in

حقائق وأساطير عن الرجال والجنس

عند الحديث عن الجنس – خصوصاً في المجتمعات ”المحافظة“ – فهناك العديد من الادعاءات و”المعلومات العامة“ التي يتداولها الناس كحقائق مسلم بها، لكن مع كون بعض هذه الحقائق شديدة الغرابة أو تفتقد للمنطقية في بعض الحالات، فمن المفيد تسليط الضوء عليها وإثباتها أو دحضها بالدليل العلمي أو الاحصائيات على الأقل. ومن هذه الشائعات عامة اخترنا التالي:

الرجال يفكرون بالجنس أكثر بستة مرات من النساء:

رجل يفكر بالجنس
الرجال يفكرون بالجنس أكثر من النساء، لكنهم كذلك يفكرون أكثر بمواضيع عدة عموماً.

الإجابة على سؤال ”كم مرة تفكر بالجنس يومياً؟“ سيكون أمراً صعباً وربما غير ممكن لمعظمنا، ففي النهاية لا أحد منا يحتفظ بسجل يحوي المرات التي فكر فيها بالجنس خلال يوم أو أسبوع مثلاً، لكن هذا السؤال يجاوب عليه عادة بإشاعة شهيرة بأن الرجال يفكرون بالجنس أكثر من النساء بست مرات.

الأبحاث التي أجريت حول هذا السؤال تعطي نتائج متفاوتة بشكل كبير، فبينما أظهر بحث نشر عام 2012 نتائج تقول أن الرجال قالوا أنهم يفكرون بالجنس 8 مرات وسطياً باليوم مقابل ستة مرات للنساء (مع كون الإجابات عن التفكير بالحاجات الأساسية كالطعام والنوم أظهرت تفوقاً للرجال كذلك)، فالنتائج تغيرت بشكل كبير عند الطلب من المشاركين بالدراسة حمل عدادات خاصة يقومون بالضغط عليها كلما راودتهم فكرة جنسية، حيث أظهرت النتيجة هذه المرة أن الرجال يفكرن بالجنس 34 مرة باليوم وسطياً مقابل 19 مرة للنساء (مع ملاحظة تناسب عكسي بين تقبل المجتمع للنساء وعدد المرات التي يفكرن بها بالجنس مما يقود للظن بتدخل النظرة الاجتماعية بكبت الأفكار الجنسية للنساء).

مع عجز البحث عن التأكد من كون حمل العدادات لا يؤثر على النتائج للإحصاء، فالنتائج تبقى غير مؤكدة تماماً إلا أنها تشير بشكل كبير إلى أن الرجال ربما يفكرون بالجنس أكثر من النساء، لكن الفرق ليس بالضخامة التي يظنها البعض.

الرجال يمارسون الجنس مع شركاء جنسيين أكثر من النساء:

جنس
تصريح الأشخاص بعدد شركائهم الجنسيين السابقين يخضع بشكل كبير لحالتهم الاجتماعية ومقدار تأثرهم بالنظرة المجتمعية.

وفقاً لدراسات أجريت أعوام 1997 و2003 و2007 فالإحصائيات التي أجريت في بلدان الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والنروج وفرنسا ونيوزلندا تظهر أن الرجال عموماً يقولون أنهم مارسوا الجنس مع عدد شركاء جنسيين سابقين أكثر من الأعداد التي تقولها النساء بشكل ملحوظ. الأمر غير ممكن بطبيعة الحال كون العملية الجنسية للغيريين (وهم العينة التي أجريت عليهم الدراسات) تتطلب ذكراً وأنثى وبالتالي فالعدد الوسطي يجب أن يكون ذاته للجنسين بالمحصلة.

قدم الباحثون عدة مقترحات تفسر التباين بين متوسط عدد الشركاء الجنسيين السابقين لكل من الجنسين، حيث تتضمن هذه المقترحات احتمال كون التباين ناتجاً من كون عدد كبير من الرجال يمارسون الجنس مع عدد قليل من النساء ذوات النشاط الجنسي المرتفع جداً (كمن يعملن بالدعارة مثلاً)، واحتمال اعتبار الرجال لعدد أكبر من التصرفات كعمليات جنسية أو الاحتمال الأخير ربما الأكثر واقعية: الرجال يبالغون بعدد شركائهم الجنسيين السابقين بينما تحاول النساء تقليل العدد قدر الإمكان نتيجة النظرة الاجتماعية لكل من الجنسين. فعندما سئلت الأسئلة لكل من الرجال والنساء الموصولين على جهاز مشابه لجهاز ”كشف الكذب“ في دراسة عام 2003 أتت النتائج شبه متطابقة لكل من الرجال والنساء.

الرجال يقومون بالخيانة الزوجية أكثر من النساء:

خيانة زوجية
التفكير بالخيانة لا يعني القيام بها بالضرورة.

كما يعكس المثل الشعبي السوري ”يا مأمنة بالرجّال متل المأمنة بالمية بالغربال“، فالقول أن الرجال يميلون للقيام بالخيانة الزوجية اكثر من النساء هو أمر شائع عبر الثقافات المتعددة (وربما يرتبط بشكل كبير بالقول أن الرجال يفكرون بالجنس أكثر من النساء بستة مرات). لكن الدراسات التي أجريت أعوام 2005 و2010 وعام 2017 الجاري تقول أن هذا الاعتقاد صحيح إلى حد بعيد ولو أن فرق الخيانة بين الجنسين يتناقص بشكل كبير مع مرور الزمن.

الجدير بالذكر هو كون هذه الدراسات تعتمد على اعترافات كل من الرجال والنساء وهو أمر لا يعكس الواقع بالضرورة ولا يعني أن النتيجة مؤكدة تماماً، مع كون النتائج الأخيرة تظهر معدلات خيانة متقاربة جداً وشبه متطابقة للجنسين مع كون الرجال يقولون أنهم يفكرون بالخيانة أكثر بكثير من النساء ولو أن هذه الأفكار لا تنعكس بالضرورة على شكل تصرفات وخيانة واقعية.

الرجال مهتمون بالعلاقات الجنسية الثلاثية أكثر من النساء:

علاقة جنسية ثلاثية
العلاقات الجنسية الثلاثية لا تزال تواجه نظرات اجتماعية قاسية حتى في المجتمعات المتقدمة.

مع كونها من أكثر الأشياء التي تتداول عموماً كشيء واقعي، فالدراسات التي أجريت عامي 2004 و2016 تقترح أن هذا الأمر صحيح مع كون الرجال يرغبون بالعلاقات الثلاثية أكثر بمرتين من النساء مع تفضيلهم للعلاقات التي تتضمن رجلاً وامرأتين بالدرجة الأولى.

التباين في الرغبة بهذه العلاقات ناتج عن مفاهيم ”العيب“ الاجتماعية التي عادة ما تحاكم النساء على اشتراكهن بعلاقات ثلاثية بشكل أقسى من الرجال عادة وفق دراسة نشرت عام 2009.

هل تعرف شائعات جنسية أخرى تتعلق بالرجال؟ راسلنا على بريد الصفحة وسنتناولها في مقالات لاحقة مع الدراسات المتعلقة بها.

مقالات إعلانية