in

كيف سيتغير العالم الاسبوع المقبل

دونالد ترامب وهيلاري كلينتون

نستطيع القول أن الانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة يوم الثلاثاء القادم هي أهم انتخابات في العصر الحديث، ومنذ سقوط جدار برلين. السؤال لماذا؟ علينا أولا التكلم عن حدثين عالميين مهمين و هما:

  1. العولمة والهجرة.
  2. اختلاف الاجيال.

1. العولمة والهجرة:

ادت العولمة إلى تغيير شكل العالم الغربي بشكل خاص. فالسويد أصبحت أقل سويدية و أكثر عالمية خلال الأربعين سنة الماضية بسبب سهولة الهجرة إليها، وهكذا فرنسا أصبحت اقل فرنسية وحتى أمريكا أصبحت اقل بيضاء (البيض الامريكان من اصول اوروبية قل عددهم) وازدادت اعداد باقي اجناس العالم (من اصول غير اوروبية) بسبب الهجرات ايضا. وهذا يشمل اغلب الدولة الغربية التاريخية مثل فرنسا وبريطانيا وغيرها.

2. اختلاف الاجيال:

ظهور جيل جديد شاب في الغرب يؤمن بأن اختلاط ثقافة الشعوب مهم وجيد مما أدى إلى تقليل فكرة القومية في العقول الشابة وزيادة فكرة العولمة والعالمية في نفس الوقت. كردة فعل، أصبح الجيل القديم والاكبر سنا أقل ترحيبا بالاجانب وبفكرة العولمة التي جلبت الاجانب إلى بلادهم. الجيل الجديد أصبح يومن بالانفتاح العالمي وهو جيل ايضا أقل تدينا من الاجيال السابقة. بينما الجيل القديم أصبح محافظا ويريد الحفاظ على ابقاء السويد سويدية وفرنسا فرنسية وامريكا امريكية (بدون هولاء المهاجرين من المكسيك و من دول آسيا).

العولمة
العولمة – صورة من تصميم Maya Shleifer من فليكر

النتيجة لهذين الحدثين الكبيرين هو أن صراع الأجيال وصل إلى صراع السلطة. ففي أوروبا ظهر معسكران سياسيان؛ معسكر يمثل جيل المحافظين ويريد الحفاظ على أوروبية أوروبا، ومعسكر ليبرالي يريد أن تصبح أوروبا مكان متعدد الثقافات وعالمي.

وكان استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي هو المواجهة الأولى لهذا الصراع. في أمريكا حصل نفس الشيء تقريبا… فظهر فجأة دونالد ترامب وهو رجل اعمال ثري ومشهور كتجسد لحالة ردة الفعل عند المحافظين. فدونالد ترامب المرشح عن الحزب الجمهوري يريد تقليل الهجرة وبناء جدار مع المكسيك لوقف الهجرة وايضا جعل الهجرة لفئات معينة دون غيرها. في المقابل ظهرت هناك هيلاري كلينتون المرشحة من الحزب الديموقراطي كشخصية سياسية تدعم بشكل قوي حقوق المهاجرين الجدد وتمثل التيار الغربي الليبرالي المنفتح على العالم الحديث والمستعد لكي تكون أمريكا بلدا مستقبلا للمهاجرين من كل العالم وليست فقط من أوروبا.

كل هذا الصراع سيتجسد بمن هو الفائز بالانتخابات. إذا خسر ترامب وخسر المحافظون فهذا يعني أن العولمة ستستمر وأن الدولة الغربية وخصوصا أمريكا وأوروبا ستسمر في طريقها لتصبح بلدانا عالمية وليست قومية، أما إذا فاز ترامب وفاز المحافظون فهذا معناها أن الصراع الحقيقي على هوية الغرب وأمريكا وأوروبا قد بدأ وأن صراعات أخرى قادمة بالطريق لا محالة. ففي كلا الحالتين سيتغير العالم.

ملاحظة: سكان الولايات المتحدة الامريكية كالتالي:

الشعب الأمريكي
الشعب الأمريكي
  1. الامريكيون من أصول افريقية وهم الذين جاء بهم البيض من خلال العبودية الى امريكا: يمثلون 15% من السكان ويدعمون هيلاري كلينتون بقوة.
  2. الامريكيون من أصول لاتينية (المهاجرون إلى امريكا من المكسيك وكوبا وغيرها): يمثلون 18% من السكان. لغتهم الام الاسبانية ويدعمون هيلاري كلينتون.
  3. باقي السكان وهم على الأغلب بيض من أصول اوروبية مع بضعة ملايين من أصول اسيوية: يمثلون تقريبا 66% من السكان. هولاء منقسمين في تصويتهم بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب.

مقالات إعلانية