جميل سليمان
الإجتثاث، أو Eyestalk Ablation، هو إزالة إحدى عيني أنثى الجمبري (القريدس أو الروبيان) من قشرتها، قد يكون بشكل أحادي أو ثنائي الجانب في بعض الأحيان، وهو إجراء روتيني مستخدم في أغلب منشآت أو مصانع نضوج وتكاثر الروبيان حول العالم والهدف منه هو تحفيز أنثى الروبيان على تطوير البيوض الناضجة وتكاثرها.
علمياً، مازال الرابط الأساسي مجهولاً وغير مؤكد صحياً، أما تجارياً فالأمر مربح جداً.
النظرية الأكثر قوة عن أسباب قلة إنتاج البيوض في مزارع الروبيان والمصانع وغيرها هي أن معظم حالات حبس الروبيان تكون محفِّزة لإفراز مواد مثبطة في الإناث تمنعها من تطوير البيوض الناضجة، حتى وإن حدث وقامت الأنثى بإنتاج البيوض في الأسر فإن استخدام تقنية الاجتثاث يرفع إجمالي إنتاج البيوض، ويزيد من نسبة الإناث في المجموعة والتي ستشارك في التكاثر. بمجرد أن تتعرّض الإناث لاستئصال العين، فإن تطور المبيض الكامل غالباً ما يستتبع ذلك خلال فترة تتراوح بين 3 إلى 10 أيام.
إن النظرية الأكثر شيوعاً حول تناقص هذا التثبيط عند استخدام هذه التقنية هي أن هرمون تثبيط الغدد التناسلية GIH يتم إنتاجه في غدد ومجمعات الإفراز العصبي في العين. ويُفرَز هذا الهرمون طبيعياً في موسم عدم التكاثر، وهو يغيب أو يتم إفرازه فقط بتراكيز منخفضة خلال موسم التكاثر. ويدل إحجام معظم الروبيان عن تطوير المبيضات الناضجة بشكل روتيني في الأسر على ارتفاع مستويات الهرمون GIH، ويؤدي استئصال العين إلى خفض عيار الهيموليمف العالي من GIH.
لكن الاجتثاث لا يؤثر فقط على هرمون واحد مثل GIH، بل يؤثر على العديد من العمليات الفزيولوجية. إلى جانب دليل GIH، هناك فرضية أخرى تشير إلى أن الاستئصال المجهري للعين يقلل أيضاً من شدة الضوء، وبالتالي يحفز نضج المبيض. في قريدس الموز مثلاً، الضوء الخافت مفضل من أجل نضوج المبيض والبيوض. لكن الآلية الدقيقة لتحفيز استئصال العين على نضج المبيض ليست مؤكدة تماماً.
التأثيرات:
هناك العديد من الآثار المباشرة وغير المباشرة لاستئصال العين عند إناث الروبيان ، بما في ذلك:
- زيادة إجمالي إنتاج البيوض عن طريق زيادة عدد مرات طرح البيوض بالرغم من أن دورة الطرح تكون أقصر.
- ازدياد معدّل الوفيّات.
- تدهور حالة إناث الروبيان بعد العملية.
- قد يؤدي إلى تغيرات في اللون، وقد يؤدي إلى انخفاض إنتاج البيوض، وفي النهاية، نقص جودة البيوض.
إن استخدام استئصال العين Eyestalk للحث على النضج الإنجابي في القشريات يؤدي دور المحفز ويزيد من الإنتاجية، إلا أنه أيضاً يؤدي إلى مخاطر متعلقة بالنمو، ويقصر دورة التصريف ويزيد من المتطلبات الحيوية. وبناءً على ذلك، ومع كل تلك الاختلافات الجوهرية بين إيجابيات الطريقة وسلبياتها، يبقى موضوع تكاثر الجمبري وتكاثره في المزارع محط جدل واسع، ويبدو أنه لن يتم حلّه قريباً لأنه بحاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث على المدى البعيد.
