جارته الجديدة بقصته؛ رغبت في الحصول على عقد الإيجار للشقة وعرضت عليه منحه إياها مقابل إعطائه فرصةً لقضاء يومٍ كاملٍ مع رئيسها في العمل، وهو ما وجده (كايل) غريباً في البداية إلا أنّه وافق على الفور بعد أن علم أنّ رئيسها هو (أليس كوبر)، فقضى معه بعض الوقت كما ظهرا معاً على المسرح، حيث يمكنك في الصورة أدناه رؤية (كايل) مع (أليس) وهما يرفعان مشبك ورقٍ عملاق في الهواء.

(كايل) مع (أليس) وهما يرفعان مشبك ورقٍ عملاق في الهواء.
(كايل) مع (أليس) وهما يرفعان مشبك ورقٍ عملاق في الهواء. صورة: Kyle MacDonald/Flickr

الخطوة التالية التي قام بها كانت مبادلة فرصة قضاء يومٍ مع (أليس كوبر) بـ”كرةٍ زجاجيةٍ“ تحمل شعار فرقة Kiss، وهو ما اعتبره الكثيرون ممن كانوا يتابعون قصته بأنّه أسوء ما قام به، حتى أنّ البعض منه وصفه بالأحمق ولكنّه بالطبع لم يكن كذلك، فقد كان قد تلقّى قبل قيامه بتلك المبادلة بشهرين مكالمةً من الممثل والمخرج والمنتج الأمريكي المشهور (كوربين بيرنسين) يعرض عليه مبادلة شيءٍ ما بدورٍ في فيلمٍ هوليوودي، فعلم (كايل) حينها من تصفّح صفحته على ويكيبيديا أنّ (كوربين) يمتلك أكبر مجموعةٍ من الكرات الزجاجية في العالم يصل عددها إلى 6500 كرة، وهو ما دفعه في الأساس إلى قبول مقايضة الكرة بقضاء الليلة مع (أليس كوبر).

(كايل) يحصل على الكرة الزجاجية.
(كايل) يحصل على الكرة الزجاجية. صورة: Kyle MacDonald/Flickr

بالطبع كان القبول مخاطرةً بحدّ ذاته، فهو لم يكن واثقاً أنّ (بيرنسين) قد يرغب بهذه الكرة، ولكن لحسن حظّه عندما عاود الاتصال به وأرسل له صورةً للكرة أخبره (كوربين) أنّه يريدها بل يحتاجها، وبهذا تمكّن (كايل) من ضمان استمرار تجربته وأصبح يمتلك عقداً للتمثيل في فيلمٍ هوليوديٍّ مع (كوربين بيرنسين).

(كايل) يقايض الكرة الزجاجية مقابل عقد للتمثيل في فيلم في (هوليوود).
(كايل) يقايض الكرة الزجاجية مقابل عقد للتمثيل في فيلم في (هوليوود). صورة: Kyle MacDonald/Flickr

بعد ذلك تلقّى (كايل) اتصالاً من رجلٍ يُدعى (بيرت) وهو مسؤول التطوير الاقتصادي في بلدة (كيبلينغ) الواقعة في (ساسكواتشوان)، وعرض عليه منحه أحد المنازل في البلدة مقابل شيءٍ يمتلكه، وعندما أخبره أنّه يمتلك حالياً دوراً في فيلم ردّ (بيرت) بأنّه يفكّر في إقامة حفلةٍ كبيرةٍ يدعو إليها جميع من يرغب بالحضور من كافة أنحاء العالم لتتاح لهم المشاركة في تجارب الأداء للدور السينمائي، وهكذا حصل (كايل) على منزلٍ من مشبكٍ للورق.

المنزل الذي حصل عليه (كايل) في نهاية المطاف.
المنزل الذي حصل عليه (كايل) في نهاية المطاف. صورة: Kyle MacDonald/Flickr

بالطبع لا أظنّ أنّ (كايل) كان يعتقد في البداية أنّ مشبك الورق ذاك قد يمنحه ذلك المنزل، ويبدو أنّ ذلك لم يكن هدفه منذ البداية، فهو كان يقوم بالتجربة للمتعة بشكلٍ رئيسيٍّ، ولكنّه بعدها لاحظ أنّ تجربته جلبت أكثر من ذلك: العديد من التجارب الجديدة والفرص، فذلك الدور في الفيلم كان من نصيب شابٍ تخرّج للتو من الجامعة وكان يعمل في وظيفةٍ تقدّم له الحد الأدنى من الأجور، وتلك الشركات التي تعامل معها حصلت على دعايةٍ عالمية وأصبحت معروفةً للكثيرين.

الجدير بالذكر أنّه خلال الحفلة التي جرت في بلدة (كيبلنغ) –التي يوجد بها الآن تمثال لمشبك الورق الأحمر– ظهرت الفتاة التي حصلت على مشبك الورق الأحمر الشهير حاملةً إيّاه في سلسلةٍ حول رقبتها، فكان الأشخاص يقولون لـ(لكايل): ”لقد حصلت على كلّ هذا من مشبكٍ للورق ألا تتمنى الحصول عليه الآن؟ لا بدّ أنّه يساوي الكثير من المال الآن“، وكان يجيبهم: ”الأمر لا يتعلّق بمشبك الورق ومبادلته أو بيعه أو بقيمته الماديّة، لو لم أقم بمبادلة ذلك المشبك حينها لكنت حتى الآن مجرّد شخصٍ عاديٍّ يجلس في مكتبه حاملاً المشبك في يده متسائلاً ما الذي يمكن أن يحصل إن بادلت هذا المشبك بشيءٍ ما؟“.

وإذا أردنا صياغتها بكلماتٍ أخرى، كان (كايل) يقول أنّ الأمر يتعلّق بالفرص التي تتاح لك في الحياة، وأنّه كان يريد أن يكون شخصاً يستغل الفرض، وليس شخصاً يندم بعد تقدّمه في العمر على عدم القيام بشيء.

مقالات إعلانية